tgoop.com/readk/13864
Last Update:
#لمسات_بيانية
.
💦 الفرق بين (انفجرت) و (انبجست)
▪️زياد السلوادي▪️
✍️ ورد في قصص بني إسرائيل في القرآن الكريم أن القوم استسقوا موسى عليه السلام، فأوحى الله عز وجل إليه أن يضرب بعصاه الحجر ليخرج منه الماء، وقد عبر القرآن الكريم عن خروج الماء من الحجر بلفظين مختلفين، أحدهما في قوله تعالى:
▪️(وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) البقرة
📌حيث استخدمت الآية لفظة (فانفجرت).
والآخر في قوله تعالى:
▪️(وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160) الأعراف
📌 حيث استخدمت الآية لفظة (فانبجست).
ومع أن اللفظتين متقاربتان في المعنى وقد لا يلتفت المفسر الى الفرق بينهما، إلا أننا هنا نريد أن نبين الدقة العظيمة في التعبير القرآني، فنتساءل: ما دامت اللفظتان متقاربتين في المعنى فهل يمكن أن تحل إحداهما محل الأخرى؟ والجواب: لا.
👌تعالوا أولاً نبين معنى كل لفظة من اللفظتين:
▪️انفجرت: تعني خروج الماء المجرد (أي مجرد خروجه) من العين أو من النبع. كقوله تعالى (وفجرنا الأرض عيوناً) القمر: 12. وكقوله تعالى (أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهر خللها تفجيراً) الإسراء: 91. وكقوله تعالى (عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيراً) الإنسان: 6.
▪️انبجست: تعني خروج الماء ولكن بغزارة، وقد سمت العرب عين الماء الغزيرة بالعين البجيس، وسمت السحاب الممطر بالسحائب البجّس بتشديد الجيم أي الهاطلة غزيرة المطر.
👈وإذاً فإن الفرق بين لفظة انفجرت ولفظة انبجست هو في معنى الغزارة الذي تحمله لفظة انبجست، فلماذا لا يمكننا والحال كذلك أن نستبدل إحدى اللفظتين بالأخرى؟
لأن السياق الذي وردت فيه كلتاهما يقضي بأن تكون كلتاهما في محلها،
📖فآية البقرة تريد أن تبين لنا مصدر الماء فقط في (انفجرت)،
📖 أما آية الأعراف فقد جاءت (انبجست) في سياق تبيان نعم الله على بني إسرائيل من خلال أربعة أشياء هي أولاُ تنظيمهم (ديموغرافياً) بحسب أصل كل سبط، وثانياً غزارة ماء الشرب ليكفي جميع حاجاتهم، وثالثاً تظليل الغمام عليهم لحمايتهم من حر الشمس، ورابعاً إنزال المن والسلوى عليهم من السماء لإطعامهم.
💦وإذاً فإن وجود كل لفظة في مكانها هو أمر يناسب السياق الذي وردت فيه بحيث لا يمكننا استبدال لفظة بأخرى، ومثل هذا الأمر نجده في جميع الألفاظ التي تتقارب معانيها في القرآن الكريم.
والله تعالى أعلم.
BY دعوة للقراءة والرقي
Share with your friend now:
tgoop.com/readk/13864