د.صلاح قطب

في كل مرة أقرأ فيها عن المصري القديم، أشعر وكأنني أمام إنسان من المستقبل، لا من الماضي!👑

ظننت أنني أعرف من أنا…حتى قرأتُ عن المصري القديم، ودهشت كيف كان وعيُه مُذهلًا…كيف كان يرى نفسه جزءًا أصيلًا من نسيج الكون، لا مجرد جسدٍ فانٍ، بل فكرة تنبض في الزمان!💥

سهرتُ هذه الليلة حتى الصباح، أحاول استكشاف بعض ملامح عبقريته، و سر عظَمَته وخُلُوده… ويبدو أني سأقضي فيها الكثير من الليالي الطويلة!💥

💥كل كلمة تقرؤها مني الآن ستُبهرك… و ربما تُحفّز جينات أجدادك العُظماء فيك!
اقرأ ببطء… وفكّر عميقًا.

🕯️ "اسمي سيُذكر كل يوم، كما تُذكر الشمس في شروقها."
– كتاب الموتى، الفصل ١٢٥ –

عبقرية المصري القديم لم تكن فقط حضارة… كانت فلسفة وعي:

💎بَرَع المصري القديم في كل العلوم و المجالات بشكلٍ لا زال العالم كلَّه يقفُ أمامه مُنبهراً و يقول: إن هذا إلا سِحْر! برَع في الطب، و الهندسة، و علوم الفلك، و التعاليم الدينية و الأخلاقية، و الإدارة و التنظيم و التخطيط، و الحروب، و الروحانيات، و الفلسفة، و الكتابة، و الأدب، و كل شيء يُمكن أن تتخيّله و لا تتخيّلُه...

🍀لم يكن فقط بنّاء أهرامات و معابد عبقرية إعجازية، بل كان مهندس وعي! كانت عبقريته في خلق تكامل و توازن بين الروح والعقل والجسد. كان منشأ عبقريته في فهم ذاته.

🍀لم يكن يرى ذاته كبعدٍ جسدي فقط، ولا حتى كثالوثٍ من جسد ونفس وروح كما قد يُفترض، بل كان يرى الإنسان ككائن معقّد متعدد الأبعاد، يجمع بين عناصر مادية، ونفسية، وروحية، وكونية في نسيجٍ واحد متكامل:

❶ الجسد (⟶ Khat / خت)
هو الجسد المادي، وعاء الروح، ولكنه ليس مركز الكينونة. كان يُنظر له باحترام بالغ، لذا اعتنوا بتحنيطه لأنه جزء من البقاء، لكنه ليس "الذات" وحدها.

❷ القلب (⟶ Ib / إيب)
هو مركز الفكر والنية والمشاعر، وليس المخ. القلب هو الذي يُوزن في محكمة أوزيريس، لا العقل. "القلب هو ضمير الإنسان، ومرآة أفعاله."

❸ الكا (Ka / كا) – الطاقة الحيوية
هي "قوة الحياة" أو "القرين الإلهي"، وهي الطاقة التي تُغذي الجسد وتبقيه حياً. الكا تُولد مع الإنسان وتظل معه، وتُقدم لها القرابين حتى بعد الموت. أشبه بطاقة البرانـا أو الـ Chi في الفلسفات الشرقية.

❹ البا (Ba / با) – جوهر الشخصية
هي "الروح المتحركة" أو الطائر الذي يحلّق من الجسد بعد الموت، ويحمل الوعي الفردي، ويمكنه العودة لزيارة العالم الأرضي. هي البُعد الذي يشبه الهوية المتفردة لكل إنسان، المرتبطة بالحب، والذاكرة، والتجربة.

❺ الرِن (Ren / رِن) – الاسم
هو اسم الإنسان، وكان يُعتبر جزءاً من كيانه الخالد. طالما يُذكَر الاسم، تظل الروح موجودة.

لذا قال المصري: "اسمي سيُذكَر كل يوم، كما تُذكَر الشمس في شروقها." – كتاب الموتى-

❻ الظل (Shwt / شوت)
الظل لم يكن مجرّد ظاهرة فيزيائية، بل كياناً مستقلاً يمثل جانباً خفيًا أو غير مرئي من الذات. يُعتبر رابطًا بين النور والظلمة، بين الحياة والموت.

❼ الآخ (Akh / آخ) – النور المقدّس
وهو الكيان النوراني الذي يتشكل بعد الموت، حين يتحد "الكا" و"البا" في شكل خالد نوراني. الآخ هو الذي يدخل الأبدية، ويصبح نجمة في السماء.

🌀 "أنا نجم لا يختفي في الأفق." -من نصوص الأهرام-

هل تتخيل؟! هذا وعي بالذات منذ آلاف السنين…
وعيٌ يرى الخلود لا في الجسد، بل في الانسجام بين الأبعاد السبعة.

✨ وعيه كان فلسفة متكاملة…

💞المصري القديم لم يكن "يفكر" في ذاته… بل كان يعيشها كجزء من النظام الكوني. لم يرَ نفسه فردًا منعزلًا… بل امتدادًا للأبدية، جزءًا من الإله، وقطعة من النور.

💖لو تأملت أكثر، ستكتشف أن ما نعتبره اليوم "وعيًا حديثًا"،كان يُمارسه المصري القديم بفطرته وبصيرته منذ آلاف السنين.

و السؤال الذي يشغل بالي الآن...

كيف تحوّل المصري من ذلك العبقريّ الخالد… إلى إنسان مُشَتّت و بلا هويّة؟! كيف تحوّل من صانع التاريخ و الحضارة، إلى هذه النُسخة المحدودة التي نعيشها الآن؟!

#صلاح_قطب
#الرسالةـالصباحيةـالجميلة

Please open Telegram to view this post

VIEW IN TELEGRAM

❤32👏7🤩2

www.tgoop.com/salahkotb/1829

2.79K viewsedited  May 19 at 08:04

في كل مرة أقرأ فيها عن المصري القديم، أشعر وكأنني أمام إنسان من المستقبل، لا من الماضي!👑

ظننت أنني أعرف من أنا…حتى قرأتُ عن المصري القديم، ودهشت كيف كان وعيُه مُذهلًا…كيف كان يرى نفسه جزءًا أصيلًا من نسيج الكون، لا مجرد جسدٍ فانٍ، بل فكرة تنبض في الزمان!💥

سهرتُ هذه الليلة حتى الصباح، أحاول استكشاف بعض ملامح عبقريته، و سر عظَمَته وخُلُوده… ويبدو أني سأقضي فيها الكثير من الليالي الطويلة!💥

💥كل كلمة تقرؤها مني الآن ستُبهرك… و ربما تُحفّز جينات أجدادك العُظماء فيك!
اقرأ ببطء… وفكّر عميقًا.

🕯️ "اسمي سيُذكر كل يوم، كما تُذكر الشمس في شروقها."
– كتاب الموتى، الفصل ١٢٥ –

عبقرية المصري القديم لم تكن فقط حضارة… كانت فلسفة وعي:

💎بَرَع المصري القديم في كل العلوم و المجالات بشكلٍ لا زال العالم كلَّه يقفُ أمامه مُنبهراً و يقول: إن هذا إلا سِحْر! برَع في الطب، و الهندسة، و علوم الفلك، و التعاليم الدينية و الأخلاقية، و الإدارة و التنظيم و التخطيط، و الحروب، و الروحانيات، و الفلسفة، و الكتابة، و الأدب، و كل شيء يُمكن أن تتخيّله و لا تتخيّلُه...

🍀لم يكن فقط بنّاء أهرامات و معابد عبقرية إعجازية، بل كان مهندس وعي! كانت عبقريته في خلق تكامل و توازن بين الروح والعقل والجسد. كان منشأ عبقريته في فهم ذاته.

🍀لم يكن يرى ذاته كبعدٍ جسدي فقط، ولا حتى كثالوثٍ من جسد ونفس وروح كما قد يُفترض، بل كان يرى الإنسان ككائن معقّد متعدد الأبعاد، يجمع بين عناصر مادية، ونفسية، وروحية، وكونية في نسيجٍ واحد متكامل:

❶ الجسد (⟶ Khat / خت)
هو الجسد المادي، وعاء الروح، ولكنه ليس مركز الكينونة. كان يُنظر له باحترام بالغ، لذا اعتنوا بتحنيطه لأنه جزء من البقاء، لكنه ليس "الذات" وحدها.

❷ القلب (⟶ Ib / إيب)
هو مركز الفكر والنية والمشاعر، وليس المخ. القلب هو الذي يُوزن في محكمة أوزيريس، لا العقل. "القلب هو ضمير الإنسان، ومرآة أفعاله."

❸ الكا (Ka / كا) – الطاقة الحيوية
هي "قوة الحياة" أو "القرين الإلهي"، وهي الطاقة التي تُغذي الجسد وتبقيه حياً. الكا تُولد مع الإنسان وتظل معه، وتُقدم لها القرابين حتى بعد الموت. أشبه بطاقة البرانـا أو الـ Chi في الفلسفات الشرقية.

❹ البا (Ba / با) – جوهر الشخصية
هي "الروح المتحركة" أو الطائر الذي يحلّق من الجسد بعد الموت، ويحمل الوعي الفردي، ويمكنه العودة لزيارة العالم الأرضي. هي البُعد الذي يشبه الهوية المتفردة لكل إنسان، المرتبطة بالحب، والذاكرة، والتجربة.

❺ الرِن (Ren / رِن) – الاسم
هو اسم الإنسان، وكان يُعتبر جزءاً من كيانه الخالد. طالما يُذكَر الاسم، تظل الروح موجودة.

لذا قال المصري: "اسمي سيُذكَر كل يوم، كما تُذكَر الشمس في شروقها." – كتاب الموتى-

❻ الظل (Shwt / شوت)
الظل لم يكن مجرّد ظاهرة فيزيائية، بل كياناً مستقلاً يمثل جانباً خفيًا أو غير مرئي من الذات. يُعتبر رابطًا بين النور والظلمة، بين الحياة والموت.

❼ الآخ (Akh / آخ) – النور المقدّس
وهو الكيان النوراني الذي يتشكل بعد الموت، حين يتحد "الكا" و"البا" في شكل خالد نوراني. الآخ هو الذي يدخل الأبدية، ويصبح نجمة في السماء.

🌀 "أنا نجم لا يختفي في الأفق." -من نصوص الأهرام-

هل تتخيل؟! هذا وعي بالذات منذ آلاف السنين…
وعيٌ يرى الخلود لا في الجسد، بل في الانسجام بين الأبعاد السبعة.

✨ وعيه كان فلسفة متكاملة…

💞المصري القديم لم يكن "يفكر" في ذاته… بل كان يعيشها كجزء من النظام الكوني. لم يرَ نفسه فردًا منعزلًا… بل امتدادًا للأبدية، جزءًا من الإله، وقطعة من النور.

💖لو تأملت أكثر، ستكتشف أن ما نعتبره اليوم "وعيًا حديثًا"،كان يُمارسه المصري القديم بفطرته وبصيرته منذ آلاف السنين.

و السؤال الذي يشغل بالي الآن...

كيف تحوّل المصري من ذلك العبقريّ الخالد… إلى إنسان مُشَتّت و بلا هويّة؟! كيف تحوّل من صانع التاريخ و الحضارة، إلى هذه النُسخة المحدودة التي نعيشها الآن؟!

#صلاح_قطب
#الرسالةـالصباحيةـالجميلة