tgoop.com/tas_s2/793
Last Update:
-
لقد ضمّ الكفنُ حبِيبَ قلبكِ الذِي كُنتِ تسهرِينَ ليلاً على كيّ ملابِسِهِ حتّى يخرُج فِي صباحِ الغدِ لِلقاءِ أصدِقائِهِ بأبهى حُلةٍ ومظهَر، وها هِو الآن أمامَ ناظِريكِ فِي كيسٍ خَفِيفٍ رقِيق لن يقِيهِ حرَّ صيفٍ ولا بُرُودةَ زمنٍ خسِيسٍ تخلّى فيهِ القرِيبُ قبلَ البعِيدِ عنكُم!
ضمّهُ الكفن ولم يكُن بِوسعِكِ حتّى أن تُقبّلِي جبِينهُ الطّاهِر لتبقَى تِلكَ القُبُلاتُ ذكِرى فِي مُخيّلتِكِ لا تُفارِقُكِ ، وتهِيجُ فِي قلبكِ كُلّما أكلَ الفرِاقُ روحكِ!
أتدري.. إنَّنِي حقًا أشعُر بما يعترِيكِ..
فبعضُ أحبّتِي رحلُوا عن هذِه الحياة دُونَ كفنٍ يضُمُّهم، بل دُونَ آخِرِ نظرةِ وداعٍ أو قُبلةِ فِراق.. ولا أدرِى ماذا حلّ بِجثَامِينِهِم..؟!
قد أغبِطُكِ حقًّا أن حظِيتِي بِرُؤيةِ أحِبتُكِ الذِين شاءَ الإلهُ أن يصطفِيهُم إلى جِوارِه، أن تُقبّلِيهِم، تُعانِقِيهِم، أن تسكُبِي العبراتَ فوق ملامِح وجُوهِهِم المُغطّاةِ بالدّماء، ولكِنّي وأمثالِي كثِير لم نحظِى بمثلِ هذه الّلحظات ولا مكثنا لاستِراقِ بعضِ النّظرات، تِلكَ هِي لحظةُ الفِراق التِي لن يعقُبَها لقاءٌ أو عِناق، هِي وربّي أشبهُ بالفِراقِ فوقَ الفِراق!
لكِن أوتعلمِي..
إنّهُ ليُطفِأُ حِيرتِي ويُخمِدُ نار الفقدِ فِي مخيلتِي
يقينِي التّام بِمدَى تفاهةِ هذُه الدُنيا وأنّها لابُدّ ذاتَ يومٍ زائِلة وسنمضِي مِن بعدِها إلى دارِ الخُلود فِي جنّةِ اللهِ سبحانهُ وتعالى.. الذِي سيغسِلُ أرواحنا المُتعبة عِند أوّلِ نظرةٍ مِنّا لبابَ الجنّة الذِي لا يدخُلهُ إلا الصّابِرُون جعلنا الله مِمّن يدخُلهُ ويسمعُ مِن بعدِ دخولهِ قولَ ربهِ جلّ جلاله: يا أهلَ الجنّةِ سلامٌ عليكُم بِما صَبرتُم فنِعمَ عُقبَ الدّار!
-تَأَسٍّ!🌿
BY تَأَسٍّ..
Share with your friend now:
tgoop.com/tas_s2/793