FJGUJ Telegram 47828
نفس الشيء قاله لي بعدها بنصف ساعةٍ صديقٌ آخر، وهو طبيب أنفٍ وأُذنٍ وحنجرةٍ، أرسلتُ له صور تلك الأدوية؛ فقال لي: "سأُكتب لك شيئاً مفعوله سريعٌ يُخفف ما تجد"، وكتب لي حُقنةً وحذّرني مُسبقاً قائلاً: "هذه الحقنة تحتاج إلى رجلٍ شديدٍ، لكنك ستسيقظ فلا تجد ألماً يُذكر إن شاء الله". أخذتُ الحُقنة، ولأول مرةٍ مُنذ أسبوعٍ أنام بشكلٍ طبيعيٍ البارحة، وكان أول شيءٍ فعلتُه بعدما فتحتُ عينيّ وأنا على السرير أن أُجرِّب بلع ريقي؛ فتم الأمر بشكلٍ طبيعيٍ وأنا في ذهولٍ؛ فقد كانت هذه المرة الأولى التي بلعتُ فيها ريقي بلا ألمٍ بعد آلاف المرات المصحوبة بالألم!*

*أحبتي في الله.. علَّق الكاتب بقوله: إنك ترتع في نِعَم الله سُبحانه وتعالى، منها ما تعرف، ومنها ما لا تعرف أصلاً أنها نِعمةٌ، لكنك ستعرف إنها كذلك حين تُسلب منك، من ذلك أن تغسل وجهك بالماء فلا يسقط جِلد وجهك في يدك! وأن تبلع ريقك دون أن تُحس بأنك تبتلع روحك مع الريق من شدة الألم!*

*ومن العجيب، أن وصلتني -وأنا أُعد لهذه الخاطرة عن (استشعار النِعم)- رسالةٌ من صديقٍ عزيزٍ، كأنه يعلم ما أنا بصدد الحديث عنه! فكان ممّا كتب تحت عنوان: "هل استشعرتَ ذلك؟": الكثير منا تسكنه الصحة والعافية، وغيرنا يسكن المُستشفيات، فالحمد لله على الصحة وتمام العافية، والحمد لله أنّ لديك عائلةً حولك، وأنك تسكن بيتاً، ولديك نوافذ تفتحها لتستنشق الهواء العليل، الحمد لله أنك تعيش حياتك بشكلٍ طبيعيٍ وبيسرٍ وسهولةٍ؛ تنام وتصحو، وتقضي حاجتك دون مُساعدةٍ، وتمشي برجليك، وتستعمل يديك، وتستطعم الأكل، وتشرب الماء، وتسمع، وترى، وتُمارس أنشطتك المُعتادة يومياً، دون أن تشعر بهذه النِعم التي حباك الله بها، وربما لم يُعطِها لغيرك؛ فهل استشعرتَ ذلك؟ أم لأنك اعتدتَ على هذه النِعم، أصبحتْ منسيةً في تفكيرك؟ نحن دائماً نتقلب في نِعم الله، فتارةً يُسرٌ وتارةً عسرٌ، وكلاهما نِعمةٌ؛ ففي اليُسر يكون الشُكر؛ يقول تعالى: ‏﴿وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ﴾، وفي العُسر يكون الصبر؛ يقول تعالى: ‏﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾؛ فيا أيها الشاكي من حياتك وظروفك أنت تعيش في نِعمٍ من الله عزَّ وجلَّ لو استشعرتها لأصبحتَ ترى أنك لابد من أن تسجد لله شاكراً؛ فاللهم لك الحمد في السراء والضراء، وعلى كل حالٍ، حمداً كثيراً طيباً مُباركاً فيه.*

*إن (استشعار النِعم) يستوجب شكر المُنعم الوهاب الكريم الرحمن الرحيم ذي الفضل العظيم، الله جلَّ جلاله؛ لما له من عظيم النِعم على عباده، يقول تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ﴾، ويقول سُبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾، ويقول عزَّ وجلَّ: ﴿وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ﴾، كما يقول: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾، ويقول كذلك: ﴿مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.*

*يقول أهل العِلم إن على المُسلم أن يُداوم على الطلب من ربِّه تعالى أن يُعينه على شُكره؛ فهذا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم يوصي أحد الصحابة فيقول له: [لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: "اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ"]. والشُكر على النِّعَم سببٌ في زيادتها، يقول تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾. ويكون الشُكر بتحقيق أركانه الثلاثة؛ وهي: شُكر القلب، وشُكر اللسان، وشُكر الجوارح. بالقلب: خُضوعاً واستكانةً، واستشعاراً بقيمة النِعم التي أنعمها الله على عباده، وبأن المُنعم بهذه النِعم الجليلة هو الله وحده لا شريك له؛ يقول تعالى: ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ﴾. وباللسان: ثناءً واعترافاً، لفظاً ونُطقاً، سِراً وجهراً، بأن المُنعِم هو الله تعالى وحده دون غيره؛ يقول تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾، ويقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا]. وبالجوارح: طاعةً وانقياداً، بأن يُسخِّر العبد جوارحه في طاعة الله، ويُجنِّبها ارتكاب ما نهى الله عنه من المعاصي والآثام؛ يقول تعالى: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً﴾، وقال صلى الله عليه وسلم حين تفطرت قدماه من قيام الليل: [يَا عَائِشَةُ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا].*



tgoop.com/fjguj/47828
Create:
Last Update:

نفس الشيء قاله لي بعدها بنصف ساعةٍ صديقٌ آخر، وهو طبيب أنفٍ وأُذنٍ وحنجرةٍ، أرسلتُ له صور تلك الأدوية؛ فقال لي: "سأُكتب لك شيئاً مفعوله سريعٌ يُخفف ما تجد"، وكتب لي حُقنةً وحذّرني مُسبقاً قائلاً: "هذه الحقنة تحتاج إلى رجلٍ شديدٍ، لكنك ستسيقظ فلا تجد ألماً يُذكر إن شاء الله". أخذتُ الحُقنة، ولأول مرةٍ مُنذ أسبوعٍ أنام بشكلٍ طبيعيٍ البارحة، وكان أول شيءٍ فعلتُه بعدما فتحتُ عينيّ وأنا على السرير أن أُجرِّب بلع ريقي؛ فتم الأمر بشكلٍ طبيعيٍ وأنا في ذهولٍ؛ فقد كانت هذه المرة الأولى التي بلعتُ فيها ريقي بلا ألمٍ بعد آلاف المرات المصحوبة بالألم!*

*أحبتي في الله.. علَّق الكاتب بقوله: إنك ترتع في نِعَم الله سُبحانه وتعالى، منها ما تعرف، ومنها ما لا تعرف أصلاً أنها نِعمةٌ، لكنك ستعرف إنها كذلك حين تُسلب منك، من ذلك أن تغسل وجهك بالماء فلا يسقط جِلد وجهك في يدك! وأن تبلع ريقك دون أن تُحس بأنك تبتلع روحك مع الريق من شدة الألم!*

*ومن العجيب، أن وصلتني -وأنا أُعد لهذه الخاطرة عن (استشعار النِعم)- رسالةٌ من صديقٍ عزيزٍ، كأنه يعلم ما أنا بصدد الحديث عنه! فكان ممّا كتب تحت عنوان: "هل استشعرتَ ذلك؟": الكثير منا تسكنه الصحة والعافية، وغيرنا يسكن المُستشفيات، فالحمد لله على الصحة وتمام العافية، والحمد لله أنّ لديك عائلةً حولك، وأنك تسكن بيتاً، ولديك نوافذ تفتحها لتستنشق الهواء العليل، الحمد لله أنك تعيش حياتك بشكلٍ طبيعيٍ وبيسرٍ وسهولةٍ؛ تنام وتصحو، وتقضي حاجتك دون مُساعدةٍ، وتمشي برجليك، وتستعمل يديك، وتستطعم الأكل، وتشرب الماء، وتسمع، وترى، وتُمارس أنشطتك المُعتادة يومياً، دون أن تشعر بهذه النِعم التي حباك الله بها، وربما لم يُعطِها لغيرك؛ فهل استشعرتَ ذلك؟ أم لأنك اعتدتَ على هذه النِعم، أصبحتْ منسيةً في تفكيرك؟ نحن دائماً نتقلب في نِعم الله، فتارةً يُسرٌ وتارةً عسرٌ، وكلاهما نِعمةٌ؛ ففي اليُسر يكون الشُكر؛ يقول تعالى: ‏﴿وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ﴾، وفي العُسر يكون الصبر؛ يقول تعالى: ‏﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾؛ فيا أيها الشاكي من حياتك وظروفك أنت تعيش في نِعمٍ من الله عزَّ وجلَّ لو استشعرتها لأصبحتَ ترى أنك لابد من أن تسجد لله شاكراً؛ فاللهم لك الحمد في السراء والضراء، وعلى كل حالٍ، حمداً كثيراً طيباً مُباركاً فيه.*

*إن (استشعار النِعم) يستوجب شكر المُنعم الوهاب الكريم الرحمن الرحيم ذي الفضل العظيم، الله جلَّ جلاله؛ لما له من عظيم النِعم على عباده، يقول تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ﴾، ويقول سُبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾، ويقول عزَّ وجلَّ: ﴿وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ﴾، كما يقول: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾، ويقول كذلك: ﴿مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.*

*يقول أهل العِلم إن على المُسلم أن يُداوم على الطلب من ربِّه تعالى أن يُعينه على شُكره؛ فهذا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم يوصي أحد الصحابة فيقول له: [لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: "اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ"]. والشُكر على النِّعَم سببٌ في زيادتها، يقول تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾. ويكون الشُكر بتحقيق أركانه الثلاثة؛ وهي: شُكر القلب، وشُكر اللسان، وشُكر الجوارح. بالقلب: خُضوعاً واستكانةً، واستشعاراً بقيمة النِعم التي أنعمها الله على عباده، وبأن المُنعم بهذه النِعم الجليلة هو الله وحده لا شريك له؛ يقول تعالى: ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ﴾. وباللسان: ثناءً واعترافاً، لفظاً ونُطقاً، سِراً وجهراً، بأن المُنعِم هو الله تعالى وحده دون غيره؛ يقول تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾، ويقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا]. وبالجوارح: طاعةً وانقياداً، بأن يُسخِّر العبد جوارحه في طاعة الله، ويُجنِّبها ارتكاب ما نهى الله عنه من المعاصي والآثام؛ يقول تعالى: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً﴾، وقال صلى الله عليه وسلم حين تفطرت قدماه من قيام الليل: [يَا عَائِشَةُ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا].*

BY *✍️إنتقﺂءآت رﺂقېة♥️*


Share with your friend now:
tgoop.com/fjguj/47828

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

How to build a private or public channel on Telegram? Healing through screaming therapy The group’s featured image is of a Pepe frog yelling, often referred to as the “REEEEEEE” meme. Pepe the Frog was created back in 2005 by Matt Furie and has since become an internet symbol for meme culture and “degen” culture. Step-by-step tutorial on desktop: The imprisonment came as Telegram said it was "surprised" by claims that privacy commissioner Ada Chung Lai-ling is seeking to block the messaging app due to doxxing content targeting police and politicians.
from us


Telegram *✍️إنتقﺂءآت رﺂقېة♥️*
FROM American