tgoop.com/ahmed_ib_omar/2140
Last Update:
ولَمّا أَنْ تَظاهَرَ قَوْمٌ في هذا العَصْرِ بِتَقْليدِ ابنِ تَيْمِيَّةَ في عَقائِدِهِ الكاسِدَةِ، وتَعْضيدِ أَقْوالِهِ الفاسِدَةِ، وبَثِّها بَيْنَ العامَّةِ والخاصَّةِ، واستَعانوا على ذلكَ بِطَبْعِ كِتابِهِ المُسَمّى بـ (الواسطِيَّةِ) ونَشْرِهِ، وقدِ اشْتَمَلَ هذا الكِتابُ على كَثيرٍ مِمّا ابْتَدَعَهُ ابنُ تَيْمِيَّةَ مُخالِفًا في ذلكَ الكِتابَ والسُّنَّةَ وجَماعَةَ المُسْلِمينَ، فَأَيْقَظوا فِتْنَةً كانَتْ نائِمَةً، فَقِيامًا بِما يَجِبُ عَلَيْنا كُنّا عَزَمْنا على جَمْعِ مُؤَلَّفٍ في الرَّدِّ على ذلكَ الكِتابِ حتّى لا يَقَعَ المُسْلِمونَ بِواسِطَةِ ابنِ تَيْمِيَّةَ ومَنْ هُم على شاكلَتِهِ في مَهْواةِ الضَّلالِ والهَلاكِ الأبَدِيَّةِ، غَيْرَ أَنّا وَجَدْنا كِتابَ الإمامِ الجَليلِ والمُجْتَهِدِ الكَبيرِ تَقيِّ الدِّينِ أبي الحَسَنِ السُّبْكيِّ المُسَمّى بـ (شِفاءِ السَّقامِ في زِيارَةِ خَيْرِ الأنامِ) أو (شَنِّ الغارَةِ على مَنْ أَنْكَرَ فَضْلَ الزِّيارةِ) وافِيًا بالغَرَضِ المَقْصودِ، آتِيًا على ما قالَهُ ابنُ تَيْمِيَّةَ في ذلكَ الكِتابِ وغَيْرِهِ، مُقَوِّضًا لِبُنْيانِهِ، مُزَعْزِعًا لأرْكانِهِ، ماحِيًا لآثارِهِ، ماحِقًا لأباطيلِهِ، مُظْهِرًا لِفَسادِهِ، مُبَيِّنًا لِعِنادِهِ؛ فَاكْتَفَيْنا بِطَبْعِهِ ونَشْرِهِ بَيْنَ المُسْلِمينَ لِيَطَّلِعوا عَلَيْهِ، ويَعْلَموا سُوءَ المقاصِدِ وباطِلَ العقائِدِ، فَيَسْلُكوا سَبيلَ الرَّشادِ والسَّدادِ، ويُعْرِضوا عن طُرُقِ الغَيِّ والعِنادِ، ويَضْرِبوا بِما قالَهُ ابنُ تَيْمِيَّةَ وأمْثالُهُ عَرْضَ الحائِطِ، واللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحيطٌ.
العلّامةُ الشَّيخ مُحمّد بَخيت المُطيعيُّ الحنفيُّ (ت:١٣٥٤هـ).
BY أحمد إبراهيم
Share with your friend now:
tgoop.com/ahmed_ib_omar/2140