tgoop.com/athar_tafser/2069
Last Update:
إفادات في الباب :
قال الإمام الحافظ أبو عبيد القاسم بن سلام :
لَا يَتَّبِعَنّكُم الْقُرْآن فَإِن بعض النَّاس يحملهُ على معنى: لَا يَطْلُبَنَّكُم الْقُرْآن بتضييعكم إِيَّاه كَمَا يطْلب الرجل صاحبَه بالتَبِعة
وَهَذَا معنى حسن يُصدِّقه الحَدِيث الآخر: إِن الْقُرْآن شافِع مُشَفَّعٌ وماحِلٌ مُصَدَّقٌ فَجعله يَمْحَلُ بِصَاحِبِهِ إِذا لم يتبع مَا فِيهِ والماحل: السَّاعِي.
وَفِيه قَول آخر هُوَ أحسن من هَذَا قَوْله: وَلَا يتَّبعنكم الْقُرْآن يَقُول: لَا تدعوا الْعَمَل بِهِ فتكونوا قد جعلتموه وَرَاء ظهوركم وَهُوَ أَشد مُوَافقَة للمعنى الأول
لِأَنَّهُ إِذا اتبعهُ كَانَ بَين يَدَيْهِ وَإِذا خَالفه كَانَ خَلْفه.
وَمن هَذَا قيل: لَا تجْعَل حَاجَتي بِظهْر أَي لَا تدعها فَتكون خَلفك .
ثم أسند عن الإمام الشعبي قوله : فِي قَوْله {فَنَبَذُوْهُ وَرَاءَ ظُهُوْرِهم} قَالَ: أمّا إِنَّه كَانَ بَين أَيْديهم وَلَكنهُمْ نبذوا الْعَمَل بِهِ.
وقال : فَهَذَا يبين لَك أَن من رفض شَيْئا فقد جعله وَرَاء ظَهره
والمعنى العام أن المسلم يعمل بالقرآن ويجعل القرآن يقوده للخير وينير طريقه
قال الإمام الزاهد مالك بن دينار :
رحم الله عبداً قال لنفسه : ألستِ صاحبة كذا ؟
ألستِ صاحبة كذا ؟ [ يعني من المعاصي ]
ثم ذمها .
ثم خطمها .
ثم ألزمها كتاب الله عزوجل فكان لها قائداً
[ محاسبة النفس لابن أبي الدنيا - 8 - ]
وأفضل اتباع للقرآن هو اتباع ما جاء في تفسيره عن الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام
- قال رجل للتابعي الإمام مطرف بن عبد الله بن الشخير :
أفضل من القرآن تريدون ؟
فقال مطرف : لا , ولكن نريد من هو أعلم بالقرآن منا . ( يعني تفسير الصحابة وكبار التابعين )
- قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام :
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بتأويل القرآن ، وأولى بالاتباع
[ الأموال ص 446]
- قال الحافظ أبو جعفر النحاس :
إذا تكلم أحد من المتأخرين في معنى آية من القرآن قد تقدم كلام المتقدمين فيها
فخرج ( المتأخر ) عن قولهم , لم يلتفت إلى قوله
ولم يعد هذا خلافاً
[ الناسخ والمنسوخ ص 139 وما بين ( ) للتوضيح ]
- وقال أبو جعفر النحاس :
كره العلماء أن يجتريء أحد على تفسير كتاب الله تعالى حتى يكون عالماً بأشياء
منها : الآثار ( يعني آثار الصحابة والتابعين )
[ كتاب الناسخ والمنسوخ ص 174 ]
- قال شيخ الإسلام :
ونحن نعلم أن القرآن قرأه الصحابة والتابعون وتابعوهم
وأنهم كانوا أعلم بتفسيره ومعانيه
كما أنهم أعلم بالحق الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم
فمن خالف قولهم وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعا
[ مقدمة التفسير ص 38 ]
- وقال ابن رجب :
فالعلم النافع من هذه العلوم كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم معانيها
والتقيد في ذلك بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعهيم في معاني القرآن والحديث
وفيما ورد عنهم من الكلام في مسائل الحلال والحرام ، والزهد والرقائق والمعارف وغير ذلك .
كتاب فضل علم السلف على علم الخلف ( 72 )
BY أفلا يتدبرون القرآن
Share with your friend now:
tgoop.com/athar_tafser/2069