tgoop.com/salahkotb/1610
Last Update:
أنا عارف إننا في زمن بتحكمه الأرقام و المادة بشكل غير طبيعي. معايير الأشياء بأرقام. عندك كام متابع، عملت كام مشاهدة، بقيت تريند، عملت فلوس أد ايه. دي كلها معايير النجاح الحالية اللي انت بشكل أو بآخر مُدرِك و ربما فقدت إيمانك بالحق و آمنت بذلك.
الصورة اللي انت شايفها دي ما هي إلا زِيف. صورة مادية بحتة محدودة جدًا، ليس لها أي علاقة بعُمق الحياة الحقيقية. ليس لها أي علاقة بمعايير السلام النفسي، بمعايير النجاح الحقيقي، بالحياة الحقيقية الممتلئة بكل الأبعاد الreal. عارف يعني ايه، و لا نسيت يعني ايه حاجة real من كتر العالم المادي المحيط بك؟
الأرقام و التريند و الفلوس و الشهرة لا تُكسب شيئاً احتراماً أو قيمةً أبداً. و لو تأملت و شُفت هتلاقي كل اللي ع الساحة اللي بتشوفهم محققين الأرقام، هل الأرقام أكسبتهم احتراماً في ذاتهم؟ أكسبتهم احتراماً و خُلُقاً و قيمة؟ مستحيل. هو حقق الأرقام فقط، لكن الأبعاد الحقيقية لنفس الإنسان و حياته المملتئة بالأمان و السلام و المُتعة و الراحة، و شخصيته بجوانبها الممتلئة المحترمة، لا.
أنا عارف إنك بتظن إن معايير الأخلاق و الذوق اتضربت. بس ده مش حقيقي. الذوق و الأخلاق و النُبل و الطيب. هي أشياء ليس فيها وجهات نظر. ليس على يمين الحق و يساره سوى الباطل. "قل هل يستوي الذين يعملون و الذين لا يعملون"؟ "ليميز الخبيث من الطيب". "فأما الزبد فيذهبُ جُفاءَ و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".
هي دي طبيعة الحياة و سُنتها الأزلية منذ قابيل و هابيل. الخطأ واضح، و الإسفاف واضح، و النُبل و الخُلُق و القيمة واضحة. مهما كان التريند و مهما كان التوجُّه. النحاس لا يرقى للذهب مهما كان برّاق، و الزجاج مش ممكن قيمته تبقى أعلى من الألماظ مهما تمثَّل بهيئته مش ممكن. دي طبيعة الكون و سنته الأزلية.
اوعى الأرقام تغرّك. و لما تحب تعمل أرقام افتكر إنها لن تُكسبك احتراماً أو قيمةً ليست عندك. لذلك اعمل أرقام حلال. لما تركز عليها اتأكّد إن عندك قيمة، و عندك خُلُق، عشان تبقى كل الأرقام اللي تعملها تبقى بشرف.
#الرسالة_الصباحية_الجميلة
BY د.صلاح قطب

Share with your friend now:
tgoop.com/salahkotb/1610