Telegram Web
تفاسير السلف [ 15 ]

قال شيخ الاسلام :

وأما التفسير الثابت عن الصحابة والتابعين فذلك إنما قبلوه لأنهم قد علموا أن الصحابة بلغوا عن النبي صلى الله عليه وسلم لفظ القرآن ومعانيه جميعا
كما ثبت ذلك عنهم مع أن هذا مما يعلم بالضرورة عن عادتهم
فإن الرجل لو صنف كتاب علم في طب أو حساب أو غير ذلك وحفظه تلامذته
لكان يعلم بالاضطرار أن هممهم تشوق إلى فهم كلامه ومعرفة مراده وإن بمجرد حفظ الحروف لا تكتفي به القلوب
فكيف بكتاب الله الذي أمر ببيانه لهم وهو عصمتهم وهداهم
وبه فرق الله بين الحق والباطل والهدى والضلال والرشاد والغي
وقد أمرهم بالإيمان بما أخبر به فيه والعمل بما فيه وهم يتلقونه شيئا بعد شيء
كما قال تعالى: {وقالوا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة} الآية
وقال تعالى: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً} .

[ بغية المرتاد ٣٣٠- ٣٣١ ]
تفاسير السلف [ 16 ]

قاعدة مهمة :
قال رجل للتابعي الإمام مطرف بن عبد الله بن الشخير :
أفضل من القرآن تريدون ؟
فقال مطرف : لا , ولكن نريد من هو أعلم بالقرآن منا . ( يعني تفسير الصحابة وكبار التابعين )
تفاسير السلف [ 17 ]

وقال ابن رجب :
فالعلم النافع من هذه العلوم كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم معانيها
والتقيد في ذلك بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعهيم في معاني القرآن والحديث
وفيما ورد عنهم من الكلام في مسائل الحلال والحرام ، والزهد والرقائق والمعارف وغير ذلك .

كتاب فضل علم السلف على علم الخلف ( 72 )
تفاسير السلف [ 18 ]

قال شيخ الإسلام رحمه الله :
( قال عمر رضي الله عنه ) : [ إن أخوفَ ما أخاف عليكم زَلَّةَ عالمٍ، وجدالُ منافقٍ بالقرآن، وأئمةٌ مُضِلُّون ]
وهذه الثلاثة تتفق في الأمور الخبرية والعلمية جميعًا
فإن الأمور الخبرية قد يَزِلُّ بعضُ العلماء فيها بالتأويل الذي هو تفسير آيةٍ أو حديث
أو في الحكم على مضمونِ ذلك بإثباتٍ أو نفيٍ يخالف مضمونَ النصِّ، وهذا كثير.
وقد كان كثير من أهل البدع منافقين حقيقةً، يجادلون الناسَ بالقرآن ويُفسِدونَه بالتأويلات التي ابتدعوها
ويؤيدون مقاييسَهم الفاسدة بشواهدِ ذلك من غريب اللغة ونادِرها.
والأئمة المُضِلُّون من الأمراء والعلماء والمشايخ والملوك،
الآمرون بخلاف ما أمر الله به ورسولُه، والناهون عما أمر الله به ورسولُه، والمخبرون بخلاف ما أخبرَ الله به ورسولُه
ففيهم الكذبُ في خبرِهم والظلمُ في أمرِهم وعلمِهم

إلى أن قال : فهذا الكلام قليلٌ من كثيرٍ
يتبيَّن به أن مَن عَدَلَ عن تفسير الصحابة وما رووه عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك - إمَّا سالكًا طريقًا أخرى إلى فهم القرآن
أو مُعرِضًا عن الجميع
فلا بدَّ له من الجهل والضلال والإفك والمحال
وهو على شفا جُرُفٍ هارٍ يؤديه إلى الكفر والنفاق، فإن انهارَ به وقعَ في نارِ جهنم، وصار من أهل الحراب والشقاق ...

[ جواب الاعتراضات المصرية 1 / 29 ]
تفاسير السلف [ 19 ]

قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام :

في قوله تعالى : { ولقد همت به وهم بها }
جاء عن بعض الصحابة والتابعين أنه حل الهميان وجلس منها مجلس الخاتن
وقد أنكر قوم هذا القول !
والقول ما قال متقدموا هذه الأمة ، وهم كانوا أعلم بالله أن يقولوا في الأنبياء عليهم السلام من غير علم ..

[ تفسير السمعاني 3 / 21 ]
تفاسير السلف [ 20 ]

قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في النقض 1/215:

وأما دعواك: أن تفسير "القيوم" الذي لا يزول من مكانه ولا يتحرك، فلا يقبل منك هذا التفسير إلا
بأثر صحيح، مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أو عن بعض أصحابه
أو التابعين...
https://www.tgoop.com/IslamicQuranBot


بوت مخصص للتلاوات جزى الله القائمين عليه خيرا
{ ما لكم لا ترجون لله وقارا }

روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
لا تخافون لله عظمة
وقال لا تعرفون لله عظمة

وقال مجاهد : كانوا لا يبالون عظمة الله

وعن الضحاك وسفيان الثوري معناه

وقال قتادة : لا ترجون لله عاقبة

[ تفسير الطبري - تفسير ابن أبي حاتم ]

https://www.tgoop.com/athar_tafser
{ ولمن خاف مقام ربه جنتان }

في صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :
وعد الله جل ثناؤه المؤمنين الذين خافوا مقامه، فأدوا فرائضه الجنة

قال مجاهد : من خاف مقام الله عليه في الدنيا إذا هم بمعصية أن يعملها تركها
وقال : يهم بالذنب فيذكر مقام ربه فينزع
وقال : يهم بالذنب فيذكر مقامه بين يدي الله فيتركه، فله جنتان

وقال إبراهيم النخعي : إذا أراد أن يذنب أمسك مخافة الله

وقال قتادة :
إن لله مقاما قد خافه المؤمنون
إن المؤمنين خافوا ذاكم المقام فعملوا له، ودانوا له، وتعبدوا بالليل والنهار

وقال ابن زيد : مقامه حين يقوم العباد يوم القيامة وقرأ {يوم يقوم الناس لرب العالمين} وقال: ذاك مقام ربك

[ تفسير الطبري - تفسير ابن أبي حاتم - تفسير عبد الرزاق ]

https://www.tgoop.com/athar_tafser
تفاسير السلف ( سلسلة فوائد)
يقول أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن ١\٧٧ :
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ:

كَانَ خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ لِي جَارًا ، فَقَالَ لِي يَوْمًا:
« يَا هَنّاهْ، تَقَرَّبْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مَا اسْتَطَعْتَ،
وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَسْتَ تَتَقَرَّبُ إِلَيْهِ بِشَيْءٍ هُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ كَلَامِهِ ».
يريد القرآن.

وقد أمرنا الله أن نفرح به
فقال سبحانه ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾


وقال تعالى ﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ ﴾

قال قتادة: " الْحِكْمَةُ: الْقُرْآنُ، وَالْفِقْهُ فِي الْقُرْآنِ ".[تفسير عبد الرزاق 349].اهـ

وكان يحيى بن أبي كثير يقول: " دِرَاسَةُ القُرْآنِ صَلَاة ". [الحلية لأبي نعيم].اهـ

وقال تعالى ﴿ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾

قال الإمام أحمد:
قَالَ قَتَادَة: جَعَلَهُ اللهُ هُدًى وَضِيَاءً لِمَنْ صَدَّقِ بِهِ، يَعْنِي القُرْآن.
[العلل ومعرفة الرجال 1320].اهـ

وقال تعالى ﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ ﴾
قال قتادة :
وَهُوَ القُرْآنُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ، مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ مِنَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ.
[تفسير الطبري 1518].اهـ
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قوله تعالى:
{ قُل هَل يَستَوِي الأَعمى وَالبَصيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرونَ } [ الأنعام: ٥٠ ]


• حدثنا محمد، ثنا العباس، ثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة، قال:

البصير: العبد المؤمن أبصر بصرا نافعا،

فوحد الله وحده،
وعمل بطاعة ربه،
وانتفع بما آتاه الله.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قال الفريابي في فضائل القرآن :

22 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم، نا إسماعيل بن إبراهيم، نا زياد بن مخراق، عن معاوية بن قرة، عن أبي كنانة
أن أبا موسى الأشعري، جمع الذين قرءوا القرآن، وهم قريب من ثلاثمائة قال يعظم القرآن، فقال:
«إن هذا القرآن كائن لكم أجرا، وكائن لكم ذخرا، وكائن عليكم وزرا، فاتبعوا القرآن ولا يتبعكم
فإنه من اتبع القرآن هبط به على رياض الجنة، ومن اتبعه القرآن ‌زج في قفاه، فقذفه في النار...

23 - حدثنا الهيثم بن أيوب الطالقاني، نا الفضيل بن عياض، عن سليمان الأعمش، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود قال:
إن هذا القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار
إفادات في الباب :
قال الإمام الحافظ أبو عبيد القاسم بن سلام :
لَا يَتَّبِعَنّكُم الْقُرْآن فَإِن بعض النَّاس يحملهُ على معنى: لَا يَطْلُبَنَّكُم الْقُرْآن بتضييعكم إِيَّاه كَمَا يطْلب الرجل صاحبَه بالتَبِعة
وَهَذَا معنى حسن يُصدِّقه الحَدِيث الآخر: إِن الْقُرْآن شافِع مُشَفَّعٌ وماحِلٌ مُصَدَّقٌ فَجعله يَمْحَلُ بِصَاحِبِهِ إِذا لم يتبع مَا فِيهِ والماحل: السَّاعِي.

وَفِيه قَول آخر هُوَ أحسن من هَذَا قَوْله: وَلَا يتَّبعنكم الْقُرْآن يَقُول: لَا تدعوا الْعَمَل بِهِ فتكونوا قد جعلتموه وَرَاء ظهوركم وَهُوَ أَشد مُوَافقَة للمعنى الأول
لِأَنَّهُ إِذا اتبعهُ كَانَ بَين يَدَيْهِ وَإِذا خَالفه كَانَ خَلْفه.
وَمن هَذَا قيل: لَا تجْعَل حَاجَتي بِظهْر أَي لَا تدعها فَتكون خَلفك .
ثم أسند عن الإمام الشعبي قوله : فِي قَوْله {فَنَبَذُوْهُ وَرَاءَ ظُهُوْرِهم} قَالَ: أمّا إِنَّه كَانَ بَين أَيْديهم وَلَكنهُمْ نبذوا الْعَمَل بِهِ.
وقال : فَهَذَا يبين لَك أَن من رفض شَيْئا فقد جعله وَرَاء ظَهره

والمعنى العام أن المسلم يعمل بالقرآن ويجعل القرآن يقوده للخير وينير طريقه

قال الإمام الزاهد مالك بن دينار :
رحم الله عبداً قال لنفسه : ألستِ صاحبة كذا ؟
ألستِ صاحبة كذا ؟ [ يعني من المعاصي ]
ثم ذمها .
ثم خطمها .
ثم ألزمها كتاب الله عزوجل فكان لها قائداً
[ محاسبة النفس لابن أبي الدنيا - 8 - ]

وأفضل اتباع للقرآن هو اتباع ما جاء في تفسيره عن الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام

- قال رجل للتابعي الإمام مطرف بن عبد الله بن الشخير :
أفضل من القرآن تريدون ؟
فقال مطرف : لا , ولكن نريد من هو أعلم بالقرآن منا . ( يعني تفسير الصحابة وكبار التابعين )


- قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام :
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بتأويل القرآن ، وأولى بالاتباع
[ الأموال ص 446]


- قال الحافظ أبو جعفر النحاس :
إذا تكلم أحد من المتأخرين في معنى آية من القرآن قد تقدم كلام المتقدمين فيها
فخرج ( المتأخر ) عن قولهم , لم يلتفت إلى قوله
ولم يعد هذا خلافاً
[ الناسخ والمنسوخ ص 139 وما بين ( ) للتوضيح ]


- وقال أبو جعفر النحاس :
كره العلماء أن يجتريء أحد على تفسير كتاب الله تعالى حتى يكون عالماً بأشياء
منها : الآثار ( يعني آثار الصحابة والتابعين )
[ كتاب الناسخ والمنسوخ ص 174 ]


- قال شيخ الإسلام :
ونحن نعلم أن القرآن قرأه الصحابة والتابعون وتابعوهم
وأنهم كانوا أعلم بتفسيره ومعانيه
كما أنهم أعلم بالحق الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم
فمن خالف قولهم وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعا
[ مقدمة التفسير ص 38 ]


- وقال ابن رجب :
فالعلم النافع من هذه العلوم كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم معانيها
والتقيد في ذلك بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعهيم في معاني القرآن والحديث
وفيما ورد عنهم من الكلام في مسائل الحلال والحرام ، والزهد والرقائق والمعارف وغير ذلك .

كتاب فضل علم السلف على علم الخلف ( 72 )
#من_قصص_القرآن [ 2 ]

قال تعالى :
{ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }

فما هي هذه الكلمات ؟

قال الطبري : كان اختبار الله تعالى ذكره إبراهيم اختبارا بفرائض فرضها عليه، وأمر أمره به، وذلك هو الكلمات التي أوحاهن إليه وكلفه العمل بهن امتحانا منه له واختبارا

1- إقامة الدين والإمامة فيه
قال ابن ابن عباس : لم يبتل أحد بهذا الدين فأقامه إلا إبراهيم عليه السلام.

وقاله مجاهد أيضا : قال : ابتلي بالآيات التي بعدها.

2- وقال ابن عباس : ابتلاه الله بالطهارة : خمس في الرأس ، وخمس في الجسد :
في الرأس قص الشارب ، والمضمضة ، والاستنشاق والسواك وفرق الرأس
وفي الجسد تقليم الأظافر ، وحلق العانة، والختان ، ونتف الإبط ، وغسل أثر الغائط والبول بالماء

وروي عن قتادة و أبي صالح ، وأبي الجلد ، ومجاهد ، وسعيد بن المسيب ، والنخعي ، والشعبي وعامة المفسرين

3- وروي عن ابن عباس والحسن وغيرهم قال ابتلاه بفراق أهله

4- وروي عن ابن عباس وغيره قال ابتلاه بالطهارة ( كما تقدم ) والمشاعر ( يعني مشاعر الحج )

5- وقال الحسن البصري : ابتلاه بالكوكب فرضي عنه ، وابتلاه بالقمر فرضي عنه ، وابتلاه بالشمس فرضي عنه ، وابتلاه بالمعجزة فرضي عنه ، وابتلاه بالختان فرضي عنه ، وابتلاه بابنه فرضي عنه

وهذا كله داخل في الابتلاء والاختبار من الله عزوجل لابراهيم الخليل عليه السلام وأكثر المفسرين على أنه ابتلاه بأمور الطهارة وهو أقوى ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما
ولا يبعد أن يكون ما روي كله داخل في هذه الكلمات ...والله أعلم

مراجع [ مصنف ابن أبي شيبة - تفسير الطبري - تفسير ابن أبي حاتم ]
2025/09/27 16:29:40
Back to Top
HTML Embed Code: