tgoop.com/newsbyt/43237
Last Update:
في الوقت الذي تنشغل الشعوب الواعية بالابـ..ـادات الصـ..**..ـهيونية..
تفاجأ الساحة العراقية بخبر ترميم ما يسمى مرقد (إسحاق جاؤون) في قلب بغداد بتمويل خارجي ومن جهات مشبوهة تحت غطاء (احياء التراث)...
إلا أن توقيت الخطوة وسياقها الاقليمي لا يمكن تجاهلهما..
خاصة في ظل تقدم مشاريع التطـ..ـبيع والتمييع تحت لافتات ما يُسمى (الديانة الابراهيمية) و (السلام الثقافي)..
لو كان الهدف فعلا الحفاظ على التراث..
لكان الاجدر أن تتولاه الدولة العراقية كراعي طبيعي لهوية البلد..
لا أن يُترك لمبادرات تمضي بعيدا عن رقابة المؤسسات الرسمية...
غياب الدور الوطني وتحول الامر الى ملف تمويل اجنبي يثير تساؤلات جدية:
هل نحن أمام تراث حقيقي أم محاولة ناعمة لاعادة تشكيل الوعي الجمعي للعراقيين؟
نعم العراق كان موطنا لمكونات متعددة..
لكن ذلك لا يبرر استحضار رموز غامضة مثل (إسحاق جاؤون) لا حضور لها في وجدان العراقيين لتحويلها فجأة الى معالم روحية تخدم أهدافا سياسية تتجاوز ظاهر الحدث..!
الاعتراض هنا ليس عاطفيا أو سياسيا فقط..
بل شرعي وأخلاقي وقانوني.
فشرعا لا يجوز التقديس لرموز تُوظّف سياسيا من كيان محـ..ـتل..
واخلاقيا من المخزي ترميم هذا المرقد بينما تُهمل قبور العلماء والمجـ..ـاهدين،
وقانونيا يجب أن يكون الاشراف على التراث بيد الدولة لا جهات مشبوهة..
ما يجري ليس ترميما لمعلم بل اختراق ناعم للوعي ضمن مشروع التطـ..ـبيع الثقافي والديني وهو امتداد لمخطط (الشرق الأوسط الجديد) الذي يسعى لاعادة رسم الهويات والولاءات.
العراق الذي يحتضن قبور الأئمة والأولياء لا يمكن اختزاله في مرقد طارئ يُراد له أن يصبح مزارا (للسلام) بينما تُنتـ..ـهك مقدسات المسلمين وتُرتكب المجـ..ـازر في غـ..ـزة والأرض المباركة لا ينبغي أن تُدنس باجندات تغافلية زائفة.
في زمن الفتن الناعمة..
ينبغي ان يكون ترميم الوعي أولا..
فالأوطان تُحـ..ـتل بالدبابات مرة..
وبالأفكار المسمومة مرات ومرات أخرى..!
وبغداد لن تكون بوابة لتمييع رمزي ولا مرقدا لفكرة مشبوهة تُقدّم باسم التراث.
حيدر الحسيني
BY كتبَ فلان
Share with your friend now:
tgoop.com/newsbyt/43237