tgoop.com/Sawm3a/2947
Last Update:
الحمد لله الذي أنزل الكتاب ميزانًا، وجعل في الحديد بأسًا وقوةً..
إذا تأملت سورة الحديد وجدتَ فيها ذلك الميزان القويم؛ بين (الروح)التي تسمو بالإنسان: "هو الذي ينزّل على عبده آيات بيّنات ليخرجكم من الظّلمات إلى النّور"، و(المادة) التي يُقيم بها بنيانه: "وأنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديدٌ ومنافع للنّاس"وبه تقوم الصّناعة والآلات المُعينة للإنسان،
وبين الإيمان والعمل: "آمنوا وأنفقوا"، والرهبنة والحرص على الدُّنيا: "ورهبانيّة ابتدعوها ما كتبناها عليهم" و"اعلموا أنّما الحياة الدنيا لعبٌ ولهوٌ وزينةٌ وتفاخرٌ بينكم وتكاثرٌ في الأموال والأولاد".
وقد ابتدأت السّورة بالتسبيح: ةسبّح لله ما في السّماوات وما في الأرض" فالمادة في أصلها تسير بأمرِ الله، بل الكون بكلّ ما فيه يسبّح بحمده سبحانه.
والحديد رمزٌ لحضارة الإنسان، إنّه القوّة الجبارة التي تصوغ الأمم منها عالمها، منه يُصنع السّلاح وبه تُبنى المّدن والجسور والآلات، أليست تلك قوّة يمكنها سحق الإنسان نفسه؟
لكنّ المفارقة الحقيقيّة هي في ذلك الكتاب، الذي هو ميزان قويم، وهدى وذكرى لأولي الألباب، فيسمو بالرّوح عن الانغماس في المادة، أو الانقطاع عنها وترك الاشتغال بالمُعاش وقد "أبدلنا الله بالرهبانيّة الحنيفيّة السّمحاء" اهـ
والكتاب ليس مقابلٌ للمادّة، بل هو -إن شئت- إطارٌ موجّه لها.
"ليقُوم النّاس بالقسط"
والآن، هل ترون أن هذا الميزان الدّقيق هو حقيقة وجودنا؟ ومنتهى سعينا؟ وأنّ كلّ محاولاتنا البشريّة هي تسديدٌ وتقريبٌ بين مساحتي الطيّن والرّوح؟
—
اللهم إنّا نسألك حالاً دائرة مع الحقّ، وفطنة عقلٍ مضروبة في سلامة صدر.. حتى تكون غايتنا في هذه الدار مقصودةً بالأمثل فالأمثل، وعاقبتنا عندك محمودةً بالأفضل فالأفضل.
من دعاء التوحيديّ بتصرّف يسير.
BY صومعة.
Share with your friend now:
tgoop.com/Sawm3a/2947