AHLUSSONNA Telegram 3078
صلاة التَّراويح
(قيام ليل رمضان).
جاء الأمر عن عمرَ بنِ الخطاب -رضي الله عنه- بصلاة العشرين ركعة عن أربعة من التَّابعين ، وهذه رواياتهم :
1- عن السَّائب بن يزيد أنَّه قال : ( إنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- جَمَعَ النَّاسَ فِي رَمَضَانَ عَلَى أُبَيِّ بنِ كَعبٍ وَعَلَى تَمِيمٍ الدَّارِيِّ عَلَى إِحدَى وَعِشرِينَ رَكعَةً ، يَقرَؤُونَ بِالمِئِينَ ، وَيَنصَرِفُونَ عِندَ فُرُوعِ الفَجرِ )
رواه عن السَّائب جماعةٌ من الرُّواة : ومنهم من يذكر ( العشرين ) أو ( إحدى وعشرين ) أو ( ثلاث وعشرين ) وهم :
محمدُ بن يوسف ابن أخت السَّائب عن السَّائب : كما عند عبد الرَّزاق في "المُصنف" (4/260) من رواية داودَ بنِ قيسٍ وغيره عنه
ويزيد بن خصيفة : أخرجه ابن الجَعد في "المُسند" (1/413)، ومن طريقه البيهقيُّ في السُّنن (2/496)
والحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب : أخرجه عبد الرَّزاق في "المصنف"
(4/261)
فهذه روايات صحيحة من رواة ثقات عن السائب بن يزيد ، وفيها ذكر العشرين ركعة في زمن عمرَ بن الخطاب -رضي الله عنه- ، والزِّيادة في رواية ( إحدى وعشرين ) أو ( ثلاث وعشرين ) إنما هو باعتبارِ القيامِ مع الوتر .
2- عن يزيدِ بنِ رومان قال : ( كَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ فِي زَمَانِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ فِي رَمَضَانَ بِثَلاثٍ وَعِشرِينَ رَكعةً )
رواه عنه مالك في "المُوطَّأ"
(1/115) ،
وقال النَّوويُّ في "المجموع" (4/33) : " مرسلٌ ، فإنَّ يزيدَ بن رومان لم يُدرك عمرَ " انتهى .
3- عن يحيى بنِ سعيدٍ القطَّان : ( أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ أَمَرَ رَجُلاً يُصَلِّي بِهِم عِشرِينَ رَكعَةً )
أخرجه ابن أبي شَيْبةَ في "المُصنَّف"
(2/163) عن وكيعٍ عن مالكٍ به .
4- عن عبد العزيز بن رفيع قال : ( كَانَ أُبَيُّ بنُ كَعبٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ فِي رَمَضَانَ بِالمَدِينَةِ عِشرِينَ رَكعَةً ، وَيُوتِرُ بِثَلاثٍ )
أخرجه ابن أبي شَيْبة في "المُصنف"
(2/163) .
وبمجموع هذه
الرِّوايات يتبيَّنُ أنَّ العشرين ركعة كانت هي السُّنةُ الغالبةُ على التَّراويح في زمن عمرَ بنَ الخطاب -رضي الله عنه- ، ومثل صلاة التَّراويح أمرٌ مشهورٌ يتناقله الجيلُ وعامَّةُ الناس ، وروايةُ يزيد بن رومان ويحيى القطَّان يعتبر بهما وإن كانا لم يدركا عمرَ ، فإنَّهما ولا شكَّ تَلَقَياه عن مجموع الناس الذين أدركوهم ، وذلك أمرٌ لا يحتاج إلى رجلٍ يُسندُه ، فإنَّ المدينةَ كلُّها تُسندُه .
قال الإمام التِّرمذيُّ -رحمه الله- في سُننِه (3/169) :
" وَأَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى مَا رُوِيَ عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَغَيْرِهِمَا-رضي الله عنهم-
مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِشْرِينَ رَكْعَةً وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِيِّ وَابْنِ الْمُبَارَكِ وَالشَّافِعِيِّ .
وقَالَ الشَّافِعِيُّ وَهَكَذَا أَدْرَكْتُ بِبَلَدِنَا بِمَكَّةَ يُصَلُّونَ عِشْرِينَ رَكْعَةً .
وقال ابنُ عبد البَّر في "الاستذكار" (2/69) :
" وروي عشرون ركعة عن علي ، وشتير بن شكل ، وابن أبي مليكة ، والحارث الهمداني ، وأبي البختري ، وهو قول جمهور العلماء ، وبه قال الكوفيون والشافعي وأكثر الفقهاء
وهو الصَّحيح عن أبيِّ بن كعبٍ ، من غير خلافٍ من الصَّحابة ، وقال عطاء : أدركتُ الناس وهم يُصلُّون ثلاثاً وعشرين ركعة بالوتر " انتهى .
وانظر ذلك مسنداً في "مصنف ابن أبي شيْبَة"
(2/163)،
يقول ابن تيمية -رحمه الله تعالى- "مجموع الفتاوى" (23/112) :
" ثبت أن أُبَيَّ بنَ كعبٍ كان يقوم بالناس عشرين ركعةً فى قيام رمضان ، ويوتر بثلاثٍ ، فرأى كثيرٌ من العلماء أنَّ ذلك هو السُّنة ؛ لأنَّه أقامَه بينَ المُهاجرين والانصار؛ ولم ينكره مُنكرٌ ، واستحبَّ آخرون تسعةً وثلاثين رَكعة ، بناء على أنَّه عملُ أهل المدينة القديم " انتهى .
أمَّا ما جاء من رِواية الإمام مالك ويحيى القطَّان وغيرِهما عن محمد بن يوسف عن السَّائب بن يزيد في "الموطأ"
(1/115)
وفي "مصنف ابن أبي شيبة" (2/162) بلفظ : ( إحدى عشرة ركعة ) فهو محمولٌ على أنَّه كان في بدايةِ الأمرِ ، ثمَّ خُفِّفَ بعدُ على الناس ، فزادَ عمرُ الرَّكعاتِ إلى عشرين ليُخفِّفَ على الناس القراءةَ في القيام .
قال ابنُ عبد البَّر في "الاستذكار"
(2/68) :
" إلَّا أنَّه يُحتَمل أن يكون القيام في أول ما عملَ به عمرُ بإحدى عشرة ركعة ، ثمَّ خفَّفَ عليهم طول القيام ، ونقلَهم إلى إحدى وعشرين ركعة ، يُخفِّفون فيها القراءةَ ويزيدونَ في الرُّكوع والسُّجود ، إلَّا أنَّ الأغلبَ عندي -في إحدى عشرة ركعة- الوهمُ ، والله أعلم " انتهى .
ويقول ابنُ تيمية -رحمه الله- "مجموع الفتاوى" (23/113) :



tgoop.com/ahlussonna/3078
Create:
Last Update:

صلاة التَّراويح
(قيام ليل رمضان).
جاء الأمر عن عمرَ بنِ الخطاب -رضي الله عنه- بصلاة العشرين ركعة عن أربعة من التَّابعين ، وهذه رواياتهم :
1- عن السَّائب بن يزيد أنَّه قال : ( إنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- جَمَعَ النَّاسَ فِي رَمَضَانَ عَلَى أُبَيِّ بنِ كَعبٍ وَعَلَى تَمِيمٍ الدَّارِيِّ عَلَى إِحدَى وَعِشرِينَ رَكعَةً ، يَقرَؤُونَ بِالمِئِينَ ، وَيَنصَرِفُونَ عِندَ فُرُوعِ الفَجرِ )
رواه عن السَّائب جماعةٌ من الرُّواة : ومنهم من يذكر ( العشرين ) أو ( إحدى وعشرين ) أو ( ثلاث وعشرين ) وهم :
محمدُ بن يوسف ابن أخت السَّائب عن السَّائب : كما عند عبد الرَّزاق في "المُصنف" (4/260) من رواية داودَ بنِ قيسٍ وغيره عنه
ويزيد بن خصيفة : أخرجه ابن الجَعد في "المُسند" (1/413)، ومن طريقه البيهقيُّ في السُّنن (2/496)
والحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب : أخرجه عبد الرَّزاق في "المصنف"
(4/261)
فهذه روايات صحيحة من رواة ثقات عن السائب بن يزيد ، وفيها ذكر العشرين ركعة في زمن عمرَ بن الخطاب -رضي الله عنه- ، والزِّيادة في رواية ( إحدى وعشرين ) أو ( ثلاث وعشرين ) إنما هو باعتبارِ القيامِ مع الوتر .
2- عن يزيدِ بنِ رومان قال : ( كَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ فِي زَمَانِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ فِي رَمَضَانَ بِثَلاثٍ وَعِشرِينَ رَكعةً )
رواه عنه مالك في "المُوطَّأ"
(1/115) ،
وقال النَّوويُّ في "المجموع" (4/33) : " مرسلٌ ، فإنَّ يزيدَ بن رومان لم يُدرك عمرَ " انتهى .
3- عن يحيى بنِ سعيدٍ القطَّان : ( أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ أَمَرَ رَجُلاً يُصَلِّي بِهِم عِشرِينَ رَكعَةً )
أخرجه ابن أبي شَيْبةَ في "المُصنَّف"
(2/163) عن وكيعٍ عن مالكٍ به .
4- عن عبد العزيز بن رفيع قال : ( كَانَ أُبَيُّ بنُ كَعبٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ فِي رَمَضَانَ بِالمَدِينَةِ عِشرِينَ رَكعَةً ، وَيُوتِرُ بِثَلاثٍ )
أخرجه ابن أبي شَيْبة في "المُصنف"
(2/163) .
وبمجموع هذه
الرِّوايات يتبيَّنُ أنَّ العشرين ركعة كانت هي السُّنةُ الغالبةُ على التَّراويح في زمن عمرَ بنَ الخطاب -رضي الله عنه- ، ومثل صلاة التَّراويح أمرٌ مشهورٌ يتناقله الجيلُ وعامَّةُ الناس ، وروايةُ يزيد بن رومان ويحيى القطَّان يعتبر بهما وإن كانا لم يدركا عمرَ ، فإنَّهما ولا شكَّ تَلَقَياه عن مجموع الناس الذين أدركوهم ، وذلك أمرٌ لا يحتاج إلى رجلٍ يُسندُه ، فإنَّ المدينةَ كلُّها تُسندُه .
قال الإمام التِّرمذيُّ -رحمه الله- في سُننِه (3/169) :
" وَأَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى مَا رُوِيَ عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَغَيْرِهِمَا-رضي الله عنهم-
مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِشْرِينَ رَكْعَةً وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِيِّ وَابْنِ الْمُبَارَكِ وَالشَّافِعِيِّ .
وقَالَ الشَّافِعِيُّ وَهَكَذَا أَدْرَكْتُ بِبَلَدِنَا بِمَكَّةَ يُصَلُّونَ عِشْرِينَ رَكْعَةً .
وقال ابنُ عبد البَّر في "الاستذكار" (2/69) :
" وروي عشرون ركعة عن علي ، وشتير بن شكل ، وابن أبي مليكة ، والحارث الهمداني ، وأبي البختري ، وهو قول جمهور العلماء ، وبه قال الكوفيون والشافعي وأكثر الفقهاء
وهو الصَّحيح عن أبيِّ بن كعبٍ ، من غير خلافٍ من الصَّحابة ، وقال عطاء : أدركتُ الناس وهم يُصلُّون ثلاثاً وعشرين ركعة بالوتر " انتهى .
وانظر ذلك مسنداً في "مصنف ابن أبي شيْبَة"
(2/163)،
يقول ابن تيمية -رحمه الله تعالى- "مجموع الفتاوى" (23/112) :
" ثبت أن أُبَيَّ بنَ كعبٍ كان يقوم بالناس عشرين ركعةً فى قيام رمضان ، ويوتر بثلاثٍ ، فرأى كثيرٌ من العلماء أنَّ ذلك هو السُّنة ؛ لأنَّه أقامَه بينَ المُهاجرين والانصار؛ ولم ينكره مُنكرٌ ، واستحبَّ آخرون تسعةً وثلاثين رَكعة ، بناء على أنَّه عملُ أهل المدينة القديم " انتهى .
أمَّا ما جاء من رِواية الإمام مالك ويحيى القطَّان وغيرِهما عن محمد بن يوسف عن السَّائب بن يزيد في "الموطأ"
(1/115)
وفي "مصنف ابن أبي شيبة" (2/162) بلفظ : ( إحدى عشرة ركعة ) فهو محمولٌ على أنَّه كان في بدايةِ الأمرِ ، ثمَّ خُفِّفَ بعدُ على الناس ، فزادَ عمرُ الرَّكعاتِ إلى عشرين ليُخفِّفَ على الناس القراءةَ في القيام .
قال ابنُ عبد البَّر في "الاستذكار"
(2/68) :
" إلَّا أنَّه يُحتَمل أن يكون القيام في أول ما عملَ به عمرُ بإحدى عشرة ركعة ، ثمَّ خفَّفَ عليهم طول القيام ، ونقلَهم إلى إحدى وعشرين ركعة ، يُخفِّفون فيها القراءةَ ويزيدونَ في الرُّكوع والسُّجود ، إلَّا أنَّ الأغلبَ عندي -في إحدى عشرة ركعة- الوهمُ ، والله أعلم " انتهى .
ويقول ابنُ تيمية -رحمه الله- "مجموع الفتاوى" (23/113) :

BY أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ


Share with your friend now:
tgoop.com/ahlussonna/3078

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

“Hey degen, are you stressed? Just let it all out,” he wrote, along with a link to join the group. To edit your name or bio, click the Menu icon and select “Manage Channel.” Administrators Telegram channels enable users to broadcast messages to multiple users simultaneously. Like on social media, users need to subscribe to your channel to get access to your content published by one or more administrators. Add up to 50 administrators
from us


Telegram أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
FROM American