SUUCCESSPLATFORM Telegram 2788
*المغول إقتحمو السودان*

حين كتب «ألكسندر دوما» جملته الشهيرة:
"Cherchez la femme"
أي "ابحث عن المرأة"،
كان يقصد أن وراء كل مأساة، ثمة امرأة.

أما اليوم، فلو عاش في زمننا هذا، لقال:
"Cherchez la UAE" — ابحث عن الإمارات.

فكل خرابٍ في جسد هذه الأمة، ستجد هناك يدًا تمتد من بعيد، تُحرّك خيوط الدمار كعازفٍ خبيثٍ لا يُخطئ النغمة.

حين قلتُ إن المغول عادوا واقتحموا السودان، لم أكن أكتب استعارة أدبية.
بل كنت أصف واقعًا أشدّ مرارة من التاريخ نفسه.
المغول الذين قرأنا عنهم كانوا عاصفةً من حديد، يقتلون بلا رحمة،
لكنهم على الأقل، كانوا يحاربون أعداءهم.

أما اليوم، فقد خرج علينا مغولٌ جُدد — لا وجوه لهم،
لا دين لهم،
لا شرف لهم.

إنهم «قوات الدعم السريع»،
قوةٌ خرجت من رحم الخيانة، تغتسل في دماء الأبرياء،
تسجد للمال، وتُبايع الشيطان.

المغول، رغم وحشيتهم، لم يفعلوا ما يفعله هؤلاء.
المغول كانوا يقتلون، نعم،
لكنهم لم يعرفوا لذة اغتصاب امرأة أمام زوجها،
ولا نشوة ذبح رجلٍ بينما تُهان روحه برؤية أحبّ الناس إليه يُنتهك جسدها أمامه.

أيُّ حقدٍ هذا؟ أيُّ انحطاطٍ بشريٍ يجعل الإنسان يبتكر أشكالًا جديدة من الألم؟

قواتٌ فقدت كل معنى للإنسانية،
تُطفئ أنوار المدن، لتشعل ليلًا من الصراخ،
تُحوّل الأمهات إلى جثثٍ تبكي بأعينٍ مفتوحة،
والأطفال إلى صورٍ معلّقة على جدران الذاكرة.


لكن يا صديقي، الخيانة لا تأتي وحدها،
وراءها دومًا يدٌ تُغذيها، تموّلها، وتبتسم بخبثٍ وهي تشاهد الجثث تُعدّ على الشاشات.

تلك اليد… هي الإمارات.

التي لم تكتفِ بتخريب العقول،
بل امتدت لتخرب الأوطان، لتزرع الفتنة حيثما مرّت،
ولتُشعل حروبًا ليست لها فيها إلا مصلحةٌ واحدة:
أن تبقى النار مشتعلة، لتتدفأ هي على رماد الشعوب.

هي التي موّلت، وسلّحت، وفتحت السماء لطائراتٍ تحمل مرتزقة ومؤنًا وسلاحًا لقَتَلةٍ مأجورين.
هي التي دفعت لأجل سدّ النهضة لتشعل العداء بين مصر وأثيوبيا والسودان.
هي التي باعت كرامة العرب في سوق التطبيع.


السودان اليوم يُقسّم كما يُقسّم الميت بين الورثة.
دارفور سقطت، والفاشر أُسرت،
والبلد الذي كان اسمه "السودان" صار أربع جراحٍ نازفة على خريطةٍ واحدة.

أطفالٌ جياعٌ يموتون وهم ينادون أمّهاتٍ لن يسمعن النداء،
نساءٌ يغتسلن بالدموع بعد أن سُرقت منهنّ الحياة،
ورجالٌ مقيّدون بالعجز، يتمنون الموت فلا يجدونه.

هل تعلم ما هو أشدُّ أنواع الموت؟
أن تموت وأنت ترى وطنك يُغتصب،
ولا تستطيع أن تصرخ.


السودان تُباد.
نعم، هذه ليست مبالغة.
بل الحقيقة التي يُراد دفنها تحت الضجيج.

السودان تُباد، لا برصاص الأعداء فقط،
بل بصمت الإخوة، وبلادة العالم،
وبتواطؤ الذين ينامون على الوسائد الوثيرة بينما الخرطوم تئنّ من الجوع والرعب.


اكتبوا… تحدّثوا… صرخوا.
لا تدفنوا أصواتكم كما دُفنوا تحت الركام.
قولوا للعالم إن في دارفور نساءً يُغتصبن لأنهن وُلدن هناك،
وأن في الفاشر أطفالًا يموتون لأنهم لم يجدوا ماءً ولا خبزًا ولا حضنًا.

اللهم اشهد،
أنّ السودان يُنزف أمام أعيننا،
وأنّنا لم نصمت خوفًا، بل قهرًا.
اللهم اشهد، أننا نحملها في قلوبنا وإن عجزت أيدينا عن حملها.

اللهم كن في عونهم،
فقد خذلهم القريب قبل البعيد.

السودان لا يستحق هذا الموت.
بلاد الطيبة والكرم،
بلاد النيل والذهب،
بلاد الجدود الذين ماتوا واقفين…

ستموت الآن؟
لا.
لن تموت، ما دام فينا قلبٌ ينبض لأجلها، وما دامت الكلمات لم تُكسر بعد.

> اللهم ارحم السودان،
وامسح على قلوب أهلها،
وانزع عن أرضها يد الطغاة والمأجورين.


"عزيزي القارئ صوتك أمانة… فلا تصمت."

#إنقذو_الفاشر
#محمد_ياسر



tgoop.com/SUuCCeSSplATfORM/2788
Create:
Last Update:

*المغول إقتحمو السودان*

حين كتب «ألكسندر دوما» جملته الشهيرة:
"Cherchez la femme"
أي "ابحث عن المرأة"،
كان يقصد أن وراء كل مأساة، ثمة امرأة.

أما اليوم، فلو عاش في زمننا هذا، لقال:
"Cherchez la UAE" — ابحث عن الإمارات.

فكل خرابٍ في جسد هذه الأمة، ستجد هناك يدًا تمتد من بعيد، تُحرّك خيوط الدمار كعازفٍ خبيثٍ لا يُخطئ النغمة.

حين قلتُ إن المغول عادوا واقتحموا السودان، لم أكن أكتب استعارة أدبية.
بل كنت أصف واقعًا أشدّ مرارة من التاريخ نفسه.
المغول الذين قرأنا عنهم كانوا عاصفةً من حديد، يقتلون بلا رحمة،
لكنهم على الأقل، كانوا يحاربون أعداءهم.

أما اليوم، فقد خرج علينا مغولٌ جُدد — لا وجوه لهم،
لا دين لهم،
لا شرف لهم.

إنهم «قوات الدعم السريع»،
قوةٌ خرجت من رحم الخيانة، تغتسل في دماء الأبرياء،
تسجد للمال، وتُبايع الشيطان.

المغول، رغم وحشيتهم، لم يفعلوا ما يفعله هؤلاء.
المغول كانوا يقتلون، نعم،
لكنهم لم يعرفوا لذة اغتصاب امرأة أمام زوجها،
ولا نشوة ذبح رجلٍ بينما تُهان روحه برؤية أحبّ الناس إليه يُنتهك جسدها أمامه.

أيُّ حقدٍ هذا؟ أيُّ انحطاطٍ بشريٍ يجعل الإنسان يبتكر أشكالًا جديدة من الألم؟

قواتٌ فقدت كل معنى للإنسانية،
تُطفئ أنوار المدن، لتشعل ليلًا من الصراخ،
تُحوّل الأمهات إلى جثثٍ تبكي بأعينٍ مفتوحة،
والأطفال إلى صورٍ معلّقة على جدران الذاكرة.


لكن يا صديقي، الخيانة لا تأتي وحدها،
وراءها دومًا يدٌ تُغذيها، تموّلها، وتبتسم بخبثٍ وهي تشاهد الجثث تُعدّ على الشاشات.

تلك اليد… هي الإمارات.

التي لم تكتفِ بتخريب العقول،
بل امتدت لتخرب الأوطان، لتزرع الفتنة حيثما مرّت،
ولتُشعل حروبًا ليست لها فيها إلا مصلحةٌ واحدة:
أن تبقى النار مشتعلة، لتتدفأ هي على رماد الشعوب.

هي التي موّلت، وسلّحت، وفتحت السماء لطائراتٍ تحمل مرتزقة ومؤنًا وسلاحًا لقَتَلةٍ مأجورين.
هي التي دفعت لأجل سدّ النهضة لتشعل العداء بين مصر وأثيوبيا والسودان.
هي التي باعت كرامة العرب في سوق التطبيع.


السودان اليوم يُقسّم كما يُقسّم الميت بين الورثة.
دارفور سقطت، والفاشر أُسرت،
والبلد الذي كان اسمه "السودان" صار أربع جراحٍ نازفة على خريطةٍ واحدة.

أطفالٌ جياعٌ يموتون وهم ينادون أمّهاتٍ لن يسمعن النداء،
نساءٌ يغتسلن بالدموع بعد أن سُرقت منهنّ الحياة،
ورجالٌ مقيّدون بالعجز، يتمنون الموت فلا يجدونه.

هل تعلم ما هو أشدُّ أنواع الموت؟
أن تموت وأنت ترى وطنك يُغتصب،
ولا تستطيع أن تصرخ.


السودان تُباد.
نعم، هذه ليست مبالغة.
بل الحقيقة التي يُراد دفنها تحت الضجيج.

السودان تُباد، لا برصاص الأعداء فقط،
بل بصمت الإخوة، وبلادة العالم،
وبتواطؤ الذين ينامون على الوسائد الوثيرة بينما الخرطوم تئنّ من الجوع والرعب.


اكتبوا… تحدّثوا… صرخوا.
لا تدفنوا أصواتكم كما دُفنوا تحت الركام.
قولوا للعالم إن في دارفور نساءً يُغتصبن لأنهن وُلدن هناك،
وأن في الفاشر أطفالًا يموتون لأنهم لم يجدوا ماءً ولا خبزًا ولا حضنًا.

اللهم اشهد،
أنّ السودان يُنزف أمام أعيننا،
وأنّنا لم نصمت خوفًا، بل قهرًا.
اللهم اشهد، أننا نحملها في قلوبنا وإن عجزت أيدينا عن حملها.

اللهم كن في عونهم،
فقد خذلهم القريب قبل البعيد.

السودان لا يستحق هذا الموت.
بلاد الطيبة والكرم،
بلاد النيل والذهب،
بلاد الجدود الذين ماتوا واقفين…

ستموت الآن؟
لا.
لن تموت، ما دام فينا قلبٌ ينبض لأجلها، وما دامت الكلمات لم تُكسر بعد.

> اللهم ارحم السودان،
وامسح على قلوب أهلها،
وانزع عن أرضها يد الطغاة والمأجورين.


"عزيزي القارئ صوتك أمانة… فلا تصمت."

#إنقذو_الفاشر
#محمد_ياسر

BY نجاح-Najah


Share with your friend now:
tgoop.com/SUuCCeSSplATfORM/2788

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Read now The best encrypted messaging apps Just at this time, Bitcoin and the broader crypto market have dropped to new 2022 lows. The Bitcoin price has tanked 10 percent dropping to $20,000. On the other hand, the altcoin space is witnessing even more brutal correction. Bitcoin has dropped nearly 60 percent year-to-date and more than 70 percent since its all-time high in November 2021. During a meeting with the president of the Supreme Electoral Court (TSE) on June 6, Telegram's Vice President Ilya Perekopsky announced the initiatives. According to the executive, Brazil is the first country in the world where Telegram is introducing the features, which could be expanded to other countries facing threats to democracy through the dissemination of false content. Private channels are only accessible to subscribers and don’t appear in public searches. To join a private channel, you need to receive a link from the owner (administrator). A private channel is an excellent solution for companies and teams. You can also use this type of channel to write down personal notes, reflections, etc. By the way, you can make your private channel public at any moment.
from us


Telegram نجاح-Najah
FROM American