Notice: file_put_contents(): Write of 7212 bytes failed with errno=28 No space left on device in /var/www/tgoop/post.php on line 50

Warning: file_put_contents(): Only 12288 of 19500 bytes written, possibly out of free disk space in /var/www/tgoop/post.php on line 50
دعوة للقراءة والرقي@readk P.14216
READK Telegram 14216
 
تُحاصِرني الهمومُ من كلِّ جانبٍ، وتُطْبِق عليَّ كالأشباحِ التي وجَدَتْ فريسةً سهلةَ المنال، فتمنعني من التقدُّم، وتُحاصر من حولي كلَّ مَسْلَكٍ، فأُصبح وأُمسي شاردةَ الذِّهْن، عليلةَ الخُطَى، كمن أنهَكَه الكِبَر، أو قضَّ مضجعَه الأرَقُ؛ هكذا أردفَتْ سلمى بعد أن سألتْها سارةُ عن حالها.
 
لماذا يا صديقتي؟ ما الخَطْبُ؟
إنها الوَحدة يا صديقتي.
وهل مِن وَحدة ترجينها وأنا إلى جانبِكِ؟
ليس هذا ما قصَدْتُه، ولكن....
 
ولكن ماذا؟
صَمَتَتْ سلمى ولم تعرِف بماذا تُجيب، كيف ستشرح لصديقتها قصَّةَ حياتها في دقائق؟!
اكتفَتْ ببعض الدُّمُوع التي شَقَّت طريقَها عَبْر وَجْنَتَيها الورديَّتَينِ، ما بها سلمى؟! إنها تعيش حياة مُرفَّهة لا ينقُصُها شيء؛ من حولها الخَدَم والحَشَم، وأجمل الملابس ترتديها كلَّ يومٍ، وأفْخَر أنواع الطعام تنتقيها من أرقى الأماكن! ما الذي يدعوها إلى كلِّ هذا الحزن!
 
لم يكن أحَدٌ يستطيع أن يُدرِكَ ما يختلج في صَدْرِها ويُعكِّر صَفْوَها.
كانت تُمضي الليالي وهي تشعُر بفراغٍ كبيرٍ في شخصيتها، لا تدري كيف تَملؤه.
 
كلما أردْتُ أن أتحدَّثَ إلى أُمِّي وجدْتُها مشغولةً في المطبخ، أو ذاهبةً لزيارة جاراتها، وأبي يخرُجُ طول النهار، ولا نراه إلَّا في الليل بعد أن يكون قد أنهكَه العملُ، لا أجد منهما سوى النصائح والأوامر.
 
سلمى، اجتهدي في دراستِكِ.
سلمى، لا تُرافقي صديقات السُّوْء.
سلمى، أخْلِدي إلى النوم باكرًا.
نظِّفي... رَتِّبي... افعلي... لا تفعلي...
أتمنَّى لو ينظرُون إلى الحياة من زاويتي ولو مرة واحدة على الأقل.
 
همسةٌ للآباء: يا من تبذُلون جهودَكم، وتبذُلون الغالي والرخيص لتربية أبنائكم، اعلِموا أن الأُسْرة ليست فقط طعامًا أو شرابًا أو مَلْبَسًا، إنها واحةٌ واسعةٌ تضمُّ أكثر ما تضمُّ الكلمة الطيبة والحِضْن الدافئ، ما أجمل لو خصَّصْنا لأبنائنا ساعةً في الأسبوع على الأقل؛ لنستمعَ إلى همومهم ومشاكلهم، نُمازحهم ونلاعبهم، ونطَّلِع على ما في قلوبهم! إن ذلك يُسعِدُهم أكثر من أن نُحضرَ لهم قطعة حلوى، أو نشتري لهم ثوبًا جديدًا.
 
لقد أهمَلنا تربية أطفالنا بدعوى لُقمة العيش، ونسينا أنهم إن لم يجدوا الحِضْنَ الدافئ في أُسْرتهم، فسيبحثون عنه في مكانٍ قد يُودِي بهم إلى ما لا تُحمَدُ عُقباهُ، فلا تجعلوا من أبنائكم أيتامًا وهم في كَنَفِكم.
 
إنَّ في صَدْر كلِّ طفلٍ كتابًا ذا أوراقٍ بيضاءَ، إن لم يُملأ بحِبْرِ العَطْف والمودَّة والتربية السليمة، فسيُملأ بِنَتْن الشوارع، وحينها لن تستطيعَ أن تَمحُوَهُ على مرِّ الأيَّام.
::



tgoop.com/readk/14216
Create:
Last Update:

 
تُحاصِرني الهمومُ من كلِّ جانبٍ، وتُطْبِق عليَّ كالأشباحِ التي وجَدَتْ فريسةً سهلةَ المنال، فتمنعني من التقدُّم، وتُحاصر من حولي كلَّ مَسْلَكٍ، فأُصبح وأُمسي شاردةَ الذِّهْن، عليلةَ الخُطَى، كمن أنهَكَه الكِبَر، أو قضَّ مضجعَه الأرَقُ؛ هكذا أردفَتْ سلمى بعد أن سألتْها سارةُ عن حالها.
 
لماذا يا صديقتي؟ ما الخَطْبُ؟
إنها الوَحدة يا صديقتي.
وهل مِن وَحدة ترجينها وأنا إلى جانبِكِ؟
ليس هذا ما قصَدْتُه، ولكن....
 
ولكن ماذا؟
صَمَتَتْ سلمى ولم تعرِف بماذا تُجيب، كيف ستشرح لصديقتها قصَّةَ حياتها في دقائق؟!
اكتفَتْ ببعض الدُّمُوع التي شَقَّت طريقَها عَبْر وَجْنَتَيها الورديَّتَينِ، ما بها سلمى؟! إنها تعيش حياة مُرفَّهة لا ينقُصُها شيء؛ من حولها الخَدَم والحَشَم، وأجمل الملابس ترتديها كلَّ يومٍ، وأفْخَر أنواع الطعام تنتقيها من أرقى الأماكن! ما الذي يدعوها إلى كلِّ هذا الحزن!
 
لم يكن أحَدٌ يستطيع أن يُدرِكَ ما يختلج في صَدْرِها ويُعكِّر صَفْوَها.
كانت تُمضي الليالي وهي تشعُر بفراغٍ كبيرٍ في شخصيتها، لا تدري كيف تَملؤه.
 
كلما أردْتُ أن أتحدَّثَ إلى أُمِّي وجدْتُها مشغولةً في المطبخ، أو ذاهبةً لزيارة جاراتها، وأبي يخرُجُ طول النهار، ولا نراه إلَّا في الليل بعد أن يكون قد أنهكَه العملُ، لا أجد منهما سوى النصائح والأوامر.
 
سلمى، اجتهدي في دراستِكِ.
سلمى، لا تُرافقي صديقات السُّوْء.
سلمى، أخْلِدي إلى النوم باكرًا.
نظِّفي... رَتِّبي... افعلي... لا تفعلي...
أتمنَّى لو ينظرُون إلى الحياة من زاويتي ولو مرة واحدة على الأقل.
 
همسةٌ للآباء: يا من تبذُلون جهودَكم، وتبذُلون الغالي والرخيص لتربية أبنائكم، اعلِموا أن الأُسْرة ليست فقط طعامًا أو شرابًا أو مَلْبَسًا، إنها واحةٌ واسعةٌ تضمُّ أكثر ما تضمُّ الكلمة الطيبة والحِضْن الدافئ، ما أجمل لو خصَّصْنا لأبنائنا ساعةً في الأسبوع على الأقل؛ لنستمعَ إلى همومهم ومشاكلهم، نُمازحهم ونلاعبهم، ونطَّلِع على ما في قلوبهم! إن ذلك يُسعِدُهم أكثر من أن نُحضرَ لهم قطعة حلوى، أو نشتري لهم ثوبًا جديدًا.
 
لقد أهمَلنا تربية أطفالنا بدعوى لُقمة العيش، ونسينا أنهم إن لم يجدوا الحِضْنَ الدافئ في أُسْرتهم، فسيبحثون عنه في مكانٍ قد يُودِي بهم إلى ما لا تُحمَدُ عُقباهُ، فلا تجعلوا من أبنائكم أيتامًا وهم في كَنَفِكم.
 
إنَّ في صَدْر كلِّ طفلٍ كتابًا ذا أوراقٍ بيضاءَ، إن لم يُملأ بحِبْرِ العَطْف والمودَّة والتربية السليمة، فسيُملأ بِنَتْن الشوارع، وحينها لن تستطيعَ أن تَمحُوَهُ على مرِّ الأيَّام.
::

BY دعوة للقراءة والرقي


Share with your friend now:
tgoop.com/readk/14216

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Hashtags are a fast way to find the correct information on social media. To put your content out there, be sure to add hashtags to each post. We have two intelligent tips to give you: To upload a logo, click the Menu icon and select “Manage Channel.” In a new window, hit the Camera icon. The group also hosted discussions on committing arson, Judge Hui said, including setting roadblocks on fire, hurling petrol bombs at police stations and teaching people to make such weapons. The conversation linked to arson went on for two to three months, Hui said. A new window will come up. Enter your channel name and bio. (See the character limits above.) Click “Create.” The group’s featured image is of a Pepe frog yelling, often referred to as the “REEEEEEE” meme. Pepe the Frog was created back in 2005 by Matt Furie and has since become an internet symbol for meme culture and “degen” culture.
from us


Telegram دعوة للقراءة والرقي
FROM American