Telegram Web
تتوقعو من الشخص الذي بينظر لمايا ؟
روايتي 🌸
# في عياده نفسية …
البارت الرابع

بعد خروج مايا، دخلت هاجر وجلست على الكرسي أمام الدكتورة.
رحّبت بها الدكتورة بابتسامة:
– أهلاً، كيف حالك؟ كيف أصبحتِ؟

هاجر بصوت متعب:
– ما زلتُ أتألم…

وقفت الدكتورة تتأملها ثم نظرت حولها وقالت:
– شوفي يا هاجر، أنتِ صرتي تعانين من اكتئاب بعد الانفصال، وصارت عندك نظرة خاطئة عن نفسك، وصرتي تَجلدي ذاتك وتحمليها كل الذنب. أنا أقدر أعطيك علاج للاكتئاب، لكن هذا النوع من الاكتئاب تقدرين تتجاوزيه من دون دواء… لما تيقني أن اللي صار مش غلطك.

هاجر بندم وحزن:
– كيف مش غلطي؟ أنا ضيّعت خمس سنين من عمري! كان لازم أتركه من أول سنة ما تقدّم لي فيها!

الدكتورة بهدوء:
– طيب نفترض إنه تقدّم لك من أول سنة… هل هذا يعني إنه ما كان بيخونك؟ كنتي بتتزوجيه سنة أو سنتين أو حتى ثلاث، وبرضه كان بيخونك! ليش؟ لأنه بطبعه خائن. الزمن ما يغيّر هذه الحقيقة. يمكن الأفضل الآن إنك عرفتيه من البداية. وما زالت أمامك فرصة تتعرفي على شخص أفضل منه… وفوق هذا، ما عندك عيال تندمي إن هذا أبوهم.

هاجر بدموع:
– بس يا دكتورة… أنا حسيت إني تركت في نص الطريق. فجأة صار عندي فراغ كبير… كأن حياتي خلت! كنت راسمة كل حياتي عليه وعلى زواجنا.

الدكتورة:
– طيب، والآن إيش تعلمتِ يا هاجر؟ حياتك عمرها ما تُبنى على شخص واحد، حتى لو كان وفيّ واستمر العمر كله… لأنه ممكن يموت، يختفي، أو يصير أي شيء. حياتك تخصك أنتِ وحدك، وتنبني عليك وحدك… لا تربطيها بحد غيرك.

هاجر بصوت مكسور:
– كيف أبني حياتي من جديد؟ أنا حرفياً ما عاد عندي حياة…

الدكتورة سماح بابتسامة مشجّعة:
– لا، عندك حياة… من قال إنك ما عندك؟! أنتِ تدرسين أو تشتغلين؟ عندك مهارات أو هوايات؟

هاجر بقهر:
– لا أدرس… ولا أشتغل.

سماح جلست قُربها وقالت بهدوء:
– طيب جربي خلال هذه الثلاثة الأيام تفتشي داخلك، تدوري عن نفسك… فكري بـ “هاجر” فقط. شوفي إيش تحب وإيش تكره… مثل ما قضيتي عمرك كله تهتمي فيه وفي وش يحبه أو يكرهه. وتعالي للجلسة الجاية بـ “هاجر” جديدة… هاجر تعرف نفسها وتعرف هي مَن. صدقيني بتقدري.

انتهت جلسة هاجر وخرجت وهي غارقة في دموعها، واضطرابها ينهش داخلها. لم تكن تعرف فعلاً “هي من”، بعد أن قضت خمس سنوات مربوطة بشخص لم يفكر إلا بنفسه
🔥1
شعرت هاجر ان حياتها انتهت بعد ما قضت خمس سنين من عمرها مربوطه بالرجل الذي احبته وخانها ..
Anonymous Poll
17%
مريتو بمثل تجربتها
50%
تجربهه مشابهه
33%
ابدا
روايتي 🌸
# في عياده نفسية …
البارت الخامس

في اليوم التالي دخلت أمّ تحمل طفلها الصغير آدم، لم يتجاوز الثامنه من عمره. كان ممسكًا بيدها بإحكام، عيناه شاخصتان للأرض، لا يرفع رأسه ولا يتفوه بكلمة.

جلست الأم على الكرسي أمام الدكتورة وهي تقول بقلق:
– دكتورة، من كم يوم ابني تغيّر فجأة.. ما عاد يلعب ولا يضحك مثل قبل، صار صامت اغلب الوقت

نظرت سماح للطفل بهدوء، محاولة أن تمنحه شعورًا بالأمان، لكن آدم ظل متشبثًا بوالدته وكأنه يخشى الاقتراب من أي أحد.

الأم أخرجت بعض الأوراق من حقيبتها وقدمتها للدكتورة:
– شوفي دكتورة، هذا رسوماته اللي رسمها بالفترة الأخيرة.. يمكن تفهمي شي.
صديقتي جاءت زارتني وشافته يرسم كلمتها انه صار له شهر يتصرف بشكل غريب نصحتني اجي

اخذت سماح الرسومات وبدأت تتصفحها واحدة تلو الأخرى. معظمها مبعثرة وغير واضحة، لكن عيناها توقفت فجأة عند رسمة بعينها: رسمٌ لأسرة الطفل، يظهر فيها أبوه وأمه وأخوته.. إلا أن صورة الأخ الأكبر بدت مختلفة. رسمه آدم بيد طويلة وعريضة بشكل مبالغ فيه، تمتد نحو مساحة الرسم وكأنها تبتلع كل شيء.

رفعت سماح عينيها ببطء، نظرت للطفل الذي ما زال صامتًا، يتجنب النظر إليها. قلبها انقبض، وابتسمت في وجه الأم لتخفي ما خطر في بالها، ثم قالت بهدوء:
– طيب سوال؟
الام : طبعا
سماح : احكي لي ادم ينام لوحده او مع من وهل يبقى وقت طويل لوحده
الام : ادم ينام مع اخوه ولا بيقضي اليوم ب المدرسه بعدين يروح وبكون معه
سماح: طيب بطلب منك طلب قبل ما تحضري الجلسه الجايه بعد خمسه ايام اشتي منك شي واحد ، ما تتركيه لوحده ابداً وذي الخمسه الايام تخليه ينام معك
الام بغرابه : ليش ؟ في شي
سماح : عشان اعرف اذا في شي او لا افعلي اللي اقول لك وتعالي بعد خمسه ايام ونشوف

الأم تنهدت براحة صغيرة وكأنها وجدت بصيص أمل، بينما سماح كانت تعلم أن خلف هذه الرسمة سرًّا مظلمًا، لكن كشفه يحتاج وقتًا وصبرًا …
1🔥1
روايتي 🌸
# في عياده نفسية …
البارت السادس

في اليوم التالي عاد مالك. بعد انتظار بسيط، دخل موعد جلسته، ما زال غير مستقر ذهنياً ولا عقلياً، يحمل في قلبه سؤال واحد: هل هي تستحق النسيان؟

قالت له سماح سؤال ربما تجاهله عقله طويلاً:
“ايش هي الآن؟”

نعم… أين هي المرأة التي خانتك وزرعت فيك شعوراً أجبرك أن تأتي إليّ؟

شرد مالك، هو حقاً لا يعرف الإجابة، أو أن عقله يرفض تصديقها. سماح تعلم أن عقل مالك هو من صنع له هذا السيناريو كله من العدم… ولكن لماذا؟
لماذا مالك مقتنع أن زوجته خاينة؟ لماذا صنع عقله هذه القصة؟
مالك لا يعاني من الذهان ولا الفصام… فماذا حدث؟

نظر إليها نظره مطولة ثم قال:
“لا أعلم!”

سألت سماح:
“ايش بتحس وانت تذكرها؟”

شرد مرة أخرى، وكأنه يحاول أن يجمع شتات مشاعره، ثم قال:
“كمان مش عارف!”

سألت سماح:
“تحس بالألم أو الشوق؟”

أغلق عينيه، وتلعثم:
“شعور غريب، مشتت… أو أكثر من شعور، مش قادر أفهم إحساسي بالضبط… قبل ما أجي كان كله حزن وغضب، بس الآن مش فاهم حرفياً أنا إيش بحس تجاهها!”

أعطته سماح ورقة وقالت:
“ارسمها لي!”

كانت الصدمة… مالك لا يتذكر ملامحها إطلاقاً! نظر إليها بذهول:
“أنا حرفياً ناسي شكلها… مش قادر أتذكر خالص!”

سألت سماح:
“طيب اذكر لي آخر لقاء حصل بينكم؟”

رد مالك:
“اللي أتذكره أنها طبخت لي الفطور وكانت جالسة معي على اليمين… بس ما أتذكر شكلها أبداً… هذا كان آخر شيء أقدر أتذكره!”

سألت سماح:
“يعني كانت الأمور تمام… طيب كيف وصلت للحظة اللي عرفت فيها أنها خانتك؟”

نظر بنفس الصدمة:
“أنا حرفياً مش عارف… بالبداية كنت أظن أني عارف كل شيء… ومتى خانتني وكيف… بس الآن لما حاولت أربط الأمور، تمام… أيقنت أني مش متذكر شيء أبداً!”

نظرت سماح للورقة التي أعطته إياها وقالت:
“طيب ارسم أي شيء!”

مالك بغرابة:
“مثل أي شيء؟”

سماح:
“أول شيء يخطر ببالك.”

مسك القلم، وفجأة رسم كوب ماء، وبدأ يرسم عليه شقوقاً ولون الماء بالأحمر.

سألت سماح:
“هل لون الماء أحمر؟”

مالك نظر لها وقال:
“ما أعرف… أنا حسيت أن لونه أحمر ولونته!”

أخذت سماح الورقة وجلست:
“طيب… جلستنا اليوم انتهت، الأسبوع الجاي ألتقيك. حاول ما تفكر كثير، بكتب لك دواء يساعدك تمام.”

مالك هز رأسه وخرج، وهي تراقبه بعده، ثم نظرت إلى رسمة كوب الماء… تفكر في رمزية اللون الأحمر وكل ما يعنيه لشعوره الداخلي
2🔥1
روايتي 🌸
# في عياده نفسية …
البارت السابع

وقبل دخول مايا، أضافت سماح شيئًا جديدًا بالعيادة: مرايا كبيرة على الجدران. جلست على كرسيها، تراقب الجو بهدوء، تحضّر نفسها لجلسة اليوم.

دخلت مايا مع والدتها. بمجرد أن لمحت المرايا، لفتت انتباهها بسرعة، وبدت قلقة، جلست بعكس المرايا.

سألتها سماح:
“هاه مايا… قولي لي، ما زال الشخص الغريب يجي؟”

مايا بتردد، وبدأت تتعرق وتتوتّر:
“أيوه… أنا… أنا شفته هنا!”

سألت سماح:
“وين؟”

أم مايا تحاول تهدئتها:
“سلم… قول من رب رحيم… أعوذ بالله… أنا قلت لها أوديها عند القرآن.”

ضحكت سماح بخفة:
“ههههههه… لا تقلقي يا خالة، هذه المشكلة ما حلها عند المعالج الروحاني.”

التفتت لمايا وقالت:
“وريني… هو؟”

مايا بخوف:
“لا… مستحيل… أنا أكرهه.”

وقفت سماح، مسكت يدها بلطف:
“طيب… ورّيني.”

مايا كانت متوترة، فمسكتها سماح بيدها وأخذتها أمام المرايا:
“هل هذا هو الشخص الغريب القبيح اللي يشوف لك كل ليلة؟”

مايا صرخت بصدمة:
“دكتووووره!!!”

قالت سماح بحزم وهدوء:
“مايا!! هذا انتي… وأنتِ عمرك ما كنتِ قبيحة.”

مايا بدموع، متألمة:
“بليز… بعديها… شوفي أنفه… أنا مش قادره أشوف… البنت هذه قبيحة قبيحة جداً!”

سماح بنبرة حنونة:
“مايا… أنت حكمتِ على نفسك من خلال نظر الآخرين لك… هذا خلاك تشوفي نفسك بصورة مشوهة… كأنك شخص آخر قبيح… لكن الحقيقة مش كذا! أنت مش بالصورة اللي تشوفيها.”

التفتت مايا لها، وهي ترتجف:
“دكتوره… شوفي معي… شوفي… هذا الشخص القبيح… كلهم في المدرسة بيقولوا عن وجهه قبيح!
🔥3
روايتي 🌸
# في عياده نفسية …
البارت الثامن

جلست سماح على الكرسي مقابل مايا، بابتسامة هادئة تحاول أن تهدئ من توترها:
“مايا… اليوم رح نتعلم كيف تشوفي نفسك كما أنتِ فعلاً… مش كما يقولوا عنك أو كما تظنين.”

أشارت إلى المرايا الكبيرة أمامها:
“خليكي واقفة شوي… وشوفي نفسك… لا تركزي على الأنف أو الفم… ركزي على عيونك… انتي مين تشوفي فيها؟”

تلعثمت مايا، رفعت عينيها ببطء ثم التفتت بسرعة:
“مش قادرة… أشوف شيء قبيح!”

تنهدت سماح وقالت بهدوء:
“أيوه… هذا طبيعي… لما تتعودي تشوفي نفسك بصورة مشوهة، عقلك يرفض التغيير. لكن مع الوقت رح تتعودي تشوفي نفسك بصدق.”

ثم أعطتها ورقة وقلم:
“انتي تشوفي نفسك كيف؟ تعالي ارسمِي شكل الشخص اللي يظهر لك بالمرايا.”

بدأت مايا ترسم بتردد، ثم رفعت الورقة. كان الرسم لأنف طويل وجبهة عريضة.
أخذت سماح الورقة ووضعتها بجانبها، ثم قالت:
“هذا الشكل اللي انتي شايفاه… بس الحقيقة إنك مو كذا. اللي صار إنك تعرضتِ لتنمر متكرر، وعقلك بدأ يشوه صورتك عن نفسك. الحالة هذه اسمها ‘تشوه صورة الذات’.”

ابتسمت سماح بحنان:
“الحقيقة يا مايا… انتي جميلة بطريقتك، مش بما يقوله الآخرون.”

أخذت مايا نفسًا عميقًا، وشعرت بشيء من الراحة… كأن ثقل سنوات بدأ يخف.

قالت سماح:
“كل يوم لما تشوفي نفسك بالمرايا، قولي: أنا مش مثل ما يقولو… أنا أنا… وأنا أستحق الحب والاحترام.”

أغمضت مايا عينيها للحظة ثم قالت بهدوء:
“رح أحاول… أشوف نفسي بطريقة مختلفة.”

تدخلت أمها وهي تتنهد:
“هي كانت مصرة نعمل لها عملية تجميل لأنفها، وظلت تبكي سنتين. لكن الطبيب رفض إلا بعد ما تتم 18. من يومها، بدأت حالتها هذه وظهور ‘الشخص القبيح’ معها بالليل.”

ابتسمت سماح وقالت للأم والابنة:
“لو شايفة إن أنفك مشوهك، عادي تعملي عملية بعد 18. بس قبلها لازم تتقبلي شكلك وتحبي نفسك. لأنه لو ظل رأيك في نفسك مبني على كلام الناس، عمرك ما رح تلاقي رضا. رح تعملي عملية وراء الثانية، والناس مش رح يسكتوا لأن أذواقهم مختلفة. إرضاء الناس غاية لا تُدرك. لكن انتي كذا جميلة، وشكلك مقبول. في ناس أشد منك، ومع ذلك تصالحوا مع أنفسهم وحبوها كما هي.”

كانت مايا تبكي بصمت، فواصلت سماح كلامها بحزم وحنان:
“لا تكوني هشة… سهلة الكسر… فريسة لضعاف النفوس. لازم تكوني قوية.”

رفعت مايا رأسها بعينيها الممتلئتين بالدموع، فأضافت سماح:
“جلسة اليوم انتهت… لكن متأكدة المرة الجاية رح تجيني وانتي أقوى… صح؟”

هزت مايا رأسها:
“بحاول.”

خرجت مايا مع أمها، بينما عادت سماح إلى بيتها. تناولت عشاءها، تحدثت قليلًا مع خالد، ثم جلست أمام دفتر مذكراتها تكتب:

“يفترض كمجتمع إسلامي ما ننتقد ولا نسخر من شكل أحد، لأن الله حرم هذا. وكانت من أعظم هبات الإسلام للإنسانية أنه فكر بمشاعر الإنسان وحرم التنمر. لكن ما زال هناك من تغلب عليهم أنفسهم الضعيفة… شكل الإنسان عمره ما كان معيارًا لقيمته.
3🔥2
اذا عرفنا ان الشخص الغريب القبيح في غرفه مايا هي مايا نفسها ..
Anonymous Poll
56%
هل انتو تعرضتو لتنمر لما كرهتم شي فيكم مثلها
44%
لا
0%
انا المتنمر للاسف
1
روايتي 🌸
# في عياده نفسية …
البارت التاسع

دخل الطفل العيادة مرة ثانية، كان ما زال هادئ وصامت، لكن في ملامحه شيء مختلف… نظراته أقل خوفًا، وكأنه تنفس او تحرر قليل من ضغط داخلي
الأم جلست مقابلة الدكتورة، بعيون مليانة قلق:
• “دكتورةهو الحمد لله تحسن شوي وانا نايمته ذي الخمسه الايام بحظني وجنبي بس ليش لايكون تعبه النفسي هو اهمال عاطفي مني ؟.
هزت راسها ب النفي : لا لا تقلقي ! هل مازال يرسم
الام ورتها رسوماته: نعم وكلها غريبه ومش مفهومه لي بس انا اقول خيال الطفل واسع
سماح رفعت رأسها، نظرت للطفل وهو مطأطئ، يحرك أصابعه بتوتر، .
الأم سألت بصوت منخفض:
• “يعني دكتورةهو ليه يرسم كذا؟”

ابتسمت سماح بلطف، وحاولت تغير الموضوع عشان ما تجرح الطفل قدام أمه:
• “الأطفال أحيانًا يعبروا بالرسومات عن خوفهمأو عن أشياء تصير حوالينهم، خلي الرسومات معايا، وبنشتغل عليها خطوة بخطوة.

لكن في داخلها، كانت سماح عارفة أن الرسمة مو مجرد خيال طفل.
كان في شي أثقل… شي ما يقدر ينطق فيه، بس يرسمه

قامت و جلست سماح قدام الطفل بهدوء. حطّت أوراق جديدة وألوان كثيرة قدامه، ابتسمت وقالت له بنبرة خفيفة:
• “اليوم ما في أسئلةاليوم عندنا لعبة رسم، كل لون هو شعورالأحمر مثلاً لو زعلان، الأزرق لو فرحانوأنت تختار الألوان اللي تحبها.

الطفل تردد، لكنه أخذ اللون الأسود ورسم خط طويل ملتوي… بعدين وقف.
سماح ابتسمت كأنها ما لاحظت:
• “طيبخلينا نكمل، لو في أحد يخوفكأي لون تختاره له؟”

ببطء… مد يده للون البني الغامق.
بدأ يرسم شكل إنسان… بس الذراع أطول من الطبيعي، حتى غطت نص الورقة.

سماح كانت تراقبه بعناية،
اقتربت بصوت دافئ:
• “أنت شاطر بالرسمبس أسألك، لما ترسم اليد الطويلة، تحس بخوف؟”

الطفل ما رد، بس شدّ على القلم حتى انكسر رأسه.
عيونه لمعت بالدموع، وضم الورقة بسرعة كأنه يحاول يخفيها.

سماح فهمت… الرسومات تصرخ بدل الطفل.
لكن الأهم، إنها لازم تلاقي الطريقة اللي تخليه يحكي، من غير ما يخاف.



بعد ما خرج الطفل من الغرفة، جلست “سماح” مع الأم. كانت الأم عيونها مليانة قلق، تنتظر أي تفسير.
تنهدت “سماح” وقالت بهدوء:
• “ابنك عنده مشاعر كثيرة محبوسة داخلههو ما يقدر يعبّر بالكلام، بس يقدر يعبّر بالرسم.

الأم سألت بسرعة:
• “يعني ايش ؟ انا قلقه؟”

سماح ابتسمت بحذر، ما أرادت تصدمها فجأة:
• “مش دايمًا الرسم يكون واضحبس أحيانًا الأطفال يستخدمونه عشان يفرغوا مشاعرهم، خوفقلق… أو حتى أشياء صعبة مرّوا فيها.”

الأم قلبها بدأ يدق أسرع:
• “تقصدين إنه في أحد ضايقه؟”

سماح أطرقت للحظة، ثم رفعت نظرها وقالت بنبرة حنونة:
• “أنا ما أقدر أستعجل بالحكم، محتاجة أجلس معه أكثر… لكن اللي متأكدة منه، إن ابنك محتاج أمان وحوار هادئ. محتاج يحس إنك قريبة منه… حتى لو ما تكلم، حطي يدك على كتفه، قوليله: أنا معك… ما في شي تخاف منه.”

الأم أومأت برأسها، ودموعها تلمع:
• “أنا بحاول… بس هو رافضني هالأيام، كأني غريبة عنه.”

سماح مدت يدها بهدوء على يد الأم:
• “لا تخافي… الصمت ما يدوم، وأحيانًا الصغار يحتاجوا وقت عشان يحكوا. أهم شيء، لما يقرر يحكي… يلقى حضن يسمعه بدون خوف.
1🔥1
روايتي 🌸
# في عياده نفسية …
البارت العاشر ..

دخلت هاجر، لكن هذه المرة كانت مختلفة قليلاً، بدا في داخلها لمعة حياة تكاد تُضيء ثقل الليالي الماضية. قلبها كان يخفق بخفة، وكأنها اكتشفت جزءاً جديداً من ذاتها.
– مرحباً… قالتها بابتسامة، رغم بقايا الألم الذي لم يختفِ تماماً.

سماح: أهلاً أهلاً هاجر، كيفك؟
هاجر: الحمد لله، أحسن.
سماح: كملي، أسمعك.
هاجر: أنا اكتشفت أني أعرف أكتب روايات، وبدأت أمس أكتب أول رواياتي.
سماح: حلو جداً.
هاجر: ما أعرف دكتورة، تتوقعي بيكون معي مستقبل بهذا المجال؟
سماح: هاجر! أي إنسان يثابر ويبذل جهد وطاقه وصبر بأي شيء، لا بد أن يحصد نتيجة تعبه!
هاجر: خلاص، أنا بكتب باستمرار، لما يصيروا يطلبوني أعمل سيناريو لمسلسلات أو أكون كاتبة عالمية.
سماح ابتسمت : استمري، المهم هي الاستمرارية…

لكن عينا هاجر كانتا تحملان ثقل الخمس سنوات الماضية، ذكريات الألم والخذلان والفراغ الليلي.
هاجر: بس! أنا للآن ما زلت أحس بالألم!
سماح: الألم هو وسيلة للشفاء، حتى لو جرحت يدك بتألمك قبل ما تشفى، المهم بالنهاية أنك تتعافي.
هاجر: بالصباح عادي، أنشغل مع صاحباتي وأهلي، بس الليل ثقيل ثقيل قوي، كله جلد ذات وأحس أني دمرت نفسي وقهرتها وأندم بشدة بشدة.

سماح: هاجر! هل تقدري ترجعي للماضي؟
هاجر هزت رأسها بالنفي، عينان مليئتان بالدموع المكبوتة.
سماح: إذن، الندم على شيء لا نستطيع تغييره هو بلا فائدة وبلا معنى! خلاص، الموضوع هذا انتهى، لازم نقبره وما نذكره إلا لنتعلم.
هاجر بابتسامة مترددة: طيب دكتورة…

خرجت هاجر، وما زال قلبها يحمل الألم، لكن شعوراً جديداً بالقدرة على التغيير بدأ ينسج خيوطه في داخلها.

بعد قليل دخل مريض جديد.
سماح بتقرأ ملفه: “أحمد، العمر ٢٤ سنة…الخ ”.

جلس أحمد، وعيناه تحملان ضياع شخص فقد صلته بالحياة نفسها. نظر لها بنظرة شديدة، تحتوي مزيجاً من الندم واليأس وسؤالاً صامتاً: لماذا أنا هنا؟
شكل احمد لايراه اي شخص فقط مريض بنفس حالته او دكتور نفسي وماكان غيرهم سيرو ذاك الظلام وذالك الوجهه القبيح للاكتئاب وما اسوء الكتئاب وما ابشعه من شعور لا يمكن وصفه ابداً
سماح: تفضل.

أحمد بدأ بالكلام، صوته متقطع أحياناً من الحزن العميق:
– أنا محتاج تساعديني… ما اقتل نفسي!
– أنا من سنتين بدأ عندي اكتئاب، نمت، صحيّت شخص آخر، شخص مش حاسس بشيء حرفياً!
– أنا مش عارف أصلاً إذا كنت عايش أو ميت، أنا كأني جثة، ما أفرق عن الجثة بأي شيء! كل مشاعري ميتة أو مُطفأة!
– ولا أقول لك أني في منطقة سوداء أو بيضاء، أنا في اللا لون أصلاً!
– شعوري هو العدم والألم، وما أعرف مصدره ولا كيف أنهيه، ورغم هذا الجامح، الطريق الوحيد لتخلص من هذا الشعور هو قتل نفسي ، رغبه قاتله وفكره تسيطر علي كل ليله ..

كل كلمة خرجت من فمه كانت ثقيلة على صدره، كأنها تضغط على قلبه، وتجعل جسده مشدوداً من الداخل والخارج. كل حركة له كانت بطيئة، وكل نفس يبدو وكأنه جهد هائل للحفاظ على وجوده في هذا العالم.

سماح جلست بصمت، قلبها يكتشف عمق هذه العتمة، وتدرك أن أحمد يحتاج لتوجيه دقيق وصبر طويل. أعطته شعوراً بأنه ليس وحيداً في هذا العدم، وأن هناك من يمكنه مساعدته على إيجاد بصيص من الضوء وسط الظلام الذي غمره ..
قال احمد بغضب: السنه السابقه ذهبت لطبيب نفسي ولكن لم يساعدني بل زادني سوا .. تركت الادويه واستسلمت للقدر ولكن ب الامس كدت انا اقتل نفسي لكني تراجعت مخافه من الله واردت اعطاء نفسي فرصه اخيره ، انا في كل الاحوال ميت وان مت على يد شخص اخر سيكون من دواع سروري !
سماح : احمد هل كل اطباء البطانه او القلب والخ شاطرين ؟ لابد ما تحصل طبيب تمام وطبيب لا ، الطب النفسي كذالك ، مش كل طبيب نفسي يسمى طبيب نفسي فلا تحكم على الجميع من تجربه واحده ، بتتعافى ب اذن الله !
انا بكتب لك دواء في البدايه بيكون ثقيل شوي بعدين بتتحسن مع الوقت ، المهم تطلع ، تشتغل ، تحتاك مع الناس ، انا عارفه انه صعب وصعب جدا لكن حاول ما تبقى وحيد ، شتت تفكيرك قدر الامكان ..
🔥31
روايتي 🌸
# في عياده نفسية …
البارت الحادي عشر

اليوم التالي، عاد مالك، دخل وجلست بابتسامة هادئة محاولة الاطمئنان عليه.
سماح: كيف حالك اليوم؟
مالك: ما أعرف… أفكاري مشتتة، وتجي لي كوابيس غريبة، ما أعرف أنام تمام!

سماح بهدوء : ما سألت على زوجتك، تعرف كيف أصبحت…
مالك انفعل: كيف أسأل عنها وهي خاينة! خانتني! تخيلي، لنا متزوجين ١٩ سنة! أنا بعد الزواج عرفت أني ما أقدر أخلف، ومستحيل أخلف… قالت لي أنا زوجتك وبنتك، وقبلت بي بكل عيوبي، كان وضعي المادي صعب… وقفت معي وعشت معي ١٩ سنة بحلوها ومرها…

تجمعت الدموع في عينه وبقهر : واخرتها تركتني وهربت… بس بنسيها متأكد صح انا الان متالم بس بتساعديني وأتجاوز!

سماح بطريقة مفاجئة لكنها هادئة: أستاذ مالك! هل زوجتك خانتك أم ماتت؟

نظر لها بصدمه، ثم قال بانفعال: إيش تقولي؟ كيف ماتت؟ ما أنا قلت لك خانتني وهربت مع واحد… رجعت أدوّرها، ما حصلتها في البيت… صح مش ذاكر التفاصيل تمام، بس هذا اللي حصل!
سماح : من وين رجعت تدورها
مالك بتشتت: من المشفى ، دوخت واخذوني المشفى اعتقد كان ضغطي نازل ، رجعت من المشفى ادور عليها بالبيت كله ماحصلتها بعدين عرفت انها هربت مع واحد وتركتني

سماح بهدوء، وهي تمشي حوله: في شيء اسمه اضطراب ما بعد الصدمة. أحياناً تمر بصدمة قوية جداً، عقلك ما يقدر يستوعبها، فيبدأ يعمل إجراءات عشان يسهلها عليك او يخليك تتقبل الفكره مثل فكره الغياب وأولها أنه يحذف كل شيء متعلق بالحدث الصادم، وثاني شيء أنه يوهمك بسيناريو هو صنعه ويخليه كأنه واقع.

مثلاً، ممكن تكون زوجتك توفت، وصعب عليك تقبل الموضوع… عقلك حذف كل شيء يخص وفاتها، وعشان يبرر غيابها نسج لك سيناريو إنها خانتك وهربت.عقلك حس إنه هروبها بيكون بالنسبة لك أهون من وفاتها، وإنها راحت للأبد!

مالك كان يشوف لها بعيون مفتوحة، قلبه يختلط بين الغضب والألم، بينما سماح تحفزه:
سماح: أنا ما أقول إن هذا اللي حصل! بس ممكن… انت لازم تحاول تتذكر أيش صار، وكمان تاخذ أدويتك طيب.

ظل ساكتاً، يفكر بعقله المشتت، الطريق أمامه طويل، وهو مدرك أن مواجهة عقله لن تكون سهلة.

خرج من عندها، تفكيره مضطرب، وصل البيت، غلق الباب وجلس في الصالة، يفكر ويحاول أن يربط الأحداث.
عمل كوب قهوة وجلس على الطاولة، وهو يشرب، فجأة شعر بشيء غريب… كأن صوت رصاصة طائشة دخلت من نافذة الغرفة نقز بقوه و

التفت، وشاهد زوجته ملطخه بالدماء … فتح عينيه ثم غمضهما بخوف وارتعاب فتحها مره ثانيه مافي شي، عرف أنه يهلوس، لكنه تذكر شيء… بين الحلم والواقع، الرصاصة الطائشة دخلت من الشباك وهو مع زوجته على طاولة العشاء.

كانت في يدها كأس ماء، ضربت الرصاصة خلف رأسها، وخرجت من فمها… فمها نزف الدم في الكأس الذي بيدها فتحول للاحمر!

ترك رأسه على الطاولة، مش قادر يميز الحقيقة من الوهم… كان يرجف بشده ويكلم نفسه :
مريم ما ماتت! لا أبداً… هي خانتني، بس ما ماتت

وقف يدور ب البيت ويصرخ: مررريم
فتح كل الغرف وكل مكان في البيت دور فيه: مريم ! مريم وينك لو متخبيه اطلعي !
فتح دولابها ما حصل ملابسها : لو كانت ماتت كانت ملابسها هنا ، انا قلت خاينه محد بيصدقني

جلس بيإس بمنتصف الغرفه تمدد على الارض حتى غفى وهو يكلم : مريم انتي ميته او خاينه !

كانت هيه رجعت البيت وداخلها ضجه افكار مريضها لوحده ومش عارفه ايش صار معه ب الضبط بتكلم خالد : ايوه انا متاكده ان عنده اضطراب ما بعد الصدمه ومش قادر يتقبل وفاتها !
خالد : كان المفروض ما تصدميه كذا تمهدي له شوي شوي
سماح: انا فكرت انه اصبح مستعد ، لو ياخذ الادويه تمام خايف ما ياخذها
خالد : لا تقلقي ما بيحصل شي ..

دخلت غلقت التلففون تعشت ورجعت فتحت مفكرتها وتكتب " ومرار الخيانه التى جعلت هاجر تاتي اللي ، كانت اهون عند مالك من رحيل زوجته الى الابد ووفاتها ، عقل مالك اراد اي شي الا ان تكون مريم قد ماتت .."
🔥41😢1
مريم ؟
Anonymous Poll
82%
ماتت
18%
خانت
روايتي 🌸
# في عياده نفسية …
البارت 12

دخلت مايا مع والدتها، لكنها أعادت وجهها مرة ثانية عن المرايا.
سماح ابتسمت لها: كيف أصبحتِ؟
مايا: ما زلتُ لا أعرفني!
سماح ساعدتها على الوقوف: مايا، شوفي المرايا.
لكنها مغمضة عينيها بشدة: دكتورة، والله العظيم حاولت بس ما قدرت!
سماح: مايا، لا تخلي الصورة المشوهة اللي رسمها عقلك الباطن تغلبك وتصدقي إنها أنتِ! أنتِ أجمل بكثير مما يخيل لك.

أخرجت ورقًا من الدرج: خليت أحد يرسمك، وأنتِ بنفسك شوفي الاختلاف بين رسمته ورسمتك.
أمسكت الورق من يدها ونظرت: بس ذي مش أنا!
أمسكت الورقة اللي رسمتها: ذي أنا!
سماح: الاثنين أنتِ! بس هذا كيف تشوفي نفسك، وهذا كيف يشوفك الناس! مايا، التنمر اللي عِشتيه خلاكِ تشوفي نفسك بصورة غلط. هذا أنتِ يا مايا.
أمسكت الرسمة القبيحة: مش ذي!
كانت ساكتة وتبكي.

سماح أمسكت الكبريت: الآن أنتِ بتختاري تقتلي واحدة منهن وتحرقيها وتسمحي للثانية تعيش.
نظرت لها: بس يا دكتورة، أنا ما أحس ذي أنا؟ كيف بسمح لها تعيش؟ أكيد باختار القبيحة!
سماح: بس إحساسك غلط! جربي، خذيهم الاثنين وامشي بالممر وطول الطريق اسألي الناس: من تشبهني أكثر؟
وعليها قرري! وبس توصلي البيت، اختاري أي واحدة تعيش للأبد وأي واحدة لازم تموت!

نظرت لها برجاء، لكنها أخذتهن وخرجت مع أمها، وفعلاً كانت توقف الأشخاص وتوريهم الرسمتين: أي واحدة تشبهني؟ وكلهم اختاروا الرسمة اللي أعطتها الطبيبة.
وبعضهم كان يستغرب لما تعطيه رسمتها: “لا، مستحيل! ذي ما تشبهك، خلاص، أنتِ أحلى!”

وصلت البيت وداخلها صراع: هل أنا كنت غلطانة؟
ولأول مرة مايا وقفت أمام المرايا بخوف، مغمضة العينين، وفتحت عيونها فجأة.
بقيت تشوف في المرايا لنصف ساعة، من زمان ما عادت شافت نفسها، لدرجة كانت تفكر الشخص اللي في المرايا أحد ثاني! شخص غريب مشوّه عايش معها!

أخذت الرسمتين وبقيت في حيرة شديدة من أمرها.
لكنها اختارت إنها تحرق واحدة منهن وتخلي الثانية تعيش فيها للأبد… وأحرقت رسمتها!!!
6🔥1
روايتي 🌸
# في عياده نفسية …
البارت ١٣

في الجانب الاخر وبعد ما خرجت مايا دخل الطفل ادم جلست قدامها مرتبكة، عينها على الأرض وصوتها يتهز:
• “أنا مش فاهمةليه يرسم أخوه بيد طويله وليه صار يخاف من النوم؟”

“سماح” أخذت الأوراق بهدوء، قلبتها واحدة وراء الثانية، وبعدين رفعت عيونها بثبات وقالت:
• “اسمعينيفي أشياء الأطفال ما يعرفوا يقولونها بالكلام، فيعبروا عنها بالرسوماتيد طويلة تدخل غرفته كل ليلة؟ هذا رمزرمز لتعدّي،، "

الأم بدهشه:
• “تعدّي؟ كيف؟”

سماح مدت أصابعها على الرسمة، وقفت عند صورة الأخ الكبير.
• “انتبهيالطفل يكرر رسم أخوه بهذي اليد. أنا ما أقدر أجزم بدون جلسات أعمق، بس المؤشرات واضحةاحتمال كبير إن في تحرّش من أخوه ، اخوه بيتحرش به بالمس وهو نايم.

الأم جسدها تجمد، قلبها يدق بقوة، الكلمات صارت ثقيلة على لسانها:
• “لالا، مستحيلهذا أخوه! !

“سماح” بهدوء شديد:
• “أحيانًا أقرب الناس يكونوا أكثر من يؤذيناوأطفلك يحتاجك الآن، يحتاج حمايتك، مو إنكارك ، كل الحالات اللي تكون كذا بتكون من ناس ما تتوقعيهم واقارب للاسف.

الأم انفجرت تبكي… كانت دموعها تصب كأنها تحاول تغسل الحقيقة اللي سمعتها، بس الكلمات ظلت ترن في أذنها: “تحرّش… من أخوه.

الأم رجعت البيت وهي مشوشة كانت تبكي طول الطريق قابضه بيد طفلها الصغير والندم يملائها والم الخيبه، خطواتها ثقيلة، تحس الأرض تهتز تحتها. دخلت البيت بهدوء… الطفل دخل جلس على سريره، ماسك لعبته بصمت، عيونه واسعة كأنه ينتظر شيء.

جلست جنبه، مدت يدها بهدوء وقالت بصوت يرتجف:
• “حبيبيماما هناما راح أخليك وحدك.

الطفل ما تكلم… بس عيونه غرقت بالدموع وهو يدفن وجهه في حضنها. قلبها انكسر، وهي لأول مرة تحس أن ولدها شايل سر ثقيل أكبر من عمره.

سكتت لحظة، وبعدين همست له:
• “في شي يزعجك وقت الليل؟ في أحد يضايقك؟”

الطفل مش عارف يعبر، ورسم بإيده حركة كأنه يد طويلة تمتد عليه.

الأم اختنق صوتها، دموعها نزلت وهي تضمّه بقوة:
• “خلاصلا تخاف. ماما فهمتماما تحميك.

في هذي اللحظة قررت إنها توقف، ما عاد في مجال للسكوت. قلبها بينفجر من الألم والغضب، لكن عيون ابنها كانت أوضح من ألف اعتراف

تلك الليلة ما نامت ام ادم ولا لحظة. دموعها ما نشفت، قلبها يحترق، والغضب يغلي في صدرها مثل بركان. أول ما سمعت خطواته في الصالة، قامت بسرعة، وقفت بوجهه، عيونها مليانة نار.

قالت بصوت مبحوح لكنه قوي:
• “وقفلا تتحرك خطوة وحدة!”

تفاجأ، رفع حاجبه :
• “يمه خير؟”

صرخت بوجهه، صوتها رجّ أرجاء البيت:
• “ اولا انا مش امك وماعدت امك ،خير؟! هذا اللي سويته بأخوك الصغير تسميه خير؟! الله ينتقم منك، كسرت روحه البريئة!”

حاول ينكر:
• “إيش بتقولي ؟ !”
قاطعته : نعم بتنكر متوقع !
تغير وجهه للحظة، لكن رجع يتماسك.
الأم تقدمت بخطوة، يدها ترتجف لكن نبرتها حاده:
• “اخرج من بيتي… من الآن… ما عاد لك مكان بيننا! لو شفت وجهك هنا بعد الليلة، أقسم بالله احبسك!”

وقف مصدوم، عيونه تدور وكأنه ما صدق إنها واجهته بهالطريقة.
لكن الأم ما أعطته فرصة، فتحت الباب ورمته بكلمة أخيرة كسرت ظهره:
• “الله يقلعك! أنت ما تستحق تكون أخ… ولا حتى إنسان!”

أغلقت الباب بكل قوتها، وجلست على الأرض وهي تضم ولدها الصغير اللي كان يراقب من بعيد، دموعها تنهمر، وهمست له:
• “خلص… ما عاد في شي يخوفك… امك هنا ، ومحد يقدر يقرب لك بعد اليوم "
3🔥2😢2
نكمل
👍8
روايتي 🌸
# في عياده نفسية …
البارت ١٤

بعد خمس أيام، كانت تتساءل سماح عن حال مالك، عندما دخل برفقة فتاة شابة.
كان صامتًا.

سماح نظرت للفتاة: مرحبًا.
الفتاة: السلام عليكم، أنا بنت أخو مالك، يعني عمي. قبل ما تسألي… قالتها مع ابتسامه متوتره

مالك صامت، ورأسه يضج بالأفكار.
سماح نظرت له ثم عادت للفتاة: كيف حال عمك؟
بنت أخيه: والله قبل يومين اتصلوا علينا الجيران أن عمي ما خرج من البيت، ويمكن حصل له شيء.
أنا هنا بالمدينة، . فمريته كان متعبًا شوي، بعدين قال لي إنه بيراجع عندك، أنا شجعته وجئت.

مالك قاطعها: دكتورة، أنا متأكد زوجتي خانتني، ما ماتت.
سماح نظرت له وهو يكمل: أنا شفت ملابسها مش موجودة.
أخرج ورقة من جيبه بانفعال: وايش تفسري هذه الرسالة!

كان يضرب بيده، وهي رسالة اعتذار كتبتها زوجته له قبل ما تهرب.
سماح حاولت تهدئته: استاذ مالك، طيب اهدأ عشان نفهم.
قال بانفعال: أنتِ كاذبة، كاذبة!

عندما قاطعته بنت أخيه بأسى وحزن شديد: بس يا عم! هذا خطك!!
شاف لها بصدمة.

مكنته الورقة والقلم: اكتب لو مش مصدق!
لم يصدقها، وبدأ يكتب نفس الرسالة، وفعلاً كانت مطابقة.
كان يشوف لها بصدمة ويأس.

وبنت أخيه تكمل: وملابس عمتي مريم!! انته! انته، حرقتهن!
جلس على الكرسي، والبنت تكمل وتشوف لسماح: كلنا عارفين أن عمي كان يحب زوجته جدًا، وقبل شهرين، وهم يتعشون، كان في عرس بالحارة.
دخلت رصاصة طائشة من عندهم وضربت عمتي مريم خلف رأسها.
عمي وقف بحالة صدمة، دخلوا الناس والجيران اللي سمعوه وقالوا له: للأسف ماتت.
لكنه أصر ياخذها للمشفى، وما كان فيه أي تأثير أو أي مشاعر.
وصلوا هناك، قال له الدكتور إنها توفت فعلاً.
أغمي عليه فورًا، توقعوا أنه هبوط أو شيء.
صحى عادي جدًا، استغربنا من قوته وثباته، وقال إنه بيرجع البيت.
قلنا خلاص، طالما هو تخطى ومتقبل الموضوع وشخص قوي تمام.
تركناه ورجعنا مدينتنا، إلى قبل يومين، لما جئت هنا للعلاج، والجيران كلموا أبي وجئت أشوفه.

كانت تتكلم، وهو يشوف لها مصدوم.
وقاطعها: بس أنا مش ذاكر اللي تقولينه، أنتم تكذبون علي، مريم ما ماتت!
بنت أخيه: بكرة أوديك قبرها وتشوف.

مسك رأسه بيديه الاثنتين، ونزلت دموعه بشدة، وكان يبكي بصوت مرتفع سمعه كل شخص موجود بالعيادة.
بنت أخيه خافت وقامت تحاول تهديه، لكن سماح مسكت يدها: لا، إياك! خليه يبكي!
هو لو بكى وقت ماتت ما وصل لهذا الحال، أفضل طريقة للتخطي هي نزف كل الدموع..
9
معليش انشغلت ونسيت تماماً اني بكتب روايه سامحوني بكره بنرجع نكمل ..
4
البوت رجع يشتغل

@Yasmin54_bot
لو كنت انسى كونو ذكروني😂😭😭😭
😱2
المعذر والله اطريت اعمل عمليه ..
😢106😱2
2025/10/19 16:50:38
Back to Top
HTML Embed Code: