tgoop.com/newsbyt/45385
Last Update:
تواجد ابنة الرئيس الايراني لا كمسؤولة رسمية بل كوجه اجتماعي سياسي بين زعماء الصين وروسيا والهند وكوريا الشمالية في استعراض (يوم النصر الصيني) لم يعد مجرد حضور (بروتوكولي) بل أصبح رسالة دبلوماسية ناعمة..
ايران ارادت ان تقول نحن لسنا مجرد لاعب ثانوي في محور الشرق بل جزء اصيل من هذا التكتل الجديد الذي يتشكل لمواجهة الغرب..
ارتدائها العباءة وسط منصة يهيمن عليها قادة عسكريون وزعماء كبار من الشرق والغرب يرسل رسالة قوية عن الهوية:
ايران لن تذوب في النموذج الشرقي كما لم تذوب في النموذج الغربي والمرأة الايرانية تقدم كرمز للهوية الاسلامية الاصيلة بعكس صورة المرأة التي يسعى الغرب لتسويقها وفق مقاييسه الخاصة..
العباءة هنا لم تكن لباس فقط بل راية ثقافية حضارية تذكر بان ايران تدخل ساحات التحالفات الكبرى وهي متمسكة بجذورها الاسلامية وكأن المشهد يجسد الشعار الخالد الذي رفعه السيد الخميني (رضوان الله تعالى عليه): لا شرقية ولا غربية جمهورية اسلامية..
وبينما اراد وسعى الغرب لعقود ان يعزل ايران ظهرت ابنة الرئيس الايراني في قلب منصة يقف عليها (شي جين بينغ) و (فلاديمير بوتين) وزعماء الهند وكوريا الشمالية اي رموز القوى الصاعدة..
هذا المشهد بمثابة اعلان بصري عن اعادة رسم خريطة النفوذ: الغرب لم يعد يحتكر المنصات الكبرى.
ومن خلال هذا الحضور النسائي البسيط ارادت ايران ان تقول قوتنا لا تقتصر على الصـ..ـواريخ والطائرات المسيرة بل لدينا قدرة على تصدير الهوية والثقافة حتى في اكثر المحافل عسكرية ورسمية ..
وهذا ينسجم مع عقيدة الجمهورية الاسلامية التي تعتبر ان الصراع مع الغرب ليس مجرد مواجهة عسكرية او اقتصادية بل معركة هوية ورسالة..
المشهد وجه رسائل متعددة ومنها للداخل الايراني :
كان تعزيز للثقة بان ايران حاضرة بقوة في نادي الكبار وان الهوية الاسلامية ليست عائق بل وسيلة للتميز ..
وللعالم الشرقي عرضت ايران نفسها كحليف مختلف لا يكرر تجربة السوفييت ولا يتبنى النموذج الصيني المادي بل يقدم بعد روحي وثقافي مكملا ..
وللغرب كانت الصورة ردا واحدا مكثفا : ايران ليست معزولة بل جزء من معسكر عالمي صاعد تدخل معه بثبات وبهويتها الكاملة..
وهكذا لم تكن هذه الصورة اعتيادية ولا عابرة بل رسالة مركبة تقول فيها ايران للعالم انها جزء من محور القوى الصاعدة لكنها تدخل هذا المحور بوجهها الاسلامي المستقل لا كـ..ـذيل ولا كمقلد ..
وان العباءة التي ارتدتها بنت الرئيس لم تكن ثوب اسود فقط بل راية حضارية ترفرف في وجه كل محاولات العولمة الثقافية الغربية وغيرها..
هي لحظة بصرية تلخص جوهر المشروع الإيراني: حضور عالمي ثابت وهويته الإسلامية محفوظة كما أمر الله تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ).
حيدر الحسيني
BY كتبَ فلان
Share with your friend now:
tgoop.com/newsbyt/45385