tgoop.com/newsbyt/45089
Last Update:
#غزو_العقول_عبر_الهواتف_الذكية
بقلم | رضوان ال ياسين |
من خلال الهواتف المحمولة اصبحت الشعوب مكشوفة عن طباعها وسلوكياتها وتصرفاتها كل تطبيق في مواقع التواصل هو نافذة على العالم والبيانات والمعلومات التي تكتبها وتنشرها وتتعاطف معها وتنتقدها تحدد شخصيتك ومن اي صنف انت حسب جداول معتمدة لديهم
وما يخدمهم في التسويق هو الاكثر اهمية لانه يعود عليهم بعائد مالي كبير يدر ارباحا ضخمة على الشركات المؤسسة مثل فيس بوك وغيرها بعد هذا التحليل لشخصيتك وما ترغب تظهر لك الاعلانات التي تنسجم مع احتياجاتك حال مشاهدتك فلو فكرت في شراء سيارة ستجد عشرات الاعلانات تتدفق امامك ولو تحدثت مع صديق عن جوعك سيظهر لك اعلان مطاعم ولو اردت شراء منزل ستتفاجأ بصفحات بيع العقارات كل هذا يتم عبر خوارزميات معقدة وصلت الى حد استخدام مايكروفون الهاتف لسماع ما يدور وتحليل الكلمات وتوجيه الاعلانات
لكن الامر لا يقف عند التسويق بل يتعداه الى السيطرة على العقول وتوجيهها عبر سياسات ناعمة تتبناها مواقع التواصل مثل الفيديوهات القصيرة التي لا تتجاوز 15 ثانية حيث يتم تطبيع العقل على هذا النمط فلا يعود قادرا على الاصغاء الى محاضرة علمية او فكرية لمدة ساعة لان العقل صار مهيأ لاستقبال معلومة مضغوطة بدقيقة او اثنتين مما يفقد الانسان القدرة على متابعة المشاريع الكبيرة او الاستفادة من المعارف العميقة
بل وصل الامر الى ما هو اخطر حيث يتم زج اعلانات غير اخلاقية في اماكن مقدسة كما حصل معي شخصيا ومع صديق كان بقربي اذ ظهر اعلان اباحي رغم ان المنطقة بعيدة كل البعد عن هكذا انطباع مما يكشف ان هناك اهداف موجهة وممولة بدقة
ومن خلال مواقع التواصل اصبح من السهل توجيه العقول باستخدام الادوات المتاحة مثل الذكاء الاصطناعي الذي يحول الحق الى باطل ويخنق اصوات حركات التحرير بل يفرض قيودا على ما يكتب وينشر في تناقض صارخ مع حرية التعبير التي يتغنى بها الغرب حتى صار الكثيرون يتخوفون من اتخاذ موقف تجاه ما يجري في غزة خشية غلق حساباتهم وهذا بحد ذاته شكل جديد من اشكال التوجيه والسيطرة على العقول
كما ان تحليل بيانات مدينة كاملة اصبح ممكنا في دقائق قليلة وتوظيفها لخلق ترند يخدم مآرب محددة بينما يبقى المحتوى الهادف محاصرا لا يحصد الا مشاهدات قليلة لان زمنه اطول ومضمونه اعمق
هذه هي الحرب الإدراكية معركة صامتة لكنها تنفذ الى عمق الوعي وتعيد تشكيل العقول بما يخدم مصالح القوى الكبرى والشركات العابرة للقارات . انتهى
BY كتبَ فلان
Share with your friend now:
tgoop.com/newsbyt/45089