`• حُسام الدِّين خَطاب •`

0:16

This media is not supported in your browser

VIEW IN TELEGRAM

`•

هُنَاكَ، عِندَ خُطُوطِ المَوَاجِهَةِ الصِّفْرِيَّةِ، يَرْتَسِمُ مَشْهَدٌ يُحَيِّرُ العُقُولَ وَيَهُزُّ القُلُوبَ؛ مُجَاهِدٌ قَسَّامِيٌّ قَدْ صَاغَتْهُ مَدَارِسُ الإِيمَانِ وَمَعَاقِلُ العِزَّةِ، فَامْتَلَأَ قَلْبُهُ نُورًا وَيَقِينًا، وَتَفَجَّرَتْ عُرُوقُهُ عَزْمًا وَإِصْرَارًا. يَقِفُ وَعَدُوُّهُ أَمَامَ عَيْنَيْهِ عَلَى بُعْدِ لَفْحَةِ نَفَسٍ، وَمَعَ ذَلِكَ لَا يَرَى فِيهِ إِلَّا طَرِيدًا ضَالًّا أَعْمَى اللهُ بَصَرَهُ وَبَصِيرَتَهُ.

تَتَسَمَّرُ أَحْدَاقُهُ عَلَى الهَدَفِ كَأَنَّهَا رُمُوحٌ مَسْلُولَةٌ، وَيَرْتَفِعُ صَدْرُهُ كَأَنَّهُ جَبَلٌ يَتَحَدَّى العَوَاصِفَ وَالأَعَاصِيرَ. لَا يَرْتَعِدُ لَهُ جَفْنٌ، وَلَا يَضْطَرِبُ فِيهِ عِرْقٌ، بَلْ يَبْسُطُ قَامَتَهُ بِثِقَةِ مَنْ عَلِمَ أَنَّ الأَرْوَاحَ وَالأَعْمَارَ بِيَدِ اللهِ وَحْدَهُ. حِينَئِذٍ يَتَحَوَّلُ الزَّمَنُ إِلَى لَحْظَةٍ أَبَدِيَّةٍ، وَتَصِيرُ المَسَافَةُ الصِّفْرِيَّةُ مِيزَانًا يَفْصِلُ بَيْنَ أُمَّةٍ مُؤْمِنَةٍ وَعَدُوٍّ مَهْزُومٍ.

ثُمَّ يَنْطَلِقُ فِعْلُهُ كَالصَّاعِقَةِ، فَيُصِيبُ هَدَفَهُ بِقَدَرٍ مَحْكُومٍ وَتَسْدِيدٍ مَكْتُوبٍ، وَيَسْقُطُ العَدُوُّ فَرِيسَةً لِعَجْزِهِ وَغَفْلَتِهِ. وَيَخْتِمُ المَشْهَدُ بِصَوْتِ الأَرْضِ وَهِيَ تُرَدِّدُ: هَذَا هُوَ مَوْقِفُ الأَبْطَالِ، وَهَذِهِ هِيَ صُورَةُ الرِّجَالِ الَّذِينَ لَا تَرْتَجِفُ قُلُوبُهُمْ وَلَا تَلِينَ عَزَائِمُهُمْ، فَإِمَّا نَصْرٌ يُرْفَعُ فِيهِ لِوَاءُ الدِّينِ، وَإِمَّا شَهَادَةٌ تُكْتَبُ بِمِدَادِ الخُلُودِ فِي دَوَاوِينِ السَّمَاءِ."


🔻

❤74👍13🕊4💔4

www.tgoop.com/hussamAkhatab/17834

1.21K viewsAug 18 at 20:03

`•

هُنَاكَ، عِندَ خُطُوطِ المَوَاجِهَةِ الصِّفْرِيَّةِ، يَرْتَسِمُ مَشْهَدٌ يُحَيِّرُ العُقُولَ وَيَهُزُّ القُلُوبَ؛ مُجَاهِدٌ قَسَّامِيٌّ قَدْ صَاغَتْهُ مَدَارِسُ الإِيمَانِ وَمَعَاقِلُ العِزَّةِ، فَامْتَلَأَ قَلْبُهُ نُورًا وَيَقِينًا، وَتَفَجَّرَتْ عُرُوقُهُ عَزْمًا وَإِصْرَارًا. يَقِفُ وَعَدُوُّهُ أَمَامَ عَيْنَيْهِ عَلَى بُعْدِ لَفْحَةِ نَفَسٍ، وَمَعَ ذَلِكَ لَا يَرَى فِيهِ إِلَّا طَرِيدًا ضَالًّا أَعْمَى اللهُ بَصَرَهُ وَبَصِيرَتَهُ.

تَتَسَمَّرُ أَحْدَاقُهُ عَلَى الهَدَفِ كَأَنَّهَا رُمُوحٌ مَسْلُولَةٌ، وَيَرْتَفِعُ صَدْرُهُ كَأَنَّهُ جَبَلٌ يَتَحَدَّى العَوَاصِفَ وَالأَعَاصِيرَ. لَا يَرْتَعِدُ لَهُ جَفْنٌ، وَلَا يَضْطَرِبُ فِيهِ عِرْقٌ، بَلْ يَبْسُطُ قَامَتَهُ بِثِقَةِ مَنْ عَلِمَ أَنَّ الأَرْوَاحَ وَالأَعْمَارَ بِيَدِ اللهِ وَحْدَهُ. حِينَئِذٍ يَتَحَوَّلُ الزَّمَنُ إِلَى لَحْظَةٍ أَبَدِيَّةٍ، وَتَصِيرُ المَسَافَةُ الصِّفْرِيَّةُ مِيزَانًا يَفْصِلُ بَيْنَ أُمَّةٍ مُؤْمِنَةٍ وَعَدُوٍّ مَهْزُومٍ.

ثُمَّ يَنْطَلِقُ فِعْلُهُ كَالصَّاعِقَةِ، فَيُصِيبُ هَدَفَهُ بِقَدَرٍ مَحْكُومٍ وَتَسْدِيدٍ مَكْتُوبٍ، وَيَسْقُطُ العَدُوُّ فَرِيسَةً لِعَجْزِهِ وَغَفْلَتِهِ. وَيَخْتِمُ المَشْهَدُ بِصَوْتِ الأَرْضِ وَهِيَ تُرَدِّدُ: هَذَا هُوَ مَوْقِفُ الأَبْطَالِ، وَهَذِهِ هِيَ صُورَةُ الرِّجَالِ الَّذِينَ لَا تَرْتَجِفُ قُلُوبُهُمْ وَلَا تَلِينَ عَزَائِمُهُمْ، فَإِمَّا نَصْرٌ يُرْفَعُ فِيهِ لِوَاءُ الدِّينِ، وَإِمَّا شَهَادَةٌ تُكْتَبُ بِمِدَادِ الخُلُودِ فِي دَوَاوِينِ السَّمَاءِ."


🔻

BY `• حُسام الدِّين خَطاب •`