tgoop.com/TharratHob/9758
Last Update:
الشعر لأبي بقاء الرندي؛
يُطلق على القصيدة اسم: مرثية الأندلس
القصيدة قيلت بعد سقوط مدينة غرناطة، آخر معاقل المسلمين في الأندلس عام 1492م، وفيها يرثي الشاعر ضياع الأندلس ويندب الحال، ويُذكّر الأمة بما حلّ بها من ذلّ بعد عزّ:
لكل شيءٍ إذا ما تمّ نقصانُ
فلا يُغرّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأمورُ كما شاهدتها دولٌ
مَن سرّهُ زمنٌ ساءتهُ أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحدٍ
ولا يدوم على حالٍ لها شانُ
يمزّق الدهرُ حتمًا كلّ سابغةٍ
إذا نبت مشرفيّاتٌ وخُرصانُ
وينتضي كلّ سيفٍ للفناء ولو
كان ابنَ ذي يزن والغمدُ غُمدانُ
أين الملوكُ ذوُو التيجان من يمنٍ
وأين منهمْ أكاسرةٌ وقيصـرانُ؟
أتى على الكلّ أمرٌ لا مردّ لهُ
حتى قضوا، فكأنّ القومَ ما كانوا
وصار ما كان من مُلكٍ ومن مَلِكٍ
كما حكى عن خيال الطيفِ وسنانُ
دارَ الزمانُ على الإسلامِ فانتقمتْ
منهُ يدُ الحَربِ والبلوى وطغيانُ
كم استُبيحتْ بلادُ المسلمينَ، وهلْ
بقيتْ لهمْ رايةٌ فيها ومكانُ؟
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ
حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يا منْ لذلّةِ قومٍ بعد عزّتهمْ
أحال حالَهمْ كفرٌ وطغيانُ
بالأمسِ كانوا ملوكًا في منازلهمْ
واليومَ همْ في بلادِ الكفرِ عُدمانُ
فلوْ تراهمْ حيارى لا دليلَ لهمْ
عليهمُ منْ ثيابِ الذلّ ألوانُ
ولوْ رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ
لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
يا ربّ أمّ وطفلٍ حيل بينهما
كما تفرّق أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةٍ مثلُ حسنِ الشمسِ إذا بزغتْ
كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروهِ مكرهةً
والعينُ باكيةٌ والقلبُ حيرانُ
لمْ مثلُ هذا يُبتغى الدينُ؟ لا كَلاّ
ولا تُرَضّى لمثلِ الدينِ أديانُ
وَقُلْ لِلشَّامِتِينَ بِنَا أَفِيقُوا
فإنَّ نوائبَ الدنيا تُدُورُ
BY ذَرَّةُ حُبّ
Share with your friend now:
tgoop.com/TharratHob/9758