tgoop.com/newsbyt/45204
Last Update:
لاهور شيخ جنكي لم يكن مجرد اسم في السليمانية، بل كان امتداداً لشبكة مصالح أمنية إقليمية. فهو ابن أخ جلال الطالباني، والمسؤول السابق لقوة مكافحة الإرهـ،اب في كردستان، وشريك بافل طالباني في رئاسة الاتحاد الوطني الكردستاني بعد وفاة جلال الطالباني حتى انفجار الخلاف بينه وبين بافل طالباني في يوليو ٢٠٢١. ما حدث بين الاثنين لم يكن مجرد منافسة حزبية داخلية، بل صراع على هوية السليمانية ومسارها السياسي، حسمه بافل بفضل إجادته قراءة الموجة الإقليمية وتوظيفها لمصلحته.
ارتبط لاهور تاريخياً بالولايات المتحدة، فهو الذي أسس جهاز مكافحة الإرهـ،اب بدعم مباشر من واشنطن، وظل اسمه مرتبطاً بالعمل مع الأميركيين أكثر من ارتباطه بالسياسة الداخلية. لكن في مايو ٢٠٢١، وجد نفسه في قلب عاصفة أكبر من قدرته على المناورة. حين نشرت صحيفة ياهو نيوز تفاصيل عملية اغتـ،،ـيال الشهـ،يدين سلـ،،يماني و المهـ،ندس، انكشفت معالم خفية عن الدور اللوجستي والاستخباري في مطار بغداد. التقرير الذي أورد جزء منه الصحفي جاك مورفي المعروف بقربه من القوات الخاصة الأميركية والأكراد، تضمن إشارة بالغة الخطورة: قوات مكافحة الإرهـ،،،ـاب الكردية بقيادة لاهور كانت ضمن المشهد، متنكرة بزي عمال المطار لمتابعة وصول سليـ،،ماني، والتأكد من هويته، بل وجمع عينات من أجساد الشهـ،،داء وتصوير آثار الضربة.
هذه المعلومة، حتى وإن وردت في سياق تقرير صحفي غربي، كانت كافية لإحراق ورقة لاهور لدى إيران ومحور المـ،،قاومة. وفي المقابل، منحت بافل فرصة لا تُقدّر بثمن، رجل يملك علاقات جيدة مع الإيرانيين وبعض قوى الحشد، وجد في هذا التسريب ذريعة لتقليم أظافر أبن عمه وشريكه داخل الحزب. في ذلك الوقت تحركت آلا طالباني في يوليو ٢٠٢١، قريبة الاثنين والمقرّبة من لاهور، لتلتقي أبو فـ،دك المحمداوي محاولةً نفي ما ورد في التقرير وإقناع الإيرانيين عن طريق أبو فدك بأن لاهور بريء، لكن الضرر كان قد وقع. منذ تلك اللحظة صار لاهور ورقة محروقة، معلّقة على رف الحسابات الإقليمية المؤجلة.
ويُشتبه بأن لاهور شيخ جنكي احتفظ بعلاقات وثيقة مع كل من الـ CIA والموسـ،،ـاد، ليس فقط عبر التنسيق المعلوماتي، بل من خلال تجنيد العمـ،،ـلاء ولعب أدوار ميدانية حساسة في الإقليم والعراق. هذه الشبهات لم تكن جديدة، لكنها ازدادت زخماً مع الأحداث الأخيرة.
فخلال حرب الكيان الصـ،،هيوني على إيران التي استمرت اثني عشر يوماً، شاع بقوة أن لاهور لعب دوراً بارزاً وحيوياً في دعم شبكات العمـ،،ـلاء الصـ،،هاينة داخل العراق والإقليم، من خلال تأمين الغطاء والحماية، وتوفير الدعم المالي واللوجستي، وصولاً الى تزويدهم بالسلاح والطائرات المسيّرة.
اليوم، بعد انتهاء الجولة الأولى من الحرب بين إيران والكيان الصـ،،هيوني، ربما أُعيد فتح تلك الملفات. ما جرى في السليمانية لم يكن حدثاً محلياً معزولاً، بل ارتداداً مباشراً لمعادلة أكبر. الإيرانيون، وقد دخلوا في مواجهة مفتوحة مع الكيان، لم يعودوا بحاجة الى إبقاء أي هوامش غامضة في محيطهم. وبافل، بمهارة سياسية، استغل اللحظة ليقضي على خصمه نهائياً. في رأيي، اعتـ،،ـقال لاهور لم تكن فصلاً حزبياً عابراً، بل امتداداً لخط بدأ في مطار بغداد ليلة الثالث من يناير ٢٠٢٠، كُشف عنه في الصحافة الأميركية عام ٢٠٢١، وأُغلق بالحسابات المؤجلة التي حُسمت مع اندلاع الحرب في ٢٠٢٥.
صفي الدين
BY كتبَ فلان
Share with your friend now:
tgoop.com/newsbyt/45204