tgoop.com/newsbyt/45234
Last Update:
قضية تـ..ـزوير البطاقات الموحدة في الانبار هي نافذة تفتح امامنا على اسئلة اكبر من حجم الواقعة نفسها ..
فالتـ..ـزوير هنا لم يطل ورقة رسمية عادية بل هوية وطنية تبنى عليها ملفات (امنية اجتماعية واقتصادية) اي ان المسألة تتجاوز فعل التـ..ـزوير لتفتح احتمالات اخطر تتعلق بمنظومة الدولة وهيبتها..
ما الدافع لاشخاص غير عراقيين ان يغامروا بحياة كاملة في بلد غير بلدهم عبر هويات مزورة ..؟
هل الغرض تسلل ارهـ...ـابي كما في تجارب الماضي مع د١١عش ..
هل هي محاولة فتح طريق للهجرة عبر جواز عراقي لاحقا ام ان هناك شبكات منظمة تعمل على صناعة هويات مزدوجة تستخدم في ملفات عمـ..ـالة لقوى الشـ..ـر..؟
السؤال الاهم كم حالة تزويـ..ـر مثل هذه مرت دون ان يكشف عنها؟
الحادثة التي ظهرت في الاعلام ليست بالضرورة الاولى ولا الاخيرة وقد تكون البداية فقط لعمليات تـ..ـزوير اوسع لم تُكشف..!
لكن الغرابة ليست في قضية التـ..ـزوير فقط بل في طريقة التفاعل مع الحادثة في العراق ..
ما زال معيار تقييم اي حادثة يبنى على الجغرافية الطـ..ـائفية..
فإذا حصل التـ..ـزوير في الانبار يتم التعاطي معه كحادث عرضي لا يستحق التضخيم..
لكن فلنطرح سؤال بسيط كما طرحه بعض الاخوة ..
ماذا لو وقع التـ..ـزوير نفسه في النجف او كربلاء وكان المتورطين ايرانيين هل كانت بعض القنوات ستتجاهل الخبر..؟
ام ستشن حملات اعلامية متواصلة لاسابيع متهمة التغلغل والمشروع الخارجي وووو..
وهنا تظهر الازدواجية الاعلامية باوضح صورها اعلام يصمت في مكان ويزمجر في مكان اخر..
ازدواجية لم تعد خافية على احد بل باتت مفضوحة للرأي العام الى درجة ان المتابع العادي صار يقرأ الخبر لا بوقائعه بل بالمنطقة التي وقع فيها ..
وهذا اخطر ما يواجه اي دولة ان يتحول الاعلام من عين تراقب الحقيقة الى عين عـ..ـوراء ترى نصف المشهد وتتعامى عن النصف الاخر..
هذا الكيل بمكيالين يكشف مأزق عميق في الخطاب السياسي والاعلامي العراقي الحوادث ذاتها تقرأ بعدسات مختلفة تبعا لمكانها وهو ما يجعل الرأي العام اسير للسرديات الجاهزة لا للوقائع..
فالخطر الحقيقي ليس في تزوير البطاقات وحده بل في تطبيع الازدواجية وتغييب المعايير الموحدة..
الحكومة امام امتحان واضح اما ان تتعامل مع الحادثة بجدية فتفتح ملف شفاف يجيب على الاسئلة المشروعة ..(عدد الحالات.. الجهات المتورطة.. الغرض الحقيقي) ..
واما ان تتركها للزمن ليضاف سطر جديد في سجل طويل من الثغرات الامنية والادارية التي تنهك ثقة المواطن بالدولة.
حيدر الحسيني
BY كتبَ فلان
Share with your friend now:
tgoop.com/newsbyt/45234