TARCAMA Telegram 3378
التفاؤل وحُسن الظن بالله في هذه الأحداث مطلب شرعي مهم جدا، ولكن:
-حين يقع الإنسان في التعلق بالأسباب غير الصحيحة، كأن يرجو النصرة ممن عُرفوا بخذلانهم الدائم للمسلمين ومسارعتهم في أعداء الإسلام،
-ولا يراعي السنن الإلهية كذلك،
- أو يظن أن كل المعيقات سترتفع فجأة،
- أو يظن أن التمكين للأمة سيكون خلال أيام أو أسابيع؛
= فهذا قد يصاب بنكسة نفسية -وربما إيمانية- بعد أن يعيش نشوة البدايات كما رأينا ذلك في العقد الأخير.

• أكثر من يصحّ لهم الاستبشار بنصر الله القريب، هم العاملون لنصرة دينه ومدافعة أعدائه، فهؤلاء إذا أخلصوا لله وتوكلوا عليه وساروا على أنوار الوحي، فالله معهم، وسينصرهم، ويحق لهم التفاؤل الشديد بقرب ذلك.
مع التنبيه إلى أن النصر مراتب ودرجات، والنصر الجزئي لا يستلزم النصر الكلي مباشرة ولا يستلزم انتفاء الآلام الشديدة؛ فنصر يوم بدر غير نصر فتح مكة، فالأول نصر البدايات والثاني نصر التمكين.
فيوم بدر أعقبه انكسار أُحُد ثم حصار الأحزاب ثم ألم الحديبية ثم في النهاية جاء فتح مكة ودخل الناس في دين الله أفواجا،
وكان ذلك كله مسبوقاً بالصبر الطويل في مكة على الابتلاءات التي زكّى الله بها نفوسهم وثبّت بها عقيدتهم.

• هذه الأحداث قد تطول وتتطور وتتمدد، ولا أشك أن عاقبتها خير لهذه الأمة، ولكنها والله أعلم ستكون مصحوبة بكثير من الآلام والمصاعب، فمن كان ينتظر أملاً بلا ألم فليكمل نومه وأحلامه.

• المطلوب من كل هذا الكلام ليس ترك التفاؤل ولا ترك العمل، بل بالعكس، نحتاج إلى مزيد منهما، ولكن بضبط تعريف التفاؤل وبترشيد العمل،

• التفاؤل المطلوب هو حسن الظن بالله:
- بأنه سينصر دينه ويعلي كلمته دون اشتراط للزمن أو استكراه للسنن -فهي غالبة-.
- وأنه لن يضيع أجر العاملين المخلصين،
- وأنه مع الصابرين،
- وأنه يؤيد جنده ويثبتهم وينصرهم،
- وأنه لا يترك الظالمين المفسدين في الأرض دون عقاب في الدنيا قبل الآخرة.

• وأما العمل فلا بد أن يكون غير مشروط بتحقيق النصر الآني، بل يكون منطلقاً من مبدأ (الفرض والواجب؛ عبوديةً لله ونصرةً للمسلمين) ومن يُعرّف العمل بهذه الصيغة يكون عصياً على الانكسار والإحباط.

• وبإذن الله تعالى لعله يتيسر تسجيل فيديو أتحدث فيه عن هذا المعنى بصورة مفصّلة.

#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل



tgoop.com/tarcama/3378
Create:
Last Update:

التفاؤل وحُسن الظن بالله في هذه الأحداث مطلب شرعي مهم جدا، ولكن:
-حين يقع الإنسان في التعلق بالأسباب غير الصحيحة، كأن يرجو النصرة ممن عُرفوا بخذلانهم الدائم للمسلمين ومسارعتهم في أعداء الإسلام،
-ولا يراعي السنن الإلهية كذلك،
- أو يظن أن كل المعيقات سترتفع فجأة،
- أو يظن أن التمكين للأمة سيكون خلال أيام أو أسابيع؛
= فهذا قد يصاب بنكسة نفسية -وربما إيمانية- بعد أن يعيش نشوة البدايات كما رأينا ذلك في العقد الأخير.

• أكثر من يصحّ لهم الاستبشار بنصر الله القريب، هم العاملون لنصرة دينه ومدافعة أعدائه، فهؤلاء إذا أخلصوا لله وتوكلوا عليه وساروا على أنوار الوحي، فالله معهم، وسينصرهم، ويحق لهم التفاؤل الشديد بقرب ذلك.
مع التنبيه إلى أن النصر مراتب ودرجات، والنصر الجزئي لا يستلزم النصر الكلي مباشرة ولا يستلزم انتفاء الآلام الشديدة؛ فنصر يوم بدر غير نصر فتح مكة، فالأول نصر البدايات والثاني نصر التمكين.
فيوم بدر أعقبه انكسار أُحُد ثم حصار الأحزاب ثم ألم الحديبية ثم في النهاية جاء فتح مكة ودخل الناس في دين الله أفواجا،
وكان ذلك كله مسبوقاً بالصبر الطويل في مكة على الابتلاءات التي زكّى الله بها نفوسهم وثبّت بها عقيدتهم.

• هذه الأحداث قد تطول وتتطور وتتمدد، ولا أشك أن عاقبتها خير لهذه الأمة، ولكنها والله أعلم ستكون مصحوبة بكثير من الآلام والمصاعب، فمن كان ينتظر أملاً بلا ألم فليكمل نومه وأحلامه.

• المطلوب من كل هذا الكلام ليس ترك التفاؤل ولا ترك العمل، بل بالعكس، نحتاج إلى مزيد منهما، ولكن بضبط تعريف التفاؤل وبترشيد العمل،

• التفاؤل المطلوب هو حسن الظن بالله:
- بأنه سينصر دينه ويعلي كلمته دون اشتراط للزمن أو استكراه للسنن -فهي غالبة-.
- وأنه لن يضيع أجر العاملين المخلصين،
- وأنه مع الصابرين،
- وأنه يؤيد جنده ويثبتهم وينصرهم،
- وأنه لا يترك الظالمين المفسدين في الأرض دون عقاب في الدنيا قبل الآخرة.

• وأما العمل فلا بد أن يكون غير مشروط بتحقيق النصر الآني، بل يكون منطلقاً من مبدأ (الفرض والواجب؛ عبوديةً لله ونصرةً للمسلمين) ومن يُعرّف العمل بهذه الصيغة يكون عصياً على الانكسار والإحباط.

• وبإذن الله تعالى لعله يتيسر تسجيل فيديو أتحدث فيه عن هذا المعنى بصورة مفصّلة.

#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل

BY تَرجَمَةُ مَشَاعِر


Share with your friend now:
tgoop.com/tarcama/3378

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

‘Ban’ on Telegram Hashtags But a Telegram statement also said: "Any requests related to political censorship or limiting human rights such as the rights to free speech or assembly are not and will not be considered." So far, more than a dozen different members have contributed to the group, posting voice notes of themselves screaming, yelling, groaning, and wailing in various pitches and rhythms. Find your optimal posting schedule and stick to it. The peak posting times include 8 am, 6 pm, and 8 pm on social media. Try to publish serious stuff in the morning and leave less demanding content later in the day.
from us


Telegram تَرجَمَةُ مَشَاعِر
FROM American