NEWSBYT Telegram 44865
سلاحنا شرفنا... الحشد الشعبي ومحور المقاومة خط أحمر

ليان السوداني

في زمن تتكالب فيه المؤامرات وتصاغ فيه المخططات لنزع كرامة الشعوب تحت شعارات براقة كـ "حل السلاح" و"ضبط الدولة"، يخرج علينا البعض بمطالبات مشبوهة تستهدف حُماة العراق وسوُرهِ المنيع وتضرب في عمق معادلة الأنتصار التي رسمت بالدماء. هؤلاء لا يريدون سلاح الحشد أن يحل فقط، بل يريدون أن يمحى كل ما يرمز إلى الكرامة والمقاومة والهوية.

الحشد الشعبي لم يكن مشروع سلطة، بل مشروع فتوى، مشروع دفاع مقدس، ولد من رحم الخطر، ومن نداء المرجعية العليا يوم هرب من هرب واختفى من اختفى وترك سلاحه من تركه، لتسقط المدن تباعاً دون مقاومة.
في تلك الساعات المفصلية الملحمية الوجودية تناخى غيارى العراق وأبنائه البررة الذين لبسوا القلوب على الدروع لتلبية نداء فتوى الدفاع المقدس، وساروا حفاة على طريق التحرير، حاملين قلوبهم على أكفهم، وسلاحهم على أكتافهم، مدافعين عن كل ذرة تراب، وعن كل عرض انتهكته داعش وأعوانها.

من يطالب بحل سلاح الحشد، فليتذكر من سلم الموصل ومن حررها، من فر من الأنبار ومن صمد في آمرلي، من ناشد الدعم الأجنبي ومن قدم دمه ليبقى العراق حياً. سلاح الحشد لم يكن موجهاً يوماً إلى صدور الأبرياء، بل كان ومازال وسيبقى موجه نحو من أراد سحقهم. لم يكن تمرداً على الدولة، بل استكمالاً لها حين تراجعت وانحنت.

الحشد ليس كياناً معزولاً، بل هو مؤسسة عراقية رسمية ، وجزء لا يتجزأ من محور المقاومة التي لم تركع للمشروع الصهيوأمريكي، بل تصدت له في كل ساحات المواجهة. وهو الامتداد العراقي لدماء سليماني والمهندس، هو شقيق المقاوم الفلسطيني واللبناني واليمني، هو صدى كربلاء الممتد في جسد الأمة.

إن الخوف من الحشد ليس نابعاً من سلوكه، بل من مشروعه، من كونه عقبة كبرى أمام مشروع الهيمنة والتطبيع ونهب الثروات. إنهم لا يخشون الرصاص، بل ما يحمله هذا الرصاص من وعي وبصيرة، ومن ارتباط عقائدي بالحق والولاية والرفض المطلق للذل.

ولذلك، فإن كل من يريد سحب سلاح الحشد، يسعى لتهيئة العراق للارتهان مرة أخرى، لكن بثوب جديد وشعارات مموّهة.

لسنا ضد تنظيم السلاح، بل معه، ما دام يحفظ مكانة المجاهدين ولا يفرغ الحشد من جوهره. ولكننا نرفض كل دعوة تهدف إلى تمييع هذه القوة العقائدية وتحويلها إلى صورة باهتة لا تمثل شيئاً من روحها التي ولدت بها.

الحشد ليس مؤسسة عسكرية فقط، بل هو وعد الشهداء، هو دمعة أم، وصبر أرملة، ووصية وطن، وهوية شعب. ومن يسعى لتفكيكه، إنما يسعى لتفكيك العراق نفسه.

نقولها بوضوح، وبلسان كل من عرف معنى الكرامة: سلاحنا شرفنا، وحشدنا عقيدتنا، ومحور المقاومة نبضنا، وهذا كله خط أحمر لا يمس.
35😁2



tgoop.com/newsbyt/44865
Create:
Last Update:

سلاحنا شرفنا... الحشد الشعبي ومحور المقاومة خط أحمر

ليان السوداني

في زمن تتكالب فيه المؤامرات وتصاغ فيه المخططات لنزع كرامة الشعوب تحت شعارات براقة كـ "حل السلاح" و"ضبط الدولة"، يخرج علينا البعض بمطالبات مشبوهة تستهدف حُماة العراق وسوُرهِ المنيع وتضرب في عمق معادلة الأنتصار التي رسمت بالدماء. هؤلاء لا يريدون سلاح الحشد أن يحل فقط، بل يريدون أن يمحى كل ما يرمز إلى الكرامة والمقاومة والهوية.

الحشد الشعبي لم يكن مشروع سلطة، بل مشروع فتوى، مشروع دفاع مقدس، ولد من رحم الخطر، ومن نداء المرجعية العليا يوم هرب من هرب واختفى من اختفى وترك سلاحه من تركه، لتسقط المدن تباعاً دون مقاومة.
في تلك الساعات المفصلية الملحمية الوجودية تناخى غيارى العراق وأبنائه البررة الذين لبسوا القلوب على الدروع لتلبية نداء فتوى الدفاع المقدس، وساروا حفاة على طريق التحرير، حاملين قلوبهم على أكفهم، وسلاحهم على أكتافهم، مدافعين عن كل ذرة تراب، وعن كل عرض انتهكته داعش وأعوانها.

من يطالب بحل سلاح الحشد، فليتذكر من سلم الموصل ومن حررها، من فر من الأنبار ومن صمد في آمرلي، من ناشد الدعم الأجنبي ومن قدم دمه ليبقى العراق حياً. سلاح الحشد لم يكن موجهاً يوماً إلى صدور الأبرياء، بل كان ومازال وسيبقى موجه نحو من أراد سحقهم. لم يكن تمرداً على الدولة، بل استكمالاً لها حين تراجعت وانحنت.

الحشد ليس كياناً معزولاً، بل هو مؤسسة عراقية رسمية ، وجزء لا يتجزأ من محور المقاومة التي لم تركع للمشروع الصهيوأمريكي، بل تصدت له في كل ساحات المواجهة. وهو الامتداد العراقي لدماء سليماني والمهندس، هو شقيق المقاوم الفلسطيني واللبناني واليمني، هو صدى كربلاء الممتد في جسد الأمة.

إن الخوف من الحشد ليس نابعاً من سلوكه، بل من مشروعه، من كونه عقبة كبرى أمام مشروع الهيمنة والتطبيع ونهب الثروات. إنهم لا يخشون الرصاص، بل ما يحمله هذا الرصاص من وعي وبصيرة، ومن ارتباط عقائدي بالحق والولاية والرفض المطلق للذل.

ولذلك، فإن كل من يريد سحب سلاح الحشد، يسعى لتهيئة العراق للارتهان مرة أخرى، لكن بثوب جديد وشعارات مموّهة.

لسنا ضد تنظيم السلاح، بل معه، ما دام يحفظ مكانة المجاهدين ولا يفرغ الحشد من جوهره. ولكننا نرفض كل دعوة تهدف إلى تمييع هذه القوة العقائدية وتحويلها إلى صورة باهتة لا تمثل شيئاً من روحها التي ولدت بها.

الحشد ليس مؤسسة عسكرية فقط، بل هو وعد الشهداء، هو دمعة أم، وصبر أرملة، ووصية وطن، وهوية شعب. ومن يسعى لتفكيكه، إنما يسعى لتفكيك العراق نفسه.

نقولها بوضوح، وبلسان كل من عرف معنى الكرامة: سلاحنا شرفنا، وحشدنا عقيدتنا، ومحور المقاومة نبضنا، وهذا كله خط أحمر لا يمس.

BY كتبَ فلان


Share with your friend now:
tgoop.com/newsbyt/44865

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

How to create a business channel on Telegram? (Tutorial) Matt Hussey, editorial director at NEAR Protocol also responded to this news with “#meIRL”. Just as you search “Bear Market Screaming” in Telegram, you will see a Pepe frog yelling as the group’s featured image. As the broader market downturn continues, yelling online has become the crypto trader’s latest coping mechanism after the rise of Goblintown Ethereum NFTs at the end of May and beginning of June, where holders made incoherent groaning sounds and role-played as urine-loving goblin creatures in late-night Twitter Spaces. In 2018, Telegram’s audience reached 200 million people, with 500,000 new users joining the messenger every day. It was launched for iOS on 14 August 2013 and Android on 20 October 2013.
from us


Telegram كتبَ فلان
FROM American