NEWSBYT Telegram 44936
فقراء الحسين.. كرمٌ على أعتاب الكرامة

- في عالمٍ تموج فيه الفروقات الطبقية، وتتسع فيه الفجوات بين الغني والفقير، يبقى مشهدٌ واحدٌ يعكس قلب المعادلة ويقلب الموازين: موكب حسيني.

في بقاعٍ طينية، وعلى أرصفةٍ متواضعة، يقف رجل بسيط، بثوبٍ قديم، ووجهٍ لفحته الشمس، يمد يده لا ليأخذ، بل ليُعطي. لا يسأل الزائر عن اسمه ولا جنسيته، لا يفتش جيبه، لا يحدق بثيابه. هو لا يراه سوى شيء واحد: زائر الحسين.

يقال إن “فقراء العالم يأكلون على أعتاب سادتهم”، إذ يقفون بذلٍّ عند أبواب الأغنياء، بانتظار فتاتٍ أو رحمةٍ من يد مترفٍ متعجرف. لكن في كربلاء، بل في كل طريقٍ يؤدّي إلى الحسين، تتبدّل الصورة. فقراء الحسين، أولئك الذين لا يملكون سوى القليل، هم من يُطعمون الناس، ويسقونهم، ويخدمونهم، على أعتاب سيدهم.

ما الذي يدفع هؤلاء البسطاء إلى مثل هذا الكرم الأسطوري؟ ما الذي يجعل امرأة عراقية في أطراف العمارة أو البصرة، تبيع خاتمها أو تذبح شاتها الوحيدة لتصنع بها “طعام” لزائرٍ غريب لا تعرفه ولن تراه بعد اليوم؟
ما الذي يجعل شيخًا طاعنًا في السن، يركض حافي القدمين خلف الزوار وهو يترجاهم أن يتفضلوا عليه بقطعة خدمة للحسين؟

الجواب واضح لمن ذاق حرارة الحب الحسيني: إنهم لا يعطون من غناهم، بل من فقرهم، لأنهم وجدوا في الحسين غناهم كله.

في كربلاء لا يُوزّع الطعام فحسب، بل يُوزّع الكرم والأنفة والعزّة. الفقير الذي يُطعم الآلاف لا يشعر بالدونية، بل يشعر بأنه يؤدي قُربى لله، ويُقدّم خدمته لسيد الشهداء، عليه السلام.
وفي تلك اللحظة، يتحول الفقير إلى سيد، والمتسول إلى أمير، والخيمة الترابية إلى عرشٍ من نور.

ليست هذه ظاهرة اجتماعية فحسب، بل هي معجزة حضارية متكررة، تتحدى قوانين الاقتصاد والمنطق.
فأيّ منطقٍ يقبل أن أفقر القرى وأشدها بؤسًا تُقيم أطول الموائد، وتوزّع أكبر الكميات، وتخدم أضخم الحشود، دون أن تطلب شيئًا بالمقابل؟

هذا هو منطق الحسين عليه السلام. منطق العطاء دون حساب، والبذل دون انتظار شكر، والخدمة لا طلبًا للظهور بل ذوبانًا في النور.

في الختام:

الحسين عليه السلام لم يَرفَع فقط رأس الفقراء، بل جعلهم رُسُل الكرم، وسفراء الجود، وأنبياء الخدمة.
على أعتابه، لا يُذلّ أحد، بل تُمحى الطبقات، وتُنسى الألقاب، ولا يبقى إلا نداء واحد:
هل من ناصرٍ ينصرُ الحسين؟

وكل من لبّى، صار غنيًّا… ولو لم يملك شيئًا…

🖊️ علي الأنصاري
34🫡3



tgoop.com/newsbyt/44936
Create:
Last Update:

فقراء الحسين.. كرمٌ على أعتاب الكرامة

- في عالمٍ تموج فيه الفروقات الطبقية، وتتسع فيه الفجوات بين الغني والفقير، يبقى مشهدٌ واحدٌ يعكس قلب المعادلة ويقلب الموازين: موكب حسيني.

في بقاعٍ طينية، وعلى أرصفةٍ متواضعة، يقف رجل بسيط، بثوبٍ قديم، ووجهٍ لفحته الشمس، يمد يده لا ليأخذ، بل ليُعطي. لا يسأل الزائر عن اسمه ولا جنسيته، لا يفتش جيبه، لا يحدق بثيابه. هو لا يراه سوى شيء واحد: زائر الحسين.

يقال إن “فقراء العالم يأكلون على أعتاب سادتهم”، إذ يقفون بذلٍّ عند أبواب الأغنياء، بانتظار فتاتٍ أو رحمةٍ من يد مترفٍ متعجرف. لكن في كربلاء، بل في كل طريقٍ يؤدّي إلى الحسين، تتبدّل الصورة. فقراء الحسين، أولئك الذين لا يملكون سوى القليل، هم من يُطعمون الناس، ويسقونهم، ويخدمونهم، على أعتاب سيدهم.

ما الذي يدفع هؤلاء البسطاء إلى مثل هذا الكرم الأسطوري؟ ما الذي يجعل امرأة عراقية في أطراف العمارة أو البصرة، تبيع خاتمها أو تذبح شاتها الوحيدة لتصنع بها “طعام” لزائرٍ غريب لا تعرفه ولن تراه بعد اليوم؟
ما الذي يجعل شيخًا طاعنًا في السن، يركض حافي القدمين خلف الزوار وهو يترجاهم أن يتفضلوا عليه بقطعة خدمة للحسين؟

الجواب واضح لمن ذاق حرارة الحب الحسيني: إنهم لا يعطون من غناهم، بل من فقرهم، لأنهم وجدوا في الحسين غناهم كله.

في كربلاء لا يُوزّع الطعام فحسب، بل يُوزّع الكرم والأنفة والعزّة. الفقير الذي يُطعم الآلاف لا يشعر بالدونية، بل يشعر بأنه يؤدي قُربى لله، ويُقدّم خدمته لسيد الشهداء، عليه السلام.
وفي تلك اللحظة، يتحول الفقير إلى سيد، والمتسول إلى أمير، والخيمة الترابية إلى عرشٍ من نور.

ليست هذه ظاهرة اجتماعية فحسب، بل هي معجزة حضارية متكررة، تتحدى قوانين الاقتصاد والمنطق.
فأيّ منطقٍ يقبل أن أفقر القرى وأشدها بؤسًا تُقيم أطول الموائد، وتوزّع أكبر الكميات، وتخدم أضخم الحشود، دون أن تطلب شيئًا بالمقابل؟

هذا هو منطق الحسين عليه السلام. منطق العطاء دون حساب، والبذل دون انتظار شكر، والخدمة لا طلبًا للظهور بل ذوبانًا في النور.

في الختام:

الحسين عليه السلام لم يَرفَع فقط رأس الفقراء، بل جعلهم رُسُل الكرم، وسفراء الجود، وأنبياء الخدمة.
على أعتابه، لا يُذلّ أحد، بل تُمحى الطبقات، وتُنسى الألقاب، ولا يبقى إلا نداء واحد:
هل من ناصرٍ ينصرُ الحسين؟

وكل من لبّى، صار غنيًّا… ولو لم يملك شيئًا…

🖊️ علي الأنصاري

BY كتبَ فلان


Share with your friend now:
tgoop.com/newsbyt/44936

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

So far, more than a dozen different members have contributed to the group, posting voice notes of themselves screaming, yelling, groaning, and wailing in various pitches and rhythms. During the meeting with TSE Minister Edson Fachin, Perekopsky also mentioned the TSE channel on the platform as one of the firm's key success stories. Launched as part of the company's commitments to tackle the spread of fake news in Brazil, the verified channel has attracted more than 184,000 members in less than a month. As the broader market downturn continues, yelling online has become the crypto trader’s latest coping mechanism after the rise of Goblintown Ethereum NFTs at the end of May and beginning of June, where holders made incoherent groaning sounds and role-played as urine-loving goblin creatures in late-night Twitter Spaces. With the “Bear Market Screaming Therapy Group,” we’ve now transcended language. Developing social channels based on exchanging a single message isn’t exactly new, of course. Back in 2014, the “Yo” app was launched with the sole purpose of enabling users to send each other the greeting “Yo.”
from us


Telegram كتبَ فلان
FROM American