د.صلاح قطب

في قصة يعقوب و يوسف عليهما السلام مَرّ يعقوب ب ٤ مراحل مختلفة من الوعي و كل مرحلة كانت نتيجتها بناءً على مستوى وعيه.

الأولى: لما أبناؤه طلبوا منه يصطحبوا يوسف يخرج معاهم، فرد عليهم و قال: "إني ليحزُنُنُي أن تذهبوا به و أخافُ أن يأكله الذئب".

وعي الخوف و القلق؛ فكانت النتيجة: "إنا ذهبنا نستبق و تركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب".

المرحلة الثانية من الوعي: لما رد عليهم: "قال بل سوَّلَت لكم أنفسكم أمراً فصبرٌ جميل".

وعي الصبر و محاولة البحث عن أمل؛ فكانت النتيجة سنين طويلة لا زال يوسف مفقود فيها.

المرحلة الثالثة: لما يوسف كِبر و ربنا مكّن له في الأرض و كان على خزائن الأرض و أتوه إخوته، و طلب منهم أن يأتوه بأخٍ لهم من أبيهم حتى يوفي لهم الكَيْل.

فرد يعقوب "قال هل آمنُكُم عليه إلا كما أمنتكُم على أخيه من قبل فالله خيرٌ حافظاً و هو أرحمُ الراحمين".

وعي الحذَر مع التسليم لله. فكانت النتيجة أن أُخِذَ ابنه الآخر لكن لفترة مؤقتة عشان يختبر نوع أعلى من الوعي.

المرحلة الرابعة: لما قال "فصبرٌ جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا" و بعدها بعد عنهم و قعد يبكي من شدة حزنه على يوسف فلما عاتبوه على ذلك قال "إنما أشكو بثي و حزني إلى الله و أعلم من الله ما لا تعلمون"

بعدها قال لهم "اذهبوا فتحسسوا من يوسف و أخيه و لا تيأسوا من روح الله".

هنا في المرحلة دي بتدرجها من الصبر الجميل، و الدعاء أن يرجعوا جميعا له، للحُزن، للدعاء و الشكوى لله، لليقين بإن الله هيرجع له أبناؤه.

فكانت النتيجة إن يوسف رجع له هو و أخوه. لدرجة إن أبناؤه لما رجعوا من عند يوسف قال لهم يعقوب "إني لأجدُ ريح يوسف" أنا حاسس بوجود يوسف. وعي اليقين و التسليم المطلق لله.

و لما رجع له يوسف، قال لهم يعقوب "ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون". مش قولت لكم أنا عارف و متأكد من حاجة انتوا متعرفوهاش.

ما تتوقعه يحدث. ما تركز عليه يحدث. التسليم لله أمان. الإيمان بالله يتحقَّق. ما يحدث في حياتك نتيجة لمستوى وعيك، انتبه لوعيك هتتغير النتيجة.

#الرسالة_الصباحية_الجميلة

❤174👍17

www.tgoop.com/salahkotb/1494

7.47K viewsSalah, Mar 28, 2024 at 05:46

في قصة يعقوب و يوسف عليهما السلام مَرّ يعقوب ب ٤ مراحل مختلفة من الوعي و كل مرحلة كانت نتيجتها بناءً على مستوى وعيه.

الأولى: لما أبناؤه طلبوا منه يصطحبوا يوسف يخرج معاهم، فرد عليهم و قال: "إني ليحزُنُنُي أن تذهبوا به و أخافُ أن يأكله الذئب".

وعي الخوف و القلق؛ فكانت النتيجة: "إنا ذهبنا نستبق و تركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب".

المرحلة الثانية من الوعي: لما رد عليهم: "قال بل سوَّلَت لكم أنفسكم أمراً فصبرٌ جميل".

وعي الصبر و محاولة البحث عن أمل؛ فكانت النتيجة سنين طويلة لا زال يوسف مفقود فيها.

المرحلة الثالثة: لما يوسف كِبر و ربنا مكّن له في الأرض و كان على خزائن الأرض و أتوه إخوته، و طلب منهم أن يأتوه بأخٍ لهم من أبيهم حتى يوفي لهم الكَيْل.

فرد يعقوب "قال هل آمنُكُم عليه إلا كما أمنتكُم على أخيه من قبل فالله خيرٌ حافظاً و هو أرحمُ الراحمين".

وعي الحذَر مع التسليم لله. فكانت النتيجة أن أُخِذَ ابنه الآخر لكن لفترة مؤقتة عشان يختبر نوع أعلى من الوعي.

المرحلة الرابعة: لما قال "فصبرٌ جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا" و بعدها بعد عنهم و قعد يبكي من شدة حزنه على يوسف فلما عاتبوه على ذلك قال "إنما أشكو بثي و حزني إلى الله و أعلم من الله ما لا تعلمون"

بعدها قال لهم "اذهبوا فتحسسوا من يوسف و أخيه و لا تيأسوا من روح الله".

هنا في المرحلة دي بتدرجها من الصبر الجميل، و الدعاء أن يرجعوا جميعا له، للحُزن، للدعاء و الشكوى لله، لليقين بإن الله هيرجع له أبناؤه.

فكانت النتيجة إن يوسف رجع له هو و أخوه. لدرجة إن أبناؤه لما رجعوا من عند يوسف قال لهم يعقوب "إني لأجدُ ريح يوسف" أنا حاسس بوجود يوسف. وعي اليقين و التسليم المطلق لله.

و لما رجع له يوسف، قال لهم يعقوب "ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون". مش قولت لكم أنا عارف و متأكد من حاجة انتوا متعرفوهاش.

ما تتوقعه يحدث. ما تركز عليه يحدث. التسليم لله أمان. الإيمان بالله يتحقَّق. ما يحدث في حياتك نتيجة لمستوى وعيك، انتبه لوعيك هتتغير النتيجة.

#الرسالة_الصباحية_الجميلة

BY د.صلاح قطب