tgoop.com/tarcama/3402
Last Update:
"العاصفة"
ساوى انهزامُكَ فيها البُعدَ والقُربا
فاملأ أمانَكَ من أمثالها.. رُعبا
لم تتخذكَ سوى لهوٍ وتسليةٍ
وأنتَ تُغضبُ في إرضائها الربّا!؟
لا تنتظرها.. ولا تسمح لضحكتها
أن تعبُرَ البالَ، مهما حاولت دربا
أعاذَكَ اللهُ من شرّ الحنينِ لمَنْ
لا حاضراً عندها يُرجى، ولا عُقبى!
لا أستطيعُ.. وما حاولتُ، إنَّ فمي
من اسمِها في صلاتي، لم يزل رَطبْا
عشقتُها غُربةً، منفى، وعاصفةً
منَ الظنونِ، وحُلماً هيّناً صَعبا
لم تخلُ بي قطُّ إلا في مُخيَّلَتي
فلم تراود، ولم أخلع لها ثوبا..
أُحبُّ حتى احتراقي في محبَّتها
ولا أُريد لهذي النار أن تُخبى
فيها منَ السّحرِ أن تأتيكَ مُذنبةً
وأن تَحَمَّلَ عنها العُذرَ والذنبا
فيها منَ السّرِ ما يُبقيكَ مُشتعِلاً
ولا يصدُّكَ.. بل يغويكَ أن تصبَا
فيها منَ الشِّعرِ ما يُبقيكَ مُنتظراً
سبعينَ دهراً.. فدا عينيهِ إذْ يأبى!
عِظني ببيتينِ.. واتركني لدامعتي
ما أسهل القولَ يا مَن لم تَمُت حُبّا..
منذُ اختنقتُ بما أخفيتُ، بُحتُ بهِ
لم أُشفَ بعدُ.. وإنْ قلبي بدا صَلْبا
لقد ترى بسمةً في دار تعزيةٍ
ولن ترى دمعةً تستأذنُ الهدبا
إن مَسَّ يأسٌّ طفيفٌ داخلي عَرَضاً
فإنَّ صبري على التسعينِ قد أربى!
أقسى مُصابكَ يا جنباً ومُتَّكأً
إن مالَ فيكَ الأسى.. أن لا تجد جنبا
أنا صديقُ المقاهي قبلَ غفوتها
صَحِبتُ فيها الهوى والبُنَّ والكُتبا..
ولستُ بالخِبِّ.. لكن حينَ تَخدَعُني
أوهامُ أُمنيةٍ، أستعذبُ الكِذبا
وقد أغارُ منَ الخلخالِ في قدَمٍ
لفرطِ رقَّتِها، لم تحتَمِلْ كعبا!
قلّ للتي تلعبُ الشّطرنجَ في كبدي
أفنيتِ مُهرينِ، فاستبقي ليَ القلبا!
منذُ اختنقتُ بما أخفيتُهُ.. حفَرَتْ
بيَ المتاهةُ شرقاً يُشبهُ الغربا
وحينَ بالوصل من أغريتُها، زَهِدَت
أُردتُ بالهجرِ أن لا أخسرَ الصّحبا
فقدتُ عندَ انهياري حبلَ دروَشتي
فلذتُ بالضّيقِ لمّا لم أجد رحبا!
أضعتُ يابسَةَ الآمال، أيُّ يدٍ
تُصافحُ الآنَ جُرحي، تُبصرُ الجُبّا
وأينَ شعبُكَ، قالَ الموتُ مُبتسماً
فقلتُ فيكَ، ولكن ما قضوا نحبا
وأينَ نصرُكَ؟ محبوسٌ بدائرةٍ
منَ الهزائمِ، يستجدي ذوي القُربى
البوْسَنيُّ بأعماقي يُحذّرُني:
مهما وثِقتَ بهم، لا تأمنِ الصِّربا!
ليلٌ يُعشعشُ في رأسٍ تنَاهَبُهُ
مطامعُ المَجدِ، حتّى طاولَ الشُّهبا
دعني أواجهُ أحلامي بواقعها
وبالتجلُّد دعني أفجأُ الكربا
لم نطلبِ الأمرَ حِكراً دونَ إخوتِنا
ولم نقُم ثورةً لهواً، ولا لُعبا
أينَ الربيعُ؟ أرى الصحراءَ خانقةً
أنفاسَنا، منذُ ولَّت أمرها الضّبا!
مُقطَّعونَ.. ترى في كلِّ معركةٍ
شعباً يُسلّمُ راياتِ الأسى شعبا
وقانطونَ منَ الأمطارِ، يحملُنا
حُبُّ البقاءِ، على أن نقبلَ الجدبا
وكلُّنا يمنيٌّ فاقدٌ عدناً
وكلُّنا مَوصليٌّ يندبُ الحدبا
يا للشآمِ.. علَتْ فوقَ الجميعِ بما
وفّتْ، وحين تهاوت.. لم تجد كلبا!
عن الشعوبِ التي لم تقترف ذنبا
إلا تبلُّدَها.. مَعْ أنَّها غضبى!
عن كلِّ رأيٍ وراءَ الشَّمسِ صاحبُهُ
موتاً فموتاً، ورُعباً باعثاً رُعبا
وعن بلادٍ تُسمى الشَّرقَ.. ما بقيت
منها سوى ذكرياتٍ، تُحرقُ الصبّا
عن إرثِ خالدَ، عن ما أهدرَت يدُنا
نيابةً عن دمانا.. أُعلنُ الحربا!
#حذيفة_العرجي
BY تَرجَمَةُ مَشَاعِر
Share with your friend now:
tgoop.com/tarcama/3402