بناء على طلب بعض أخواتنا سنضع لكم نسخة معدلة لإعلان برنامج مشكاة ليكون لجميع النساء بإذن الله بلا استثناء متزوجات أو غير متزوجات فأبشرن.
🎊برنامج مشكاة للنساء
🎁مجانا
أون لاين
برنامج يجمع لك غالب ما تحتاجة المرأة المسلمة بإذن الله
🌸 حلقات تدبر للقرآن
🌸 خطوات لإصلاح القلوب
🌸الصحة النفسية من القرآن والسنة
🌸مهارات الحياة الزوجية
🌸تربية الأبناء
🌸فنون الأنوثة
🌸مهارات إدارة المنزل
🌸محاور أخرى قيمة
🌟يمكنك أن تكوني عضوة بهذا البرنامج الذي أسأل الله أن يكون سببا في إصلاح النفوس والقلوب والعلاقات والبيوت، وأن يكون سببا في أن تكوني أنت المشكاة التي يخرج منها النور الذي يضيء ذات يوم لهذه الأمة، وأن تكون ذريتك غيثا لهذه الأمة بإذن الله.
لكي تكوني عضوة معنا في هذا البرنامج لن يكون مطلوبا منك سوى أن تنطبق البنود التالية عليك:
📌 أن يكون عهد بيننا وبينك أن تقرئي وتتابعي ما يقدم في البرنامج باهتمام.
📌 أن تملئي أي استمارة توضع في البرنامج، وتشاركي في اي تصويت يوضع في البرنامج وعند تكرار عدم مشاركتك في الاستمارات أو التصويتات فليس لك الحق في استكمال البرنامج.
📌 أن تحرصي على حضور اللقاءات المباشرة يومي الاثنين والخميس من الساعة العاشرة والنصف صباحا حتى الساعة الثانية عشر ونصف بتوقيت مصر تقريبا إلا إذا كان لديك ظروف حقيقية تمنعك من الحضور المباشر فلا حرج عليك بإذن الله.
📌 أن تشاركينا التطبيقات العملية ولا تكتفي بالمشاركة الصامتة، وأن تقومي بأداء التكليفات العملية وهي بسيطة بإذن الله ولكنها كلها تصب في صالحك أنت.
📌 أن يكون لك دور إيجابي داخل البرنامج حينما يُطلب منك ذلك وفق قدراتك وظروفك وهي أدوار بسيطة ومفيدة ومثمرة بإذن الله.
📌 أن يكون لك اسما واضحا يمكننا التواصل معك من خلاله حتى لو كان اسما مستعارا ولا يكون اسمك رمزا، أو نقطة، أو اسما مستعارا لا يصلح لمخاطبتك به بشكل مباشر، وأن لا تغيري هذا الاسم طوال فترة البرنامج.
📌 في نهاية كل مستوى سيكون هناك حصرا للمتابعات وسيكون هناك جوائز رمزية عبارة عن أسهم صدقات للمشاركات الإيجابيات والمتابعات، وفي المقابل سيكون هناك إيقاف عن استكمال البرنامج لمن ستتابع دون تطبيق عملي فالمقام ليس مقام حشو معلومات فما أكثر المعلومات التي يمكنك أن تحصلي عليها من أي مكان آخر دون ضغط نفسك في برنامج مشكاة الذي يتطلب هذه التطبيقات.
🌸 إن كانت هذه الضوابط تتناسب معك فيسعدنا وجودك معنا وهنيئا لك الفوز بمقعد في البرنامج، ويمكنك الدخول إلى هذه القناة ثم ملء الاستمارة لتسجيل اسمك في البرنامج.
https://www.tgoop.com/+gUarCDG7q_BhZTM
نذكركم أن يوم الجمعة بإذن الله سيتم تعطيل رابط الانضمام لبرنامج مشكاة فاحرصن على استثمار الفرصة.
🎁مجانا
أون لاين
برنامج يجمع لك غالب ما تحتاجة المرأة المسلمة بإذن الله
🌸 حلقات تدبر للقرآن
🌸 خطوات لإصلاح القلوب
🌸الصحة النفسية من القرآن والسنة
🌸مهارات الحياة الزوجية
🌸تربية الأبناء
🌸فنون الأنوثة
🌸مهارات إدارة المنزل
🌸محاور أخرى قيمة
🌟يمكنك أن تكوني عضوة بهذا البرنامج الذي أسأل الله أن يكون سببا في إصلاح النفوس والقلوب والعلاقات والبيوت، وأن يكون سببا في أن تكوني أنت المشكاة التي يخرج منها النور الذي يضيء ذات يوم لهذه الأمة، وأن تكون ذريتك غيثا لهذه الأمة بإذن الله.
لكي تكوني عضوة معنا في هذا البرنامج لن يكون مطلوبا منك سوى أن تنطبق البنود التالية عليك:
📌 أن يكون عهد بيننا وبينك أن تقرئي وتتابعي ما يقدم في البرنامج باهتمام.
📌 أن تملئي أي استمارة توضع في البرنامج، وتشاركي في اي تصويت يوضع في البرنامج وعند تكرار عدم مشاركتك في الاستمارات أو التصويتات فليس لك الحق في استكمال البرنامج.
📌 أن تحرصي على حضور اللقاءات المباشرة يومي الاثنين والخميس من الساعة العاشرة والنصف صباحا حتى الساعة الثانية عشر ونصف بتوقيت مصر تقريبا إلا إذا كان لديك ظروف حقيقية تمنعك من الحضور المباشر فلا حرج عليك بإذن الله.
📌 أن تشاركينا التطبيقات العملية ولا تكتفي بالمشاركة الصامتة، وأن تقومي بأداء التكليفات العملية وهي بسيطة بإذن الله ولكنها كلها تصب في صالحك أنت.
📌 أن يكون لك دور إيجابي داخل البرنامج حينما يُطلب منك ذلك وفق قدراتك وظروفك وهي أدوار بسيطة ومفيدة ومثمرة بإذن الله.
📌 أن يكون لك اسما واضحا يمكننا التواصل معك من خلاله حتى لو كان اسما مستعارا ولا يكون اسمك رمزا، أو نقطة، أو اسما مستعارا لا يصلح لمخاطبتك به بشكل مباشر، وأن لا تغيري هذا الاسم طوال فترة البرنامج.
📌 في نهاية كل مستوى سيكون هناك حصرا للمتابعات وسيكون هناك جوائز رمزية عبارة عن أسهم صدقات للمشاركات الإيجابيات والمتابعات، وفي المقابل سيكون هناك إيقاف عن استكمال البرنامج لمن ستتابع دون تطبيق عملي فالمقام ليس مقام حشو معلومات فما أكثر المعلومات التي يمكنك أن تحصلي عليها من أي مكان آخر دون ضغط نفسك في برنامج مشكاة الذي يتطلب هذه التطبيقات.
🌸 إن كانت هذه الضوابط تتناسب معك فيسعدنا وجودك معنا وهنيئا لك الفوز بمقعد في البرنامج، ويمكنك الدخول إلى هذه القناة ثم ملء الاستمارة لتسجيل اسمك في البرنامج.
https://www.tgoop.com/+gUarCDG7q_BhZTM
نذكركم أن يوم الجمعة بإذن الله سيتم تعطيل رابط الانضمام لبرنامج مشكاة فاحرصن على استثمار الفرصة.
مجانًا داخل جمعية إنسان جديد
برنامج سَكِينة
للفتيات من سن 15 لسن 25
للأستاذة رضا الجنيدي
حتى تعيش الفتاة المسلمة كما أراد الله لها أن تعيش
🎯 محاور البرنامج:
🔹 حديث يُوقظ قلبك
ندرس في كل لقاء حديث نبويّ يقوي إيماننا ويحسن عباداتنا.
🔹 اسم الله يهديني
نتعمق في بعض أسماء الله الحسنى ونهتدي بها ونعيش بها.
🔹 إدارة المشاعر
رحلة داخلية لفهم المشاعر وإدارتها بتوازن ونضج.
كيف يربيني القرآن وتربيني السنة ويهذبان مشاعري
لماذا تحدث المشاعر وكيف تحدث وهل يمكن التحكم فيها؟
تطبيقات عملية من القرآن والسنة وعلم النفس الحديث
🎁 مميزات البرنامج
✔️ مجاني 100%
✔️ لقاء أسبوعي تفاعلي
✔️ تطبيقات عملية
✔️ بيئة إيمانية
🎀 هذا البرنامج لكِ إن كنت:
• تبحثين عن السكينة لا التشتت
• تريدين فهم مشاعرك وتريدين أن تعيشي دون جلد ذاتك ودون اندفاع وتهور
• تشتاقين للتقرّب إلى الله بصورة أقرب وأعمق
• تشتاقين للتعرف على ربك معرفة حقيقية
📍 سجلي الآن – الأماكن محدودة
📅 البداية: الثلاثاء 1 يوليو
⏰ من العاشرة والنصف صباحًا حتى 12 ونصف ظهرًا.
للاشتراك يرجى التواصل مع جمعية إنسان جديد للتنمية
جمعية إنسان جديد للتنمية_شقه1_عمارة1046_شارع العياده_زهراء مدينة نصر
أرقام الجمعية للتواصل:
01026641686
0223831090
صفحه الفيسبوك الخاصة بالجمعية التأسيسية https://www.facebook.com/profile.php?id=100094359624207&mibextid=ZbWKwL
جروب الواتساب :
https://chat.whatsapp.com/DsFJe81bpMV4zJdkGt0MyF
برنامج سَكِينة
للفتيات من سن 15 لسن 25
للأستاذة رضا الجنيدي
حتى تعيش الفتاة المسلمة كما أراد الله لها أن تعيش
🎯 محاور البرنامج:
🔹 حديث يُوقظ قلبك
ندرس في كل لقاء حديث نبويّ يقوي إيماننا ويحسن عباداتنا.
🔹 اسم الله يهديني
نتعمق في بعض أسماء الله الحسنى ونهتدي بها ونعيش بها.
🔹 إدارة المشاعر
رحلة داخلية لفهم المشاعر وإدارتها بتوازن ونضج.
كيف يربيني القرآن وتربيني السنة ويهذبان مشاعري
لماذا تحدث المشاعر وكيف تحدث وهل يمكن التحكم فيها؟
تطبيقات عملية من القرآن والسنة وعلم النفس الحديث
🎁 مميزات البرنامج
✔️ مجاني 100%
✔️ لقاء أسبوعي تفاعلي
✔️ تطبيقات عملية
✔️ بيئة إيمانية
🎀 هذا البرنامج لكِ إن كنت:
• تبحثين عن السكينة لا التشتت
• تريدين فهم مشاعرك وتريدين أن تعيشي دون جلد ذاتك ودون اندفاع وتهور
• تشتاقين للتقرّب إلى الله بصورة أقرب وأعمق
• تشتاقين للتعرف على ربك معرفة حقيقية
📍 سجلي الآن – الأماكن محدودة
📅 البداية: الثلاثاء 1 يوليو
⏰ من العاشرة والنصف صباحًا حتى 12 ونصف ظهرًا.
للاشتراك يرجى التواصل مع جمعية إنسان جديد للتنمية
جمعية إنسان جديد للتنمية_شقه1_عمارة1046_شارع العياده_زهراء مدينة نصر
أرقام الجمعية للتواصل:
01026641686
0223831090
صفحه الفيسبوك الخاصة بالجمعية التأسيسية https://www.facebook.com/profile.php?id=100094359624207&mibextid=ZbWKwL
جروب الواتساب :
https://chat.whatsapp.com/DsFJe81bpMV4zJdkGt0MyF
Facebook
جمعية إنسان جديد للتنمية | Cairo
جمعية إنسان جديد للتنمية, Cairo. 108 likes · 17 talking about this. ويبقىٰ الأثر. �
#أنثى_مكرمة
أنثى في القلب
في لحظة صمتٍ ثقيلةٍ، استعادت ذكرياتِ طفولتها، حين كانت تركض خلف أخيها، فتملأ ضحكاتهما أرجاء البيت بهجةً وسعادة، وحين كانت تتعلق بيده عندما يملؤها الخوف، وكأنها تدرك بفطرتها أن أخاها خيرُ سندٍ لها في هذه الحياة.
تُرى هل أنت سندا حقيقيا لأختك؟
مقال أنثى في القلب لكل أمرأة مسلمة، ولكل أخ مسلم.
ولكل امرأة غير مسلمة لتعرف قيمة المرأة في الإسلام👇
أنثى في القلب
في لحظة صمتٍ ثقيلةٍ، استعادت ذكرياتِ طفولتها، حين كانت تركض خلف أخيها، فتملأ ضحكاتهما أرجاء البيت بهجةً وسعادة، وحين كانت تتعلق بيده عندما يملؤها الخوف، وكأنها تدرك بفطرتها أن أخاها خيرُ سندٍ لها في هذه الحياة.
تُرى هل أنت سندا حقيقيا لأختك؟
مقال أنثى في القلب لكل أمرأة مسلمة، ولكل أخ مسلم.
ولكل امرأة غير مسلمة لتعرف قيمة المرأة في الإسلام👇
أنثى مُكرَّمة
أنثى في القلب
بقلم: رضا الجنيدي
في لحظة صمتٍ ثقيلةٍ، استعادت ذكرياتِ طفولتها، حين كانت تركض خلف أخيها، فتملأ ضحكاتهما أرجاء البيت بهجةً وسعادة، وحين كانت تتعلق بيده عندما يملؤها الخوف، وكأنها تدرك بفطرتها أن أخاها خيرُ سندٍ لها في هذه الحياة.
كانت أحلامهما الصغيرة تتشابه، وأرواحهما تتعانق، وأيديهما تتشابك، فتنسج في قلبيهما خيوطَ المودة التي لا تُمحى، وتنقش في عقليهما ملامحَ ذكرياتٍ لا تُنسى.
لكن الأيام تمضي، والأولويات تتبدل، والمسؤوليات تتزاحم، فينشغل أخوها بدوامة الحياة، ويزداد انشغاله بعد أن يتزوج وينجب.
وأما هي، فلم تكن قد تزوجت بعدُ، فبقيت وحيدة بعد رحيل والديها، تتجرع مرارة الوحدة، خاصةً مع غياب أخيها وانشغاله عنها.
تساءلت في أعماقها: هل لا يزال في قلب أخيها متَّسعٌ لها، أم أن مشاغله قد وارت ما في قلبه من ودٍّ وحبٍّ لها؟
ثم راودها سؤال آخر: هل في ديننا العظيم ما يذكِّر الأخ بمكانة الأخت؛ ليهتم بها ويرعاها؟
وها هو الجواب، واضحٌ وجليٌّ، يأتينا من نور الهديِ النبوي، رافعًا شأن الأخت، ومذكرًا كل أخٍ رزقه الله بأخوات، بأن الأُخوة ليست مجرد رابطة دمٍ، بل هي وصية نبوية، وفرصة لكنوز أخروية؛ منها: الستر من النار، والوعد بجنة الرحمن، خاصةً حين تكون الأخت بلا زوجٍ، سواء لم تتزوج بعدُ، أو مرَّت بتجربة زواج لم تكتمل، بسبب طلاق أو وفاة زوج؛ فهي في تلك الحال تحتاج أن تجد في أخيها قلبًا يحتوي، وروحًا تحتضن، وسندًا لا يخذل، وعينًا تنتبه إلى أدق التفاصيل التي قد تعجز هي عن البوح بها.
لقد رفع النبي صلى الله عليه وسلم مكانة هذه الرعاية إلى أعلى المراتب، فقال: ((من أنفق على ابنتين أو أختين، أو ذواتي قرابة، يحتسب النفقة عليهما حتى يُغنيَهما من فضل الله، أو يكفيهما، كانتا له ستًرا من النار))؛ [أخرجه أحمد].
وإذا كانت هذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم، فحُقَّ لكل أنثى أن تتأملها، وتدرك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُرد من الأخ أن يقدم رعاية مادية فحسب، بل أراد أن تكون هذه الرعاية عبادةً مصحوبةً بالنية الصادقة، ومجردةً من المنِّ والأذى، ومقدمةً بعاطفة رقيقة لا تُشعر الأخت بأنها عبء على أخيها.
ولأن الأنثى لا تستقيم حياتها بتوفير الاحتياجات المادية فقط، فهي بطبيعتها تحتاج إلى الحب والحنان، والطمأنينة والأمان، وتحتاج إلى أن تُعامَل بتقوى وإحسان، جاءت وصيةٌ نبوية أخرى تذكر الأخ بذلك.
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان له ثلاثُ بناتٍ، أو ثلاث أخوات، أو ابنتان أو أختان، فأحسَنَ صحبتهن، واتقى الله فيهن دخل الجنة))؛ [صحيح ابن حبان].
((أحسن صحبتهن)): أي: أنه يكون قريبًا منهن بقلبه وفعله، يسأل عنهن، ويهتم بأمورهن، ويعاملهن برفقٍ وحنان، ويؤنس وحدتهن، ويقويهن حين تُضعفهن الهموم والأحزان.
((واتقى الله فيهن)): أي: عاملهن بميزان الشرع لا هوى النفس، وبميزان الرحمة لا الغِلظة، ولم يتركهن يتجرعن مرارة الاحتياج.
ثم يزداد التشريف، ويعلو المقام، حين يجعل النبي صلى الله عليه وسلم جزاءَ هذا الإحسان مرافقته في الجنة؛ حيث نعيم القرب من النبي وشرف رفقته في الآخرة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من عال ابنتين أو ثلاثًا، أو أختين أو ثلاثًا حتى يبنَّ، أو يموت عنهن، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وأشار بأصبعيه السبابة والتي تليها))؛ [صحيح ابن حبان].
((يبنَّ)): أي: ينفصلن عنه بزواج أو موت.
وهكذا هي مكانة الأنثى المسلمة، فقد أراد الله عز وجل لها أن تعيش عزيزةَ النفس، مكرمةً، فإن أثقلتها الحياة بهمومها، فلن تجد نفسها وحيدةً بلا سند، ففي حياتها أخٌ يقوم على شؤونها، ويحتوي ضعفها، ولا ينشغل بحياته عنها وعن احتياجاتها، فالأخت في الإسلام ليست علاقة تُنسى بمُضيِّ الزمان، ولا ذكرى تُمحى بسبب كثرة المسؤوليات، بل هي وصية نبوية، وكنز أخروي عظيم،
فسبحان من أعز الأنثى، ورفع قدرها، وأعلى شأنها في كل مرحلة من مراحل حياتها!
رضا الجنيدي
✍🏻كلُّنا راحلون ويَبقى الأثر، فلنترك أثرًا قبل الرحيل.
🌿قناة الكاتبة والأخصائية النفسية رضا الجنيدي على التلجرام
https://www.tgoop.com/redaalgeneedy
🌿قناة البرامج والدورات المُجمَّعة
https://www.tgoop.com/Redaalgeneedy2
🌿صفحة الفيس بوك
https://m.facebook.com/Reda.Geneedy
أنثى في القلب
بقلم: رضا الجنيدي
في لحظة صمتٍ ثقيلةٍ، استعادت ذكرياتِ طفولتها، حين كانت تركض خلف أخيها، فتملأ ضحكاتهما أرجاء البيت بهجةً وسعادة، وحين كانت تتعلق بيده عندما يملؤها الخوف، وكأنها تدرك بفطرتها أن أخاها خيرُ سندٍ لها في هذه الحياة.
كانت أحلامهما الصغيرة تتشابه، وأرواحهما تتعانق، وأيديهما تتشابك، فتنسج في قلبيهما خيوطَ المودة التي لا تُمحى، وتنقش في عقليهما ملامحَ ذكرياتٍ لا تُنسى.
لكن الأيام تمضي، والأولويات تتبدل، والمسؤوليات تتزاحم، فينشغل أخوها بدوامة الحياة، ويزداد انشغاله بعد أن يتزوج وينجب.
وأما هي، فلم تكن قد تزوجت بعدُ، فبقيت وحيدة بعد رحيل والديها، تتجرع مرارة الوحدة، خاصةً مع غياب أخيها وانشغاله عنها.
تساءلت في أعماقها: هل لا يزال في قلب أخيها متَّسعٌ لها، أم أن مشاغله قد وارت ما في قلبه من ودٍّ وحبٍّ لها؟
ثم راودها سؤال آخر: هل في ديننا العظيم ما يذكِّر الأخ بمكانة الأخت؛ ليهتم بها ويرعاها؟
وها هو الجواب، واضحٌ وجليٌّ، يأتينا من نور الهديِ النبوي، رافعًا شأن الأخت، ومذكرًا كل أخٍ رزقه الله بأخوات، بأن الأُخوة ليست مجرد رابطة دمٍ، بل هي وصية نبوية، وفرصة لكنوز أخروية؛ منها: الستر من النار، والوعد بجنة الرحمن، خاصةً حين تكون الأخت بلا زوجٍ، سواء لم تتزوج بعدُ، أو مرَّت بتجربة زواج لم تكتمل، بسبب طلاق أو وفاة زوج؛ فهي في تلك الحال تحتاج أن تجد في أخيها قلبًا يحتوي، وروحًا تحتضن، وسندًا لا يخذل، وعينًا تنتبه إلى أدق التفاصيل التي قد تعجز هي عن البوح بها.
لقد رفع النبي صلى الله عليه وسلم مكانة هذه الرعاية إلى أعلى المراتب، فقال: ((من أنفق على ابنتين أو أختين، أو ذواتي قرابة، يحتسب النفقة عليهما حتى يُغنيَهما من فضل الله، أو يكفيهما، كانتا له ستًرا من النار))؛ [أخرجه أحمد].
وإذا كانت هذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم، فحُقَّ لكل أنثى أن تتأملها، وتدرك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُرد من الأخ أن يقدم رعاية مادية فحسب، بل أراد أن تكون هذه الرعاية عبادةً مصحوبةً بالنية الصادقة، ومجردةً من المنِّ والأذى، ومقدمةً بعاطفة رقيقة لا تُشعر الأخت بأنها عبء على أخيها.
ولأن الأنثى لا تستقيم حياتها بتوفير الاحتياجات المادية فقط، فهي بطبيعتها تحتاج إلى الحب والحنان، والطمأنينة والأمان، وتحتاج إلى أن تُعامَل بتقوى وإحسان، جاءت وصيةٌ نبوية أخرى تذكر الأخ بذلك.
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان له ثلاثُ بناتٍ، أو ثلاث أخوات، أو ابنتان أو أختان، فأحسَنَ صحبتهن، واتقى الله فيهن دخل الجنة))؛ [صحيح ابن حبان].
((أحسن صحبتهن)): أي: أنه يكون قريبًا منهن بقلبه وفعله، يسأل عنهن، ويهتم بأمورهن، ويعاملهن برفقٍ وحنان، ويؤنس وحدتهن، ويقويهن حين تُضعفهن الهموم والأحزان.
((واتقى الله فيهن)): أي: عاملهن بميزان الشرع لا هوى النفس، وبميزان الرحمة لا الغِلظة، ولم يتركهن يتجرعن مرارة الاحتياج.
ثم يزداد التشريف، ويعلو المقام، حين يجعل النبي صلى الله عليه وسلم جزاءَ هذا الإحسان مرافقته في الجنة؛ حيث نعيم القرب من النبي وشرف رفقته في الآخرة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من عال ابنتين أو ثلاثًا، أو أختين أو ثلاثًا حتى يبنَّ، أو يموت عنهن، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وأشار بأصبعيه السبابة والتي تليها))؛ [صحيح ابن حبان].
((يبنَّ)): أي: ينفصلن عنه بزواج أو موت.
وهكذا هي مكانة الأنثى المسلمة، فقد أراد الله عز وجل لها أن تعيش عزيزةَ النفس، مكرمةً، فإن أثقلتها الحياة بهمومها، فلن تجد نفسها وحيدةً بلا سند، ففي حياتها أخٌ يقوم على شؤونها، ويحتوي ضعفها، ولا ينشغل بحياته عنها وعن احتياجاتها، فالأخت في الإسلام ليست علاقة تُنسى بمُضيِّ الزمان، ولا ذكرى تُمحى بسبب كثرة المسؤوليات، بل هي وصية نبوية، وكنز أخروي عظيم،
فسبحان من أعز الأنثى، ورفع قدرها، وأعلى شأنها في كل مرحلة من مراحل حياتها!
رضا الجنيدي
✍🏻كلُّنا راحلون ويَبقى الأثر، فلنترك أثرًا قبل الرحيل.
🌿قناة الكاتبة والأخصائية النفسية رضا الجنيدي على التلجرام
https://www.tgoop.com/redaalgeneedy
🌿قناة البرامج والدورات المُجمَّعة
https://www.tgoop.com/Redaalgeneedy2
🌿صفحة الفيس بوك
https://m.facebook.com/Reda.Geneedy
Telegram
رضا الجنيدي
قناة الكاتبة رضا الجنيدي
✍🏻كلُّنا راحلون ويَبقى الأثر، فلنترك أثرًا قبل الرحيل.
✍🏻كلُّنا راحلون ويَبقى الأثر، فلنترك أثرًا قبل الرحيل.
على هذه القناة ستجدون دوراتي كلها مجمعة بشكل مرتب ومنظم
ندعوكم للاستفادة منها لعل الله يغير بها حياتكم للأفضل.
@Redaalgeneedy2
ندعوكم للاستفادة منها لعل الله يغير بها حياتكم للأفضل.
@Redaalgeneedy2
Forwarded from د. إياد قنيبي
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
🔔 الاشتراك يكون أولاً بالانضمام إلى القناة على تلغرام:
https://www.tgoop.com/AntaMohim2nd
📲 كما أن المواد سيتم نشرها على تطبيق الفرقان على
Play Store وApple Store بإذن الله
⏳ مدة المسابقة:
20 يوماً: من 15-7-2025 إلى 5-8-2025
🗓 موعد الاختبار:
يوم السبت 9-8-2025
🎁 هناك 40 جائزة مالية:
أعلاها 125 دولاراً، وأقلها 25 دولاراً.
🌟 ندعوكم جميعاً للمشاركة!
هذا رابط المنشور الذي عليه التعليقات المبهجة التي تكلمنا عنها، مع التذكير بأن هذه القناة القديمة وليست الجديدة:
https://www.tgoop.com/AntaMohim/397
https://www.tgoop.com/AntaMohim2nd
📲 كما أن المواد سيتم نشرها على تطبيق الفرقان على
Play Store وApple Store بإذن الله
⏳ مدة المسابقة:
20 يوماً: من 15-7-2025 إلى 5-8-2025
🗓 موعد الاختبار:
يوم السبت 9-8-2025
🎁 هناك 40 جائزة مالية:
أعلاها 125 دولاراً، وأقلها 25 دولاراً.
🌟 ندعوكم جميعاً للمشاركة!
هذا رابط المنشور الذي عليه التعليقات المبهجة التي تكلمنا عنها، مع التذكير بأن هذه القناة القديمة وليست الجديدة:
https://www.tgoop.com/AntaMohim/397
Forwarded from د. إياد قنيبي
✅ الاشتراك متاح ومفيد لجميع الأعمار، لكن الجوائز مخصصة لفئة 13-20 سنة
🔔 الاشتراك يكون أولاً بالانضمام إلى القناة على تلغرام:
https://www.tgoop.com/AntaMohim2nd
وهناك يتم التفاعل ونشر المواد أولا بأول بإذن الله
📲 كما أن المواد سيتم نشرها على تطبيق الفرقان على
Play Store
Apple Store
💬 اضغط هنا لترى التعليقات المبهجة من الدفعة السابقة، مع التذكير بأن الاشتراك ليس عليها وإنما على القناة الجديدة أعلاه.
🔹بانتظاركم !
🔔 الاشتراك يكون أولاً بالانضمام إلى القناة على تلغرام:
https://www.tgoop.com/AntaMohim2nd
وهناك يتم التفاعل ونشر المواد أولا بأول بإذن الله
📲 كما أن المواد سيتم نشرها على تطبيق الفرقان على
Play Store
Apple Store
💬 اضغط هنا لترى التعليقات المبهجة من الدفعة السابقة، مع التذكير بأن الاشتراك ليس عليها وإنما على القناة الجديدة أعلاه.
🔹بانتظاركم !
حكاية شِعب وحكاية شَعب(١)
حاصر الكفار المسلمين ثلاث سنوات في شِعب أبي طالب ومنعوا عنهم الطعام حتى بلغ الجهد منهم مبلغا فصاروا يأكلون أوراق الشجر من شدة الجوع.
بعد كل هذا الصبر وهذا الجهد وهذا البلاء انتفض نفر من عقلاء قريش وقرروا إنهاء هذا الوضع الظالم.
جاء في البداية والنهاية أن هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث كان ذا شرف في قومه ، وأنه قال لزهير بن أبي أميه:
" يا زهير أقد رضيت أن تأكل الطعام، وتلبس الثياب، وتنكح النساء، وأخوالك حيث قد علمت لا يباعون ولا يبتاع منهم، ولا ينكحون ولا ينكح إليهم؟
أما إني أحلف بالله لو كانوا أخوال أبي الحكم بن هشام ثم دعوته إلى مثل ما دعاك إليه منهم، ما أجابك إليه أبدا .
قال زهير:
ويحك يا هشام! فماذا أصنع؟ إنما أنا رجل واحد، والله لو كان معي رجل آخر لقمت في نقضها.
قال: قد وجدت رجلا.
قال: من هو؟
قال: أنا .
قال له زهير: أبغنا ثالثا.
فذهب إلى المطعم بن عدي فقال له:
يا مطعم أقد رضيت أن يهلك بطنان من بني عبد مناف، وأنت شاهد على ذلك موافق لقريش فيه ؟! أما والله، لئن أمكنتموهم من هذه لتجدنهم إليها منكم سراعا.
قال: ويحك! فماذا أصنع؟ إنما أنا رجل واحد.
قال: قد وجدت لك ثانيا. قال: من؟ قال: أنا.
قال: أبغنا ثالثا.
قال : قد فعلت. قال: من هو ؟ قال: زهير بن أبي أمية.
قال: أبغنا رابعا.
فذهب إلى أبي البختري بن هشام فقال له نحوا مما قال للمطعم بن عدي فقال: وهل تجد أحدا يعين على هذا؟
قال: نعم . قال: من هو؟
قال: زهير بن أبي أمية والمطعم بن عدي وأنا معك .
قال: أبغنا خامسا. فذهب إلى زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد فكلمه وذكر له قرابتهم وحقهم ، فقال له: وهل على هذا الأمر الذي تدعوني إليه من أحد؟
قال: نعم، ثم سمى القوم ، فأجمعو أمرهم، وتعاقدوا على القيام في الصحيفة حتى ينقضوها .
وقال زهير: أنا أبدؤكم فأكون أول من يتكلم. فلما أصبحوا غدوا إلى أنديتهم، وغدا زهير بن أبي أمية عليه حلة، فطاف بالبيت سبعا، ثم أقبل على الناس، فقال:
يا أهل مكة، أنأكل الطعام، ونلبس الثياب، وبنو هاشم هلكى، لا يبتاعون ولا يبتاع منهم؟
والله، لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة.
قال أبو جهل: وكان في ناحية المسجد: كذبت، والله لا تشق.
قال زمعة بن الأسود : أنت والله أكذب، ما رضينا كتابها حيث كتبت.
قال أبو البختري: صدق زمعة لا نرضى ما كتب فيها، ولا نقر به.
قال المطعم بن عدي: صدقتما وكذب من قال غير ذلك، نبرأ إلى الله منها، ومما كتب فيها.
قال هشام بن عمرو نحوا من ذلك.
قال أبو جهل: هذا أمر قد قضي بليل.
وقام المطعم بن عدي إلى الصحيفة ليشقها ، فوجد الأرضة قد أكلتها إلا " باسمك اللهم "
العقلاء من الكفار رفضوا الظلم الذي تعرض له المسلمون في شٍعب أبي طالب فماذا عنا نحن المسلمون وماذا سنفعل مع شَعب غزة ونحن أمة واحدة؟!
#أمة_واحدة
#نصرة_لغزة_ومعذرة_إلى_ربكم
حاصر الكفار المسلمين ثلاث سنوات في شِعب أبي طالب ومنعوا عنهم الطعام حتى بلغ الجهد منهم مبلغا فصاروا يأكلون أوراق الشجر من شدة الجوع.
بعد كل هذا الصبر وهذا الجهد وهذا البلاء انتفض نفر من عقلاء قريش وقرروا إنهاء هذا الوضع الظالم.
جاء في البداية والنهاية أن هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث كان ذا شرف في قومه ، وأنه قال لزهير بن أبي أميه:
" يا زهير أقد رضيت أن تأكل الطعام، وتلبس الثياب، وتنكح النساء، وأخوالك حيث قد علمت لا يباعون ولا يبتاع منهم، ولا ينكحون ولا ينكح إليهم؟
أما إني أحلف بالله لو كانوا أخوال أبي الحكم بن هشام ثم دعوته إلى مثل ما دعاك إليه منهم، ما أجابك إليه أبدا .
قال زهير:
ويحك يا هشام! فماذا أصنع؟ إنما أنا رجل واحد، والله لو كان معي رجل آخر لقمت في نقضها.
قال: قد وجدت رجلا.
قال: من هو؟
قال: أنا .
قال له زهير: أبغنا ثالثا.
فذهب إلى المطعم بن عدي فقال له:
يا مطعم أقد رضيت أن يهلك بطنان من بني عبد مناف، وأنت شاهد على ذلك موافق لقريش فيه ؟! أما والله، لئن أمكنتموهم من هذه لتجدنهم إليها منكم سراعا.
قال: ويحك! فماذا أصنع؟ إنما أنا رجل واحد.
قال: قد وجدت لك ثانيا. قال: من؟ قال: أنا.
قال: أبغنا ثالثا.
قال : قد فعلت. قال: من هو ؟ قال: زهير بن أبي أمية.
قال: أبغنا رابعا.
فذهب إلى أبي البختري بن هشام فقال له نحوا مما قال للمطعم بن عدي فقال: وهل تجد أحدا يعين على هذا؟
قال: نعم . قال: من هو؟
قال: زهير بن أبي أمية والمطعم بن عدي وأنا معك .
قال: أبغنا خامسا. فذهب إلى زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد فكلمه وذكر له قرابتهم وحقهم ، فقال له: وهل على هذا الأمر الذي تدعوني إليه من أحد؟
قال: نعم، ثم سمى القوم ، فأجمعو أمرهم، وتعاقدوا على القيام في الصحيفة حتى ينقضوها .
وقال زهير: أنا أبدؤكم فأكون أول من يتكلم. فلما أصبحوا غدوا إلى أنديتهم، وغدا زهير بن أبي أمية عليه حلة، فطاف بالبيت سبعا، ثم أقبل على الناس، فقال:
يا أهل مكة، أنأكل الطعام، ونلبس الثياب، وبنو هاشم هلكى، لا يبتاعون ولا يبتاع منهم؟
والله، لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة.
قال أبو جهل: وكان في ناحية المسجد: كذبت، والله لا تشق.
قال زمعة بن الأسود : أنت والله أكذب، ما رضينا كتابها حيث كتبت.
قال أبو البختري: صدق زمعة لا نرضى ما كتب فيها، ولا نقر به.
قال المطعم بن عدي: صدقتما وكذب من قال غير ذلك، نبرأ إلى الله منها، ومما كتب فيها.
قال هشام بن عمرو نحوا من ذلك.
قال أبو جهل: هذا أمر قد قضي بليل.
وقام المطعم بن عدي إلى الصحيفة ليشقها ، فوجد الأرضة قد أكلتها إلا " باسمك اللهم "
العقلاء من الكفار رفضوا الظلم الذي تعرض له المسلمون في شٍعب أبي طالب فماذا عنا نحن المسلمون وماذا سنفعل مع شَعب غزة ونحن أمة واحدة؟!
#أمة_واحدة
#نصرة_لغزة_ومعذرة_إلى_ربكم
:
حكاية شِعب... وحكاية شَعب (2)
في شِعب أبي طالب، حوصر النبي ﷺ وصحابته الكرام ثلاث سنوات.
ثلاث سنوات من الظلم والعزلة والحصار، لا يصل إليهم طعام إلا خفية، حتى صار ورق الشجر اليابس طعامهم، لكن رغم ذلك، بقيت قلوبهم عامرة بالإيمان، واليقين، والصبر، والثقة في الله عز وجل.
ما شكوا ربهم يومًا، وما تخلّوا عن عقيدتهم، وما قالوا: لو كنّا على حق، لما حوصرنا!
واليوم، يتكرر المشهد بطريقة مختلفة..
ها هم إخوتنا في غزة يُحاصرون، ويُجوّعون، ويُؤذَون، ويُمنَعون من أبسط حقوقهم ولكنهم رغم ذلك صامدون، وما رأينا منهم وهنا ولا رأيناهم تخلوا عن عقيدتهم.
هم يعلمون أن من هم أعظم منهم ومنا، قد حوصروا في الشِعب، وضاق بهم الحال، حتى جاءهم الفرج من حيث لا يحتسبوا.
هم يعلمون أن وعد الله حق، ولكن كل شيء بميعاد فاصبروا، واثبتوا يا معشر المسلمين، ولا تحبطنكم كلمات المخذلين، فقريبًا بإذن الله، يأتي النصر المبين، والفتح العظيم.
"فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ" (الروم- 60)
#أمة_واحدة
#معذرة_إلى_ربكم
حكاية شِعب... وحكاية شَعب (2)
في شِعب أبي طالب، حوصر النبي ﷺ وصحابته الكرام ثلاث سنوات.
ثلاث سنوات من الظلم والعزلة والحصار، لا يصل إليهم طعام إلا خفية، حتى صار ورق الشجر اليابس طعامهم، لكن رغم ذلك، بقيت قلوبهم عامرة بالإيمان، واليقين، والصبر، والثقة في الله عز وجل.
ما شكوا ربهم يومًا، وما تخلّوا عن عقيدتهم، وما قالوا: لو كنّا على حق، لما حوصرنا!
واليوم، يتكرر المشهد بطريقة مختلفة..
ها هم إخوتنا في غزة يُحاصرون، ويُجوّعون، ويُؤذَون، ويُمنَعون من أبسط حقوقهم ولكنهم رغم ذلك صامدون، وما رأينا منهم وهنا ولا رأيناهم تخلوا عن عقيدتهم.
هم يعلمون أن من هم أعظم منهم ومنا، قد حوصروا في الشِعب، وضاق بهم الحال، حتى جاءهم الفرج من حيث لا يحتسبوا.
هم يعلمون أن وعد الله حق، ولكن كل شيء بميعاد فاصبروا، واثبتوا يا معشر المسلمين، ولا تحبطنكم كلمات المخذلين، فقريبًا بإذن الله، يأتي النصر المبين، والفتح العظيم.
"فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ" (الروم- 60)
#أمة_واحدة
#معذرة_إلى_ربكم
حكاية شِعب... وحكاية شَعب(3)
في شِعْب أبي طالب، حوصر النبي ﷺ وأصحابه ثلاث سنوات كاملة.
جوع، وتعب، وأذى شديد، وظروف قاسية دون أن يظهر في الأفق أي أمل قريب لإزالة الغمة، لكنهم صبروا، وصدقوا، وثبتوا.
وحين شاء الله، جاء الفرج من حيث لا يتوقع أحد.. فقد سخّر الله رجالًا من داخل قريش، رقّت قلوبهم للحق، فاجتمعوا ليُنقذوا من حُوصِر ظلمًا، وقرّروا تمزيق تلك الصحيفة التي كُتبت بمداد الظلم والعدوان.
ولم يكن ذلك فحسب، بل أرسل الله جنديًّا من أضعف خلقه لتقضي على هذه الصحيفة الجائرة، حشرة الأرضة الصغيرة التي لا يعبأ بها أحد!
سلّطها الله عز وجل على الصحيفة، فأكلت كل ما فيها من بنود ظالمة، ولم تترك إلا اسم الله عز وجل.
ليذكرنا هذا المشهد دوما أن الحق باقٍ، والنصر قادم، والباطل والظلم إلى زوال لا محال.
نعم، النصر قادم بإذن الله.
متى؟ لا نعلم.
كيف؟ لا نعلم.
على يد من؟ لا نعلم.
لكننا نوقن أنه حين يأذن الله ستحدث إرادة الله عز وجل رغم أنف الجميع.
النصر سيتحقق بنا أو بغيرنا، فلنجتهد أن يكون لنا فيه دور، كلٌّ بقدر استطاعته ووفق إمكانياته وقدرته.
في شِعْب أبي طالب، حوصر النبي ﷺ وأصحابه ثلاث سنوات كاملة.
جوع، وتعب، وأذى شديد، وظروف قاسية دون أن يظهر في الأفق أي أمل قريب لإزالة الغمة، لكنهم صبروا، وصدقوا، وثبتوا.
وحين شاء الله، جاء الفرج من حيث لا يتوقع أحد.. فقد سخّر الله رجالًا من داخل قريش، رقّت قلوبهم للحق، فاجتمعوا ليُنقذوا من حُوصِر ظلمًا، وقرّروا تمزيق تلك الصحيفة التي كُتبت بمداد الظلم والعدوان.
ولم يكن ذلك فحسب، بل أرسل الله جنديًّا من أضعف خلقه لتقضي على هذه الصحيفة الجائرة، حشرة الأرضة الصغيرة التي لا يعبأ بها أحد!
سلّطها الله عز وجل على الصحيفة، فأكلت كل ما فيها من بنود ظالمة، ولم تترك إلا اسم الله عز وجل.
ليذكرنا هذا المشهد دوما أن الحق باقٍ، والنصر قادم، والباطل والظلم إلى زوال لا محال.
نعم، النصر قادم بإذن الله.
متى؟ لا نعلم.
كيف؟ لا نعلم.
على يد من؟ لا نعلم.
لكننا نوقن أنه حين يأذن الله ستحدث إرادة الله عز وجل رغم أنف الجميع.
النصر سيتحقق بنا أو بغيرنا، فلنجتهد أن يكون لنا فيه دور، كلٌّ بقدر استطاعته ووفق إمكانياته وقدرته.
#أنثى_مكرمة
هبة فيها النجاة!
في ظهيرة يومٍ من أيام الصيف كانت الوجوه حولي شاحبةً، والخُطى متثاقلة، والنفوس تتطلَّع إلى ظلٍّ يحميها من حرارة الشمس الحارقة.
وبينما كان التعب قد نال مني بسبب حرارة الشمس راودتني فكرة مفزعة: إذا كانت حرارة الدنيا تنهكنا هكذا، فكيف بحرارة نارِ الآخرة التي لا يهدأ لهيبها ولا تخفت أنفاسها؟! ارتجف قلبي خوفًا، وسَرَت القشعريرة في جسدي، ولكن سرعان ما غمرني شعور بالطُّمَأْنينة والسَّكِينَة حين تذكرتُ أنَّ الله عزَّ وجل جعل الستر من نار الآخرة جَزاءً لبعض الأعمال، ومن هذه الأعمال👇
هبة فيها النجاة!
في ظهيرة يومٍ من أيام الصيف كانت الوجوه حولي شاحبةً، والخُطى متثاقلة، والنفوس تتطلَّع إلى ظلٍّ يحميها من حرارة الشمس الحارقة.
وبينما كان التعب قد نال مني بسبب حرارة الشمس راودتني فكرة مفزعة: إذا كانت حرارة الدنيا تنهكنا هكذا، فكيف بحرارة نارِ الآخرة التي لا يهدأ لهيبها ولا تخفت أنفاسها؟! ارتجف قلبي خوفًا، وسَرَت القشعريرة في جسدي، ولكن سرعان ما غمرني شعور بالطُّمَأْنينة والسَّكِينَة حين تذكرتُ أنَّ الله عزَّ وجل جعل الستر من نار الآخرة جَزاءً لبعض الأعمال، ومن هذه الأعمال👇
أنثى مُكرمة
هبة فيها النجاة!
في ظهيرة يومٍ من أيام الصيف كانت الوجوه حولي شاحبةً، والخُطى متثاقلة، والنفوس تتطلَّع إلى ظلٍّ يحميها من حرارة الشمس الحارقة.
وبينما كان التعب قد نال مني بسبب حرارة الشمس راودتني فكرة مفزعة: إذا كانت حرارة الدنيا تنهكنا هكذا، فكيف بحرارة نارِ الآخرة التي لا يهدأ لهيبها ولا تخفت أنفاسها؟! ارتجف قلبي خوفًا، وسَرَت القشعريرة في جسدي، ولكن سرعان ما غمرني شعور بالطُّمَأْنينة والسَّكِينَة حين تذكرتُ أنَّ الله عزَّ وجل جعل الستر من نار الآخرة جَزاءً لبعض الأعمال، ومن هذه الأعمال إحسان الوالدين إلى بناتهم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَن كانَ لَهُ ثلاثُ بَناتٍ فصبرَ عليهنَّ، وأطعمَهُنَّ، وسقاهنَّ، وَكَساهنَّ مِن جِدَتِهِ كنَّ لَهُ حجابًا منَ النَّارِ يومَ القيامَةِ"؛ صحيح ابن ماجه.
مِن جِدَتِهِ؛ أي: في حدود سعته وطاقته.
ولقد نقلت لنا أمُّنا عائشة رضي الله عنها مشهدًا يوضح فضل الإحسان إلى البنات حين قالت: "جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ، وَمعهَا ابْنَتَانِ لَهَا، فَسَأَلَتْنِي فَلَمْ تَجِدْ عِندِي شيئًا غيرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ، فأعْطَيْتُهَا إيَّاهَا، فأخَذَتْهَا فَقَسَمَتْهَا بيْنَ ابْنَتَيْهَا، وَلَمْ تَأْكُلْ منها شيئًا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ وَابْنَتَاهَا، فَدَخَلَ عَلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثَهَا، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: ((مَنِ ابْتُلِيَ مِنَ البَنَاتِ بشيءٍ، فأحْسَنَ إلَيْهِنَّ كُنَّ له سِتْرًا مِنَ النَّارِ))؛ صحيح مسلم.
وبرغم ما يتركه هذا المشهد من أثر إيماني وإنساني عميق في النفس، إلا أن كلمة ابْتُلِيَ قد تُثير في عقول البعض تساؤلات محيرة؛ لأنها ترتبط في أذهاننا بالصعوبات والمحن، وهذه الحيرة ستنتهي حين ندرك أن الابتلاء في سياق هذا الحديث لا يعني المحنة والمعاناة كما يتبادر إلى بعض الأذهان، فالابتلاء يأتي كذلك مع النعم كما قال عز وجل: ﴿ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ﴾ [الفجر: 15].
وكما أوضح القرآن أن النعم التي وهبها الله عز وجل لنبيه سليمان عليه السلام اختبار يستوجب الشكر: ﴿ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ [النمل: 40].
ليبلوني؛ أي: ليختبرني هل سأقابل النعمة بالشكرٍ، أم بغير ذلك؟
إذًا الابتلاء لا يقتصر على الشدة؛ بل يمتد ليشمل النعمة، فكل نعمة يهبنا الله إياها هي اختبار لنا، والأنثى من النعم التي تحمل في طياتها اختبارًا لمن رُزق بها، وقد شاء الله أن يكون هذا الاختبار سببًا لتصحيح الكثير من المعتقدات الخاطئة التي انتشرت في الجاهلية؛ إذ كان الكثيرون يكرهون إنجاب البنات، حتى بلغ الحال ببعضهم أنهم كانوا يدفنون بناتهن وهنَّ على قيد الحياة؛ خوفًا من الفقر أو العار!
﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [النحل: 58، 59].
لقد كانت جاهليتهم تعميهم عن رؤية النعمة التي وهبها الله لهم، فجاء الإسلام ليُبدِّد ظلمات جاهلية ذلك الزمان، وظلمات جاهلية أي زمان تُعامل فيه الأنثى بغير ما ارتضاه الله لها من عدل ورحمة؛ فبين أنَّ الأنثى نعمة وليست نقمة، فقال عز وجل: ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ﴾ [الشورى: 49].
وقد أشار البقاعي في (نظم الدرر) إلى أن تقديم الأنثى على الذكر في الآية يؤكد أنها نعمة لا تقل قيمةً عن نعمة الذكر، بل قد تزيد، وأن البعض يشبهون الكفار في كراهتهم للبنات، ويظلمون بناتهن بوأدهن معنويًّا؛ وذلك بالتقصير في حقوقهن أو بعدم الإحسان إليهن، فقال: "وعَبَّرَ سُبْحانَهُ فِيهِنَّ بِلَفْظِ الهِبَةِ؛ لِأنَّ الأوْهامَ العادِيَّةَ قَدْ تَكْتَنِفُ العَقْلَ فَتَحْجُبُهُ عَنْ تَأمُّلِ مَحاسِنِ التَّدْبِيراتِ الإلَهِيَّةِ، وتَرْمِي بِهِ في مُهاوِي الأسْبابِ الدُّنْيَوِيَّةِ، فَيَقَعُ المُسْلِمُ مَعَ إسْلامِهِ في مُضاهاةِ الكُفّارِ في كَراهَةِ البَناتِ، وفي وادِي الوَأْدِ بِتَضْيِيعِهِنَّ أوِ التَّقْصِيرِ في حُقُوقِهِنَّ، وتَنْبِيهًا عَلى أنَّ الأُنْثى نِعْمَةٌ، وأنَّ نِعْمَتَها لا تَنْقُصُ عَنْ نِعْمَةِ الذَّكَرِ ورُبَّما زادَتْ".
سبحان من جعل الأنثى هِبةً تُطلَب ونعمةً تُشكَر، واختبارًا لمدى تمَسُّك والديها بتعاليم دينهما، وجعل إحسانهما إليها سببًا لسترهما من النار!
وهنيئًا لمن وهبه الله أنثى فأدرك قيمتها وأحسن إليها!
رضا الجنيدي
هبة فيها النجاة!
في ظهيرة يومٍ من أيام الصيف كانت الوجوه حولي شاحبةً، والخُطى متثاقلة، والنفوس تتطلَّع إلى ظلٍّ يحميها من حرارة الشمس الحارقة.
وبينما كان التعب قد نال مني بسبب حرارة الشمس راودتني فكرة مفزعة: إذا كانت حرارة الدنيا تنهكنا هكذا، فكيف بحرارة نارِ الآخرة التي لا يهدأ لهيبها ولا تخفت أنفاسها؟! ارتجف قلبي خوفًا، وسَرَت القشعريرة في جسدي، ولكن سرعان ما غمرني شعور بالطُّمَأْنينة والسَّكِينَة حين تذكرتُ أنَّ الله عزَّ وجل جعل الستر من نار الآخرة جَزاءً لبعض الأعمال، ومن هذه الأعمال إحسان الوالدين إلى بناتهم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَن كانَ لَهُ ثلاثُ بَناتٍ فصبرَ عليهنَّ، وأطعمَهُنَّ، وسقاهنَّ، وَكَساهنَّ مِن جِدَتِهِ كنَّ لَهُ حجابًا منَ النَّارِ يومَ القيامَةِ"؛ صحيح ابن ماجه.
مِن جِدَتِهِ؛ أي: في حدود سعته وطاقته.
ولقد نقلت لنا أمُّنا عائشة رضي الله عنها مشهدًا يوضح فضل الإحسان إلى البنات حين قالت: "جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ، وَمعهَا ابْنَتَانِ لَهَا، فَسَأَلَتْنِي فَلَمْ تَجِدْ عِندِي شيئًا غيرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ، فأعْطَيْتُهَا إيَّاهَا، فأخَذَتْهَا فَقَسَمَتْهَا بيْنَ ابْنَتَيْهَا، وَلَمْ تَأْكُلْ منها شيئًا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ وَابْنَتَاهَا، فَدَخَلَ عَلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثَهَا، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: ((مَنِ ابْتُلِيَ مِنَ البَنَاتِ بشيءٍ، فأحْسَنَ إلَيْهِنَّ كُنَّ له سِتْرًا مِنَ النَّارِ))؛ صحيح مسلم.
وبرغم ما يتركه هذا المشهد من أثر إيماني وإنساني عميق في النفس، إلا أن كلمة ابْتُلِيَ قد تُثير في عقول البعض تساؤلات محيرة؛ لأنها ترتبط في أذهاننا بالصعوبات والمحن، وهذه الحيرة ستنتهي حين ندرك أن الابتلاء في سياق هذا الحديث لا يعني المحنة والمعاناة كما يتبادر إلى بعض الأذهان، فالابتلاء يأتي كذلك مع النعم كما قال عز وجل: ﴿ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ﴾ [الفجر: 15].
وكما أوضح القرآن أن النعم التي وهبها الله عز وجل لنبيه سليمان عليه السلام اختبار يستوجب الشكر: ﴿ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ [النمل: 40].
ليبلوني؛ أي: ليختبرني هل سأقابل النعمة بالشكرٍ، أم بغير ذلك؟
إذًا الابتلاء لا يقتصر على الشدة؛ بل يمتد ليشمل النعمة، فكل نعمة يهبنا الله إياها هي اختبار لنا، والأنثى من النعم التي تحمل في طياتها اختبارًا لمن رُزق بها، وقد شاء الله أن يكون هذا الاختبار سببًا لتصحيح الكثير من المعتقدات الخاطئة التي انتشرت في الجاهلية؛ إذ كان الكثيرون يكرهون إنجاب البنات، حتى بلغ الحال ببعضهم أنهم كانوا يدفنون بناتهن وهنَّ على قيد الحياة؛ خوفًا من الفقر أو العار!
﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [النحل: 58، 59].
لقد كانت جاهليتهم تعميهم عن رؤية النعمة التي وهبها الله لهم، فجاء الإسلام ليُبدِّد ظلمات جاهلية ذلك الزمان، وظلمات جاهلية أي زمان تُعامل فيه الأنثى بغير ما ارتضاه الله لها من عدل ورحمة؛ فبين أنَّ الأنثى نعمة وليست نقمة، فقال عز وجل: ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ﴾ [الشورى: 49].
وقد أشار البقاعي في (نظم الدرر) إلى أن تقديم الأنثى على الذكر في الآية يؤكد أنها نعمة لا تقل قيمةً عن نعمة الذكر، بل قد تزيد، وأن البعض يشبهون الكفار في كراهتهم للبنات، ويظلمون بناتهن بوأدهن معنويًّا؛ وذلك بالتقصير في حقوقهن أو بعدم الإحسان إليهن، فقال: "وعَبَّرَ سُبْحانَهُ فِيهِنَّ بِلَفْظِ الهِبَةِ؛ لِأنَّ الأوْهامَ العادِيَّةَ قَدْ تَكْتَنِفُ العَقْلَ فَتَحْجُبُهُ عَنْ تَأمُّلِ مَحاسِنِ التَّدْبِيراتِ الإلَهِيَّةِ، وتَرْمِي بِهِ في مُهاوِي الأسْبابِ الدُّنْيَوِيَّةِ، فَيَقَعُ المُسْلِمُ مَعَ إسْلامِهِ في مُضاهاةِ الكُفّارِ في كَراهَةِ البَناتِ، وفي وادِي الوَأْدِ بِتَضْيِيعِهِنَّ أوِ التَّقْصِيرِ في حُقُوقِهِنَّ، وتَنْبِيهًا عَلى أنَّ الأُنْثى نِعْمَةٌ، وأنَّ نِعْمَتَها لا تَنْقُصُ عَنْ نِعْمَةِ الذَّكَرِ ورُبَّما زادَتْ".
سبحان من جعل الأنثى هِبةً تُطلَب ونعمةً تُشكَر، واختبارًا لمدى تمَسُّك والديها بتعاليم دينهما، وجعل إحسانهما إليها سببًا لسترهما من النار!
وهنيئًا لمن وهبه الله أنثى فأدرك قيمتها وأحسن إليها!
رضا الجنيدي
"وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ" سورة إبراهيم- 42