tgoop.com/ask_albaydha/2214
Create:
Last Update:
Last Update:
#قانون_الجذب #قانون_النية
رقم رقم | ق / ٥ / ٦
تاريخ | ١٩ / ٧ / ١٤٤٥ هـ
• السؤال:
ظهر في الآونة الأخيرة ما يسمى بـ (السؤال الصح)، وأنه يفتح آفاقًا من الأفكار وإعطاء الفرص والخيارات غير المحدودة، وأن مجاله هو العقل، فهو الذي يبحث في الإجابة ويساعد على تجليتها للإنسان بشرط الاستعداد للنتيجة واليقين بها!!
مع الاستدلال له بقول الله: ﴿وآتاكم من كل ما سألتموه﴾…
فهل هذا الكلام صحيح؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ
• الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا الكلام هو نفسه ما يقال عن فلسفة العقل الباطن وتأثيراته، وما يسمى (بقانون النية والجذب)، وأن الفكر مؤثر في الخارج، يخلق، ويصنع، يجذب الخير أو الشر بذاته وبمجرده، وبدون بذل أي سبب من صاحبه وهو الإنسان.
وخرافات المتأثرين بالروحانية الحديثة كثيرة جدًا…
ومن بلائهم الجديد: إعادتهم للأفكار والخرافات القديمة بطريقة جديدة، وأسلوب جذاب، وعبارات براقة "تقنية"، "برمجة"، "تسريع عملية تجلي الأهداف"، "بوابة احتمالات"…
وإلا فالموضوع واحد والشأن واحد.
والبلاء الأطم: هو تفسير الشرع الحكيم بهذه الخرافات؛ حيث زعموا أن هذا (السؤال) المطلق نوع من أنواع الدعاء.
والفرق بين هذه الفلسفة المنحرفة وبين الدعاء شاسع، فمن الفروق ما يأتي:
١. الدعاء هو توجه وطلب وانكسار وعبودية وقصد لله تعالى، وليس مجرد إطلاق نوايا وصياغة أسئلة وانتظار احتمالات!
أما في هذه الممارسة المزعومة فالدعاء ترديد (ساذج) لسؤال مجرد؛ يتلقفه الكون، فيتبرمج له العقل، فتفتح له بوابة احتمالات لا محدودة… إلى آخر هذه المجازفات التي لا دليل عليها لا من شرع ولا عقل ولا أثارة من علم.
٢. الإجابة في الدعاء تنسب إلى الله تعالى وحده تفضلاً ورحمة، وتدبيرًا حكيمًا بمحض ربوبيته سبحانه وتعالى.
أما في هذه الممارسة المنحرفة فينسب حصول الأمر إلى برمجة العقل الباطن وبحثه عن الإجابة، وانفتاح بوابة الاحتمالات واستعداد وقابلية من الشخص المتلقي، وبرمجة حياته على ما هو أفضل، تمامًا كما قال قارون: {إنما أوتيته على علم عندي}
فهذه الممارسة شرك، والدعاء عبادة محضة، وشتان بين الأمرين كما بين السماء والأرض.
٣. استجابة الدعاء ليست محصورة في حصول عين المطلوب، بل الاستجابة تحصل بواحد من ثلاثة -كما ورد عن النبي ﷺ-:
فإما أن يعجل للداعي الطلب وهذا هو الذي يحرص العبد عليه،
أو يصرفَ عنه من الشر مثلَه وهذا لا يدري عنه العبد وهو عين حكمة الله تعالى
أو يدَّخر أجره عنده يوم القيامة مثلَ طلبه أو أعظم.
أما في هذا القانون الفاسد فيقطع أصحابه بحصول الأمر تمامًا كما نواه صاحبه وبرمج حياته لأجله، جهلاً منهم بربهم واعتداء، وهذا عين الاغترار.
وقد استدلت صاحبة المنشور بقول الله تعالى: {وآتاكم من كل ما سألتموه}، وهذه الآية ترد على المستدل بها لو تأمل:
•فالمعطي هو الله تعالى {آتاكم}، لا العقل ولا الاستعداد ولا بوابة الاحتمالات الوهمية!
•والسؤال متوجه إليه سبحانه {سألتموه}، وليس سؤالاً مطلقًا كما تنص في المنشور!
قال جل شانه: {ويجعلون لما لا يعلمون نصيبًا مما رزقناهم تالله لتسألن عما كنتم تفترون} [النحل:٥٦]
فليتق الله من يفتري في دين الله ما يضل به الناس.
هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المجيب:
د. جوزاء بنت مساعد السعدون
الأستاذ المساعد في العقيدة والمذاهب المعاصرة.
الوسم المرجعي:
#القوانين_الكونية_الروحانية
قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
BY | اسأل البيضاء |
Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/2214