tgoop.com/ask_albaydha/2198
Create:
Last Update:
Last Update:
#ديباك_شوبرا #كتب
رقم | د / ٣ / ١٨
تاريخ | ٩ / ٧ / ١٤٤٥ هـ
• السؤال:
سنعمل على كتاب لدراسته بصدد الرد على النظرة الكونية المادية القديمة استنادا إلى العلوم التجريبية التي سعت النظرة الإلحادية إلى لي عنق هذه العلوم لتسخيرها في الإلحاد، واُقترح هذا الكتاب لكونه يضم تعليلات مستخدمًا ميكانيك الكم، والإشكال هو أن أحد كتّابه: ديباك شوبرا، والذي أعلمه أن هذه الشخصية من رواد حركة العصر الجديد ومروجي الخرافات الروحانية، لكن ما السبيل إلى القول بأن كتابات هذا الرجل في ميكانيك أو فيزياء الكم لا تخدم ما نحن بصدده من الرد؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
شكر الله حرصكم على بيان الحق والسعي في كشف الباطل الذي يُشاب به.
إن الطريقة السديدة لبيان عدم صحة الاستناد في هذا العمل الجليل على رموز أهل الباطل كديباك شوبرا، فالواجب عليك بيان الآتي لهم:
١- من الخطأ الركون في بيان علم محدد إلى غير المتخصص، فالواجب فيمن يبتغي الحق في بيان العلم أن يرجع لأهل العلم فيه؛ إذ غير المتخصص لا يعلم تفاصيل العلم كما يعلمها من قضى عمره بها.
٢- أن المتأمل في موقف علماء الفيزياء وغيرهم من العلماء الذين هم على الجادة العلمية وأصحاب الشهادات فيه نجد أنهم يقفون موقف المعارض لديباك شوبرا، ويحاولون بيان تخرصاته ونشره للزيف، فإذا كان أهل العلم نفسه يرفضون جهوده في علمهم، فكيف يُحال إليه للرد على الملاحدة وجزء كبير منهم من أهل التخصص، فبهذا سيكون العمل هباءً ولن يُقبل.
٣- أن الباطل لا يُرد بباطل مثله، والحق عند بيانه يجب أن يكون واضحًا، وعلى هذا لا يصح الاستعانة بجهود من يروج الباطل باسم العلم لدفع الالحاد الذي يُروح باسم العلم ايضًا؛ لأن النتيجة ستكون سيّان بين الباطل المراد دفعه، والباطل المُستعان به لدفع الباطل الأول.
٤- أن الناظر في كتب ديباك شوبرا يعلم أنه مُزيّف للعلم وكاذب فيه، وأنه متلاعب بمصطلحاته ومخرجُ لها عن سياقها العلمي، وبالتالي لا يصح الاعتماد عليه في كل الأحوال حتى لو كان في بعض ما يقوله حقًا، وفي ذلك يقول ابن تيمية:"لا يُنفق الباطل في الوجود إلا بشوب من الحق"، وللوقوف على شيء من هذا التلاعب والزيف يُنظر على سبيل المثال في كتابه التناغم القدري، فهو يفوح بتلبيس الباطل لباس الحق.
٥- أن حال الناصح في دفع الباطل بأمثال ديباك شوبرا يُوحي بضعف الحق الذي يريد الناصح نشره، فمن سيقف على جهدكم في رد الإلحاد قد يلمسها فيه ضعفًا بسبب ارتكازه على أبرز مزيّفي العلم، وفي هذا وضع للحق بموضع ضعيف لا يُتبّع ولا يُرام منه منفعة.
٦- أن الإلحاد من أبطل الباطل، وضده الحق من أحق الحقائق، وكلما قوي الحق قوي دليله واتضح، فلا يصح بيان هذا بدليل ضعيف وكلام جاهل كديباك.
٧- عند الاستشهاد بأمثال ديباك شوبرا تقل الثقة بالحق الذي يُريد الناصح بيانه ونشره؛ لأن المستند يحوي العلمي والزائف، فما الضمانة لدى العامي عن العلم أو القارئ قراءة سطحية أن هذا الرد صحيح وليس بزائف؟ فالنتيجة سقوط الضمانة في النتاج الذي ترومون الوصول إليه.
٨- أن الاستشهاد بأمثال ديباك مع ما فيه من تشكيك بالحق، فيه كذلك تشكيك بالعلم نفسه، وتوسيع لدائرته لتحتمل من ينصر العلم الزائف ويروج له، وهذه إساءة للعلم الصحيح.
٩- أن الاستشهاد بأمثال ديباك فيه رفع لشأنه وتزكية له، ونشر لباطله، وإصباغه بصبغة علمية لا يرقى لها ولا تليق به؛ إذ هو لم يلتزم المنهج العلمي ولم يلتزم منهجه وطريقته كذلك.
١٠- يجب الاحتراز عند عملكم على مثل هذه المسائل العلمية ألا تخرجوا بها عن سياقها، ولا تحملوا مظنونها على اليقين، ولا افتراضاتها على القطع، وكذلك يجب عليكم بيان أن العلم من حيث هو علم لا يدل دلالة مباشرة على الإلحاد ولا على غيره، ويجب كذلك أن تُراعوا مصطلحات العلم وخصوصياتها فلا تحملوها مالا تحتمل فتقعوا بالخطأ الذي تريدون دفعه.
وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المجيب:
أ. سلمى بنت أحمد الربيش
باحثة دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة.
الوسم المرجعي:
#الأديان_والفلسفة_الشرقية
قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
BY | اسأل البيضاء |
Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/2198