tgoop.com/newsbyt/45020
Last Update:
وبعد ليال امضيتها في قراءة رواية "القادم من هناك"، التي تحكي عن قائد مؤمن مقاوم، كان في يوم من الايام يسكن في جزيرة صغيرة، وهي ارض البحرين، ارض الاباء والايمان، وتحديدا من بني جمرة.
ذلك الشاب المقاوم، والرافض لكل انواع الظلم والطغيان،
قاوم بكل ما اتاه الله من قوة وشجاعة،
وتحدى ذلك النظام المطبع البائس.
ومن خلال مقاومته وبسالته وايمانه،
استطاع تحطيم كبريائهم، واظهر حقيقة حكمهم الطائفية والعدوانية.
وقد عرف بحبه وولائه لاهل البيت {عليهم السلام}،
وكان يستمد قوته ومقاومته من "ملحمة عاشوراء"،
ومداومته على صلاة الليل، وقراءته لزيارة عاشوراء.
"القادم من هناك"
نعم، انه قادم من هناك…
من ارض ملحمة عاشوراء،
نعم، انه قادم من ارض الحسين، ارض كربلاء.
انه الشهيد المقاوم "رضا الغسرة"،
الذي اودع نصف حياته في سجون الطغاة،
في سجن "جو" المركزي.
في هذا السجن الرهيب، تعرض رضا لكل انواع التعذيب،
وهذا التعذيب لم يكن سببه الوحيد التمرد على نظام الطغاة،
بل لانه يحمل في قلبه حب اهل بيت الرسول ﷺ.
عذبوه لانه من ابناء علي،
هم يكرهوننا "نحن ابناء علي"،
لاننا لا نرضى بالظلم، لاي كائن على وجه هذه الارض،
لاننا لا نصفق للظالم، ونطالب بحق المظلوم.
وفي العزل الانفرادي،
استانس رضا بهذا الظلم، وبتلك الحجرة الباردة،
وتذكر مأساة الامام الكاظم (عليه السلام)، في سجن هارون.
وكان يردد دعاء الامام الكاظم، الذي يناجي به الله عز وجل، قائلا:
"يا مخلص الشجر من بين ماء وطين،
يا مخلص الجنين من بين مشيمة ورحم،
خلصني من سجن هارون!"
رحم الله حال رضا، ونظر اليه بعينه الحنونة التي لا تنام.
وبتسديد من الله لخطاه،
استطاع رضا تنفيذ عملية "سيوف الثأر"،
وكان مضمون هذه العملية تهريب بعض المقاومين من سجن "جو"،
وكان المخطط لهذه العملية هو القائد: "رضا الغسرة".
بنداء الصديقة المظلومة: يا فاطمة الزهراء،
ثأرا لشهداء القطيف والبحرين،
وعلى راسهم شيخ الشهداء، المجاهد: اية الله نمر باقر النمر.
وبعد ان اتم العملية بتوفيق من الله،
لم تستطع جلاوزة النظام ايجاد رضا لاسابيع،
الى ان حاول رضا الخروج من ارض البحرين،
متجها الى مكان تشرق فيه الشمس: الى الجمهورية الاسلامية الايرانية.
من خلال البحر،
استطاع خفر السواحل رؤية القارب الذي كان فيه رضا،
وبعد معركة طاحنة بين جلاوزة النظام ورضا،
استطاعت الجلاوزة اصابة رضا بثلاث رصاصات:
هشمت ثلاثة رصاصات راسه،
واستقرت الرابعة في كتفه الايمن.
استشهد وهو يمسك بزند السلاح،
لم تفارقه شجاعته، حتى في اخر لحظات حياته،
وابى ان يسلم نفسه لهم،
وفضل الموت بعز واباء.
والى هنا، انهيت رواية "القادم من هناك"،
رواية هذا البطل الحقيقي،
الذي في النهاية، خسر الجميع، وفاز هو بنيل الشهادة.
ــ غين عين.
BY كتبَ فلان
Share with your friend now:
tgoop.com/newsbyt/45020