AHLUSSONNA Telegram 3054
هذه العبارة ، كالعلامة الكمال بن أبي شريف الذي يقول :

(( وأما طريقة الخلف فهي أحكم بمعنى أكثر إحكاما أي إتقانا لما فيها من إزالة الشبه عن الأفهام، وبعضٌ عبَّر بأعلم بدل أحكم بمعنى أن معها زيادة علم لبيان المعنى التفصيلي ))

فانظر للفرق بين هذا الكلام وبين ما فهمه ابن تيمية رحمه الله من أن الأشاعرة اتهموا علماء السلف بالجهل والتقصير ، ولو أن الأشاعرة اتهموا السلف بذلك لرأينا ذلك صريحاً في كلامهم وأنت خبير بأن الجويني رحمه الله كان إماماً جسوراً على الانتقاد فقد خالف الشافعي في مسائل بالفقه والأصول وصرح بذلك في كتابة البرهان وفي نهاية المطلب ، فإن وجد الإمام الجويني شيئاً في كلام السلف فيما يخص الاعتقاد يدل على جهل أو قلة علم لصرح بذلك فمن كلن مثله لم يتهيب من النقد والرد على المخالف .

إضافة لذلك في حال سلمنا جدلاً أن المراد من هذه العبارة أن الخلف أفضل من السلف فيما يخص بعض المسائل الاعتقادية فهذا لا يوجد فيه قدح بأفضلية السلف كما صور الشيخ ابن تيمية أن في ذلك قدح بأفضلية السلف وبالتالي قدح بحديث النبي عليه الصلاة والسلام وصور ذلك على أنه شعبة من شعب الرفض حيث قال ( وَلَا رَيْبَ أَنَّ هَذَا شُعْبَةٌ مِنْ الرَّفْضِ فَإِنَّهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ تَكْفِيرًا لِلسَّلَفِ وَلَا تَفْسِيقًا لَهُمْ انَ تَجْهِيلًا لَهُمْ وَتَخْطِئَةً وَتَضْلِيلًا وَنِسْبَةً لَهُمْ إلَى الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِسْقًا فَزَعْمًا: أَنَّ أَهْلَ الْقُرُونِ المفضولة فِي الشَّرِيعَةِ أَعْلَمُ وَأَفْضَلُ مِنْ أَهْلِ الْقُرُونِ الْفَاضِلَةِ. وَمِنْ الْمَعْلُومِ بِالضَّرُورَةِ لِمَنْ تَدَبَّرَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَمَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ مِنْ جَمِيعِ الطَّوَائِفِ: أَنَّ خَيْرَ قُرُونِ هَذِهِ الْأُمَّةِ - فِي الْأَعْمَالِ وَالْأَقْوَالِ وَالِاعْتِقَادِ وَغَيْرِهَا مِنْ كُلِّ فَضِيلَةٍ أَنَّ خَيْرَهَا -: الْقَرْنُ الْأَوَّلُ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَمَا ثَبَتَ ذَلِكَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ وَأَنَّهُمْ أَفْضَلُ مِنْ الْخَلَفِ فِي كُلِّ فَضِيلَةٍ: مِنْ عِلْمٍ وَعَمَلٍ وَإِيمَانٍ وَعَقْلٍ وَدِينٍ وَبَيَانٍ وَعِبَادَةٍ وَأَنَّهُمْ أَوْلَى بِالْبَيَانِ لِكُلِّ مُشْكِلٍ. هَذَا لَا يَدْفَعُهُ إلَّا مَنْ كَابَرَ الْمَعْلُومَ بِالضَّرُورَةِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ )) وهذه على عادته بالتهويل على المخالف ..

والسبب في ذلك هو أن هناك فرق كبير بين الأفضلية المطلقة وبين الامتياز فقد يمتاز الخلف على السلف في بعض الأمور مع كون السلف أفضل في الجملة ، كما بين الإمام القرافي في الفروق يقول رحمه الله :

( وَقَدْ يَخْتَصُّ الْمَفْضُولُ بِبَعْضِ الصِّفَاتِ الْفَاضِلَةِ وَلَا يَقْدَحُ ذَلِكَ فِي التَّفْضِيلِ عَلَيْهِ لِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «أَقْضَاكُمْ عَلِيٌّ وَأَفْرَضُكُمْ زَيْدٌ وَأَقْرَؤُكُمْ أُبَيٌّ وَأَعْلَمُكُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ» - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - مَعَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَفْضَلُ الْجَمِيعِ وَكَاخْتِصَاصِ سُلَيْمَانَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - بِالْمُلْكِ الْعَظِيمِ وَنُوحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -بِإِنْذَارِ الْمِئِينَ مِنْ السِّنِينَ وَآدَمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِكَوْنِهِ أَبَا الْبَشَرِ مَعَ تَفْضِيلِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْجَمِيعِ فَلَوْلَا هَذِهِ الْقَاعِدَةُ وَهِيَ تَجْوِيزُ اخْتِصَاصِ الْمَفْضُولِ بِمَا لَيْسَ لِلْفَاضِلِ لَلَزِمَ التَّنَاقُضُ))

فإذا فهمت ذلك علمت أنه لو قلنا أن علماء الخلف أعلم من علماء السلف ببعض القضايا العقدية والأمور العلمية الدقيقة فلا يلزم من ذلك طعن بالسلف وانتقاص منهم ولا يلزم من ذلك أن علماء الخلف أعلم بأصل الاعتقاد وبالتالي لا يوجد في ذلك أي مخالفة لحديث النبي عليه الصلاة والسلام ولا لما هو معلوم من الدين بالضرورة ..

وكثيراً ما سمعت من شيوخ المتسلفة أن الشيخ ابن تيمية أعلم من أئمة السلف كالطحاوي وأبو الحسن الأشعري بالاعتقاد بل منهم من ادعى أن الشيخ أعلم من الأئمة الأربعة بالفقه فهؤلاء خالفوا حديث النبي ووقعوا بما هو مناقض للإجماع بناء على كلام الشيخ ابن تيمية!!

أما اتهامه للعلماء بأنهم وقعوا بالشك في الاعتقاد ولم يثبتوا على دين فليته لم يقل ذلك فهذا تكفير لهم كما لا يخفى على أحد وهذه هي نتيجة تجرؤ هذا الرجل وخروجه عن اتزانه كما عُرِف عنه سامحه الله.



tgoop.com/ahlussonna/3054
Create:
Last Update:

هذه العبارة ، كالعلامة الكمال بن أبي شريف الذي يقول :

(( وأما طريقة الخلف فهي أحكم بمعنى أكثر إحكاما أي إتقانا لما فيها من إزالة الشبه عن الأفهام، وبعضٌ عبَّر بأعلم بدل أحكم بمعنى أن معها زيادة علم لبيان المعنى التفصيلي ))

فانظر للفرق بين هذا الكلام وبين ما فهمه ابن تيمية رحمه الله من أن الأشاعرة اتهموا علماء السلف بالجهل والتقصير ، ولو أن الأشاعرة اتهموا السلف بذلك لرأينا ذلك صريحاً في كلامهم وأنت خبير بأن الجويني رحمه الله كان إماماً جسوراً على الانتقاد فقد خالف الشافعي في مسائل بالفقه والأصول وصرح بذلك في كتابة البرهان وفي نهاية المطلب ، فإن وجد الإمام الجويني شيئاً في كلام السلف فيما يخص الاعتقاد يدل على جهل أو قلة علم لصرح بذلك فمن كلن مثله لم يتهيب من النقد والرد على المخالف .

إضافة لذلك في حال سلمنا جدلاً أن المراد من هذه العبارة أن الخلف أفضل من السلف فيما يخص بعض المسائل الاعتقادية فهذا لا يوجد فيه قدح بأفضلية السلف كما صور الشيخ ابن تيمية أن في ذلك قدح بأفضلية السلف وبالتالي قدح بحديث النبي عليه الصلاة والسلام وصور ذلك على أنه شعبة من شعب الرفض حيث قال ( وَلَا رَيْبَ أَنَّ هَذَا شُعْبَةٌ مِنْ الرَّفْضِ فَإِنَّهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ تَكْفِيرًا لِلسَّلَفِ وَلَا تَفْسِيقًا لَهُمْ انَ تَجْهِيلًا لَهُمْ وَتَخْطِئَةً وَتَضْلِيلًا وَنِسْبَةً لَهُمْ إلَى الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِسْقًا فَزَعْمًا: أَنَّ أَهْلَ الْقُرُونِ المفضولة فِي الشَّرِيعَةِ أَعْلَمُ وَأَفْضَلُ مِنْ أَهْلِ الْقُرُونِ الْفَاضِلَةِ. وَمِنْ الْمَعْلُومِ بِالضَّرُورَةِ لِمَنْ تَدَبَّرَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَمَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ مِنْ جَمِيعِ الطَّوَائِفِ: أَنَّ خَيْرَ قُرُونِ هَذِهِ الْأُمَّةِ - فِي الْأَعْمَالِ وَالْأَقْوَالِ وَالِاعْتِقَادِ وَغَيْرِهَا مِنْ كُلِّ فَضِيلَةٍ أَنَّ خَيْرَهَا -: الْقَرْنُ الْأَوَّلُ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَمَا ثَبَتَ ذَلِكَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ وَأَنَّهُمْ أَفْضَلُ مِنْ الْخَلَفِ فِي كُلِّ فَضِيلَةٍ: مِنْ عِلْمٍ وَعَمَلٍ وَإِيمَانٍ وَعَقْلٍ وَدِينٍ وَبَيَانٍ وَعِبَادَةٍ وَأَنَّهُمْ أَوْلَى بِالْبَيَانِ لِكُلِّ مُشْكِلٍ. هَذَا لَا يَدْفَعُهُ إلَّا مَنْ كَابَرَ الْمَعْلُومَ بِالضَّرُورَةِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ )) وهذه على عادته بالتهويل على المخالف ..

والسبب في ذلك هو أن هناك فرق كبير بين الأفضلية المطلقة وبين الامتياز فقد يمتاز الخلف على السلف في بعض الأمور مع كون السلف أفضل في الجملة ، كما بين الإمام القرافي في الفروق يقول رحمه الله :

( وَقَدْ يَخْتَصُّ الْمَفْضُولُ بِبَعْضِ الصِّفَاتِ الْفَاضِلَةِ وَلَا يَقْدَحُ ذَلِكَ فِي التَّفْضِيلِ عَلَيْهِ لِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «أَقْضَاكُمْ عَلِيٌّ وَأَفْرَضُكُمْ زَيْدٌ وَأَقْرَؤُكُمْ أُبَيٌّ وَأَعْلَمُكُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ» - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - مَعَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَفْضَلُ الْجَمِيعِ وَكَاخْتِصَاصِ سُلَيْمَانَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - بِالْمُلْكِ الْعَظِيمِ وَنُوحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -بِإِنْذَارِ الْمِئِينَ مِنْ السِّنِينَ وَآدَمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِكَوْنِهِ أَبَا الْبَشَرِ مَعَ تَفْضِيلِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْجَمِيعِ فَلَوْلَا هَذِهِ الْقَاعِدَةُ وَهِيَ تَجْوِيزُ اخْتِصَاصِ الْمَفْضُولِ بِمَا لَيْسَ لِلْفَاضِلِ لَلَزِمَ التَّنَاقُضُ))

فإذا فهمت ذلك علمت أنه لو قلنا أن علماء الخلف أعلم من علماء السلف ببعض القضايا العقدية والأمور العلمية الدقيقة فلا يلزم من ذلك طعن بالسلف وانتقاص منهم ولا يلزم من ذلك أن علماء الخلف أعلم بأصل الاعتقاد وبالتالي لا يوجد في ذلك أي مخالفة لحديث النبي عليه الصلاة والسلام ولا لما هو معلوم من الدين بالضرورة ..

وكثيراً ما سمعت من شيوخ المتسلفة أن الشيخ ابن تيمية أعلم من أئمة السلف كالطحاوي وأبو الحسن الأشعري بالاعتقاد بل منهم من ادعى أن الشيخ أعلم من الأئمة الأربعة بالفقه فهؤلاء خالفوا حديث النبي ووقعوا بما هو مناقض للإجماع بناء على كلام الشيخ ابن تيمية!!

أما اتهامه للعلماء بأنهم وقعوا بالشك في الاعتقاد ولم يثبتوا على دين فليته لم يقل ذلك فهذا تكفير لهم كما لا يخفى على أحد وهذه هي نتيجة تجرؤ هذا الرجل وخروجه عن اتزانه كما عُرِف عنه سامحه الله.

BY أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ


Share with your friend now:
tgoop.com/ahlussonna/3054

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Step-by-step tutorial on desktop: As five out of seven counts were serious, Hui sentenced Ng to six years and six months in jail. Informative Hashtags Telegram iOS app: In the “Chats” tab, click the new message icon in the right upper corner. Select “New Channel.”
from us


Telegram أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
FROM American