Telegram Web
{   ولا فسوق ولا جدال في الحج }

قال عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما : الفسوق إتيان معاصي الله في الحرم .

وعن ابن عباس الفسوق المعاصي ، وعنه أيضاً : السباب .

قال ابن أبي حاتم : وروي عن مجاهد , وعطاء بن يسار , وعطاء بن أبي رباح , وعكرمة , ومحمد بن كعب , والزهري , وسعيد بن جبير , والربيع بن أنس , وعطاء الخراساني , ومقاتل
وإبراهيم النخعي , وقتادة , وطاووس و ومكحول قالوا :

الفسوق المعاصي .

وروي عن ابن الزبير , والحسن , والسدي قالوا : الفسوق السباب .

[ تفسير ابن أبي حاتم 1827 ]

والسباب من المعاصي والمعنى قريب والله أعلم.
{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ }

روي عن علي رضي الله عنه  قال : كانت البيوت قبله ، لكنه كان أول بيت وضع للعبادة

وروي عنه بسياق أطول معناه

وعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال : إنما سميت بكة لأن الناس يجيئون من كل جانب حجاجاً

وعن مقاتل نحوه

وروي عن أبي جعفر الصادق رحمه الله أنه قال : إنها بكة يبك بعضهم بعضاً ( أي يزدحمون ويتدافعون )

وقال قتادة : إن الله بك به الناس جميعاً , فيصلي النساء أمام الرجال , ولا يفعل ذلك ببلد غيره

وعن مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وعمرو بن شعيب ومقاتل نحوه


[ تفسير ابن أبي حاتم 3827 وما بعده ]
{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ }

روي عن ابن عباس قال : مكة من الفج إلى التنعيم , وبكة من البيت إلى البطحاء

وروي عن النخعي ومقاتل وأبي مالك وأبي صالح باذام جميعهم قالوا : موضع البيت بكة , وما سوى ذلك مكة

وقال عكرمة : البيت وما حوله بكة وما وراء ذلك مكة

وعن ميمون بن مهران نحوه

وقال إبراهيم النخعي وابن شهاب الزهري : بكة : البيت والمسجد

[ تفسير ابن أبي حاتم 3 / 709 ]
{ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }

قال عكرمة مولى ابن عباس :

قالت الملل :نحن مسلمون

فأنزل الله عزوجل { ولله على الناس حج البيت )

فحج المسلمون وقعد الكفار...


[ تفسير ابن ابي حاتم 3788 ]
{ ولله على الناس حج البيت  }

قال شيخ الإسلام :

حرف ( على ) للايجاب لا سيما اذا ذكر المستحق لفلان على فلان
وقد اتبعه بقوله { ومن كفر فإن الله غني } بيبين أن من لم يعتقد وجوبه كافر


[ شرح العمدة / الحج / ٧٦ ]
{ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }

قال مجاهد : من كفر بالله واليوم الآخر

وروي عن ابن عمر وعمر تكفير من ترك الحج وهو صحيح موسر قادر عليه

وروي عن ابن عباس قال : من زعم أنه لم ينزل , وعنه في رواية : من زعم أنه ليس بواجب فذلك الكفر به ( يعني لم يفرض )
وفي صحيفة علي ابن أبي طلحة عنه : من كفر بالحج , فلم ير حجه بِراً ولا تركه مأثماً
وعن مجاهد في رواية والحسن وسعيد بن جبير معناه

وعن عكرمة قال : إذا قال : ليس علي حج  , وفي رواية عنه قال : من أهل الملل ( يعني الذين لا يحجون )

وكان أبو صالح باذام يقول : فرض الله الحج على الناس ومن كفر فإن الله غني عن العالمين


[ تفسير الطبري الآية - تفسير ابن أبي حاتم 3 / 715 -716 ]
أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
بعض ما نزل من القرآن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم


قال التابعي قتادة رحمه الله : أثنى الله على أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم أحسن الثناء
فقال : { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم }
هؤلاء خيار هذه الأمة ...


- { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }
قال قتادة : هؤلاء هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم


- { فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا }
قال قتادة :
ما تضعضعوا ( يعني الصحابة )
ما ارتدوا عن بصيرتهم ولا عن دينهم
أن قاتلوا على ما قاتل عليه نبي الله
حتى لحقوا بالله


- { الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به }
قال قتادة : منهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم آمنوا بآيات الله وصدقوا بها


- { وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ }
قال قتادة : هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ( يعني الذين أوتوا العلم )


- { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ }
قال الحافظ سفيان بن عيينة : هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ تفسير سعيد بن منصور ]

- { والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك }
قال قتادة : أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فرحوا بكتاب الله وبرسوله وصدقوا به


- { قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى }
قال الحافظ سفيان الثوري : هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم


- { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ }
قال أبو العالية : هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم


- { أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ }
قال مجاهد والضحاك : هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم



[ كلها من تفسير الطبري وتفسير ابن أبي حاتم عند مواضع الآيات ]

[ منقول ]
ترجمان القرآن وشيخ المفسرين عبد الله بن العباس ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم


- قال عبد الله بن العباس رضي الله عنه : ضَمَّنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَدْرِهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ ( صحيح البخاري )

- و كان رضي الله عنه يدرس القرآن للناس في رمضان ( الجعديات )

وكان يقرأ السورة للناس ويفسرها

- قال أبو وائل : قرأ ابن عباس سورة النور، وجعل يفسرها، فقال رجل: لو سمعت الديلم هذا لأسلمت. ( فضائل القرآن لأبي عبيد )


- وقال مجاهد : عرضت القرآن على ابن عباس من فاتحته إلى خاتمته ثلاث عرضات أوقفه عند كل آية ( قال في رواية أسأله فيم أنزلت وكيف كانت )


- وقال ابن أبي مليكة : رَأَيْتُ مُجَاهِدًا يَسْأَلُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ وَمَعَهُ الْوَاحِدُ فَيَقُولُ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: اكْتُبْ , قَالَ: حَتَّى سَأَلَهُ عَنِ التَّفْسِيرِ، كُلِّهِ. ( تفسير الطبري )


- وكان ابن مسعود الذي هو أكبر من ابن عباس بكثير يقول : نعم ترجمان القرآن ابن عباس , لَوْ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أدْرَكَ أَسْنَانَنَا مَا عَاشَرَهُ مِنَّا أَحَدٌ. ( العلم لأبي خيثمة )

- وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستشيره فسأله عن سورة الفتح وما تفسيرها وسأله عن مثل من أمثال القرآن وكان يدخله مع أشياخ بدر ويستشيره [ صحيح البخاري ]

وله من الفضائل والخصوصية في باب التفسير ما لم يقع لغير وقد اكتنف تفسيره كل أهل الإسلام المصنفين في الباب

وكذلك عامة تلاميذه لهم خصوصية بالتفسير وهم مقدمون في هذا الباب على غيرهم منهم مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وعطاء وطاووس
وجابر بن زيد أبو الشعثاء

وهؤلاء أعمدة التفسير لكتاب الله عزوجل

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وأما [ التفسير ] فإن أعلم الناس به أهل مكة [ لأنهم أصحاب ابن عباس ]

ثم ذكرهم وذكر غيرهم من المفسرين ...

فرحمهم الله تعالى ورضي عنهم أجمعين


https://www.tgoop.com/athar_tafser
{وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (171)} البقرة

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ):
اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى ذَلِكَ
فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى ذَلِكَ: مَثَلُ الْكَافِرِ فِي قِلَّةِ فَهْمِهِ عَنِ اللَّهِ مَا يُتْلَى عَلَيْهِ فِي كِتَابِهِ وَسُوءُ قَبُولِهِ لِمَا يُدْعَى إِلَيْهِ مِنْ تَوْحِيدِ اللَّهِ وَيُوَعَظُ بِهِ، مَثَلُ الْبَهِيمَةِ الَّتِي تَسْمَعُ الصَّوْتَ إِذَا نَعَقَ بِهَا وَلَا تَعْقِلُ مَا يُقَالُ لَهَا

( بإسناده عن )
عَنْ عِكْرِمَةَ: قَالَ: مَثَلُ الْبَعِيرِ أَوْ مَثَلُ الْحِمَارِ تَدَعُوهُ فَيَسْمَعُ الصَّوْتَ وَلَا يَفْقَهُ مَا تَقُولُ "......

عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، مَثَلُ الدَّابَّةِ تُنَادَى فَتَسْمَعُ، وَلَا تَعْقِلُ مَا يُقَالُ لَهَا، كَذَلِكَ الْكَافِرُ يَسْمَعُ الصَّوْتَ، وَلَا يَعْقِلُ

عَنْ مُجَاهِدٍ: مَثَلُ الْكَافِرِ مَثَلُ الْبَهِيمَةِ تَسْمَعُ الصَّوْتَ وَلَا تَعْقِلُ

عَنْ مُجَاهِدٍ مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِلْكَافِرِ يَسْمَعُ مَا يُقَالُ لَهُ وَلَا يَعْقِلُ، كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تَسْمَعُ النَّعِيقَ، وَلَا تَعْقِلُ

عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلِهِ: مَثَلُ الْكَافِرِ كَمَثَلِ الْبَعِيرِ، وَالشَّاةِ يَسْمَعُ الصَّوْتَ وَلَا يَعْقِلُ وَلَا يَدْرِي مَا عُنِيَ بِهِ

عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: هُوَ مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِلْكَافِرٍ، يَقُولُ: مَثَلُ هَذَا الْكَافِرِ مَثَلُ هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي تَسْمَعُ الصَّوْتَ وَلَا تَدْرِي مَا يُقَالُ لَهَا، فَكَذَلِكَ الْكَافِرُ لَا يَنْتَفِعُ بِمَا يُقَالُ لَهُ.

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: سَأَلْتُ عَطَاءً، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ " يُقَالُ لَا تَعْقِلُ، يَعْنِي الْبَهِيمَةَ، إِلَّا أَنَّهَا تَسْمَعُ دُعَاءَ الدَّاعِي حِينَ يَنْعِقُ بِهَا، فَهُمْ كَذَلِكَ لَا يَعْقِلُونَ وَهُمْ يَسْمَعُونَ
فَقَالَ: كَذَلِكَ

قَالَ: وَقَالَ مُجَاهِدٌ، «الَّذِي يَنْعِقُ» الرَّاعِي «بِمَا لَا يَسْمَعُ» مِنَ الْبَهَائِمِ .
«كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ» الرَّاعِي بِمَا لَا يَسْمَعُ مِنَ الْبَهَائِمِ

عَنِ السُّدِّيِّ: : لَا يَعْقِلُ مَا يُقَالُ لَهُ إِلَّا أَنْ تُدْعَى فَتَأْتِيَ أَوْ يُنَادَى بِهَا فَتَذْهَبَ، وَأَمَّا الَّذِي يَنْعِقُ فَهُوَ الرَّاعِي الْغَنَمَ كَمَا يَنْعِقُ الرَّعْيَ بِمَا لَا يَسْمَعُ مَا يُقَالُ لَهُ
إِلَّا أَنْ يُدْعَى أَوْ يُنَادَى، فَكَذَلِكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو مَنْ لَا يَسْمَعُ إِلَّا خَرِيرَ الْكَلَامِ يَقُولُ اللَّهُ: {صُمٌّ بِكُمٌ عُمْيٌ}

وَمَعْنَى قَائِلِي هَذَا الْقَوْلِ فِي تَأْوِيلِهِمْ مَا تَأَوَّلُوا عَلَى مَا حَكَيْتُ عَنْهُمْ:
وَمَثَلُ وَعْظِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَوَاعِظِهِمْ كَمَثَلِ نَعْقِ النَّاعِقِ بِغَنَمِهِ وَنَعِيقِهِ بِهَا. فَأُضِيفَ الْمَثَلُ إِلَى الَّذِينَ كَفَرُوا، وَتَرَكَ ذِكْرَ الْوَعْظِ وَالْوَاعِظَ لِدَلَالَةِ الْكَلَامِ عَلَى ذَلِكَ........

وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ الَّذِي تَأَوَّلَهُ هَؤُلَاءِ:
وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قِلَّةِ فَهْمِهِمْ عَنِ اللَّهِ وَعَنْ رَسُولِهِ كَمَثَلِ الْمَنْعُوقِ بِهِ مِنَ الْبَهَائِمِ الَّذِي لَا يَفْقَهُ مِنَ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ غَيْرَ الصَّوْتِ
وَذَلِكَ أَنَّهُ لَوْ قِيلَ لَهُ: اعْتَلِفْ أَوْ رَدِ الْمَاءَ لَمْ يَدْرِ مَا يُقَالُ لَهُ غَيْرَ الصَّوْتِ الَّذِي يَسْمَعُهُ مِنْ قَائِلِهِ فَكَذَلِكَ الْكَافِرُ
مَثَلُهُ فِي قِلَّةِ فَهْمِهِ لِمَا يُؤْمَرُ بِهِ وَيُنْهَى عَنْهُ بِسُوءِ تَدَبُّرِهِ إِيَّاهُ وَقِلَّةِ نَظَرِهِ وَفِكْرِهِ فِيهِ مَثَلُ هَذَا الْمَنْعُوقِ بِهِ فِيمَا أُمِرَ بِهِ وَنُهِيَ عَنْهُ.
فَيَكُونُ الْمَعْنَى لِلْمَنْعُوقِ بِهِ وَالْكَلَامُ خَارِجٌ عَلَى النَّاعِقِ......

وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى ذَلِكَ: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي دُعَائِهِمْ آلِهَتَهُمْ وَأَوْثَانَهُمُ الَّتِي لَا تَسْمَعُ وَلَا تَعْقِلُ، كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً
وَذَلِكَ الصَّدَى الَّذِي يُسْمَعُ صَوْتُهُ، وَلَا يَفْهَمُ بِهِ عَنْهُ النَّاعِقُ شَيْئًا.
فَتَأْوِيلُ الْكَلَامِ عَلَى قَوْلِ قَائِلِ ذَلِكَ:
وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَآلِهَتُهُمْ فِي دُعَائِهِمْ إِيَّاهَا وَهِيَ لَا تَفْقَهُ وَلَا تَعْقِلُ كَمَثَلِ النَّاعِقِ بِمَا لَا يَسْمَعُهُ النَّاعِقُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً، أَيْ لَا يَسْمَعُ مِنْهُ النَّاعِقُ إِلَّا دُعَاءَهُ
( بإسناده )
قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، : الرَّجُلُ الَّذِي يَصِيحُ فِي جَوْفِ الْجِبَالِ فَيُجِيبُهُ فِيهَا صَوْتٌ يُرَاجِعُهُ يُقَالُ لَهُ الصَّدَى، فَمَثَلُ آلِهَةِ هَؤُلَاءِ لَهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي يُجِيبُهُ بِهَذَا الصَّوْتِ لَا يَنْفَعُهُ لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً
قَالَ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي ذَلِكَ الصَّدَى.

وَقَدْ تَحْتَمِلُ الْآيَةُ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ وَجْهًا آخَرَ غَيْرَ ذَلِكَ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهَا:
وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي دُعَائِهِمْ آلِهَتَهُمُ الَّتِي لَا تَفْقَهُ دُعَاءَهُمْ كَمَثَلِ النَّاعِقِ بِغَنَمٍ لَهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَسْمَعُ صَوْتَهُ غَنَمُهُ فَلَا تَنْتَفِعُ مِنْ نَعْقِهِ بِشَيْءٍ
غَيْرَ أَنَّهُ فِي عَنَاءٍ مِنْ دُعَاءٍ وَنِدَاءٍ، فَكَذَلِكَ الْكَافِرُ فِي دُعَائِهِ آلِهَتَهُ إِنَّمَا هُوَ فِي عَنَاءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِيَّاهَا وَنِدَائِهِ لَهَا، وَلَا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ.


{صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ} هَؤُلَاءِ الْكُفَّارِ الَّذِينَ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً، وَنِدَاءً
صُمٌّ عَنِ الْحَقِّ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ، بُكْمٌ يَعْنِي خُرْسٌ عَنْ قِيلَ الْحَقِّ وَالصَّوَابِ وَالْإِقْرَارِ بِمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ أَنْ يُقِرُّوا بِهِ وَتَبْيِينِ مَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَنْ يُبَيِّنُوهُ مِنْ أَمْرِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنَّاسٍ
فَلَا يَنْطِقُونَ بِهِ وَلَا يَقُولُونَهُ وَلَا يُبَيِّنُونَهُ لِلنَّاسِ، عَمًى عَنِ الْهُدَى وَطَرِيقِ الْحَقِّ فَلَا يُبْصِرُونَهُ
( بإسناده )
عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: صُمٌّ عَنِ الْحَقِّ فَلَا يَسْمَعُونَهُ وَلَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ وَلَا يَعْقِلُونَهُ، عُمْيٌ عَنِ الْحَقِّ وَالْهُدَى فَلَا يُبْصِرُونَهُ، بُكْمٌ عَنِ الْحَقِّ فَلَا يَنْطِقُونَ بِهِ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ} يَقُولُ لَا يَسْمَعُونَ الْهُدَى، وَلَا يُبْصِرُونَهُ، وَلَا يَعْقِلُونَهُ
[جامع البيان: 3/ 44-52]
https://www.tgoop.com/athar_tafser
{قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس}

قل يا محمد أستجير {برب الناس }
{ ملك الناس} وهو ملك جميع الخلق: إنسهم وجنهم، وغير ذلك، إعلاما منه بذلك
من كان يعظم الناس تعظيم المؤمنين ربهم، أنه ملك من يعظمه، وأن ذلك في ملكه وسلطانه، تجري عليه قدرته
وأنه أولى بالتعظيم، وأحق بالتعبد له ممن يعظمه، ويتعبد له، من غيره من الناس .

{إله الناس} : معبود الناس، الذي له العبادة دون كل شيء سواه .

{من شر الوسواس} يعني: من شر الشيطان .

[ تفسير الطبري ]

https://www.tgoop.com/athar_tafser
{الوسواس الخناس} : الذي يخنس مرة ويوسوس أخرى، وإنما يخنس فيما ذكر عند ذكر العبد ربه .

قال ابن عباس :
ما من مولود إلا على قلبه الوسواس، فإذا عقل فذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس
قال: فذلك قوله: {الوسواس الخناس} .
وقال ابن عباس :
الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا سها وغفل وسوس وإذا ذكر الله خنس ( مصنف ابن أبي شيبة )

وقال سفيان الثوري :
عن ابن عباس، في قوله {الوسواس الخناس} قال: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس .
وروي عن ابن عباس قال : الذي يوسوس بالدعاء إلى طاعته في صدور الناس، حتى يستجاب له إلى ما دعا إليه من طاعته، فإذا استجيب له إلى ذلك خنس

وقال مجاهد : ينبسط، فإذا ذكر الله خنس وانقبض، فإذا غفل انبسط
وقال : الشيطان يكون على قلب الإنسان، فإذا ذكر الله خنس

وقال قتادة : هو الشيطان، وهو الخناس أيضا، إذا ذكر العبد ربه خنس، وهو يوسوس ويخنس
وقال : الشيطان، يوسوس في صدر ابن آدم، ويخنس إذا ذكر الله

وقال ابن زيد : الخناس الذي يوسوس مرة، ويخنس مرة من الجن والإنس

[ تفسير الطبري ]

https://www.tgoop.com/athar_tafser
{الذي يوسوس في صدور الناس}
يعني بذلك: الشيطان الوسواس، الذي يوسوس في صدور الناس: جنهم وإنسهم.
فإن قال قائل: فالجن ناس، فيقال: الذي يوسوس في صدور الناس {من الجنة والناس} : قيل:
قد سماهم الله في هذا الموضع ناسا، كما سماهم في موضع آخر رجالا، فقال: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن}
فجعل الجن رجالا، وكذلك جعل منهم ناسا.
وقد ذكر عن بعض العرب أنه قال وهو يحدث، إذ جاء قوم من الجن فوقفوا، فقيل: من أنتم؟ فقالوا: ناس من الجن، فجعل منهم ناسا
فكذلك ما في التنزيل من ذلك .

[ تفسير الطبري ]

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {من الجنة والناس} قال:
هما وسواسان فوسواس من الجنة وهو الجن ووسواس نفس الإنسان فهو قوله: {والناس}

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله: {من الجنة والناس} قال:
إن من الناس شياطين فنعوذ بالله من شياطين الإنس والجن

[ الدر المنثور ]

https://www.tgoop.com/athar_tafser
قوله تعالى ( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )


عن مجاهد بن جبر قوله : (سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا)، قال :

في أنفسكم،
وفي السماء،
والأرض،
والرزق.

[ تفسير الطبري ]
قوله تعالى ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا )


قال التابعي المفسر مجاهد بن جبر :

" عِنْدَ قِيَامِ السَّاعَةِ وَذَهَابِ صَالِحِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَنْزُوا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ زُنَاةً فِي الْأَزِقَّةِ ".

[ تفسير الطبري، الحلية لأبي نعيم ]
2025/10/03 15:51:17
Back to Top
HTML Embed Code: