كتبَ فلان

لم يكن مستغرب ان نشهد مسؤول يغضب من نقد لكن ان يتحول النقد الى دعوى قضائية فهنا يطرح السؤال:
ما الذي يخشاه المسؤول من كلمة قيلت على منبر حتى يستنجد بالمحاكم..؟!

القضية اليوم ليست بين محافظ البصرة والشيخ مصطفى الانصاري بل هي بين منطق السلطة ومنطق الحوزة ..
بين من يريد ان يكتم الافواه بحجة الهيبة والمكانة الرسمية ومن يرى ان الدين والضمير يفرضان عليه ان يقول للمخطئ انت مخطئ..

الحوزة العلمية لم تعرف يوما بانها مؤسسة معارضة سياسية تقليدية لكنها في لحظات الانحـ..ـراف كانت دائما ترفع راية النصيحة وهي الراية التي حملها الانبياء والإئمة (عليهم السلام) ولم تكن مجرد نصيحة عابرة بل كانت مشروع تصحيح لمسار الامة..

الشيخ الانصاري وغيره من المبلغين لا يملكون سـ..ـلاح ولا حزب ولا جيوش..
سـ..ـلاحهم الكلمة وصوتهم المنبر وما ينقلونه من وجدان الناس والامهم واذا ضاق المسؤول من هذا الصوت فالمشكلة ليست في المنبر بل في الفعل الذي انكشف امام الناس..!

هذا السلوك من المحافظ يكشف دلالات اعمق فهو يعني ان النقد تحول الى جـ..ـريمة ..

وان هناك عقل سلطوي يعتبر نفسه فوق المسائلة وهو يعني ايضا تحدي لهوية البصرة الدينية..
لأنها مدينة عرفت بالعلماء والمجـ..ـاهدين واهلها يتوارثون عادة الانصات للمنبر وقمـ..ـع المبلغ هو في الحقيقة قمـ..ـع لوجدان هذه المدينة ..

وهو يكشف كذلك عن خلط خطير بين المصلحة الشخصية والعامة فالمسؤول لا يفرق احيانا بين اهـ..ـانة شخصه والنقد الموجه لادائه بينما المبلغ يحمل هم المجتمع كله لا نفسه..

ومن زاوية اخرى..

لو كان المحافظ اكثر وعيا لاعتبر نقد المبلغ فرصة للتصحيح او جسر للشعبية عبر الاستماع والتفاعل لكنه حين حول النقد الى قضية قضائية فقد منح دعاية مجانية للشيخ واثبت انه يخشى الكلمة اكثر مما يخشى التقارير الرسمية..!

الخطر الحقيقي ليس في محاكمة الشيخ الانصاري وحده بل في محاولة تغيير هوية العلاقة بين المنبر والناس من علاقة حرة ومفتوحة الى علاقة خاضعة للمحاكم والسلطات وهذا الانزلاق اذا استمر فانه سيخلق فجوة خطيرة بين المجتمع ودولته ويفتح ابواب من التوتر لا يحتاجها احد..

في النهاية ستبقى الحوزة ومنابرها تصدح بما تراه حقا وستتبدل اسماء المحافظين والمسؤولين لكن المنبر لن يسكت لان الكلمة التي تنبع من ضمير الامة لا تحاكم بل تحاكم من حاول كتمها.


حيدر الحسيني

❤34👍16🙏5😁1

www.tgoop.com/newsbyt/45276

1.32K viewsAug 28 at 13:22

لم يكن مستغرب ان نشهد مسؤول يغضب من نقد لكن ان يتحول النقد الى دعوى قضائية فهنا يطرح السؤال:
ما الذي يخشاه المسؤول من كلمة قيلت على منبر حتى يستنجد بالمحاكم..؟!

القضية اليوم ليست بين محافظ البصرة والشيخ مصطفى الانصاري بل هي بين منطق السلطة ومنطق الحوزة ..
بين من يريد ان يكتم الافواه بحجة الهيبة والمكانة الرسمية ومن يرى ان الدين والضمير يفرضان عليه ان يقول للمخطئ انت مخطئ..

الحوزة العلمية لم تعرف يوما بانها مؤسسة معارضة سياسية تقليدية لكنها في لحظات الانحـ..ـراف كانت دائما ترفع راية النصيحة وهي الراية التي حملها الانبياء والإئمة (عليهم السلام) ولم تكن مجرد نصيحة عابرة بل كانت مشروع تصحيح لمسار الامة..

الشيخ الانصاري وغيره من المبلغين لا يملكون سـ..ـلاح ولا حزب ولا جيوش..
سـ..ـلاحهم الكلمة وصوتهم المنبر وما ينقلونه من وجدان الناس والامهم واذا ضاق المسؤول من هذا الصوت فالمشكلة ليست في المنبر بل في الفعل الذي انكشف امام الناس..!

هذا السلوك من المحافظ يكشف دلالات اعمق فهو يعني ان النقد تحول الى جـ..ـريمة ..

وان هناك عقل سلطوي يعتبر نفسه فوق المسائلة وهو يعني ايضا تحدي لهوية البصرة الدينية..
لأنها مدينة عرفت بالعلماء والمجـ..ـاهدين واهلها يتوارثون عادة الانصات للمنبر وقمـ..ـع المبلغ هو في الحقيقة قمـ..ـع لوجدان هذه المدينة ..

وهو يكشف كذلك عن خلط خطير بين المصلحة الشخصية والعامة فالمسؤول لا يفرق احيانا بين اهـ..ـانة شخصه والنقد الموجه لادائه بينما المبلغ يحمل هم المجتمع كله لا نفسه..

ومن زاوية اخرى..

لو كان المحافظ اكثر وعيا لاعتبر نقد المبلغ فرصة للتصحيح او جسر للشعبية عبر الاستماع والتفاعل لكنه حين حول النقد الى قضية قضائية فقد منح دعاية مجانية للشيخ واثبت انه يخشى الكلمة اكثر مما يخشى التقارير الرسمية..!

الخطر الحقيقي ليس في محاكمة الشيخ الانصاري وحده بل في محاولة تغيير هوية العلاقة بين المنبر والناس من علاقة حرة ومفتوحة الى علاقة خاضعة للمحاكم والسلطات وهذا الانزلاق اذا استمر فانه سيخلق فجوة خطيرة بين المجتمع ودولته ويفتح ابواب من التوتر لا يحتاجها احد..

في النهاية ستبقى الحوزة ومنابرها تصدح بما تراه حقا وستتبدل اسماء المحافظين والمسؤولين لكن المنبر لن يسكت لان الكلمة التي تنبع من ضمير الامة لا تحاكم بل تحاكم من حاول كتمها.


حيدر الحسيني

BY كتبَ فلان