tgoop.com/salahkotb/1861
Last Update:
التغيير الذي أردته بشدة… لم يحدث إلا عندما توقفت عن السعي خلفه!
سأكتبُ لك الآن من أعمق نقطةٍ في فِكري، و التي تغيّر من عندها كل شيء…
أعرف ما تمر به… كنتُ مُدمِناً عليه…
أنت تُفكّر كثيرًا.
قلبك مُثقل بأهداف كثيرة،
عقلك لا يهدأ.
كلما قرّرت أن تبدأ، وضعتَ خطة مثالية، طويلة، معقّدة…
ثم انتظرتَ اليوم المثالي لتبدأ. اليوم الذي تكون فيه بكامل طاقتك، ومزاجك، ووقتك، وتركيزك.
لكنه لا يأتي.
فتؤجّل… ثم تتراكم الأهداف…
وتمرّ شهور و سنوات دون خطوة واحدة حقيقية.
في الحقيقة…
أنت لا تحتاج طاقةً خارقة، ولا خطةً عبقرية،
أنت فقط تحتاج أن تتوقف.
تتوقف عن هذا اللهاث المستمر خلف نتائج غير موجودة.
تتوقف عن مطاردة نفسك.
تتوقف عن إقناع ذاتك أن السرعة هي الحل.
ثم تبدأ…
بخطوة واحدة. صغيرة. حقيقية.
الفترة الأخيرة تغيّرت أشياء كثيرة في طريقة تفكيري و وعيي؛ بما أثّر في حياتي… لم أفعل شيئًا عظيمًا…
بل توقفت عما كنتُ أفعله!
توقفت عن الأهداف الكثيرة… هو شيء واحد فقط أو اثنين. تخليت عن الخطوات السريعة… هي خطوة واحدة فقط كل يوم. خطوة واحدة واثقة … توقفت عن محاولة اللحاق و مطاردة يومي و أعمالي و أهدافي.. رميتُ كل الصور المثالية العظيمة التي تصيب الإنسان بالشلل قبل أن يبدأ!
بدأتُ أصحو قبل الشمس بلحظات…
في سكون اللحظة التي لا تنتمي لليل ولا للنهار.
أغتسلُ بالماء البارد و أُصلّي و أرتّلُ القرآن.
أتناول فطوري على مهل. أتنفّس عميقًا. أستقبل النور بهدوء.
ولا أُفكّر في شيء.
لا أبدأ يومي بالقفز نحو المهام، بل بالجلوس مع نفسي.
أعبّر لجسدي عن احترامي له، و لذهني و نفسي عن امتناني. ثم أختار مهمة واحدة فقط لهذا اليوم.
واحدة فقط.
أولوية اليوم لصحتي و جسدي.. الساعة ٦:٣٠ صباحاً أكون في صالة الألعاب الرياضية أكسر أوزاني…
لا أتناول طعامي سريعًا، ولا أملأ طبقي بما لا أحتاج.
آكل ما يُغذّيني… بالجرام! لا شيءٌ واحدٌ يدخلُ فمي دون أن أسأل: هل يفيدني؟ هل ضمن خطة تغذيتي؟ هل يقربني من هدفي أم يُؤخرني؟
لا أؤمن بفكرة الانشغال الكامل، و تخلصّتُ منها،
بل أؤمن بلحظات، أتنفس فيها وأعود لنفسي.
هكذا أصبح لي إيقاعٌ خاص.
إيقاع يجعلني أنتبهُ لأفكاري، وأهتم بجسدي، وأُبصر طريقي، دون أن أركض.
في شهرٍ واحد فقط، تحوّلت من شخص يُطارد كل شيء… إلى شخص يختار بعناية كل شيء.
نعم…
أصبحت أختار:
علاقاتي.
ما أتناوله.
ما أُنجزه.
ما أفكّر فيه.
ما أُدخله إلى حياتي.
السر لم يكن في قوة الإرادة.
ولا في حجم الأهداف.
ولا في كمية الإنجاز.
بل كان دائمًا…
في البساطة.
في القليل الجوهريّ.
في الخطوة اليومية الصامتة… التي لا ينتبه لها أحد، لكنها تصنع كل الفرق.
ابدأ اليوم.
لكن لا تُركّز على “النتيجة”.
اختر خطوة واحدة،
واحتفل بها، لأنك أخيرًا بدأت… دون انتظارٍ للكمال.
واكتب لي الآن:
ما هي الخطوة الصغيرة التي ستأخذها اليوم، و كنت مأجلها بقالك شهور يمكن سنوات لأنك كنت مشغول عنها، أو مُحبَط من صِغَر حجمها بالنسبة للهدف؟
#صلاح_قطب
BY د.صلاح قطب

Share with your friend now:
tgoop.com/salahkotb/1861