Telegram Web
#تأمل #اليقظة_الذهنية #علم_نفس

رقم | ع / ٢ / ٢٧
تاريخ | ٥ / ٧ / ١٤٤٥ هـ


• السؤال:

أنا مبتلى ب ADHD (نقص الانتباه وفرط النشاط)،
ومن أساليب العلاج التي تحقق نتائج مبهرة وينصح بها بعض أطباء الغرب: ممارسة (Meditation) وأقل ما تفعله اعثر على بيئة هادئة أغمض عينيك لمدة مثلا ٢٠ دقيقة واستشعر حالتك الداخلية ومدخلات حواسك وراقب أنفاسك ولا تنشغل بأي عامل خارجي أو أفكار عابرة فقط ركز على التنفس.

فهل إذا طبقت ذلك لغرض العلاج فقط يعد من التشبه المحرم؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

دعواتنا لك بتمام الصحة والعافية…
ونقدر سؤالك وحرصك على عقيدتك، ويمكن الإجابة عن سؤالك من عدة أوجه:

الأول: تتزايد الدعايات في هذا العصر لممارسة التأمل (Meditation) وطقوسه المتنوعه بذريعة الاسترخاء وتهدئة وتيرة الحياة الصاخبة أو بذريعة العلاج وغيره.
وللتأمل صور وأنواع متعددة تتضمن مراقبة التنفس وتمارين التركيز وإخلاء الذهن، أو إعمال الخيال، وبعض الأوضاع الجسدية، وتعود أصول هذه الممارسات للفكر الباطني الشرقي والذي في مجمله يهدف إلى بلوغ الاستنارة وتحقيق مستويات عالية من الوعي بحسب مصادرهم الفلسفية وهو بهذه الصورة يعد جزءًا من الطقوس الوثنية كما فُصلت الإجابة حول هذا في عدد من المواضع في القناة…

الثاني: يطرح بعض المختصين النفسيين بعض الحلول المستفادة من ممارسات التأمل والتي يظن أنها قد تفيد وفقا لبعض الأبحاث أو التجارب… والضابط في هذه (استشارة الثقة من جهة علمه ودينه).
وقد عرضنا هذه الاستشارة على المختصة في الصحة النفسية د.سحر كردي فأجابت مشكورة:
"بأن اضطراب ADHD أو فرط النشاط وضعف الانتباه لا يعد مرضا، بل هو حالة مزمنة تصيب 6٪ من الناس، .. يحتاج من يعاني منه إلى تأهيل لفهم حالته وتزويده ببعض الأساليب المعينة على الصعوبات التي يمكن أن يواجهها في أداء بعض المهام الحياتية كالدراسة أو العمل. والوصف الذي ذُكر في السؤال هو لإحدى ممارسات التأمل المستفادة من الديانات الشرقية وهي (اليقظة الذهنية Mindfulness) وهي ممارسة غير معترف بها في كثير من الأوساط العلمية في المجال النفسي" انتهى جواب د.سحر.
وننصح السائل بمتابعة طرح المختص النفسي د. خالد الجابر حول التيقظ الذهني.

الثالث: ما ذكره السائل في وصفه (إغماض العينين، ومراقبة التنفس، وعدم الانشغال بأمر خارجي) إن نظرنا إليه بمنظور خالي الذهن فسنقول هو أقرب ما يكون إلى الاسترخاء وترك التفكير. وإن نظرنا إليه كجزء من المنظومة الروحانية الشرقية فهو جزء مهم من تلك الطقوس،
وبالتالي فاستعماله للعلاج أو السيطرة على اضطراب معين إن كان النفع متحققاً وخلا من الاعتقاد وخلا من المشابهة الظاهرية فإنه لا يعد ممارسة للتأمل ولا تشبها بطقوسه؛ شرط أن لا تنحى هذه الممارسة أو تتطور إلى معنى محرّم كأن يقصد إدخال الطاقة أو الاتحاد بمصدر أعلى أو اكتساب قوة أو غيره من الأهداف الوثنية.
وأن لا يشابههم في هيئتهم أو جلستهم أو شيئا من طقسهم الظاهر، مثلا يكون مستلقيا أو مستندا إلى كرسي بجلسة عادية لا جلسة يوغا، وأن يأمن من نفسه عدم الانجرار أو الاسترسال إلى ممارسات أخرى فيها مشابهة في الاعتقاد أو الأفعال.
ومما يعين على ذلك أن يكون مطلعاً على صور التأمل الوثني وأساليبه وأهدافه وأطروحات الناقدين كي لا ينجر خلف تلك الممارسات أو يغتر بها.
مع استصحاب أن مثل هذه الممارسات لم تنشأ في مجتمع مسلم لديه من العبادات والشعائر الإيمانية ما يغنيه عن تلك الممارسات والطقوس بل جاءت لتسد ثغرا وتعالج نقصا نتج عن غياب الإيمان والمعتقد السليم عند تلك المجتمعات.


وعلى المسلم إذا ابتلي بمثل هذه الاضطرابات والأمراض أن يصبر فهو مأجور، وأن يبحث مستعيناً بالله عن بدائل تخلو من الشبهة، مع الانتظام على منهج أصيل مستمر يسهم في زيادة التركيز ويورث قوة القلب والإيمان كالاجتهاد في الخشوع في الصلاة والاستعانة بالله وقراءة القرآن بتدبر مع الاستمرار والمداومة على ذلك.
والله المستعان

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. عائشة بنت محمد الشمسان
دكتوراه في الحسبة والرقابة.

الوسم المرجعي:
#الوعي_النفس_العقل_الباطن

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
٧ أسئلة وأجوبة
عن العقل الباطن، وحقيقته، وآثاره:

• فلسفة الاعتقاد ببرمجة العقل الباطن
https://www.tgoop.com/ask_albaydha/1927

• حقيقة "السبلمنل"ومدى تأثيره
https://www.tgoop.com/ask_albaydha/1428

• التشافي الذاتي ببرمجة العقل الباطن
https://www.tgoop.com/ask_albaydha/1240

• (فيجن بورد) لوحة الأحلام
https://www.tgoop.com/ask_albaydha/714

• استخدام العقل الباطن كأداة لتحقيق ما تريد
https://www.tgoop.com/ask_albaydha/728

تأثير تفكير الإنسان على الكون
https://www.tgoop.com/ask_albaydha/1221

أثر العقل والفكر على الجسد
https://www.tgoop.com/ask_albaydha/1208

————————————————
قناة اسأل البيضاء:
تُجيب على أسئلتكم العقدية، واستفساراتكم حول الإشكالات المتعلقة بالباطنية الحديثة، وتطبيقاتها.
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
#قانون_الامتنان

رقم | ق / ٢ / ٥
تاريخ | ٨ / ٧ / ١٤٤٥ هـ


• السؤال:
السائلة تسأل عن تسجيل النعم في دفتر خاص بغرض استذكارها عند القنوط والحزن
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

هذا من الأمور المستحدثة على سبيل التعامل مع النفس وترويضها، وعادة يدعو لها من لهم اهتمام بتطوير الذات أو من يدّعون ذلك. والأولى الاكتفاء والاقتصار على ما ورد في السنة النبوية من أذكار وأدعية في الشكر والثناء على الله عزوجل بما هو أهل له، وذلك لأمور:

أولها: أن فيما ورد من أدعية وأذكار غنية وكفاية وشمول. فلو استحضر المسلم وهو يردد تلك الأذكار بيقين نعم الله عليه وشكره له سبحانه لكان هذا من أسباب سروره وانشراح صدره وأكبر النعم وأعظمها نعمة الإسلام والتوحيد.
ثم إن نعم الله سبحانه على الإنسان أكبر من أن تعد وتحصى فقد قال عزوجل {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}.

ثانيهما: أن الله وهب عقل الإنسان من الخصائص ما يستطيع به تمييز النعم واستحضارها دون الحاجة إلى تكلف كتابتها.
والتكلف في التفاصيل مما دلت عموم أدلة الشريعة على النهي عنه. كالنهي عن تكلف السؤال عما خفي كقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}
والنهي عن إحصاء الأعمال كما في قوله ﷺ لأسماء بنتِ أبي بكر -رضي الله عنهما- [أنفقي وانفحي أو انضحي، ولا تُحصي فيُحصي الله عليكِ].

الثالث: أن هذا الأسلوب -وإن كان ينفي من يروج له علاقته بما يسمى قانون الامتنان- "الذي يهدف إلى توجيه الشكر إلى ذات النعم" إلا أنه ممهد له ويستخدم ذات الأساليب والأدوات، وعليه تركه أولى والله تعالى أعلم.
للمزيد حول قانون الامتنان يراجع سؤال:
اضغط هنا

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. عائشة بنت محمد الشمسان
دكتوراه الحسبة والرقابة.

الوسم المرجعي:
#القوانين_الكونية_الروحانية

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
#فلسفة_شرقية #مصطلحات

رقم | د / ٢ / ٣٠
تاريخ | ٨ / ٧ / ١٤٤٥ هـ


• السؤال:
السلام عليكم
ماهي المصفوفة أو الماتركس وهل لها علاقة بالطاقة؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

المتركس: اسم لسلسلة سينمائية (The Matrix)، ويعني المصفوفة الذهنية
ولا علاقة له بمفهوم المصفوفات الرياضية (Matrix Matrices)، المستخدمة في البرامج الحاسوبية.

فأفلام (ماتريكس) مروجة للأبعاد الفلسفية والروحانية وتدور قصتها حول شاب يهوى اختراق أجهزة الحاسوب فيمر على اسم “الميتركس" مما يثير فضوله حول ما هيته، فيكتشف -حسبما يزعمون- أنه مع كل الناس من حوله يعيشون عالما وهمياً افتراضياً لا حقيقة له إلا في أذهانهم.

ويطرح في هذا الفيلم أسئلة جوهرية عن الإيمان بالقدر، والإله، ثم يشكك فيها ويروج للمعتقدات الروحانية في القدر والإله والمصير وغيره..

يدعم الفيلم فلسفة أن الناس يقعون تحت سيطرة أوهام زرعت في أذهانهم ويدعو إلى ضرورة التخلص منها وصنع واقعهم الجديد الذي يتحررون فيه من القيود والحدود.

وهذا كله مبني على معتقدات روحانية متأثرة بفلسفة الفيدانتا الهندوسية، التي تزعم أن الواقع مجرد وهم ولا حقيقة له إلا في الذهن، وأن كل ما تراه إنما هو من خلق أفكارك.

وهذه الفكرة -مع انحرافها الشديد- فهي غاية في السذاجة إذ لو كان الواقع من خلق الذهن؛ لصنع كل شخص لنفسه عالما من الأحلام الوردية، ولما رأى عدد من الأشخاص المتقابلين نفس المكونات في نفس المكان، -من المؤمنين بالروحانية الذين يزعمون وصولهم للوعي الكافي- فضلا عن غيرهم!

كما أنها فلسفة ظاهرة الفساد والمحادة لله تعالى، إذ يزعمون أن الفكر هو الخالق بإطلاق، وهذا إنكار واضح للرب الخالق جل وعلا ومنازعة له في خصائص ربوبيته والله تعالى يقول: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا}.

وكثير غيرها من الآيات الدالة أن هذا الكون مخلوق مستقل عن خلق الإنسان وليس وهما من صنع أفكاره فحسب.

والمروجون لفلسفة الميتريكس من الروحانيين، يزعمون (ألا حقيقة)، ولا حق ولا باطل ولا أحكام من حلال أو حرام بل هي فوضى مطلقة، وكل الأديان مجرد سيطرة في عالم افتراضي لا حقيقي.
وفي المقابل يؤكدون باستمرار على امتلاكهم هم للحقيقة!! في تناقض سافر وحيلة باطنية.

وحين مواجهتهم بالثغرات الظاهرة في هذه الفلسفة؛ يزعمون أن ما يدعون إليه أمور تُحسُّ وتعاش ويُشْعَر بها دون أن تفهم أو تلقن أو تدرس.
وهذا أقرب ما يكون لوسوسة الشيطان وهمهمات الكهان التي لا يعرف لها معنى ولا تدرك لها حقيقة.

كما أنه هروب ممن لا يملك معلومة حقيقية ناضجة، فيلجأ إلى القول بأنها شيء ذوقي معاش لا يمكن تفسيره.

ومن الجدير بالذكر أن هذه طريقة عامة الفلسفات الباطنية والروحانية.

وفي الفيلم يتضح محاولة تكريس البحث عن تجسيد جديد لروح رجل معظم (خارق) بإمكانه إنقاذ البشرية ويمكن تكرار هذا النموذج لكل من وصل إلى درجة الوعي أو (الاستنارة) المطلوبة، تماما كالعقائد البوذية التي تقرر تناسخ بوذا ولذلك يكثر قولهم "أنت هو" أي أنت إله نفسك وخالق واقعك.

والهدف منه تكوين شخص إلهي وهمي له قدرات متجاوزة على التصرف المطلق والخلق والعياذ بالله.
وفي الفيلم استغلال واضح للمصطلح العلمي (Matrix Matrices) المستخدم في الرياضيات والبرامج الحاسوبية كعادة الروحانيين في التطفل على العلوم، وتعميم مصطلحاتها -المحصور في جوانب علمية محددة- إلى كافة جوانب الفكر والحياة.

هذا باختصار معنى المتركس في السياق الروحاني.
وتختلف معانية بحسب الفلسفات التي تتزعمه.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. نورة بنت شاكر الشهري
الأستاذ المشارك في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#الأديان_والفلسفة_الشرقية

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
#قانون_الامتنان

رقم رقم | ق / ٢ / ٦
تاريخ | ٩ / ٧ / ١٤٤٥ هـ



• السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يصح الحض على شكر الله على نعمه والتعبير عن ذلك بـ (الامتنان)؟
مقصدي ليس الامتنان لكل شيء في الكون إنما الامتنان لله فقط ألاحظ من يدعو إلى شكر الله على نعمه بتعبير الامتنان فهل في ذلك بأس
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

المعروف في اللغة العربية أن عرفان الاحسان والتحدث به يسمى شكرا.
أما الامتنان فلا يرد لغة ولا شرعا بمعنى الشكر، لكن قد استعمله بعض المعاصرين بمعنى الشكر ،وذكره أحمد مختار في معجم اللغة العربية المعاصرة وفسره بالشكر.
والأولى لزوم لغة العرب التي جاء بها الشرع، وترك ما سواها خاصة إذا التبست تلك الألفاظ بالمعاني الباطلة.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. مديحة بنت إبراهيم السدحان
الأستاذ المشارك في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#القوانين_الكونية_الروحانية

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
#ديباك_شوبرا #كتب

رقم | د / ٣ / ١٨
تاريخ | ٩ / ٧ / ١٤٤٥ هـ


• السؤال:

سنعمل على كتاب لدراسته بصدد الرد على النظرة الكونية المادية القديمة استنادا إلى العلوم التجريبية التي سعت النظرة الإلحادية إلى لي عنق هذه العلوم لتسخيرها في الإلحاد، واُقترح هذا الكتاب لكونه يضم تعليلات مستخدمًا ميكانيك الكم، والإشكال هو أن أحد كتّابه: ديباك شوبرا، والذي أعلمه أن هذه الشخصية من رواد حركة العصر الجديد ومروجي الخرافات الروحانية، لكن ما السبيل إلى القول بأن كتابات هذا الرجل في ميكانيك أو فيزياء الكم لا تخدم ما نحن بصدده من الرد؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

شكر الله حرصكم على بيان الحق والسعي في كشف الباطل الذي يُشاب به.
إن الطريقة السديدة لبيان عدم صحة الاستناد في هذا العمل الجليل على رموز أهل الباطل كديباك شوبرا، فالواجب عليك بيان الآتي لهم:
١- من الخطأ الركون في بيان علم محدد إلى غير المتخصص، فالواجب فيمن يبتغي الحق في بيان العلم أن يرجع لأهل العلم فيه؛ إذ غير المتخصص لا يعلم تفاصيل العلم كما يعلمها من قضى عمره بها.
٢- أن المتأمل في موقف علماء الفيزياء وغيرهم من العلماء الذين هم على الجادة العلمية وأصحاب الشهادات فيه نجد أنهم يقفون موقف المعارض لديباك شوبرا، ويحاولون بيان تخرصاته ونشره للزيف، فإذا كان أهل العلم نفسه يرفضون جهوده في علمهم، فكيف يُحال إليه للرد على الملاحدة وجزء كبير منهم من أهل التخصص، فبهذا سيكون العمل هباءً ولن يُقبل.
٣- أن الباطل لا يُرد بباطل مثله، والحق عند بيانه يجب أن يكون واضحًا، وعلى هذا لا يصح الاستعانة بجهود من يروج الباطل باسم العلم لدفع الالحاد الذي يُروح باسم العلم ايضًا؛ لأن النتيجة ستكون سيّان بين الباطل المراد دفعه، والباطل المُستعان به لدفع الباطل الأول.
٤- أن الناظر في كتب ديباك شوبرا يعلم أنه مُزيّف للعلم وكاذب فيه، وأنه متلاعب بمصطلحاته ومخرجُ لها عن سياقها العلمي، وبالتالي لا يصح الاعتماد عليه في كل الأحوال حتى لو كان في بعض ما يقوله حقًا، وفي ذلك يقول ابن تيمية:"لا يُنفق الباطل في الوجود إلا بشوب من الحق"، وللوقوف على شيء من هذا التلاعب والزيف يُنظر على سبيل المثال في كتابه التناغم القدري، فهو يفوح بتلبيس الباطل لباس الحق.
٥- أن حال الناصح في دفع الباطل بأمثال ديباك شوبرا يُوحي بضعف الحق الذي يريد الناصح نشره، فمن سيقف على جهدكم في رد الإلحاد قد يلمسها فيه ضعفًا بسبب ارتكازه على أبرز مزيّفي العلم، وفي هذا وضع للحق بموضع ضعيف لا يُتبّع ولا يُرام منه منفعة.
٦- أن الإلحاد من أبطل الباطل، وضده الحق من أحق الحقائق، وكلما قوي الحق قوي دليله واتضح، فلا يصح بيان هذا بدليل ضعيف وكلام جاهل كديباك.
٧- عند الاستشهاد بأمثال ديباك شوبرا تقل الثقة بالحق الذي يُريد الناصح بيانه ونشره؛ لأن المستند يحوي العلمي والزائف، فما الضمانة لدى العامي عن العلم أو القارئ قراءة سطحية أن هذا الرد صحيح وليس بزائف؟ فالنتيجة سقوط الضمانة في النتاج الذي ترومون الوصول إليه.
٨- أن الاستشهاد بأمثال ديباك مع ما فيه من تشكيك بالحق، فيه كذلك تشكيك بالعلم نفسه، وتوسيع لدائرته لتحتمل من ينصر العلم الزائف ويروج له، وهذه إساءة للعلم الصحيح.
٩- أن الاستشهاد بأمثال ديباك فيه رفع لشأنه وتزكية له، ونشر لباطله، وإصباغه بصبغة علمية لا يرقى لها ولا تليق به؛ إذ هو لم يلتزم المنهج العلمي ولم يلتزم منهجه وطريقته كذلك.
١٠- يجب الاحتراز عند عملكم على مثل هذه المسائل العلمية ألا تخرجوا بها عن سياقها، ولا تحملوا مظنونها على اليقين، ولا افتراضاتها على القطع، وكذلك يجب عليكم بيان أن العلم من حيث هو علم لا يدل دلالة مباشرة على الإلحاد ولا على غيره، ويجب كذلك أن تُراعوا مصطلحات العلم وخصوصياتها فلا تحملوها مالا تحتمل فتقعوا بالخطأ الذي تريدون دفعه.

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.


هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ. سلمى بنت أحمد الربيش
باحثة دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#الأديان_والفلسفة_الشرقية

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
#قانون_الامتنان

رقم رقم | ق / ٢ / ٧
تاريخ | ١٠ / ٧ / ١٤٤٥ هـ



• السؤال:
نعم لكن اليس المذكور في الرسالة هو من شكر الناس؟ حيث ان الكاتب حدد (لكل معروف، لكل ابتسامة، لكل كلمة طيبة)
اشرحوا لي من فضلكم قانون الامتنان انا اعرفه جيدا لكن اريد شرح لعلاقة الرسالة به
هل من الممكن ان نقول ان الرسالة معناها صحيح لكن اشتملت على لفظ مشكل ومحتمِل؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

هذا السؤال يتضمن مسألتين:

المسألة الأولى: مفهوم قانون الامتنان الروحاني
وجوابها:
(قانون الامتنان) هو أحد القوانين الكونية الروحانية، وهو يتضمن دلالات فلسفية ومخالفات عقدية تختلف عن المعنى المجرد لكلمة الامتنان، يُعرّفه أصحابه بأنه:
تقديم الشكر من أعماق القلب لما يتمتع به الإنسان من أشياء جيّدة، وعندما يفعل ذلك تتدفق الطاقة من قلبه وتُحدِث ردود فعل معيّنة في الناس والكون، فمن يمون ممتنًّا إلى الكون على النعم التي لديه، تستجيب الطاقة *الإلهية* -على حد تعبيرهم- بإعطائه مزيدًا من النعم بكُلّ حُب.
وهم يتّخذون لهذا الامتنان طرُقًا منها: تخصيص وقت لتقدير أي شيء، زاعمين أن الشعور الذي يخلقه هذا التقدير والامتنان يُصدر موجات تجذب مزيدًا مما امتن الشخص له.
وهم يعتبرون هذا القانون سببًا للقوة المطلقة، والوصول إلى مكانة عالية، واكتساب قدرات خارقة تُمَكّن الإنسان من تشكيل الواقع، وخلق ما يرغب به من خلال تقديم الامتنان له، فقانون الامتنان الروحاني يمثل على حد تعبير أحد الروحانيين: "إشعاع الطاقة الخلّاقة".
والاعتقاد بهذا القانون بالمعنى المذكور فيه مخالفات لأبواب التوحيد، منها: منازعة الربّ -تبارك وتعالى- في خصائص ربوبيته (الخلق، الملك، والتدبير)، ومنها: الشرك في العبادة بتوجيه عبادة الشكر إلى النّعم بدلا عن إخلاصها للمنعم -جل وعلا- وحده لا شريك له.
ويمكنكم مراجعة جواب سابق حول هذا القانون من هذا الرابط:
اضغط هنا

المسألة الثانية:
دلالة العبارة التي تتضمنها الصورة المرفقة على معنى (قانون الامتنان) الروحاني المنحرف، ونصُّها:
"أيقظ روح الامتنان لكل ربيع جميل حولك، كن ممتنا لكل معروف، لكل ابتسامة، لكل كلمة طيبة، واحذر لهيب الصيف في تأويل بعض الأفعال والعبارات أنها انتقاص لك، عهدتك مترفعا كقلب طير لايحمل غير طيب النوايا".
والجواب عن هذه المسألة:
ينبغي أن يُعلم أن لفظ الامتنان يحتمل معاني أخرى غير قانون الامتنان الروحاني.
فقد درَج استعماله للدلالة على المبالغة الشكر، وقول القائل لصاحب المعروف: "أنا ممتن لك" بقصد المبالغة في شكره، لا يحمل مخالفة عقدية؛ وإن كان ليس من المعاني اللغوية الصحيحة في أصل اللغة، فالمِنّة تطلق في اللغة على معنيين: أحدهما: المنة بالفعل، وهي الإثقال بالنعم، ومنه قوله -عز وجل-: {لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ} [آل عمران: ١٦٤]، وهذا المعنى لا يكون إلا لله -عز وجل-.
والثاني: المِنّة بالقول، وذلك مستقبح فيما بين الناس، ومنه قول الله -تعالى-: {يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} [البقرة: ٢٦٤]
فاستعمال الامتنان بإزاء الشكر استعمال حادث، لكنه لا يحمل المحذور الشرعي الذي يعنيه قانون الامتنان الروحاني إذا عُني به مجرد شكر المُحسن.
ولو نظرنا في العبارات الواردة في السؤال وجدناها تحث على الامتنان لذات المعروف وهذا ما يشتبه مع معنى قانون الامتنان، ولو كان صاحبها يريد توجيه الشكر لصاحب المعروف، وللشخص الذي تبسم في وجهه، والذي قال له الكلمة الطيبة، لكنّ صياغتها على هذا النحو تجعلها قريبة من المعنى المُشكل، خاصة لو صدرت ممن يحمل لوثات الفلسفة الروحانية أو تأثر بقوانينها.

والأولى بالمسلم أن يبتعد عن العبارات الموهمة، والتعبيرات المشابهة لأساليب أهل الضلال، لاسيّما إذا احتوت على ألفاظ في غير معانيها اللغوية المعروفة، وأن يستغني بسعة اللغة العربية ودقة ألفاظها في الدلالة على ما يريد.

والله يعصمنا وإياكم من كل شر.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ.عبير بنت خالد الحمزة
ماجستير عقيدة ومذاهب معاصرة.

الوسم المرجعي:
#القوانين_الكونية_الروحانية

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
#قانون_الامتنان

رقم ق / ٢ / ٨
تاريخ | ١١ / ٧ / ١٤٤٥ هـ



• السؤال:
هناك من يقول للامتنان فوائد علمية مثبتة في علم النفس الإيجابي، وأنتم تقولون أن قانون الامتنان قانون إلحادي ..
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

لفهم الامتنان في مفاهيم الصحة النفسية وجودة الحياة
لابد من النظر للمنطلقات العلمانية التي تنطلق منها المدرسة الغربية في التعامل مع العلوم، فإنها حينما تدرس الحالات والأشخاص الممتنين لا تفرق بين أديانهم ومعتقداتهم، ولا تُعير ما يُمتن إليه اهتماما واعتبارا، وتنظر إلى الشخص الممتن وحده، وأثر ذلك الامتنان عليه من ناحية نفسية ...
وهذا الأثر العلماني في العلوم النفسية تحديدا، خطير جدا؛ وذلك لأن النفس البشرية معقدة التركيب، فهي مركبة من جسد وروح ومشاعر، لا يمكن الفصل بينها، والتعامل معها لا ينفصل عن دينها ومعتقدها وأثره على الروح والنفس والسلوك ..

وقد قامت عدد من الأبحاث في علم النفس الإيجابي على دراسة نفسيات وحالات الأشخاص الممتنين وأثر ذلك على جودة الحياة لديهم، وظهر أن من الآثار النفسية الثابتة للأشخاص الممتين، أن الامتنان:
يخلص من القلق والشعور بحماسة لمساعدة الآخرين، يساعد في تخفيض ضغط الدم والشعور بوضع جسدي أفضل، تنمية مهارات ضبط النفس، ارتفاع نسبة الرضا عن الحياة، والشعور بالسعادة والاستقرار، وزيادة الإنتاجية والأداء، وعلاقات اجتماعية جيدة ... وغيرها.
وهذا معروف ومعلوم، حيث أن الشخص الذي يتعامل مع ما لديه بعين الرضا والقناعة فإن هذه النتائج طبيعية وحتمية غالبا، بصرف النظر عن المعتقد وما يتوجه إليه الامتنان ..

هذا بشكل عام بلا تخصيص لممارسات معينة أو تطبيقات خاصة، أن الشخص الذي يمتن ويفرح ويقنع (ولعلها عبارات أدق من الامتنان) بحاله وما لديه من الخير، سيولد ذلك أثرا طبيعيا على نفسيته وهدوئه وحياته وتعامله مع الظروف والأحوال، بخلاف الشخص الساخط الناقم الذي لا يعجبه شيء ولا يرضى عن شيء ولا حال، فهو سريع الغضب، دائم الإحباط والاعتراض، قليل الإنتاجية، علاقاته متوترة ومشحونة ... إلخ..
فتحقق نتائج إيجابية جيدة للأشخاص الممتنين نتيجة طبيعية متوقعة.

أما بالنسبة لقانون الامتنان، والذي له أفكاره وقانونه وممارساته التي تحركه وتجعله يعمل بزعمهم، ومنها وضع مذكرة ويكتب الشخص فيها توكيدات إيجاببة، يمتن فيها للأشياء من حوله، أو حجر أو لوح (كما بينت الملحدتان: روندا بايرن في كتابها السحر عدة طرق ووسائل، ولويز هاي في كتابها الامتنان كذلك) واستشعار قوة الامتنان، وأثرها على الكون، وأنها تجذب لك المزيد مما تمتن له ... إلى آخر ممارسات هذا التطبيق؛ فإن هذا القانون هو قانون فلسفي يقوم على الاعتقاد بأن كل ما في الكون له ذبذبات وترددات، وبإمكان الإنسان التحكم فيها من خلال أفكاره وكلاماته ومشاعره، فيجذب لنفسه ما يريد، وأن لشعور الامتنان قوة هائلة في الجذب بزعمهم ..

نأتي الآن إلى وزن ذلك في الشريعة:
أولا:
من المعلوم أن الله تعالى يمتع الكافرين متاعا زائلا في الدنيا، على ما يبذلونه من خير، حتى يأتون يوم القيامة ومالهم عند الله حسنة، فيعجل لهم جزاء حسناتهم في الدنيا؛ وكذلك العصاة فقد يعجل الله لهم بشيء من خيرات الدنيا من الراحة الوظيفية أو المعيشية والاستقرار وغيرها؛ فإن الله تعالى يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، وليس حصول المرغوبات في الدنيا معيارا لمعرفة قدر الإنسان عند الله، بل قد يكون دليلا على عكس ذلك كما قال تعالى: {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء} من الدنيا وملذاتها ونعيمها؛ كما كان الرجل من السلف الصالح إذا تيسرت أموره وفتحت عليه الدنيا، كانوا يخافون ويقولون نخشى أن نكون ممن عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا، فيبادرون إلى التوبة والاستغفار والانكسار بين يدي الله تعالى ..

ثانيًا: أن قانون الامتنان هو قانون فلسفي إلحادي، يقوم على أن الإنسان هو المتصرف في الكون وفي قدره، وهذا شرك في توحيد الربوبية.

•تابع قراءة إجابة السؤال في موقع البيضاء: اضغط هنا
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ. جمانة بنت طلال محجوب
باحثة دكتوراه في الدعوة وأصول الدين.

الوسم المرجعي:
#القوانين_الكونية_الروحانية

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
إلى الراقصين مع الحياة
للكاتبة: د.هيفاء بنت ناصر الرشيد

#مقال_نقدي (٨)

🔗 | لقراءة المقال:
https://bit.ly/3UaXr0D
#قانون_الاستحقاق

رقم | ق / ٣ / ٤
تاريخ | ١٢ / ٧ / ١٤٤٥ هـ



• السؤال:
هل لفظة نفسك تستحق العناية تعبدا لله
استدلالا بحديث
إنَّ لربِّكَ عليك حقًّا، وإنَّ لِنَفسكَ عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعْطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ»، هذه العبارة التي قالها الصحابي الجليل سلمان الفارسيّ
عليه إشكال
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

جاء في صحيح البخاري رحمه الله:
آخَى النَّبيُّ ﷺ بيْنَ سَلْمَانَ وأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَزَارَ سَلْمَانُ أبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً، فَقَالَ لَهَا: ما شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: أخُوكَ أبو الدَّرْدَاءِ ليسَ له حَاجَةٌ في الدُّنْيَا. فَجَاءَ أبو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ له طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ، قَالَ: فإنِّي صَائِمٌ، قَالَ: ما أنَا بآكِلٍ حتَّى تَأْكُلَ، قَالَ: فأكَلَ، فَلَمَّا كانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أبو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ، قَالَ: نَمْ، فَنَامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ، فَقَالَ: نَمْ، فَلَمَّا كانَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ سَلْمَانُ: قُمِ الآنَ. فَصَلَّيَا فَقَالَ له سَلْمَانُ: إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فأعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ. فأتَى النبيَّ ﷺ، فَذَكَرَ ذلكَ له، فَقَالَ النَّبيُّ ﷺ: [صَدَقَ سَلْمَانُ].


فإن كان المراد بالعبارة التي في السؤال أن العبد لا يتكلف ما يضر نفسه، أو أنه يروح عنها بما أحله الله فإن هذا المعنى صحيح.
وليس هو "الاستحقاق" الذي يروج له في المذاهب الروحانية الباطنية، حيث يقررون أن الإنسان يجذب لنفسه الأرزاق والأقدار بقدر ما يعتقد أنه "يستحقها".

وفي المرفق توضيح موجز للمقصود به:
اضغط هنا

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. هيفاء بنت ناصر الرشيد
الأستاذ المشارك في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#القوانين_الكونية_الروحانية

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
❗️📽️ | يظن البعض
أن ليس ثمَّة إشكال في
ممارسةِ بعض (التطبيقات
الرُّوحانية) دون اعتقاد ما
فيها من انحرافات عقديَّة،

فهل ذلك يخرجها من
دائرة المحظور؟
🚫

نستمع وإيَّاكم إجابة هذا
التساؤل مع متخصصة في
قسم العقيدة والمذاهب
المعاصرة، الدكتورة:
فوز بنت عبداللطيف كردي

🗓| السبت ١٥ / ٧ / ١٤٤٥هـ
📊| الساعة ٧:٠٠م بإذن الله

🤍 | بث قناة البيضاء:
https://www.tgoop.com/albaydha
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
#قانون_الاستحقاق

رقم | ق / ٣ / ٥
تاريخ | ١٥ / ٧ / ١٤٤٥ هـ


• السؤال:
السلام عليكم وصلني فيديو لمتحدث وبحثت أكثر وجدت لديه دورة أيضًا .. يتحدث عن قانون الارتداد الإسلامي.. وبحثت كثيرا فلم أجد أحد يطرح هذا المفهوم مثله يا ليت الإفادة في هذا الموضوع
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فإن الذي ينبغي ويجب على كل مؤمن أن يتعبد لربه حين ينظر في نصوص القرآن والسنة ويستحضر أنه عبد لله تعالى ويحذر أن ينظر إلى نصوص العبادات التي رتب الله تعالى عليها الثواب الدنيوي نظر المقايضة أو الايجاب على الله تعالى كما يفعل الموظف مع مديره الذي يعمل عنده..!
بل عليه أن ينزه علاقته بربه الخالق عن تشبيهها بعلاقة المخلوق بالمخلوق..
وذلك لأن الله تعالى حين وعدنا بالثواب المعجل في الدنيا لبعض الطاعات كصلة الرحم والبر والاستغفار والدعاء ونحوها
فيجب أن نستحضر عدة أمور:
١/
أن الله تعالى جعل ذلك الثواب تفضلا منه وكرماً
ليس على سبيل الاستحقاق للعبد فإن العبادات والطاعات التي يعملها العبد لا توازي مكافأة معشار شيء من شكر بعض النعم التي تفضل الله بها على عباده.
٢/ أن إجابة الدعاء ونحوها قد تتأخر لصالح الداعي وقد لا تجاب في الدنيا للضرر المتحقق على الداعي لو أجيبت مما قد يخفى على الداعي من علم الغيب ولا يخفى على علام الغيوب سبحانه وتعالى.
٣/ أن إطلاق مصطلح "قانون الارتداد الاسلامي" على ما وعد الله عباده من ثواب على بعض الطاعات يفتقر إلى دليل من الكتاب أو السنة لأنه وصف لما وعد الله به عباده، ولا يجوز تسمية شيء من أفعال الله باسم مخترَع لم يرد في الكتاب أو السنة فلو شاء الله تعالى لسمى نفسه بذلك!
فكيف يجرؤ الإنسان على هذا الوصف الذي لا يخلو من قصور وقد لا يوافق صفة التعبد لله تعالى ..
والذي يجب على كل مؤمن أن يظهر فقره وذله لربه كلما ازداد طاعة وعملا صالحاً ويزداد رجاءه لربه ويقينه به سبحانه وهذا يحصل نتيجة تعرفه على ربه باسمائه الحسنى وصفاته العلى.
٤/ أن من أعظم الأدب مع الله تعالى الوقوف عند ما سمى ووصف الله به نفسه من صفاته الذاتية والفعلية، فهي صفات الكمال التي قال الله فيها: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.

والله تعالى أعلم..

كما سبق الرد على قانون الارتداد ونحوه في هذه الإجابة:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

القوانين المذكورة من قوانين العقل الباطن؛ حيث يُعتقد أن للعقل الباطن بمفهومه الفلسفي قوانين متعددة، يمكن استغلالها لتفعيل قدرات العقل الباطن والتحكم بطاقته المزعومة.

ومن أبرز هذه القوانين :
قانون الارتداد - قانون الاعتقاد - قانون الجذب.. وغيرها كثير.

وهذه القوانين هي الوجه الآخر للقوانين الكونية، فهما وجهان لمعتقد واحد آلا وهو :
الاعتقاد بقدرات النفس البشرية الكامنة التي تمكنها من صنع المعجزات والتحكم بالكون والقدر.
وهذا بلا شك معتقد كفري باطل، وهذه القوانين ليست كما يروج لها؛ أنها مفاهيم ونظريات نفسية صحيحة وثابتة علمياً، بل هي مفاهيم فلسفية قائمة على عقائد فاسدة.

وللاستزادة يمكنكم مراجعة الروابط التالية:
مرفق ١ | اضغط هنا
مرفق ٢ | اضغط هنا
مرفق ٣ | اضغط هنا

حلقات بودكاست خط:
اضغط هنا

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. ثريا بنت إبراهيم السيف
الأستاذ المساعد في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#القوانين_الكونية_الروحانية

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
#قانون_النية

رقم | ق / ٥ / ٣
تاريخ | ١٦ / ٧ / ١٤٤٥ هـ


• السؤال:
"عام جديد ومبارك علينا فيه ربي يجعله عام تتحول الاحوال الى الافضل والاجمل فتح مبين ورحمة وغوث وجبر خاطر
….الخ البرنامج والنوايا .."

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ممكن رد على ما ورد في التغريدة وجزاكم الله خيرا
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

هذا البرنامج الذي ورد فيه توصيات في بداية العام الجديد يحتوي على عدة محاذير:

أولاً: تخصيص عبادات وأوراد في بداية العام الجديد بمقادير وأوقات مخصوصة دون أدلة من الكتاب والسنة! ولاشك أن ذلك من البدع المردودة على صاحبها لأن العبادات توقيفية لايجوز الاجتهاد في طريقتها ومقدارها وأوقاتها بل يلتزم فيها سنة النبي ﷺ والحث على العبادات كالذكر والأوراد أو تكرار الوضوء أو سورة أو آية من كتاب الله تعالى أو الصيام والصدقة في وقت ومقدار محدد لم يرد فيه النص الصحيح إنما هو تشريع في " السبب " و " الزمن " والمخالفة في أحدهما كافية للحكم على الفعل بأنه بدعة منكرة ، فكيف بأمرين ، والأصل في المسلم اتباع سنة النبي ﷺ لا الابتداع فيها قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(٣١) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}.
قال ابن كثير -رحمه الله- : "هذه الآية الكريمة حاكمة على كل مَن ادعى محبة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية: فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر، حتى يتبع الشرع المحمدي، والدين النبوي، في جميع أقواله، وأحواله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله ﷺ أنه قال: [مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عليه أمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ].


ثانيًا: كتابة النوايا وتكرار ذلك هو طريقة أصحاب قانون النية وهو أحد تطبيقات الاعتقاد بالطاقة الكونية التي يعتقد أصحابها أن في الكون طاقة ألوهية وفِي ذات الإنسان جزء من هذه الألوهية عياذا بالله تعالى، وهي عقيدة وحدة الوجود الضالة الكفرية، ولذا نجدهم يبتدعون بترديد النية وكتابتها لجذب مايريدون من الأقدار عياذا بالله.. فينازعون الله تعالى في ربوبيته وهو سبحانه وتعالى مقدر الأقدار وحده لاشريك له..
وهؤلاء أدخلوا على هذه الضلالات شيئاً من الأسلمة الشوهاء بقولهم: "أنوى بقدرة الله العظيم.."
بهدف التحسين وتمرير هذه الضلالات عياذا بالله..
ويستشهد بعضهم ببعض الآيات بعد كتابة النوايا المزعومة مثل قول الله تعالى:{كن فيكون} {قد جعلها ربي حقا} إشارة منهم أن للإنسان قدرة بترديد هذه الآيات أن يحقق مايشاء من النوايا والأمنيات..!
ولاشك أن من اعتقد بهذه الضلالات فقد نازع الله في ربوبيته سبحانه وتعالى ، فلتحذر الكاتبة من أصول هذا المعتقد الخطير وتدرك أنه ناقض للتوحيد الذي هو حق الله سبحانه على العبيد، والشرك بالله تعالى محبط لسائر الأعمال الصالحة ومذهب لثوابها قال الله تعالى: {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}
وقال سبحانه:{إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار}

أعاذنا الله وإياكم من الشرك ونحن نعلم ونستغفر الله تعالى لما لا نعلم،

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. ثريا بنت إبراهيم السيف
الأستاذ المساعد في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#القوانين_الكونية_الروحانية

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
#قانون_النية

رقم | ق / ٥ / ٤
تاريخ | ١٧ / ٧ / ١٤٤٥ هـ


• السؤال:
ما الحكم الشرعي فيما انتشر بكثرة في عصرنا الحالي ما يفعله بعض المدربين بالاشتراك في نوايا جماعية بأوقات فلكية محددة.
يسمونه بالرصد
يعني مثلا نية حمل و علم طاقة و جذب هل مثل هذه الأمور حرام ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

هذه الممارسات، مبنية على الاعتقاد بما يسمونه (قانون النية).
وهو من القوانين الباطنية المعطوبة، و فرع عن قانون الجذب.
وفي هذا الرابط بيان حقيقته ومخالفته لعقيدة المسلم:
اضغط هنا

والكلام المذكور في السؤال فيه عدد من المخالفات الظاهرة منها:

أولاً: الاعتقاد بأن النية المجردة مؤثرة في تشكل الواقع المحسوس بدون السعي في أسبابه، وهذا غرور من العبد ومنازعة للرب جل وعلا في الخلق والتقدير.

ثانياً: بيع الوهم من خلال هذا الادعاء، وتخدير الناس عن البذل والسعي في الأسباب المشروعة والمباحة لتحصيل المطالب.

ثالثاً: الاعتقاد بتأثير الكواكب أو سلطتها على الأرض في زمن محدد، ولا دليل على هذا التأثير بل هو فرع عن التنجيم المحرم.

رابعاً: توجيه النوايا في هذه الممارسة وتحصيل المطلوب، لا يكاد يخرج عن أمرين:
-إما أن ينسب للكون.
-أو ينسب للنفس.
وكلا الأمرين (شرك) لانعدام السبب المباشر في تحصيل المطلوب، وجعل (ماليس بسبب سبباً).
فبالتالي هو استغاثة وطلب من غير الله، فيما لا يقدر عليه إلا الله.

فإن قيل: بل التوجه بالنوايا إنما هو لله وجل علا، لا لغيره، فهو كالدعاء.
فالجواب:
-مع أن هذا ادعاء مخالف للواقع-
إلا أن العبادات لا تثبت إلا بدليل، وهذه الممارسة بدعة في التعبد لله تعالى بما لم يشرعه.

والفروق بين هذه الممارسة وبين الدعاء كبيرة جداً ليس هذا محل بسطها.

ولزيادة الفائدة يمكنكم الاطلاع على هذا المحتوى الناقد لممارسة إطلاق النوايا:
اضغط هنا

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ.هناء بنت حمد النفجان
باحثة دكتوراه بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#القوانين_الكونية_الروحانية

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
#قانون_النية

رقم | ق / ٥ / ٥
تاريخ | ١٨ / ٧ / ١٤٤٥ هـ


• السؤال:
وجدت أن البعض وكأنهم أخذوا من علوم الطاقة مايقره الدين ويوصي يعني نظفوه من الشركيات والبدع والتزموا فيه بهدايات القرآن وبالمنهج النبوي في الشفاء والتغييبر للأفضل لحياة مطمئنة بالله وعلى الصراط المستقيم ..فدخلت في قروب ف التلجرام وشفت طريقتها واسلوبها يتكلم عن النية وتفعيلها قبل اي عمل وهل تفعيل النية الخالصة لله ليستجيب الله لنا مع ما لدينا من ذنوب ... واعتقاد أهل السنة والجماعة في الإيمان وأنه قول وعمل ونية..
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أولًا: علم الطاقة ليس علما وإنما علم زائف فلا يقوم على أبجديات العلم المعروفة لدى أصحابها كما في مختلف التخصصات من الطب والفيزياء والكيمياء والجغرافيا ... وغيرها
ويراجع في هذا أصحاب الاختصاص
ويراجع:
مرفق ١ | اضغط هنا
مرفق ٢ | اضغط هنا

وحقيقته فلسفات وثنية وأديان شرقية تقوم على الاعتقاد بوحدة الوجود، وأن كل مافي الوجود هو عبارة عن طاقة أو ذبذبة أو تردد أو وعي ... ويمكن للإنسان التحكم فيها من خلال أفكاره ومشاعره وكلماته، وتغيير الأقدار والأمراض والشفاء بنفسه وأفكاره وكلماته، وهذه العقيدة شرك في ربوبية الله تعالى ومنازعة له في التصريف والتدبير، وزعم أن الإنسان والإله شيء واحد أو أن الإنسان متولد عن الإله، تكذيب واضح وصريح لقوله تعالى: {قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد}.
ولهذا فلا يوجد في علوم الطاقة الإلحادية ما يوافق الدين، وتسميتها علما كتسمية السحر والشعوذة علوما، ومن ظن أن فيها ما يمكن تنقيته وأخذ ما وافق الدين منه وترك ما خالفه، فهو إما لم يفهم حقيقتها وأبعادها الفلسفية والشركية التي فيها، أو لم يفهم الدين والتوحيد والشرك ..
وهو كقول من قال، لنأخذ من عقيدة النصارى أن عيسى ابن الله (تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا) ما يوافق الإسلام !


ثانيًا: الكلام عن النية، إنّ النية مسألة مركزية ومهمة جدا في الدين، وقال أهل العلم في حديث: [إنما الأعمال بالنيّات] أنه ثلث الدين ومنهم من قال بأنه نصفه، وصحيح أن من اعتقاد أهل السنة والجماعة الاهتمام بالنية في الأعمال والعبادات، فبالنية نفرق بين العبادات، هل هي صلاة الظهر أم الراتبة مثلا، وبالنية يكون احتساب الأعمال الدنيوية عبادة، كمن يحتسب نومته ليتقوى بها على الطاعة ... وهكذا .
فلا تصِحُّ جَميعُ العِباداتِ الشَّرعيَّةِ إلّا بوُجودِ النِّيَّةِ فيها، [ولِكلِّ امرِئٍ ما نَوى]، فإنَّما يَعودُ على المسلمِ مِن عَملِه ما قصَدَه منه، وهذا الحُكمُ عامٌّ في جَميعِ الأعمالِ مِنَ العباداتِ والمعاملاتِ والأعمالِ العاديَّةِ، فمَنْ قصَدَ بعَملِه مَنفعةً دُنيويَّةً لم يَنلْ إلّا تلكَ المَنفعةَ ولو كان عِبادةً، فَلا ثَوابَ له عليها، ومَن قصَدَ بعَملِه التَّقرُّبَ إلى اللهِ تعالى وابتغاءَ مَرضاتِه، نالَ مِن عَملِه المَثوبةَ والأجرَ ولو كان عمَلًا عاديًّا، كالأكلِ والشُّربِ.
فيكون جزاء الإنسان من الله على أعماله بقدر إخلاصه لله وابتغائه لوجهه ومرضاته.
هذا هو مفهوم النية في الدين.
أما من يزعم بأن النية تغير الأقدار، ويجب استفتاح اليوم بتخصص نوايا معينة وترديدها أو كتابتها في دفتر ونحو ذلك، وتخصيص نية للعام، وأنوي السلام والبهجة والوفرة ... فهذا ما يسمى بقانون النية الفلسفي الإلحادي، وهو من صور قانون الجذب، وفيما يلي بيان تفصيله:
مرفق ١ | اضغط هنا
مرفق ٢ | اضغط هنا

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ. جمانة بنت طلال محجوب
باحثة دكتوراه في الدعوة وأصول الدين.

الوسم المرجعي:
#القوانين_الكونية_الروحانية

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
#قانون_الجذب #قانون_النية

رقم رقم | ق / ٥ / ٦
تاريخ | ١٩ / ٧ / ١٤٤٥ هـ


• السؤال:
ظهر في الآونة الأخيرة ما يسمى بـ (السؤال الصح)، وأنه يفتح آفاقًا من الأفكار وإعطاء الفرص والخيارات غير المحدودة، وأن مجاله هو العقل، فهو الذي يبحث في الإجابة ويساعد على تجليتها للإنسان بشرط الاستعداد للنتيجة واليقين بها!!
مع الاستدلال له بقول الله: ﴿وآتاكم من كل ما سألتموه﴾…

فهل هذا الكلام صحيح؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

هذا الكلام هو نفسه ما يقال عن فلسفة العقل الباطن وتأثيراته، وما يسمى (بقانون النية والجذب)، وأن الفكر مؤثر في الخارج، يخلق، ويصنع، يجذب الخير أو الشر بذاته وبمجرده، وبدون بذل أي سبب من صاحبه وهو الإنسان.

وخرافات المتأثرين بالروحانية الحديثة كثيرة جدًا…
ومن بلائهم الجديد: إعادتهم للأفكار والخرافات القديمة بطريقة جديدة، وأسلوب جذاب، وعبارات براقة "تقنية"، "برمجة"، "تسريع عملية تجلي الأهداف"، "بوابة احتمالات"…
وإلا فالموضوع واحد والشأن واحد.

والبلاء الأطم: هو تفسير الشرع الحكيم بهذه الخرافات؛ حيث زعموا أن هذا (السؤال) المطلق نوع من أنواع الدعاء.

والفرق بين هذه الفلسفة المنحرفة وبين الدعاء شاسع، فمن الفروق ما يأتي:

١. الدعاء هو توجه وطلب وانكسار وعبودية وقصد لله تعالى، وليس مجرد إطلاق نوايا وصياغة أسئلة وانتظار احتمالات!
أما في هذه الممارسة المزعومة فالدعاء ترديد (ساذج) لسؤال مجرد؛ يتلقفه الكون، فيتبرمج له العقل، فتفتح له بوابة احتمالات لا محدودة… إلى آخر هذه المجازفات التي لا دليل عليها لا من شرع ولا عقل ولا أثارة من علم.

٢. الإجابة في الدعاء تنسب إلى الله تعالى وحده تفضلاً ورحمة، وتدبيرًا حكيمًا بمحض ربوبيته سبحانه وتعالى.
أما في هذه الممارسة المنحرفة فينسب حصول الأمر إلى برمجة العقل الباطن وبحثه عن الإجابة، وانفتاح بوابة الاحتمالات واستعداد وقابلية من الشخص المتلقي، وبرمجة حياته على ما هو أفضل، تمامًا كما قال قارون: {إنما أوتيته على علم عندي}

فهذه الممارسة شرك، والدعاء عبادة محضة، وشتان بين الأمرين كما بين السماء والأرض.

٣. استجابة الدعاء ليست محصورة في حصول عين المطلوب، بل الاستجابة تحصل بواحد من ثلاثة -كما ورد عن النبي ﷺ-:
فإما أن يعجل للداعي الطلب وهذا هو الذي يحرص العبد عليه،
أو يصرفَ عنه من الشر مثلَه وهذا لا يدري عنه العبد وهو عين حكمة الله تعالى
أو يدَّخر أجره عنده يوم القيامة مثلَ طلبه أو أعظم.

أما في هذا القانون الفاسد فيقطع أصحابه بحصول الأمر تمامًا كما نواه صاحبه وبرمج حياته لأجله، جهلاً منهم بربهم واعتداء، وهذا عين الاغترار.

وقد استدلت صاحبة المنشور بقول الله تعالى: {وآتاكم من كل ما سألتموه}، وهذه الآية ترد على المستدل بها لو تأمل:
•فالمعطي هو الله تعالى {آتاكم}، لا العقل ولا الاستعداد ولا بوابة الاحتمالات الوهمية!

•والسؤال متوجه إليه سبحانه {سألتموه}، وليس سؤالاً مطلقًا كما تنص في المنشور!

قال جل شانه: {ويجعلون لما لا يعلمون نصيبًا مما رزقناهم تالله لتسألن عما كنتم تفترون} [النحل:٥٦]

فليتق الله من يفتري في دين الله ما يضل به الناس.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. جوزاء بنت مساعد السعدون
الأستاذ المساعد في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#القوانين_الكونية_الروحانية

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
2025/08/26 08:55:12
Back to Top
HTML Embed Code: