دفتر سامي الحربي.

‏هوامش حول افتتاح الألعاب الأولمبية في فرنسا:

اغلب من حلل افتتاح الألعاب الأولمبية في فرنسا والسخرية من المسيحية تجاوز مسألة لها أهميتها وهي دور المسيحية وعلاقتها بالفن في تشكيل تحولات في التصورات حول المسيح داخل المسيحية وتراكم التاريخ الفني حول المسيح وعلاقته في زعزعة منظومة الهيبة حوله.

هناك ارتباط بين التاثير الديني والفن من خلال التماثيل والبنايات والموسيقى والشموع والبخور والتحكم في الضوء داخل المعبد والمسيحية.
والتي عرفت تأثير ذلك مبكرا بسبب التنافس مع الرومان ودور المنحوتات في الترويج للمسيحية بين الوثنيين بحسب ادوارد غيبون.

هناك مسألة مهمة داخل الفن المسيحي وهي قيام القديس كليمون الإسكندري بإعطاء قائمة الرموز المسموح تصويرها في الفن المسيحي والتي تشمل رمز اليمامة والصيد والمرساة وبعض الرموز الوثنية مثل العنقاء.
كان تحديد كليمون مفصل في تاريخ موضوعات الفن المسيحي.

نستطيع اعتبار ماني الفارسي مؤسس الديانة المانوية أكثر من كشف تأثير الفن من بعد المسيحين، فقد كان يعتمد على زخرفة كتبه الدينية بشكل فني عالي من خلال التأثير البصري مع الكلمات المكتوبة.

اللوحات القديمة في المسيحية عن المسيح تعود للقرن الثاني والثالث والرابع وتعرف باسم لوحات السراديب الرومانية وكانت تركز على قصة التعميد والمسيح الراعي والعذراء والمسيح الطفل ووضع صورته على لوحات المتوفين من المسيحين.

وكان المسيح في لوحات السراديب الرومانية بدون وجه وكان يتم تصويره المسيح في هيئة غير جميلة كنوع من مقاومة فكرة الجمال الإغريقية-الرومانية وثم حصل التحول مع الفن البيزنطي من خلال تصوير المسيح في هيئة جميلة استنادا على تحولات القصة الإنجيلية.

ويعتبر منديل الرها هو العمل الفني المركزي في الأعمال البيزنطية المسيحية.

ولم تخرج السينما عن الفن المسيحي ورغم تعدد الإنتاج والافلام الا ان فيلم (The Passion of the Christ)
للمخرج ميل غيبسون يعتبر من أشهرها بسبب مسألة التمثيل والتعذيب الحقيقي الذي وقع على الممثل واللغة الآرامية في الحوارات.
اعتمد الفيلم على النصوص المنحولة في اناجيل الصلب التي كانت منتشرة بين جماعات المسيحية المبكرة والتي توسعت في حوارات بيلاطس.

الفن في المسيحية يعتبر وسيلة وعظية وتبشيرية من ناحية التأثيرات والعقائد ولكن إشكالية الفن المسيحي هي سهولة ادعاء الالوهية في التاريخ الحديث خصوصا بسبب التشابه بين ملامح المدعي وبين اللوحات التي تصور المسيح.

والإشكالية الأخرى ترتبط بتحكم المعايير الجمالية في حقبة تاريخية معينة بأشكال المسيح والعذراء وفي ذلك يشير يوهان هويزنجا إلى ان لوحة العذراء لجان فوكيه كانت تعبير عن المعايير الجمالية لعصر الرسام من خلال فكرة الخصر النحيل والجبين البارز ورسم أجزاء في الجسد بطريقة شهوانية.

ولوحة جان فوكيه كانت من تمويل "اتيان شفالييه" والذي جعل إحدى عشقياته هي النموذج المستخدم في الرسم.
ويرى يوهان هويزنجا في كتاب اضمحلال القرون الوسطى انها ظاهرة شكلت أزمة المسيحية الأوروبية.

في كتاب هجرة الأفكار يلاحظ جلبرت هايت تأثيرات انتقال الأفكار ويشرحها في تأثيرات الفن والنحت الإغريقي في ظهور الحالة الصنمية في المسيحية:

"ولكننا لا نعلم ما الذي دفعهم إلى محاولة رسم المسيح وقصة المسيحية، إلا انه من الجائز رجوع ذلك الى تضاؤل نفوذ اليهودية وازدياد قوة الأفكار الإغريقية".

هشاشة المسيحية تعتمد على التأثيرات الفنية، وفكرتها عن اكتساب الأتباع بأي وسيلة أثرت في أهمية دور الفن في التاريخ المسيحي فلا يهم ان يصبح الوثني جزء من المسيحية طالما انها وسيلة ناجحة في جذب الاتباع.

👍18👏4👌3❤2

www.tgoop.com/tragbkisami/8238

6.16K viewsedited  Jul 28, 2024 at 18:45

‏هوامش حول افتتاح الألعاب الأولمبية في فرنسا:

اغلب من حلل افتتاح الألعاب الأولمبية في فرنسا والسخرية من المسيحية تجاوز مسألة لها أهميتها وهي دور المسيحية وعلاقتها بالفن في تشكيل تحولات في التصورات حول المسيح داخل المسيحية وتراكم التاريخ الفني حول المسيح وعلاقته في زعزعة منظومة الهيبة حوله.

هناك ارتباط بين التاثير الديني والفن من خلال التماثيل والبنايات والموسيقى والشموع والبخور والتحكم في الضوء داخل المعبد والمسيحية.
والتي عرفت تأثير ذلك مبكرا بسبب التنافس مع الرومان ودور المنحوتات في الترويج للمسيحية بين الوثنيين بحسب ادوارد غيبون.

هناك مسألة مهمة داخل الفن المسيحي وهي قيام القديس كليمون الإسكندري بإعطاء قائمة الرموز المسموح تصويرها في الفن المسيحي والتي تشمل رمز اليمامة والصيد والمرساة وبعض الرموز الوثنية مثل العنقاء.
كان تحديد كليمون مفصل في تاريخ موضوعات الفن المسيحي.

نستطيع اعتبار ماني الفارسي مؤسس الديانة المانوية أكثر من كشف تأثير الفن من بعد المسيحين، فقد كان يعتمد على زخرفة كتبه الدينية بشكل فني عالي من خلال التأثير البصري مع الكلمات المكتوبة.

اللوحات القديمة في المسيحية عن المسيح تعود للقرن الثاني والثالث والرابع وتعرف باسم لوحات السراديب الرومانية وكانت تركز على قصة التعميد والمسيح الراعي والعذراء والمسيح الطفل ووضع صورته على لوحات المتوفين من المسيحين.

وكان المسيح في لوحات السراديب الرومانية بدون وجه وكان يتم تصويره المسيح في هيئة غير جميلة كنوع من مقاومة فكرة الجمال الإغريقية-الرومانية وثم حصل التحول مع الفن البيزنطي من خلال تصوير المسيح في هيئة جميلة استنادا على تحولات القصة الإنجيلية.

ويعتبر منديل الرها هو العمل الفني المركزي في الأعمال البيزنطية المسيحية.

ولم تخرج السينما عن الفن المسيحي ورغم تعدد الإنتاج والافلام الا ان فيلم (The Passion of the Christ)
للمخرج ميل غيبسون يعتبر من أشهرها بسبب مسألة التمثيل والتعذيب الحقيقي الذي وقع على الممثل واللغة الآرامية في الحوارات.
اعتمد الفيلم على النصوص المنحولة في اناجيل الصلب التي كانت منتشرة بين جماعات المسيحية المبكرة والتي توسعت في حوارات بيلاطس.

الفن في المسيحية يعتبر وسيلة وعظية وتبشيرية من ناحية التأثيرات والعقائد ولكن إشكالية الفن المسيحي هي سهولة ادعاء الالوهية في التاريخ الحديث خصوصا بسبب التشابه بين ملامح المدعي وبين اللوحات التي تصور المسيح.

والإشكالية الأخرى ترتبط بتحكم المعايير الجمالية في حقبة تاريخية معينة بأشكال المسيح والعذراء وفي ذلك يشير يوهان هويزنجا إلى ان لوحة العذراء لجان فوكيه كانت تعبير عن المعايير الجمالية لعصر الرسام من خلال فكرة الخصر النحيل والجبين البارز ورسم أجزاء في الجسد بطريقة شهوانية.

ولوحة جان فوكيه كانت من تمويل "اتيان شفالييه" والذي جعل إحدى عشقياته هي النموذج المستخدم في الرسم.
ويرى يوهان هويزنجا في كتاب اضمحلال القرون الوسطى انها ظاهرة شكلت أزمة المسيحية الأوروبية.

في كتاب هجرة الأفكار يلاحظ جلبرت هايت تأثيرات انتقال الأفكار ويشرحها في تأثيرات الفن والنحت الإغريقي في ظهور الحالة الصنمية في المسيحية:

"ولكننا لا نعلم ما الذي دفعهم إلى محاولة رسم المسيح وقصة المسيحية، إلا انه من الجائز رجوع ذلك الى تضاؤل نفوذ اليهودية وازدياد قوة الأفكار الإغريقية".

هشاشة المسيحية تعتمد على التأثيرات الفنية، وفكرتها عن اكتساب الأتباع بأي وسيلة أثرت في أهمية دور الفن في التاريخ المسيحي فلا يهم ان يصبح الوثني جزء من المسيحية طالما انها وسيلة ناجحة في جذب الاتباع.

BY دفتر سامي الحربي.