AHLUSSONNA Telegram 3083
ماذا لو ادعى "أيلون ماسك" النبوة ؟
.
[1]
جلست يوما مع بنت محجبة لكنها كانت ما شاء الله "ملحدة"!

طلبت لقائي للحديث فيما يؤرق بالها، ومن عجب أنها وصديقها الذي جاء معها كانا متأثرين بكتابات إبراهيم عيسى لا سيما كتابه "رحلة الدم" .. الذي يتمسح في المعتزلة والمذهب الحنفي هذه الأيام.. لكن هذا حديث آخر!
.
كان مما دار بيننا من حوار أن قلت لها: لقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم بما لم يقدر عليه أحد ، وتحدى الناس ، فلم يجب أحد ، فثبت عجزهم عن مجاراته، لذا فالقرآن معجزة، اقترنت بدعوى النبوة، فيجب تصديقه!
.
ردت وقالت: هناك رجل ادعى النبوة في أمريكا وله أتباع -وذكرت اسما لا اذكره الآن- ، فهل يجب علينا تصديقه؟
.
قلت لها: لا، لأن الأنبياء خط واحد ، ومنهج واحد ، من عند رب واحد ولا يمكن أن يكذب أحدهم الآخر ، وإلا سقطت نبوتهم جميعا. فالنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم من جهته جاء مصدقا لما بين يديه من التوراة والإنجيل كما هو نص القرآن، والأنبياء السابقون من جهتهم بشروا به .. فهي سلسلة مترابطة.

ونبينا قال: إنه الخاتم ولا نبي بعده ، وقال : "لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين، كل يزعم أنه رسول الله"[رواه البخاري]، فلا نبوة بعده. كل هذا على فرض إتيان هذا الأمريكي بخارق للعادات!

ولو جاء بخارق للعادات = ما صدقناه كذلك، لأن خرق العادة يكون للنبي ولغيره فنحن لا نقول باقتصار خرق العادة على النبي، بل تخرق العادة للنبي فيسمى معجزة، ويكون للولي فبسمى كرامة، ويكون للمؤمن فيسمى معونة، ويكون للفاسق فيسمى استدراجا، كما نشاهده لدى الهندوس وغيرهم من أصحاب الرياضات الروحية الشيطانية!
===
[2]
انفض المجلس لكن ظل سؤال الأخت عالقا في ذهني .. حتى شاهدت اليوم نتيجة تجربة زراعة أول شريحة في الدماغ لإنسان مشلول شللا رباعيا، وأنه استطاع بواسطة جهود وشركات أيلون ماسك أن يحرك قطع الشطرنج من خلال هذه الشريحة!
.
وهذا لا شك خارق للعادة .. ثم قلت لنفسي : ماذا لو ادعى أيلون ماسك النبوة مع كل الأعمال والمشاريع التي يعمل عليها في الأرض والفضاء ، وكلها مشاريع طموحة وخارج الصندوق أي كلها قد تعد خوارق إن نجح فيها أو بعضها على الأقل؟
.
لقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال وأن له خوارق، فعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان أحدهما ماء أبيض، والآخر نار تأجج، فإما أَدْرَكَنَّ أحدٌ فليأت النهر الذي يراه ناراً وليغمض ثم ليطأطىء رأسه فيشرب منه فإنه ماء بارد ) [رواه مسلم] . ومع ذلك فهو أكذب الكذبة وأكبر الدجالين في التاريخ حتى قيل إنه ما من فتنة إلا هي تمهيد للدجال!

لذلك فليس كل خرق للعادة يلزم عنه النبوة إلا إن صاحبها دعوى النبوة، كان هذا قبل النبي الخاتم، أما بعده فكل دعوى للنبوة وإن صحبها خرق العادة فمردودة، لأنه أخبر أنه الخاتم وأخبر عن الكذبة من بعده.
==
[3]
من المهم -كذلك- أن نفرق بين المعجزة ودلائل النبوة، فالمعجزة دليل من أدلة النبوة وهي أكبرها، ودلائل النبوة أعم من ذلك، فيدخل فيها مثلا ما وقع مع سلمان الفارسي الذي لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم إلا من خلال الدلائل التي عرفها ممن لازمهم من الأحبار والرهبان قبل لقائه بالنبي، حين قالوا له: إنه "يأخذ الهدية ، ولا يأكل الصدقة ، وبين كتفيه خاتم النبوة"، فاختبر النبي بها حتى ثبتت لديه.
.
"النبوة : معها معجزة، ولها دلائل"
.
ومن دلائل النبوة ما لا يصبر عليها الكذاب، مثل: الخلق الرفيع مما لا يجتمع مثله في بشر.
.
أي أن بعض البشر مثلا كريم لكنه جبان، أو هو شجاع وكريم لكن بنسبة معينة. أما اجتماع كل صفات الخير في أعلى نسبها الممكنة للبشر فلا تكون إلا في نبي.
.
أي أن من يدعي النبوة ستكون أفعاله وحركاته وسكناته وردود أفعاله تحت الميكرسكوب، وربما يجهل عليه بعض أهل الجهل، ويعتدي عليه بعض أهل الحمق، وسيكون مراقبا في كل ذلك، كما حدث مع النبي الخاتم بالضبط، حين حُفظ كل شيء عنه حتى طريقة كلامه.
.
يقف الطاعنون في نبوته على مواقف في سيرته يرونها مضادة لمعاني النبوة مثل زواجه من زينب .. وطريقته في معالمة المنافقين في المدينة، ونحوها مما يدل على أن فطرة الإنسان تنطوي على البحث عن معنى الكمال المطلوب فيمن يدعي النبوة، أو على الأقل ستكون كل تصرفاته لدى الطاعنين فيه محل سؤال وترقب ، بل استفزازات بغرض الاختبار لنبوته كما وقع مع نبينا كذلك.
.
سيكون كل ما يقوله قانون تتعلق به الآمال والرغبات وتُبنى عليه التوقعات فإن كذب في قول أو فعل ، أو حصل خلاف ما أخبر سيكون الكفر به على قدر تصديقه واليقين فيه وستكون عدواته بنفس قوة الإيمان به، فيجب أن يكون صادقا في قوله تمام الصدق .. فإن أخبر بشيء أنه سيقع فيجب أن يقع كما أخبر سواء في الماضي أو المستقبل أو الحاضر.



tgoop.com/ahlussonna/3083
Create:
Last Update:

ماذا لو ادعى "أيلون ماسك" النبوة ؟
.
[1]
جلست يوما مع بنت محجبة لكنها كانت ما شاء الله "ملحدة"!

طلبت لقائي للحديث فيما يؤرق بالها، ومن عجب أنها وصديقها الذي جاء معها كانا متأثرين بكتابات إبراهيم عيسى لا سيما كتابه "رحلة الدم" .. الذي يتمسح في المعتزلة والمذهب الحنفي هذه الأيام.. لكن هذا حديث آخر!
.
كان مما دار بيننا من حوار أن قلت لها: لقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم بما لم يقدر عليه أحد ، وتحدى الناس ، فلم يجب أحد ، فثبت عجزهم عن مجاراته، لذا فالقرآن معجزة، اقترنت بدعوى النبوة، فيجب تصديقه!
.
ردت وقالت: هناك رجل ادعى النبوة في أمريكا وله أتباع -وذكرت اسما لا اذكره الآن- ، فهل يجب علينا تصديقه؟
.
قلت لها: لا، لأن الأنبياء خط واحد ، ومنهج واحد ، من عند رب واحد ولا يمكن أن يكذب أحدهم الآخر ، وإلا سقطت نبوتهم جميعا. فالنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم من جهته جاء مصدقا لما بين يديه من التوراة والإنجيل كما هو نص القرآن، والأنبياء السابقون من جهتهم بشروا به .. فهي سلسلة مترابطة.

ونبينا قال: إنه الخاتم ولا نبي بعده ، وقال : "لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين، كل يزعم أنه رسول الله"[رواه البخاري]، فلا نبوة بعده. كل هذا على فرض إتيان هذا الأمريكي بخارق للعادات!

ولو جاء بخارق للعادات = ما صدقناه كذلك، لأن خرق العادة يكون للنبي ولغيره فنحن لا نقول باقتصار خرق العادة على النبي، بل تخرق العادة للنبي فيسمى معجزة، ويكون للولي فبسمى كرامة، ويكون للمؤمن فيسمى معونة، ويكون للفاسق فيسمى استدراجا، كما نشاهده لدى الهندوس وغيرهم من أصحاب الرياضات الروحية الشيطانية!
===
[2]
انفض المجلس لكن ظل سؤال الأخت عالقا في ذهني .. حتى شاهدت اليوم نتيجة تجربة زراعة أول شريحة في الدماغ لإنسان مشلول شللا رباعيا، وأنه استطاع بواسطة جهود وشركات أيلون ماسك أن يحرك قطع الشطرنج من خلال هذه الشريحة!
.
وهذا لا شك خارق للعادة .. ثم قلت لنفسي : ماذا لو ادعى أيلون ماسك النبوة مع كل الأعمال والمشاريع التي يعمل عليها في الأرض والفضاء ، وكلها مشاريع طموحة وخارج الصندوق أي كلها قد تعد خوارق إن نجح فيها أو بعضها على الأقل؟
.
لقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال وأن له خوارق، فعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان أحدهما ماء أبيض، والآخر نار تأجج، فإما أَدْرَكَنَّ أحدٌ فليأت النهر الذي يراه ناراً وليغمض ثم ليطأطىء رأسه فيشرب منه فإنه ماء بارد ) [رواه مسلم] . ومع ذلك فهو أكذب الكذبة وأكبر الدجالين في التاريخ حتى قيل إنه ما من فتنة إلا هي تمهيد للدجال!

لذلك فليس كل خرق للعادة يلزم عنه النبوة إلا إن صاحبها دعوى النبوة، كان هذا قبل النبي الخاتم، أما بعده فكل دعوى للنبوة وإن صحبها خرق العادة فمردودة، لأنه أخبر أنه الخاتم وأخبر عن الكذبة من بعده.
==
[3]
من المهم -كذلك- أن نفرق بين المعجزة ودلائل النبوة، فالمعجزة دليل من أدلة النبوة وهي أكبرها، ودلائل النبوة أعم من ذلك، فيدخل فيها مثلا ما وقع مع سلمان الفارسي الذي لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم إلا من خلال الدلائل التي عرفها ممن لازمهم من الأحبار والرهبان قبل لقائه بالنبي، حين قالوا له: إنه "يأخذ الهدية ، ولا يأكل الصدقة ، وبين كتفيه خاتم النبوة"، فاختبر النبي بها حتى ثبتت لديه.
.
"النبوة : معها معجزة، ولها دلائل"
.
ومن دلائل النبوة ما لا يصبر عليها الكذاب، مثل: الخلق الرفيع مما لا يجتمع مثله في بشر.
.
أي أن بعض البشر مثلا كريم لكنه جبان، أو هو شجاع وكريم لكن بنسبة معينة. أما اجتماع كل صفات الخير في أعلى نسبها الممكنة للبشر فلا تكون إلا في نبي.
.
أي أن من يدعي النبوة ستكون أفعاله وحركاته وسكناته وردود أفعاله تحت الميكرسكوب، وربما يجهل عليه بعض أهل الجهل، ويعتدي عليه بعض أهل الحمق، وسيكون مراقبا في كل ذلك، كما حدث مع النبي الخاتم بالضبط، حين حُفظ كل شيء عنه حتى طريقة كلامه.
.
يقف الطاعنون في نبوته على مواقف في سيرته يرونها مضادة لمعاني النبوة مثل زواجه من زينب .. وطريقته في معالمة المنافقين في المدينة، ونحوها مما يدل على أن فطرة الإنسان تنطوي على البحث عن معنى الكمال المطلوب فيمن يدعي النبوة، أو على الأقل ستكون كل تصرفاته لدى الطاعنين فيه محل سؤال وترقب ، بل استفزازات بغرض الاختبار لنبوته كما وقع مع نبينا كذلك.
.
سيكون كل ما يقوله قانون تتعلق به الآمال والرغبات وتُبنى عليه التوقعات فإن كذب في قول أو فعل ، أو حصل خلاف ما أخبر سيكون الكفر به على قدر تصديقه واليقين فيه وستكون عدواته بنفس قوة الإيمان به، فيجب أن يكون صادقا في قوله تمام الصدق .. فإن أخبر بشيء أنه سيقع فيجب أن يقع كما أخبر سواء في الماضي أو المستقبل أو الحاضر.

BY أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ


Share with your friend now:
tgoop.com/ahlussonna/3083

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

It’s easy to create a Telegram channel via desktop app or mobile app (for Android and iOS): Administrators With the “Bear Market Screaming Therapy Group,” we’ve now transcended language. Other crimes that the SUCK Channel incited under Ng’s watch included using corrosive chemicals to make explosives and causing grievous bodily harm with intent. The court also found Ng responsible for calling on people to assist protesters who clashed violently with police at several universities in November 2019. Step-by-step tutorial on desktop:
from us


Telegram أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
FROM American