tgoop.com/ahmad_m_al_suqub/5700
Last Update:
باب من حافظ على ركعتين قبل الظهر
عن البراء بن عازب الأنصاري رضي الله عنهما قال:(صحبت رسول الله ﷺ ثمانية عشر سفرا، فما رأيته ترك ركعتين إذا زاغت الشمس قبل الظهر).
فيه ملازمة البراء للرسول ﷺ في الحضر والسفر.
(فما رأيته ترك ركعتين إذا زاغت الشمس قبل الظهر) يحتمل أنها ركعتي الظهر وبظاهر الحديث استدل من يقول بمشروعية التنفل في السفر.
وفيه ذكر محافظته على الركعتين قبل صلاة الظهر.
وفي صحيح مسلم ما يدل على تركه لها عن ابن عمر رضي الله عنهما:(إني صحبت رسول الله ﷺ في السفر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبت أبا بكر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبت عمر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، ثم صحبت عثمان فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله. وقد قال الله:(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).
والتوفيق بينهما :
أن يحمل نقل البراء رضي الله عنه على التنفلات غير الرواتب فقد كان يتنفل مطلقا ويصلي الضحى ويقوم الليل ويوتر ويصلي سنة الوضوء في السفر.
ويحمل حديث ابن عمر رضي الله عنهما على السنن الرواتب القبلية والبعدية فقد كان يتركها في السفر.
وعليه فيستحب للمسافر ألا يترك التنفل المطلق وفي الصحيحين ابن عمر قال:(كان رسول الله ﷺ يسبح على الراحلة قبل أي وجه توجه، ويوتر عليها، غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة).
أو يحمل حديث ابن عمر رضي الله عنها على هديه الغالب المعروف وهو الأولى أن من قصر يترك الرواتب.
وحديث البراء رضي الله عنه يحمل على فعل السنن الرواتب أحيانا و لاسيما عند اتساع الوقت كما كان يفعل في الركعتين قبل الظهر فكان يصليها فيؤخذ منه جواز فعل الراتبة وتركها وأنه لا نهي في ذلك ويرجع فيه للسعة والنشاط وإن كان الترك أولى لأنه الهدي الغالب.
ودلت السنة أنه لا بأس بالتطوع في السفر نازلا أوسائرا على الراحلة؛ لما روى ابن عمر رضي الله عنها:(أن رسول الله ﷺ كان يسبح على الراحلة قبل أي وجه توجه، ويوتر عليها).
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يفعله. وروي نحو ذلك عن جابر، وأنس رضي الله عنهما، متفق عليه. وروت أم هانئ بنت أبي طالب، رضي الله عنهما:(أن النبي ﷺ يوم فتح مكة اغتسل في بيتها، فصلى ثماني ركعات). متفق عليه. وعن علي رضي الله عنه:(أن النبي ﷺ كان يتطوع في السفر)، رواه سعيد.
ويصلي ركعتي الفجر والوتر؛ لأن ابن عمر رضي الله عنهما روى أن النبي ﷺ كان يوتر على بعيره ولما نام النبي ﷺ عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس، صلى ركعتي الفجر قبلها. متفق عليهما.
وأما سائر السنن والتطوعات قبل الفرائض وبعدها، فقال أحمد: أرجو أن لا يكون بالتطوع في السفر بأس.
وروي عن الحسن، قال: كان أصحاب رسول الله ﷺ يسافرون، فيتطوعون قبل المكتوبة وبعدها.
وروي ذلك عن طائفة من الصحابة وكثير من التابعين، وفي حديث البراء رضي الله عنه في الباب ما يدل عليه، وهو قول مالك، والشافعي، وإسحاق، وأبي ثور، وابن المنذر.
فحديث البراء رضي الله عنه وحديث الحسن عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على أنه لا بأس بفعلها، وحديث ابن عمر رضي الله عنهما يدل على أنه لا بأس بتركها، فيجمع بين الأحاديث.
فوائد من شروح السنن || للشيخ: أحمد الصقعوب
https://www.tgoop.com/ahmad_m_al_suqub
BY قناة الشيخ: أحمد الصقعوب
Share with your friend now:
tgoop.com/ahmad_m_al_suqub/5700