tgoop.com/tyhabeb/760
Last Update:
نشيد أخير للسدرة
في مدينتي
تندَلِعُ نذور الريح طويلا
يصبّ قدح السماء أقسامه المُبرمة على ثغر الأرض ..
فتصلي السدرة
لتنمو على أغصان الشجر - خاشعة ثيابنا السود.
رجل يطوي مسافة العُمر
في جيبه سلام طَري
يبحثُ عن صاحبه في وجوه صِبية الحَيّ
و حين تبدى
قال :
اقبِل .. أدبر
فافترت غضون الوجه عن بسمة المعرفة
و اهتزت أوراق السَّدرة
" هذه شمائل المحبوب "
تفور في المدينة ساعات ساخنة
تلسعُ العابرين
الآخذين بأطراف ثيابهم لِمسعى الخلاص
شموسُ المدينة..
تُنضج قلوبهم النيئة
تنشُر النساء القانطات حكاياتهن على حِبال السَهو
تجّف الآمال
تتيبس الأحلام في المنام ..
فيأتي المحبوب و يده غرسة أخرى
عيناه حمامتان
تَحُطان على غُصن حَيِيّ .
ستسحبه المُدن المُقنّعة
تتسوله الغُربة كَي يُوّطنها
في منفاه الذي يصعد فيه بخور الأسئلة ..
تُبادره المآذن و القباب و الصلبان اليانعة
تحتشد فوق تلال القرية الجديدة
أعين دهشة قديمة
يسأله السائل
ماذا عن ثمر شجرة الطوبى؟
و حينها تعكس حُلو ابتسامته مرايا السماء
و نفهم أن الثمرة قنديل ..
كلما قُطفت جذوتها نَدحت أخرى
لا تنقص..
مثله تماما !
لكن القنديل يخبو
بَردُ يوزّع أثره على أعطاف الرِّحلة
كلماته مُسلحة بالأمان
رَفشه فِلاحةُ الضوء في تُربة صدورهم .
يريد الآن أن يمضي
و حافر الذاكرة يَدك أرض المدينة.
هيا إذن ..
لقد أينعت الأثواب على غُصن السدرة
و ناحت على غصنيها حمائم عينيه .
BY تسنيم الحبيب
Share with your friend now:
tgoop.com/tyhabeb/760