ASK_ALBAYDHA Telegram 1194
#تنمية_بشرية #دورات

رقم | ق / ١ / ١ 
تاريخ | ٨ / ١ / ١٤٤٣ هـ


السؤال:
نسمع في بعض الدورات التدريبية عن قوانين روحية تقود الإنسان إلى أيسر طرق النجاح، ويسميها بعض أهل التنمية الذاتية (القوانين الكونية)، منها قانون الجذب، الامتنان، النية، الانعكاس، الكارما،...وغيرها.
فهل هذه القوانين من السنن الكونية، والقوانين التي جعلها الله في الكون حقًا؟
فبعضها يحتوي كلامًا منطقيًا. نرجو التفصيل فيها وتوضيحها.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فإن لله -عز وجل- سننًا وقوانين سيّر عليها المخلوقات، وانتظمت وفقها معيشة الكائنات، وهي ظاهرة مطردة، منها ما جاء صريحًا في كتاب الله كنظائر قول الله تعالى: {فَهَل يَنظُرونَ إِلّا سُنَّتَ الأَوَّلينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبديلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحويلًا} [فاطر: ٤٣]، فقد جرت سنته -عز وجل- بأنه "ما تقابل الكفر والإيمان في موطن فيصل إلا نصر الله الإيمان على الكفر". ابن كثير -رحمه الله-. وكقول الله تعالى: {وَالشَّمسُ تَجري لِمُستَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقديرُ العَزيزِ العَليمِ ۝ وَالقَمَرَ قَدَّرناهُ مَنازِلَ حَتّى عادَ كَالعُرجونِ القَديمِ ۝ لَا الشَّمسُ يَنبَغي لَها أَن تُدرِكَ القَمَرَ وَلَا اللَّيلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ في فَلَكٍ يَسبَحونَ} [يس: ٣٨-٤٠].

ومنها ما ثبت بالحس البدهي ككون السكين تقطع، والنار تحرق، أو من خلال المنهجية العلمية المعتبرة التي تعتمد على صحة التجارب المخبرية، وتتجاوز اختبارات التكذيب بنجاح، دون وجود تجربة واحدة خاطئة، ويُستنتج منها قضايا كلية صادقة تحدث في كل مكان وزمان إذا توافرت الشروط الدقيقة، وهي مختلفة تمامًا عن القضايا الشخصية.

وإذا عرضنا مصطلح (القوانين الكونية الروحانية) على المعنيين السابقين فلن نجدها داخلة في أيٍ منهما، فلا هي من سنن الله التي فطر عليها عباده، ولا دلهم عليها رسوله ﷺ، وليست من قبيل المثبتات العلمية بل إن العلم ينفيها، ويرفض تسميتها بـ(القوانين).

ويمكن تعريفها بـ:
مجموعة مقدمات رُتبت عليها نتائج غير منطقية، بروابط ومبررات فلسفية، يزعم أصحابها أنها صحيحة ومطردة، ويربطون بها كل نجاح وفلاح، ويدّعون أنها تعمل مع من علمها ومن جهلها، دون دليل شرعي، ولا إثبات علمي تجريبي، سوى تجاربهم الشخصية، وقصصهم المزعومة.

وعند البحث في أصولها وُجد بعضها باسمه ومعناه في الأديان الوثنية القديمة (الكارما، التناسخ، الانعكاس، قانون الامتنان، وفلسفة جذب القدر)، واتضح أن أصول هذه الأفكار مبنية على معتقدات فلسفة تلك الأديان ونظرتها للكون والوجود وحقيقة الإنسان ومصيره.

فمثلًا:
• نجد (ديباك شوبرا) ينقل نصًا من كتاب هندوسي مقدس بين يدي حديثه عن (القانون الروحاني الأول للنجاح -قانون الطاقة الكامنة المحضة-): "في البداية لم يكن هناك وجود أو لا وجود، العالم بأكمله كان طاقة خفية كامنة، الواحد الأحد تنفس من دون نفس".

• وتصرح كاتبة كتاب (A Little Light On The Spiritual Laws) (قليل من الضوء على القوانين الروحانية) التي نقل عنها (صلاح الراشد) في برنامجه (رسالة من الكون) تصرّح بالفلسفة الإلحادية التي بنت عليها هذه القوانين، فتقول: "لا يوجد سوى واحد، وهو الإله، وهو أيضًا أنت"!

• وتنسب إلى بوذا مقولة: "كل ما نحن عليه هو نتيجة تفكيرنا" وهي اختصار لفلسفة الجذب.

• ويجمع المعلم الروحاني (أوشو) بين فلسفة المبدأ والمصير في الهندوسية والبوذية: "لا أحد يعلم من أين يأتي ولا أحد يعلم أين يذهب، إنه يأتي من العدم أو من الكل، وهما يحملان المعنى نفسه، وتعود إلى العدم أو إلى الكل، هذا هو حال (نيرفانا). إن الصوفيين لديهم كلمة تعبر عن ذلك، وهي (الفناء)، إنها تعني الشيء نفسه بالضبط: أن يضيع الإنسان تمامًا."

هذا شيء مما يتعلق ببطلان (القوانين الكونية الروحانية) بشكل عام، وما في هذا المصطلح من محاذي، وإلا فإن في كل واحد من القوانين المذكورة يتضمن من الانحرافات العقدية والعقلية ومنافاة الحس والواقع ما يضيق هذا الجواب عن حصره، وسبقت الإشارة إلى شيء من ذلك في هذه القناة.

*تنبيه: ذكر في السؤال أن بعض القوانين المذكورة يتضمن قواعد منطقية.
وهذا لا يُسوِّغ قبولها، فمن المعلوم أن الباطل لا يرُوجُ ويُقبل إلا بشيء من الحق، وأن هناك مُسلَّمات فطرية وأمورًا بدهية، يتفق عليها العقلاء ولا يختص بها أهل الباطل حتى يُعرض المسلم نفسه للخطر، ويسلم قلبه للشبهات، وهو لا يملك العصمة.
نسأل الله أن يحفظ ديننا ويحفظنا من كل فتنة، و ﷺ على نبينا محمد.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ. عبير بنت خالد الحمزة
ماجستير عقيدة ومذاهب معاصرة.

الوسم المرجعي:
#القوانين_الكونية_الروحانية

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
ٰ



tgoop.com/ask_albaydha/1194
Create:
Last Update:

#تنمية_بشرية #دورات

رقم | ق / ١ / ١ 
تاريخ | ٨ / ١ / ١٤٤٣ هـ


السؤال:
نسمع في بعض الدورات التدريبية عن قوانين روحية تقود الإنسان إلى أيسر طرق النجاح، ويسميها بعض أهل التنمية الذاتية (القوانين الكونية)، منها قانون الجذب، الامتنان، النية، الانعكاس، الكارما،...وغيرها.
فهل هذه القوانين من السنن الكونية، والقوانين التي جعلها الله في الكون حقًا؟
فبعضها يحتوي كلامًا منطقيًا. نرجو التفصيل فيها وتوضيحها.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فإن لله -عز وجل- سننًا وقوانين سيّر عليها المخلوقات، وانتظمت وفقها معيشة الكائنات، وهي ظاهرة مطردة، منها ما جاء صريحًا في كتاب الله كنظائر قول الله تعالى: {فَهَل يَنظُرونَ إِلّا سُنَّتَ الأَوَّلينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبديلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحويلًا} [فاطر: ٤٣]، فقد جرت سنته -عز وجل- بأنه "ما تقابل الكفر والإيمان في موطن فيصل إلا نصر الله الإيمان على الكفر". ابن كثير -رحمه الله-. وكقول الله تعالى: {وَالشَّمسُ تَجري لِمُستَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقديرُ العَزيزِ العَليمِ ۝ وَالقَمَرَ قَدَّرناهُ مَنازِلَ حَتّى عادَ كَالعُرجونِ القَديمِ ۝ لَا الشَّمسُ يَنبَغي لَها أَن تُدرِكَ القَمَرَ وَلَا اللَّيلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ في فَلَكٍ يَسبَحونَ} [يس: ٣٨-٤٠].

ومنها ما ثبت بالحس البدهي ككون السكين تقطع، والنار تحرق، أو من خلال المنهجية العلمية المعتبرة التي تعتمد على صحة التجارب المخبرية، وتتجاوز اختبارات التكذيب بنجاح، دون وجود تجربة واحدة خاطئة، ويُستنتج منها قضايا كلية صادقة تحدث في كل مكان وزمان إذا توافرت الشروط الدقيقة، وهي مختلفة تمامًا عن القضايا الشخصية.

وإذا عرضنا مصطلح (القوانين الكونية الروحانية) على المعنيين السابقين فلن نجدها داخلة في أيٍ منهما، فلا هي من سنن الله التي فطر عليها عباده، ولا دلهم عليها رسوله ﷺ، وليست من قبيل المثبتات العلمية بل إن العلم ينفيها، ويرفض تسميتها بـ(القوانين).

ويمكن تعريفها بـ:
مجموعة مقدمات رُتبت عليها نتائج غير منطقية، بروابط ومبررات فلسفية، يزعم أصحابها أنها صحيحة ومطردة، ويربطون بها كل نجاح وفلاح، ويدّعون أنها تعمل مع من علمها ومن جهلها، دون دليل شرعي، ولا إثبات علمي تجريبي، سوى تجاربهم الشخصية، وقصصهم المزعومة.

وعند البحث في أصولها وُجد بعضها باسمه ومعناه في الأديان الوثنية القديمة (الكارما، التناسخ، الانعكاس، قانون الامتنان، وفلسفة جذب القدر)، واتضح أن أصول هذه الأفكار مبنية على معتقدات فلسفة تلك الأديان ونظرتها للكون والوجود وحقيقة الإنسان ومصيره.

فمثلًا:
• نجد (ديباك شوبرا) ينقل نصًا من كتاب هندوسي مقدس بين يدي حديثه عن (القانون الروحاني الأول للنجاح -قانون الطاقة الكامنة المحضة-): "في البداية لم يكن هناك وجود أو لا وجود، العالم بأكمله كان طاقة خفية كامنة، الواحد الأحد تنفس من دون نفس".

• وتصرح كاتبة كتاب (A Little Light On The Spiritual Laws) (قليل من الضوء على القوانين الروحانية) التي نقل عنها (صلاح الراشد) في برنامجه (رسالة من الكون) تصرّح بالفلسفة الإلحادية التي بنت عليها هذه القوانين، فتقول: "لا يوجد سوى واحد، وهو الإله، وهو أيضًا أنت"!

• وتنسب إلى بوذا مقولة: "كل ما نحن عليه هو نتيجة تفكيرنا" وهي اختصار لفلسفة الجذب.

• ويجمع المعلم الروحاني (أوشو) بين فلسفة المبدأ والمصير في الهندوسية والبوذية: "لا أحد يعلم من أين يأتي ولا أحد يعلم أين يذهب، إنه يأتي من العدم أو من الكل، وهما يحملان المعنى نفسه، وتعود إلى العدم أو إلى الكل، هذا هو حال (نيرفانا). إن الصوفيين لديهم كلمة تعبر عن ذلك، وهي (الفناء)، إنها تعني الشيء نفسه بالضبط: أن يضيع الإنسان تمامًا."

هذا شيء مما يتعلق ببطلان (القوانين الكونية الروحانية) بشكل عام، وما في هذا المصطلح من محاذي، وإلا فإن في كل واحد من القوانين المذكورة يتضمن من الانحرافات العقدية والعقلية ومنافاة الحس والواقع ما يضيق هذا الجواب عن حصره، وسبقت الإشارة إلى شيء من ذلك في هذه القناة.

*تنبيه: ذكر في السؤال أن بعض القوانين المذكورة يتضمن قواعد منطقية.
وهذا لا يُسوِّغ قبولها، فمن المعلوم أن الباطل لا يرُوجُ ويُقبل إلا بشيء من الحق، وأن هناك مُسلَّمات فطرية وأمورًا بدهية، يتفق عليها العقلاء ولا يختص بها أهل الباطل حتى يُعرض المسلم نفسه للخطر، ويسلم قلبه للشبهات، وهو لا يملك العصمة.
نسأل الله أن يحفظ ديننا ويحفظنا من كل فتنة، و ﷺ على نبينا محمد.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ. عبير بنت خالد الحمزة
ماجستير عقيدة ومذاهب معاصرة.

الوسم المرجعي:
#القوانين_الكونية_الروحانية

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
ٰ

BY | اسأل البيضاء |


Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/1194

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

The group’s featured image is of a Pepe frog yelling, often referred to as the “REEEEEEE” meme. Pepe the Frog was created back in 2005 by Matt Furie and has since become an internet symbol for meme culture and “degen” culture. The administrator of a telegram group, "Suck Channel," was sentenced to six years and six months in prison for seven counts of incitement yesterday. With the “Bear Market Screaming Therapy Group,” we’ve now transcended language. ZDNET RECOMMENDS But a Telegram statement also said: "Any requests related to political censorship or limiting human rights such as the rights to free speech or assembly are not and will not be considered."
from us


Telegram | اسأل البيضاء |
FROM American