tgoop.com/TharratHob/9778
Last Update:
الرحيل نحو النور
لم يكن خروجه هربًا، ولا طمعًا، ولا نزهة في صحراء،
بل كان نداءً من السماء لبقية النبوة، وآخر قلاع الطهر في أمةٍ نسيت وصايا الوحي.
في ليل المدينة، وبين جدران قبر جده، وقف الحسين، يحدّث الرسول ويستودعه الوداع الأخير.
كان يعلم أن الطريق مفروش بالدم، لا بالورود، وأن الشهادة تنتظره على قارعة كربلاء، لكنها شهادة تصنع الحياة.
قالها بملء الإيمان:
> «إني لم أخرج أشِرًا، ولا بطرًا، ولا ظالمًا، ولا مفسدًا...
وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي».
خرج الحسين ليوقظ الضمائر، لينزع العمائم عن رؤوس باعوا الدين بالسُلطان،
وليعيد للحق هيبته، وللمحرومين صوتهم، وللقرآن روحه.
سارت القافلة لا نحو الحكم، بل نحو الفداء.
معه نساء آل البيت، وأطفاله، وأحبّ الخلق إلى قلبه،
كأنما أراد أن يقول:
> «هذا دمي ودمي، خذوه كله، لكن لا تسكتوا عن الظلم من بعدي».
وفي كربلاء، رسم الحسين بجسده المقطّع خارطة الخلاص.
لم ينتصر بالسيف، بل انتصرت المبادئ على الطغيان.
لم يسقط، بل ارتقى إلى مقامٍ لا يبلغه إلا من ذابت نفسه في الله.
ومات الحسين، لكن لم تمت قضيته،
وبقيت كربلاء صرخةً في وجه كل يزيدٍ إلى يوم الدين.
BY ذَرَّةُ حُبّ
Share with your friend now:
tgoop.com/TharratHob/9778