tgoop.com/readk/14268
Last Update:
#مكانة الأسرة في الإسلام
بناء الأسر و ما أدراك ما هذا البناء ⁉️ عناية الإسلام بالأسرة في الإسلام، و مكانة الأسرة في الإسلام، اعتنى بها الإسلام أيما عناية ؛ لأن الأسرة إذا بنيت على طاعة الله -عز وجل- و على تقوى من الله -جل وعلا-، و على وئام و مودة و رحمة ، صلح المجتمع كله ، و كان مجتمع متراحما متآلفا ، و أنتج ذرية صالحة ، تقوم بأمر الله -تبارك وتعالى- في هذه الأرض .
يقول الله -تبارك وتعالى- في كتابه الكريم : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
فمن الذي جعل المودة و الرحمة في قلبي الزوجين إلا الله -تبارك وتعالى- ⁉️
ويقول صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء : المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته ، و إذا أمرها أطاعته ، و إذا غاب عنها حفظته ".
إن هذه من أعظم سعادات الدنيا : أن يرزق الله -عز وجل- العبد امرأة صالحة ، تتقي الله -تبارك وتعالى- في نفسه و ماله و ذريتها .
و يقول عليه الصلاة والسلام موصيا بالنساء ، و الاعتناء بهن ، و القيام بحقوقهن ؛ كما صح عنه صلى الله عليه وسلم في مواطن كثيرة ، و مواقف عديدة : " استوصوا بالنساء خيرا ".
وقال عليه الصلاة والسلام في حديث حسن : " أكمل المؤمنين إيمانا : أحسنهم خلقا ، و خياركم خياركم لنسائهم ".
فقد كان عليه الصلاة والسلام هو أعظم قدوة في هذا الشأن ، فهو خير الناس لأهله صلوات الله وسلامه عليه .
وقد أمرنا الله -جل وعلا- بحسن المعاشرة للنساء ، فقال سبحانه وتعالى : (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)
و هذا عمر -رضي الله عنه وأرضاه- قال لرجل أراد أن يطلق امرأته : "ويحَكَ! ألم تُبْنَ البيوتُ إلا على الحبِّ؟ فأين الرعايةُ؟ وأين التذمُّمُ؟".
إن البيوت لا تبنى كلها على الحب ، لكن لا بد من التجاوز و التسامح ، لا بد من التحمل و الصبر و إلا لم تستقر الحياة، و لم تسكن البيوت .
فلا بد أن يصبر كل واحد من الزوجين للآخر ، و أن يتحمل كل واحد منهما الآخر، و أن يحسن التعامل معه ، حتى أن أبا الدرداء -رضي الله عنه وأرضاه- كان يقول لأم الدرداء : "إذا غضبت فَرَضيِّني، وإذا غضبت رضيتك، فإذا لم نكن هكذا ما أسرع ما نفترق".
هكذا ينبغي أن تكون الحياة لتستقيم بداخل الأسر والبيوت، وأن تكون على هذا المبدأ لا على العنف و الجفوة، و الغلظة و الضرب، و السب و الشتم، و غير ذلك مما يتعامل به بعض الأزواج مع بعض .
يقول عليه الصلاة والسلام : " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر " كما عند مسلم في الصحيح .
فلابد من التحمل و الصبر ، فعسى إن كرهت خلقا من الزوجة أن ترضى منها خلق آخر ، فتكون هذه بتلك .
واسمع إلى قول الله -تبارك وتعالى- و هو يؤدبنا في التعامل عند الدخول إلى بيوتنا ، قال سبحانه : (فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً)
و إنك لتعجب من حال بعض الأزواج يدخلون البيوت لا يسلمون أبداً إذا كان أحدهم خارج البيت كان هاشا باشا مبتسما ، فإذا دخل إلى داخل بيته كان مكفهرا مغضبا ، يتعامل مع أهل بيته بأسوأ المعاملة ، و هم -والله- أولى الناس بحسن التعامل .
واسمع إلى الحبيب -صلى الله عليه وسلم- و هو يوصي أنس بن مالك -رضي الله عنه- : " يا بني إذا دخلت على أهل بيتك فسلم ؛ يكن بركة عليك و على أهلك ".
بل تعالوا إلى هذا المشهد العظيم ، وإلى هذه الصورة في داخل بيت النبوة بين الضرائر من أمهات المؤمنين ؛ تصنع عائشة -رضي الله عنها وأرضاها- في يومها أو في ليلتها طعاما ، يقال له : الخزيرة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانت سودة ضيفة عندها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ليلتها ؛ فتقول عائشة لسودة : " كلي " فتقول سودة : " لا أريد و لا آكل من هذا الطعام " فتقول لها : " لتأكلن أو لألطخن وجهك " فأبت سودة ، فأخذت رضي الله عنه كفا من هذا الطعام و لطخت به وجه سودة ، و النبي -صلى الله عليه وسلم- جالس، و ينظر إلى ما يحصل بين ضرتين داخل البيت ، و هو معهما عليه الصلاة والسلام ، فيلتفت صلى الله عليه وسلم إلى سودة ، و يقول : " استقيدي ".
و يأخذ هو من الخزيرة هذه ويضعه في كف سودة ، و يخفض لها صلى الله عليه وسلم ركبته لتستقد ، فتتكئ على ركبته عليه الصلاة والسلام ، ثم تلطخ وجه عائشة بشيء من الطعام ، فيضحك عليه الصلاة والسلام و هو ينظر إلى وجه هذه ، وإلى وجه هذه ، و تحولت المشكلة إلى مرح و ضحك في داخل بيت النبوة .
يا لها من دروس عظيمة نحن في أمس الحاجة إليها في التعامل مع زوجاتنا ، و في داخل بيوتنا ، بل هذا رسولنا -صلى الله عليه وسلم- يسافر سفرة و معه عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها وأرضا
BY دعوة للقراءة والرقي
Share with your friend now:
tgoop.com/readk/14268