tgoop.com/ahmad_m_al_suqub/5672
Last Update:
(قرة العيون ومجمع العبادات)
عن سالم بن أبي الجعد، قال: قال رجل: -قال مسعر: أراه من خزاعة-: ليتني صليت فاسترحت! فكأنهم عابوا ذلك عليه، فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:(يا بلال أقم الصلاة، أرحنا بها).
(ليتني صليت فاسترحت) أي هذه العبارة صحيحة لأن الصلاة راحة وقرة للعيون.
وقال:(يا بلال أقم الصلاة، أرحنا بها) فالصلاة راحة للقلب وسلوة للنفس بها تطيب الحياة وتسعد النفوس وتقر العيون لأنها أعظم صلة بين العبد وربه وهي مجمع العبادات. وهذا حال الخاشع المؤديها بطمأنينة وفي الحديث: (وجعلت قرة عيني في الصلاة) لأنه يستحضر عظمة الله ويناجيه {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}.
وهنا قال: (يا بلال أقم الصلاة، أرحنا بها) فمن أداها بحقها كانت قرة لعينة مكفرة لسيئاته مطيبة لحياته ونعيما لروحه ومستراحا له في دنياه يسر إذا أقبل عليها ويسعد إذا تذكرها ودخل فيها كما كانت للنبي ﷺ (يا بلال أقم الصلاة، أرحنا بها) ولم يقل: أرحنا منها، (جعلت قرة عيني في الصلاة)، قال ابن القيم:(والمقصود أن ما تقر به العين أعلى من مجرد ما يحبه، فالصلاة قرة عيون المحبين في هذه الدنيا؛ لما فيها من مناجاة من لا تقر العيون، ولا تطمئن القلوب، ولا تسكن النفوس إلا إليه، والتنعم بذكره، والتذلل والخضوع له، والقرب منه، ولا سيما في حال السجود، وتلك الحال أقرب ما يكون العبد من ربه فيها، ومن هذا قول النبي ﷺ: (يا بلال أرحنا بالصلاة) فهو يستريح بالصلاة ولا يستريح من الصلاة فهي راحة لا ثقل.
BY قناة الشيخ: أحمد الصقعوب
Share with your friend now:
tgoop.com/ahmad_m_al_suqub/5672