tgoop.com/hussamAkhatab/17748
Last Update:
يقول أحد المجاهدين: بينمَا كنا في عُقدتنا القتالية في الشهور الأولى من الحرب نتابع الموقف عن كثب، وفجأة وردتنا إشارة من غرفة المتابعة تفيد بتقدم ثلاث آليات من نوع “ميركافاه” باتجاه منطقة الكمين.
على الفور، بدأنا نجهّز أنفسنا ونأخذ مواقعنا استعدادًا للتعامل مع الهدف.
وإذا بأحد الإخوة المجاهدين يترجّل ويقول:
“سأتولى التعامل مع الآليات الثلاث بنفسي وأصرَّ إصراراً فكانَ لهُ ما أراد .”
انطلق بثبات وعزيمة، وتقدَّم نحو الهدف…
استهدف الآلية الأولى وأصابها إصابة مباشرة.
ثم توجه إلى الآلية الثانية، وتمكن من إصابتها حتى تفحّمت بالكامل.
وعندما جاء دور الآلية الثالثة، حصل خلل مفاجئ في قاذف “الياسين 105”،
ضغط على الزناد… ولكن القذيفة لم تخرج…
فاضطر للانسحاب والعودة دون أن يتمكن من إصابتها.
يقول عاد إلينا بسلام، والحمد لله .
وكان الفرح والسرور يعم المكان… الجميع يثنون على شجاعته، ويشيدون بما تحقق من إصابات مباشرة.
أما هو… فقد جلس في طرف المكان، وأخذ يبكي بحرقة شديدة…
ظل يبكي حتى لاحظه قائد الكمين، فأقبل إليه وسأله مستغربًا:
“لماذا تبكي يا أخي؟! لقد وفّقك الله ومكّنَكَ بالإثخان، وعدنا جميعًا سالمين… فما الذي يحزنك؟”
رفع المجاهد رأسه والدموع تنهمر من عينيه… وقال:
“كنت خلال فترة تواجدي في العقدة القتالية قد ختمت القرآن الكريم مرتين… وبدأت بالختمة الثالثة… لكنني قصّرت… توقفت عند سورة العلق… ولم أكمل باقي السور المعدودة التي تبقيت …
وفي لحظة المواجهة… وبينما أستعد لاستهداف الآلية الثالثة… خطر ببالي تقصيري…
وتيقنت حينها أن التوفيق من عند الله…
وأن بركة القرآن الكريم هي سر النجاح والتوفيق في كل عمل…
وأشعر أن تقصيري في إتمام الختمة كان له أثر…
كنت أريد أن أواجه هذا الموقف… وأنا قد أتممت ختمة القرآن كاملة…
لأنني أعلم أن القرآن هو مصدر القوة… وهو سبب الثبات… وهو مفتاح النصر الحقيقي.”
::
التوفيق لا يرتبط بالعدة والعتاد وحدهما… بل بصدق العلاقة مع الله…
فمن أراد التوفيق والثبات… فليكن مع القرآن…
وليكن كلام الله جزءًا من حياته… وزادًا له في كل موقف.
{ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }