SIRAJEDDINE12 Telegram 1788
الشهداء
لا قصاص لهم ولا دية!


مع ضرورة العدالة الانتقالية قضائيا والسلم الأهلي سياسيا في #سوريا الجديدة إلا أن هناك أحكاما شرعية يجب التذكير بها، وهي:

أولا: لا قصاص ممن يشارك في قتال المسلمين في جيش العدو إذا وقفت الحرب فلم يقتص النبي ﷺ ممن قتلوا سبعين من أصحابه يوم أحد بخلاف مجرمي الحرب الذين اقترفوا جرائم حرب فيحاكمون كمجرمين لا كمقاتلين وفرق بين الوصفين في الحكم الشرعي فليس في الحروب وقتلاها قصاص ولا ديات وعلى هذا أجمع الفقهاء سواء وقع القتال مع عدو كافر أو كان قتال فتنة بين المسلمين.

ثانيا: المحارب لله ورسوله والعدو المحارب إذا تاب أو طلب الأمان قبل القدرة عليه وأُعطي الأمان فإنه يحرم التعرض له لقوله تعالى: ﴿من قبل أن تقدروا عليهم﴾ وقد أراد عمر قتل الهرمزان لشدة نكاية بالمسلمين وإسرافه في قتلهم في الحرب فلما أُسر احتال على عمر بطلب الأمان فحال الصحابة دون قتله ومنعوا عمر من ذلك!
وحين ارتد العرب وثب بنو ذبيان وعبس على من فيهم من المسلمين فقتلوهم غيلة وظلما وعدوانا، وفعل من وراءهم كفعلهم، فحلف أبو بكر ليقتلن في كل قبيلة بمن قتلوا من المسلمين وزيادة!
فلما فرغ أبو بكر من أهل الردة وجاءوا يريدون الصلح اشترط عليهم أن يدفعوا ديات قتلى المسلمين فاعترض عمر عليه وقال قتلانا شهداء وأجرهم على الله!
قال ابن كثير قال أبو بكر لوفد غطفان وهوازن حين جاءوا يريدون الصلح: (تؤدون ما أصبتم منا، ولا نؤدي ما أصبنا منكم، وتشهدون أن قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، وتدون قتلانا ولا ندي قتلاكم. فقال عمر: أما قولك: تدون قتلانا، فإن قتلانا قتلوا على أمر الله لا ديات لهم. فاتبع عمر. وقال عمر في الثاني: نعم ما رأيت)!
فلا يجتمع وصف الشهادة والقصاص أو الدية.

ثالثا: للسلطة الشرعية تقدير الأمور بما يحقق المصلحة العامة وهي أعلم بمن أُعطوا الأمان قبل القدرة عليهم وقبل تحرير دمشق وقبل سقوط النظام، والواجب شرعا التحري من قادة الفصائل عمن أُعطوا الأمان قبل القدرة عليهم؛ إذ أن مقصود الشارع من العفو عن جرائمهم السابقة هو تحقيق المصلحة العامة للمسلمين بكف بأسهم عن المشاركة في الحرب ليتحقق النصر بأقل كلفة، فإذا لم يعطوا الأمان كان الضرر على جيش المسلمين وزادت النكاية بهم وربما فات النصر، فكان العفو عنهم مصلحة كبرى لا يقاس بها ما قد يراد بهم من العقوبة، وهي مصلحة صغيرة آنية.

﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM



tgoop.com/sirajeddine12/1788
Create:
Last Update:

الشهداء
لا قصاص لهم ولا دية!


مع ضرورة العدالة الانتقالية قضائيا والسلم الأهلي سياسيا في #سوريا الجديدة إلا أن هناك أحكاما شرعية يجب التذكير بها، وهي:

أولا: لا قصاص ممن يشارك في قتال المسلمين في جيش العدو إذا وقفت الحرب فلم يقتص النبي ﷺ ممن قتلوا سبعين من أصحابه يوم أحد بخلاف مجرمي الحرب الذين اقترفوا جرائم حرب فيحاكمون كمجرمين لا كمقاتلين وفرق بين الوصفين في الحكم الشرعي فليس في الحروب وقتلاها قصاص ولا ديات وعلى هذا أجمع الفقهاء سواء وقع القتال مع عدو كافر أو كان قتال فتنة بين المسلمين.

ثانيا: المحارب لله ورسوله والعدو المحارب إذا تاب أو طلب الأمان قبل القدرة عليه وأُعطي الأمان فإنه يحرم التعرض له لقوله تعالى: ﴿من قبل أن تقدروا عليهم﴾ وقد أراد عمر قتل الهرمزان لشدة نكاية بالمسلمين وإسرافه في قتلهم في الحرب فلما أُسر احتال على عمر بطلب الأمان فحال الصحابة دون قتله ومنعوا عمر من ذلك!
وحين ارتد العرب وثب بنو ذبيان وعبس على من فيهم من المسلمين فقتلوهم غيلة وظلما وعدوانا، وفعل من وراءهم كفعلهم، فحلف أبو بكر ليقتلن في كل قبيلة بمن قتلوا من المسلمين وزيادة!
فلما فرغ أبو بكر من أهل الردة وجاءوا يريدون الصلح اشترط عليهم أن يدفعوا ديات قتلى المسلمين فاعترض عمر عليه وقال قتلانا شهداء وأجرهم على الله!
قال ابن كثير قال أبو بكر لوفد غطفان وهوازن حين جاءوا يريدون الصلح: (تؤدون ما أصبتم منا، ولا نؤدي ما أصبنا منكم، وتشهدون أن قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، وتدون قتلانا ولا ندي قتلاكم. فقال عمر: أما قولك: تدون قتلانا، فإن قتلانا قتلوا على أمر الله لا ديات لهم. فاتبع عمر. وقال عمر في الثاني: نعم ما رأيت)!
فلا يجتمع وصف الشهادة والقصاص أو الدية.

ثالثا: للسلطة الشرعية تقدير الأمور بما يحقق المصلحة العامة وهي أعلم بمن أُعطوا الأمان قبل القدرة عليهم وقبل تحرير دمشق وقبل سقوط النظام، والواجب شرعا التحري من قادة الفصائل عمن أُعطوا الأمان قبل القدرة عليهم؛ إذ أن مقصود الشارع من العفو عن جرائمهم السابقة هو تحقيق المصلحة العامة للمسلمين بكف بأسهم عن المشاركة في الحرب ليتحقق النصر بأقل كلفة، فإذا لم يعطوا الأمان كان الضرر على جيش المسلمين وزادت النكاية بهم وربما فات النصر، فكان العفو عنهم مصلحة كبرى لا يقاس بها ما قد يراد بهم من العقوبة، وهي مصلحة صغيرة آنية.

﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM

BY قناة / سراج الدين زريقات


Share with your friend now:
tgoop.com/sirajeddine12/1788

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

It’s yet another bloodbath on Satoshi Street. As of press time, Bitcoin (BTC) and the broader cryptocurrency market have corrected another 10 percent amid a massive sell-off. Ethereum (EHT) is down a staggering 15 percent moving close to $1,000, down more than 42 percent on the weekly chart. With the “Bear Market Screaming Therapy Group,” we’ve now transcended language. Invite up to 200 users from your contacts to join your channel The group also hosted discussions on committing arson, Judge Hui said, including setting roadblocks on fire, hurling petrol bombs at police stations and teaching people to make such weapons. The conversation linked to arson went on for two to three months, Hui said. How to create a business channel on Telegram? (Tutorial)
from us


Telegram قناة / سراج الدين زريقات
FROM American