Telegram Web
أهداف أمريكا وإسرائيل المعلنة من العدوان
١-تغيير النظام وضرب تماسك الجبهة الداخلية
٢- إنهاء البرنامج النووي
٣- إنهاء التهديد الصاروخي
والنتيجة عكسية في كل الأهداف والحمد لله، نبارك لإخوتنا في إيران هذا النصر المبارك الذي هو نصر للأمة الإسلامية.

#وانتصرت_إيران
www.tgoop.com/DrAhmedAlsham
👍2
الأنصار
جميل-الكامل

كَالنَّخلِ مُنتَظِرُونَ وِفدَكَ طَهَ
مُذ خَطَّ تُبَّعُ طَيبةً ، وَبَنَاهَا

نَتَنَاوَبُ استِشرَافَ كُلِّ جِهَاتِهَا
وَدُرُوبِهَا ،وَسَمَائِهَا ، وَثَرَاهَا

كَادَت مِنِ استِشرَافِنَا أَعنَاقُنَا
تَسمُوا عَلَىٰ آطَامِهِا ، وَذُرَاهَا

مَاسَاقَ رِيحٌ فِي السَّمَاءِ سَحَابَةً
أَوظِلُّهَا فَوقَ الثَّرَى جَارَآهَا

إِلَّا وَشَدَّ ظِلَالُهَا أَحدَآقَنَا
لِنَرَى، وَأَرخَىٰ سَيرُهَا الأَفوَآهَا

نَرجُوا السَّحَابَ لَعَلَّ مَائَكَ تَحتَهَا
وَالنَّاسُ يَرجُونَ السَّحَابَ لِمَاهَا

وَلَّاكَ شَطرَ قُلُوبِنَا ، وَقُلُوبَنَا
إِلَّا إِلَيكَ اللَّهُ قَد وَلَّآهَا

فَلَنَحنُ... نَحنُ مُرَآدُهُ فِي قَولِهِ
( لَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَآهَا )

لنولِّينَّك شَطرَ شَعبٍ مُؤمِنٍ
نَصَرَ الرٍّسَالَةَ قَبلَ أَن يَلقَاها

شَطَرَ الذِينَ تَبَوَّؤُا دَآرَ الهُدَى
لِيُهَيِّؤُوا أَركَانَهَا ، وَبِنَاهَا

وَتَبَوَّؤُا الإِيمَانَ مِن قَبلِ الوَرَى
وَكَأَنَّمَا خُلِقُوا لِنُصرَةِ طَه

يَتَرَقَّبُونَ ضَياءَ مَقْدَمِهِ الَّذِي
سَيُطِيرُ طيبةَ فرحةً بِضِياها

شَعبٌ أَحَبَّ نَبِيِّهِ أَبْنَاؤُهُ
حُبًّ سَمَا بِنُفُوسِهِم زَكَّاهَا

يَتَنَافَسُونَ بِحُبِّهِ ، وَ بِنَصرِهِ
شَعبٌ بِخَيرِ المُرسَلِينَ تَمَاهَى

حتى أحبوا من يهاجر نحوهم
مما أحبوا من سناه الله

لا حاجة في نفس أي منهمُ
إن غيرهم مالا أراد ، وجاها

ضُرِبَت لَنَا الأَمثَالُ فِي إِيْثَارِهِم
حَاشَا نَرَى لِعَطَائِهِم أَشبَاهَا

هَذَا هُوَ اليَمَنُ الذِي بِصِفَاتِهِ
وَخِصَالِهِ كُلُّ الدُّنَا تَتَباهَا

كَانَت أَسَاسَ بِنَاءِ أُمَّةِ أَحمَدٍ
أَخلَاقِهِ فَسَمَا عَظِيمُ بِنَاهَا

وَلِذَا فَيَومَ أُرِيدَ هَدْمُ بِنَائِها
جَهرًا تَحَالَفَ ضِدَّهُ أَعدَآها

ظُلْماً وَلَم تَنْصُرهُ أُمَّةُ أَحمدٍ
وَهُو الذِي بِدِمَائِهِ رَوَّآها

وَهُوَ الذِي لَولَاهُ لَم تَلقَ الضُّحَى
وَلَمَا رَأَت هَذَا الهُدَى ، وَرَءَاها

مِشكَاةُ نُورِ مُحَمَّدٍ ، وَ ضِيَائِهَا
مِشكَاةُ دَعوَتِهِ ، وَ مَن آوَآهَا

كَانُوا لَهَا فِي بِدئِهًا وَهُمُ لَهَا
رُغْمًا عَنِ الأَعدَآءِ فِي أُخرَآهَا
👍6
عِقَابُ إِيرَآن
شعر /جميل-الكامل
١/محرم/١٤٤٧ للهجرة

والعالمُ العربيُّ النذلُ سكرانُ
عنهُم تُوآجِهُ إسرائيلَ إيرانُ

عنهم تواجه أمريكا ، ومانقموا
منها سِوَى أنها سيفٌ ، وميزانُ

وأنها وحدها في الأرض رافضةٌ
للظلم حين أذل الناس إذعان

فكيف تتركُ إسرائيلَ في سَفَهٍ
تبيد غزةَ جهرًا وهي تزدان

مجازرٌ تتوالى كل مجزرة
تحرك الصخر والأعراب مالانوا

جرائم تبعث الموتى فداحتها
ماحركتهم وهم أهلٌ ، وجيران

وما يكون لإيرانَ التي ظُلِمَت
دَهراً لتخذلَ شعباً مثلها عانوا

ولا لشيعةِ آل البيت قاطبةً
بأن يخونوا ثرى الأقصى كمن خانوا

أو يقعدون ونفسٌ تستجيرُ بهم
أو أنهم لظلومٍ قطُّ قد دانوا

حاشا لإيران مهما ارجفوا ، كذبوا
تُغضِي عن القدسِ مهما أبغضوا ، شانوا

قضية المسجد الأقصى قضيتها
وشعبها كله للقدس أعوان

لما رأت غزة تبكي ظلامتها
وعن أساها جميع العرب عميان

عن العروبة والإسلام أُمَّتُها
قامت فقام عليها الأمس عدوان

قامت وهيهات يثنيها - وقائدها
من نسلِ خيرِ الوَرى - كفرٌ ، وطغيان

عن كل أحرارِ كُلِّ الأرضِ في ثِقَةٍ
نَابَت ، وَنابَ عن الأعرابِ خذلان

ماذا دهى العَرَبَ الحمقَى يُقَطِّعُهُم
هَذَا الكيانُ وهُم قَومٌ ، وجيران

تحتَلُّ بالغَصبِ إِسرَائيلُ أَرضَهُمُ
وَهم لها دُونَ خَلقِ الله أعوان

على عروبتهم كالرَّحلِ فاشخةٌ
دآسَت عَليهِم وَهُم.. إيرآنُ إيرآنُ

إن كان بُغضكمُ قَومِيَّةً فَثِبُوا
قَومِيَّةً أم تُرَى صهيون عُربَان

كم غزَّةَ الأمس نادَتكُم ، وكم صرخت
كأنكم في ثياب الذل نسوان

حتى إذا وقفت إيران تنصرها
لله قلتم لها في نصرها شَآن

شَكَّكْتُموا فِي نَوايَاها وقُدرَتِها
وأرجَعَتكُم إلى الإرجاف أضغان

لِدَورِكُم في انتظار القَتلِ فَلتَقِفُوا
كأنكم يارموزَ العارِ خِرفَان

أُسْدٌ على إخوةٍ هَبُّوا لِنُصرَتِنا
وتَحتَ أَقدامِ إسرائيلَ فِئرآن

يوماً أشارت إلى إيران تصرفهم
عن العداء لها والعرب غلمانُ

قالت لهم هذه حصراً عدوتكم
فأعلنوها عدواً حيثما كانوا

وسعي إيران لا شكرٌ يضاعفه
كلا ، ولا عزمها يضعفه كُفرَآن

تعودت كفر أعراب النفاق فما
لكفرهم عاد يصغي قطُّ إحسانُ

لاغرو أن يتبعوا صهيون هم خدمٌ
لهم ، وهمْ تحت إسرائيل قِعدَآن

فكان لابد من حربٍ تُخَاضُ ، بها
يُخَطُّ للحقِّ في الآفاق عنوان

حربٌ سَيظهر تمييزُ الرجال بها
جهراً فأطرافها حقٌّ ، وبطلان

الكفر أجمعُ أمريكا ، وربتها
وكل أهل الهدى في الأرض إيمان

حربٌ ينادي ابن وُدِّ العامريِّ بها
بالمسلمين ، وفيها القدس ميدان

وراية الحق في الجوزاء يحملها
لفتح أمتنا الموعود (سلمان)

يقود جيش الهدى من ليس يجهله
في السلم والحرب فوق الأرض إنسان

بدر الهدى من عليٌّ وسط لامته
في حرب خيبر كرارٌ ،و طَعَّان

عليُّ مَنْ فِي سنا يمناه إن ضربت
سواعدُ الشيعةِ الأبطالِ أَيْمَانُ

متى هوى ذو فقار الآل من فَلَكٍ
يهوي به كقضاء الله بنيان

من صِدقِ إيرآن لاح الفجر فابتسمت
في أرض غزة أتراحٌ ، وأحزان

وعمت الفرحة المستضعفين بها
فمنذ عامٍ ونصفٍ كم بها عانوا

فلم تنم منذ أسبوعين أعينهم
كي لاتُفَوِّتَ فرح القصفِ أجفان

ولم تذق أعين المستوطنين كرىَ
رعبٌ لرهبته تصطك أسنان

من لم تزد رعبه كالموت أعينه
تريه أَضْعَافَه بالصوت آذان

سوَّت صواريخها بالأرض كِبْرَهُمُ
كما استوى بتراب الأرض عمران

أحال فتاح أسرائيل مقبرةً
كأنهم تحت سطح الأرض جرذان

أذلهم (خرم شهر) الموت ذوقهم
ماعنه تعجز في الإرهاب أزمان

و(خيبرٌ) قلَّع الأبواب ذكرهم
بيوم خيبر إذ كم فرَّ سكان

وعن علو البنايات التي هدمت
نابت بحيفا وبئر السبع نيران

ومثل غزَّة يافا خيمت وعلت
على ثراها لإسبوعين أحزان

تقاسموا رعب قرنٍ سوف يتبعهم
مدى الحياةِ عقاباً كم به دانوا

موتى من الرعب إذ لم يَسمعوا أبداً
بالصُورِ حتى أطلت منه طهران

إلى القيامة ساقتهم تحاسبهم
وحاسبتهم حساباً فوق ماكانوا..

يكفيك إيرانُ ذَوَّقتِ (الكيان) لظى
ماشاهدت قبله في الأرض أعيان

ثأراً لمن أهدرت في غزّةٍ دمهم
وفوقهم القيت بالقصف أطنان

ثأراً لقادة حزب الله من قتلوا
من أجل غزة والأعراب عميان

ثأراً لأنصار خير الخلق في يمن ال
إيمان من صمدوا عقدا وما لانوا

ثأراً لمن قتلوا ، أو حوصروا ، فُقِدُوا
نصراً لمن لتراب القدس قد صانوا

عنهم تُقَدِّمُ إيرانُ الهدى علناً
أغلى ، وأثمنَ مايهديهِ إنسان

أبطالها ال أذهلوا الدنيا بما صنعت
أيديهمُ حين أعراب الخنا خانوا

ماذا بها صنع الكفار ..إن قُتِلُوا
في الله ترخصُ والإسلامُ أثمان

من اصطفى الله من قاداتها فهُمُ
بقتلهم شهداءًا قطُّ ماهانوا

يكفيهمُ شرفاً قتلُ الشهادةِ وال
أعراب يقتلهم في الذل خذلانُ

يكفي لإيران فخرا منذ أن نشأت
ولم تُغَيِّبَ عنها القدسَ أحزان

لم تترك القدس قطعا منذ نشأتها
أويعتريها بشأن القدس نسيان
👍31🔥1
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🎥🔺 هام جدا
خطر تطبيق الوتساب جاسوس في جيبك

#سلاح_الوعي
#مدري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للاشتراك بقناة #القاضي_بدرالدين_الديلمي تيليجرام:⬇️
https://www.tgoop.com/BadruddinDailami

لمتابعتنا عبر 𝕏 الرسمي تويتر سابقا:⬇️
https://x.com/Badruddin777888?t=T59aIWXpPz02lr33Tom8RA&s=08

لمتابعتنا عبر 𝕏 الإحتياطي تويتر سابقا:⬇️
https://x.com/ahtyaty890242?t=HjJUEiMpObly47WT79zIig&s=35
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
#قصيدة بدر الهدى
#الشاعر جميل-الكامل
👍2
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#قصيدة سؤال في ذكرى الولاية
#الشاعر جميل-الكامل
👍3
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#كلام مهم جدا جدا للأستاذ والمفكر ناصر قنديل
#الدور الإعلاااااااامي وأهمية الرواية والسرية في الحرب الإعلامية القائمة والقادمة
👍2
👍4
إن الذين يبايعونك
جميل-الكامل
٤/محرم/١٤٤٧للهجرة

بدرٌ بِهِ مَلِكُ الملوكِ تَكَرُّمَا
للأَرضِ مَنَّ يُضِيئُ مَا قَد أَظلَما

وحباه للدنيا لِيُحسِنَ ختمها
لطفاً بها ، وتحنناً ، وترحُّمَا

إختاره من قبل مقدمه فقد
صلى الإله على أبيه وسلما

فأضاءت الصلوات من آبائه
ممن أتى من قبله ، وتقدما

ليطل في عصر الظلالة هاديا
للحائرين ، ومنقذاً ، ومعلِّما

من أحمدٍ ورث الهداية واعتلى
فلك النجاة وللصعاب تجشما

أسنا به الله الحياة فما كبى
إلا الذين طوى قلوبهمُ العمى

مَنْ كُلَّمَا هبطوا إلى أوحالهم
زاد اكتمالاً بدره ، وعلا ، سما

جمع الإله من المناقب فيه ما
في كل أعلام الهداية قَسَّما

أعيت عداه خصاله ما أحجموا
جُبْناً عن الأمجاد إلا أقدما

إن لاح كاد النور ينطق أنه
من نسل أحمد قبل أن يتكلما

صبحٌ إذا ما لاح قبل حديثه ،
مزن إذاما غيث حكمته همى

ويكاد إن أغضى لفرط حياءه
من وجنتيه يريق مُحتَدُهُ الدَّما

جئناك أنصارا مجيئ جدودنا
شعباً إلى الأسلام يدفعه الضما

شعباً لخير الخلق جاء مُسَلِّمًا
وأتاه قبل الناسِ طُرًّا مُسْلِما

جئنا نبايع سيدي علم الهدى
كجدودنا جئنا بحكم الإنتما

وبها نتمم بيعةً أجدادنا
قد بايعوها بالبنين ، وبالدِّما

فامدد يمينك يابن أكرم مرسل
فعلى الوفاء الشعب جاء لِيُقْسِما

حبل الولاية من يديك لأحمدٍ
يمتدُّ ثمَّ سما لمن رفعَ السما

ليمينك امتدت هنا أيماننا
فامدد نبايع أن نكون المعصما

يمناك يبصرها سنا إيماننا ال
يُمْنَى التى ملك الملوك بها رمى

شعب الهدى يدري يقينا سيدي
(إن الذين يبايعونك إنما..)
3👍2
Forwarded from الشاعر جميل الكامل (جميل الكامل)
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
👍32
#جميل-الكامل

في كربلاء الحزن والظلم مطبوع
في غزة الإسلام نفس الطباعة

نفس الظمئ والقتل والهتك والجوع
نفس العدو والبغض نفس الفظاعة

وداعي الله ( العلم ) كل اسبوع
هو نفس داعي كربلا ياجماعة
👍91
إلى روح أبي المرحوم ناجي أحمد الكامل في ذكرى رحيله الأولى التي توافق اليوم السبت ١٠/محرم ١٤٤٧ للهجرة
جميل ناجي احمد الكامل

أُلَخِّصُ العُمْرَ طُّرًّا فِيْ أَبِي نَآجِي
مَضَى ، وَلَمْ يَمْضِ ، مَرْجُوَّ السُّرَى ، رَآجِي

مَضَى إِلَى اللهِ ، وَ الْأَنْوَارُ تَحْمِلُهُ
تَحُثُّ مِن بَعدِهِ الأَيَامُ إِدلَاجِي

مَضَى ، وَ خلَّفَنِي لِلحُزْنِ أُغْنِيَةً
تُبكِي أُواراتُهَا نَايَاتَ أَوْدَاجِي

مَضَى بِأُمِّي فَمَا أَبْقَى رَحِيلُهمَا
باباً يُحَاوِلُ قَلْبِي مِنْهُ إِخْرَآجِي

رَحِيلُهُم أَوجَعَ الأَيَامَ فَانْطَفَأَتْ
فَلمْ يُضِئْها وَقَد حَاوَلتُ إِسرَآجِي

بِلَا أَبٍ تَتَهَاوَى الرُّوحُ نَازِفَةً
بِغَيرِ أُمٍّ يَخِرُّ الوَاحِدُ النَّاجِي
🕊6
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#نشيد ياحسين
#كلمات جميل الكامل
#أداء فرقة الرضوان إرشيف ١٤٤١ للهجرة
قصة استشهاد الحسين ..

القصة الكاملة لاستشهاد الامام الحسين بن علي.. عليه السلام ومن معه من اهل البيت في كربلاء في العاشر من محرم (عاشوراء) والاحداث التي تلتها

مات معاوية بن سفيان في النصف من رجب سنة 59 أو 60 من الهجرة ، و استولى ابنه يزيد على مسند الخلافة ، و ادّعى أنه خليفة رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) .
فاستنكف المسلمون أن يدخلوا تحت طاعة رجل لا يؤمن بالله و لا بالرسول ْفكتب يزيد كتاباً إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان والي المدينة يُخبره بموت معاوية ، و يأمره بأخذ البيعة من أهل المدينة عامّة و من الحسين بن علي (عليه السَّلام ) خاصّة .
فأرسل الوليد إلى الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) و قرأ عليه كتاب يزيد .
فقال الحسين : أيها الوليد إنّك تعلم انا أهلُ بيتٍ بنا فَتَح الله و بنا يَختم ، و مِثْلي لا يبايع ليزيد شارب الخمور و راكب الفجور و قاتل النفس المحترمة .
و خرج الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) من المدينة خائفاً يترقّب و قصد نحو مكّة فجعل أهل العراق يكاتبونه و يراسلونه و يطلبون منه التوجّه إلى بلادهم ليبايعوه بالخلافة ، لأنه أولى من غيره ، فإنه ابن رسول الله وسبطه ، و المنصوص عليه بالإمامة من جدّه رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) لقوله : " الحسن و الحسين إمامان قاما أو قعدا " ، أي سواء قاما بأعباء الخلافة أو غُصبتْ عنهما .
إلى أن اجتمع عند الحسين ( عليه السَّلام ) إثنا عشر ألف كتاب من أهل العراق و كلّها مضمون واحد ، كتبوا إليه : قد أينعتِ الثمار و اخضرّ الجناب ، و إنما تقدم على جندٍ لك مجنّدة ، إن لك في الكوفة مائة ألف سيف ، إذا لم تقدم إلينا فإنا نخاصمك غداً بين يدي الله .
فأرسل الحسين ( عليه السَّلام ) ابن عمّه مسلم بن عقيل إلى الكوفة ، فلمّا دخل مسلم الكوفة اجتمع الناس حوله و بايعوه لأنه سفير الحسين و ممثّله فبايعه ثمانية عشر ألفاً أو أربعة و عشرون ألفاً .
و كتب مسلم إلى الحسين ( عليه السَّلام ) يخبره ببيعة الناس و يطلب منه التعجيل بالقدوم ، فلما علم يزيد ذلك أرسل عبيد الله بن زياد إلى الكوفة ، فدخل ابن زياد الكوفة و أرسل إلى رؤساء العشائر و القبائل يُهدّدهم بجيش الشام و يطمعهم .
فبدأ الناس يتفرّقون عن مسلم شيئاً فشيئاً ، إلى أن بقي مسلم وحيداً ، فأضافته امرأة فطوّقوا الدار التي كان فيها ، و خرج مسلم ، و اشتعلت نار الحرب ، و قتل مسلم منهم مقتلة عظيمة ، و ألقي عليه القبض يوم عرفة و ضربوا عنقه ، و جعلوا يسحبونه في الأسواق و الحبل في رجليه .
و خرج الحسين ( عليه السَّلام ) من مكة نحو العراق يوم الثامن من ذي الحجة ، و منعه جماعة من التوجه نحو العراق و أحدهم عبد الله بن العباس ( حَبْر الأمّة ) .
فقال له الحسين ( عليه السَّلام ) : يابن عباس : إن رسول الله أمرني بأمرٍ أنا ماضٍ فيه .
فقال : بماذا أمرك جدّك ؟
فقال الحسين : أتاني جدّي في المنام و قال : يا حسين أخرج إلى العراق فإن الله شاء أن يراك قتيلا .
فقال ابن عباس : إذن فما معنى حملُك هؤلاء النساء معك ؟
فقال الحسين : هنّ ودائع رسول الله و لا آمنُ عليهنّ أحدا ، و هنّ أيضاً لا يُفارقنني .
و خرج الحسين ( عليه السَّلام ) قاصداً الكوفة ، و في أثناء الطريق التقى به سريّة من الجيش تتكوّن من ألف فارس بقيادة الحرّ بن يزيد الرياحي ، و أرادوا إلقاء القبض على الحسين ( عليه السَّلام ) و إدخاله الكوفة على ابن زياد ، إلا أن الحسين امتنع من الانقياد لهم ، فتمّ القرار على أن يسلك الحسين ( عليه السَّلام )طريقاً لا يُدخله الكوفة و لا يردّه إلى المدينة ، فوصل إلى ارض كربلاء فنزل فيها .
و قام ابن زياد خطيباً في الكوفة و قال : من يأتيني براس الحسين فله الجائزة العظمى ، و أعطه ولاية ملك الرّي عشر سنوات .
فقام عمر بن سعد بن أبي وقاص و قال : أنا .
فعقد له رايةً في أربعة آلاف رجل ، و اصبح الصباح ، و أولُ راية سارتْ نحو كربلاء راية عمر بن سعد ، ولم تزل الرايات تترى حتى تكاملوا في اليوم التاسع من المحرم ثلاثين ألفاً أو خمسين ألفاً أو أكثر من ذلك .
و حالوا بين الحسين و أهل بيته و بين ماء الفرات من اليوم السابع من المحرم ، و لما كان اليوم التاسع اشتدّ بهم العطش ، و اشتدّ الأمر بالمراضع و الأطفال الرضّع .
قالت سكينة بنت الحسين : عزّ ماؤنا ليلة التاسع من المحرّم فجفّت الأواني ويبست الشفاه حتى صرنا نتوقّع الجرعة من الماء فلم نجدها ، فقلت في نفسي أمضي إلى عمّتي زينب لعلّها ادّخرت لنا شيئاً من الماء ، فمضيتُ إلى خيمتها فرأيتها جالسة و في حجرها أخي عبد الله الرضيع و هو يلوك بلسانه من شدّة العطش و هي تارة تقوم و تارة تقعد ، فخفقتني العبرة فلزمتُ السكوت .
😭3
فقالت عمتي : ما يُبكيك ؟
قلت : حال أخي الرضيع أبكاني .
ثم قلت : عمتاه قومي لنمضي إلى خيم عمومتي لعلّهم ادّخروا شيئاً من الماء ، فمضينا و اخترقنا الخيم بأجمعها فلم نجد عندهم شيئاً من الماء ، فرجعت عمّتي إلى خيمتها فتبعتها و تبعنا من نحو عشرين صبياً و صبيّة ، و هم يطلبون منها الماء و ينادون : العطش ... العطش .
و آخر راية وصلت إلى كربلاء راية شمر بن ذي الجوشن في ستة آلاف مساء يوم التاسع ، و معه كتاب من ابن زياد إلى ابن سعد ، فيه : فإن نزل الحسين و أصحابه على حكمي و استسلموا فابعث بهم إليّ سلما ، و إن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم ، فإن قتلت حسيناً فأوطئ الخيل صدره و ظهره ... .
فزحف الجيش نحو خيام الحسين عند المساء بعد العصر ، و اقترب نحو خيم الحسين و الحسين جالس أمام خيمته ، إذ خفق برأسه على ركبتيه ، و سمعت أخته زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) الصيحة فدنت من أخيها و قالت : يا أخي أما تسمع هذه الأصوات قد اقتربت ؟
فرفع الحسين رأسه و قال : أخيّة : أتى رسول الله الساعة في المنام فقال لي : إنك تروح إلينا .
فلطمتْ أخته زينب وجهها وصاحت : و اويلاه .
فقال لها الحسين ( عليه السَّلام ) : ليس الويل لك يا أخيّة ، و لا تُشمتي القوم بنا ، اسكتي رحمك الله .
فقال له العباس بن عليّ : يا أخي قد أتاك القوم فانهض .
فنهض ثم قال : يا عباس اركب ـ بنفسي أنت ـ يا أخي حتى تلقاهم و تقول لهم : ما لكم و ما بدا لكم ؟ و ما تريدون ؟
فأتاهم العباس في نحو عشرين فارساً ، فقال لهم العباس : ما بدا لكم و ما تريدون ؟
قالوا : قد جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو نناجزكم .
فرجع العباس إلى الحسين و أخبره بمقال القوم .
فقال الحسين : ارجع إليهم ، فإن استطعت أن تؤخّرهم إلى غد و تدفعهم عنّا العشيّة لعلّنا نُصلّي لربّنا الليلة و ندعوه و نستغفره ، فهو يعلم أني قد كنت أحبّ الصلاة له و تلاوة كتابه .
فمضى العباس إلى القوم و سألهم ذلك ، فأبوا أن يمهلوهم .
فقال عمرو بن الحجاج الزبيدي : ويلكم والله لو أنهم من الترك و الديلم و سألونا مثل ذلك لأجبناهم فكيف و هم آل محمد ؟!
و بات الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) و أصحابه و أهل بيته ليلة العاشر من المحرم ، و لهم دويٌّ كدويّ النحل ، ما بين قائم و قاعد و راكع و ساجد .
ثم أن الحسين ( عليه السَّلام ) جمع أصحابه و قام فيهم خطيباً و قال :
أما بعد : فإني لا أعلم أصحاباً أوفى و لا خيراً من أصحابي و لا أهل بيتٍ أبرّ و لا أوصل و لا أفضل من أهل بيتي ، فجزاكم الله جميعاً عنّي خيراً ، فلقد بررتم و عاونتم .
ألا : و إني لا أظن يوماً لنا من هؤلاء الأعداء إلا غداً ، ألا و إني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حلٍّ من بيعتي ليس عليكم مني حرج و لا ذمام ، و هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً ، و ليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ، و تفرّقوا في سواد هذا الليل ، و ذروني و هؤلاء القوم ، فإنهم لا يريدون غيري .
فقال له اخوته و أبناؤه و أبناء عبد الله بن جعفر : و لِمَ نفعل ذلك ؟ لنبقى بعدك ؟ لا أرانا الله ذلك أبدا .
و تكلّم اخوته و جميع أهل بيته فقالوا : يابن رسول الله فما يقول لنا الناس و ماذا نقول لهم ؟ نقول إنا تركنا شيخنا و كبيرنا و ابن بنت نبيّنا لم نرم معه بسهم ، و لم نطعن معه برمح ، و لم نضرب معه بسيف ، لا والله يابن رسول الله لا نفارقك أبداً ، و لكن نقيك بأنفسنا حتى نقتل بين يديك و نرد موردك ، فقبّح الله العيش بعدك .
و قام الأصحاب و تكلّموا بما تكلّموا واحداً بعد واحد .
فلما رأى الحسين ( عليه السَّلام ) ذلك منهم قال لهم : إن كنتم كذلك فارفعوا رؤوسكم و انظروا إلى منازلكم .
فكشف لهم الغطاء ـ بإذن الله ـ و رأوا منازلهم و حورهم و قصورهم .
فقال لهم الحسين : يا قوم إني غداً أقتل و تقتلون كلكم معي ، و لا يبقى منكم واحد .
فقالوا : الحمد لله الذي أكرمنا بنصرك ، و شرّفنا بالقتل معك ، أو لا ترضى أن نكون في درجتك يابن رسول الله ؟
فقال : جزاكم الله خيراً .
و لمّا أصبح الصباح من يوم عاشوراء نادى الحسين أصحابه و امرهم بالصلاة ، فتيمّموا بدلاً عن الوضوء و صلّى بأصحابه صلاة الصبح ثم قال : " اللهم أنت ثقتي في كلّ كربٍ و أنت رجائي في كل شدّة ، و أنت لي في كلّ أمر نزل بي ثقة و عدّة ، كم من كربٍ يضعف فيه الفؤاد و تقلّ فيه الحيلة ، و يخذل فيه الصديق و يشمت فيه العدو ، أنزلته بك و شكوته إليك رغبة مني إليك عمّن سواك ، ففرّجته عنّي و كشفته ، فأنت وليّ كلّ نعمة و صاحب كل حسنة و منتهى كل رغبة " .
ثم نظر إلى أصحابه و قال : " إن الله قد أذن في قتلكم و قتلي ، و كلّكم تقتلون في هذا اليوم إلا ولدي علي بن الحسين ـ أي زين العابدين ـ فاتقوا الله و اصبروا " .
😭3
و اصبح عمر بن سعد في ذلك اليوم و خرج بالناس ، وجعل على ميمنة العسكر عمرو بن الحجاج الزبيدي ، و على المسيرة شمر بن ذي الجوشن ، و على الخيل عروة بن قيس ، و على الرجّالة شبث بن ربعي ، و أعطى الراية دُريداً غلامه .
و دعى الحسين بفرس رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) المترجزْ ، و عبّأ أصحابه ، و كان معه اثنان و ثلاثون فارساً ، و أربعون راجلاً ، و قيل أكثر من ذلك ، فجعل زهير بن القين في ميمنة أصحابه ، و حبيب بن مظاهر في المسيرة ، و أعطى رايته أخاه العباس ، و جعلوا البيوت و الخيم في ظهورهم و أمر بحطب و قصب أن يترك في خندق عملوه في ساعة من الليل ، و أشعلوا فيه النار مخافة أن يأتيهم العدو من ورائهم ، و جعلوا جبهة القتال جهةً واحدة ، فغضب الأعداء بأجمعهم .
فنادى شمر بأعلى صوته : يا حسين أتعجّلت النار قبل يوم القيامة ؟
فقال الحسين : من هذا ، كأنه شمر ؟
فقالوا : نعم .
فقال : يابن راعية المعزى أنت أولى بها صليّا .
و أراد مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم فمنعه الحسين ، و قال أكره أن أبدأهم بالقتال .
ثم تقدّم الحسين نحو القوم ، ثم نادى بأعلى صوته : يا أهل العراق ـ وكلهم يسمعون ـ فقال : " أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتى أعظكم بما يحقّ لكم عليّ ، و حتى أعذر إليكم ، فإن أعطيتموني النصف كنتم بذلك سعداء وإن لم تعطوني النصف من أنفسكم فأجمعوا رأيكم ثم لا يكن أمركم عليكم غُمّة ثم اقضوا إليّ و لا تنظرون ، إنّ وليّي الله الذي نزّل الكتاب و هو يتولّى الصالحين .
ثم حمد الله وأثنى عليه و ذكره بما هو أهله ، و صلى على النبي و آله و على الملائكة و الأنبياء ، فلم يسمع متكلّم قط قبله و لا بعده أبلغ منه في المنطق .
ثم قال : أما بعد يا أهل الكوفة فانسبوني فانظروا من أنا ، ثم راجعوا أنفسكم فعاتبوها فانظروا هل يصلح لكم قتلي و انتهاك حرمتي ؟
أ لستُ ابن بنت نبيّكم و ابن وصيّه و ابن عمّه و أول مصدّق لرسول الله ( صلى الله عليه و آله ) بما جاء به من عند ربّه ؟
أو ليس حمزة سيد الشهداء عمّ أبي ؟
أو ليس جعفر الطيّار في الجنة بجناحين عمّي ؟
أو لم يبلغكم ما قال رسول الله لي و لأخي : " هذان سيدا شباب أهل الجنة" .
فإن صدّقتموني بما أقول و هو الحق ، والله ما تعمّدتُ كذبً منذ علمتُ أن الله يمقت عليه أهله ، و إن كذّبتموني فإن فيكم مَنْ إن سألتموه عن ذلك أخبركم ، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري ، و أبا سعيد الخدري ، و سهل بن سعد الساعدي ، و زيد بن أرقم ، و أنس بن مالك يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله لي و لأخي ... أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي ؟
يا قوم : فإن كنتم في شكٍ من ذلك ، أفتشكّون أني ابن بنت نبيّكم فو الله ما بين المشرق و المغرب ابن بنت نبي غيري فيكم و لا في غيركم .
ويحكم ! أتطالبوني بقتيل منكم قتلتُه أو مالٍ استملكته ، أو بقصاص من جراح ؟
فأخذوا لا يكلّمونه ، و نادى بأعلى صوته فقال : أنشدكم الله هل تعرفونني ؟
قالوا : نعم أنت ابن رسول الله وسبطه .
فقال : أنشدكم الله هل تعلمون أن جدي رسول الله ؟
قالوا : اللهم نعم .
قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن أبي علي بن أبي طالب ؟
قالوا : اللهم نعم .
قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن أمي فاطمة بنت رسول الله ؟
قالوا : اللهم نعم .
قال : أنشدكم هل تعلمون أن جدّتي خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الأمة إسلاماً ؟
قالوا : اللهم نعم .
قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن حمزة سيد الشهداء عمّ أبي ؟
قالوا : اللهم نعم .
قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن جعفر الطيّار في الجنّة عمّي ؟
قالوا : اللهم نعم .
قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن هذا سيف رسول الله أنا متقلّده ؟
قالوا : اللهم نعم .
قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن هذه عمامة رسول الله أنا لابسها ؟
قالوا : اللهم نعم .
قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن علياً كان أول القوم إسلاماً وأعلمهم عِلماً وأعظمهم حلما ، وانه ولي كل مؤمن ومؤمنة ؟
قالوا : اللهم نعم .
قال : فبم تستحلّون دمي وأبي الذائدُ عن الحوض يذود عنه رجالاً كما يذاد البعير الصادر عن الماء ، ولواءُ الحمد في يد أبي يوم القيامة ؟!
قالوا : قد علمنا ذلك كلّه و نحن غير تاركيك حتى تذوق الموت عطشانا .
و خطب فيهم خطبة أخرى ، و أتمّ عليهم الحجّة فما أفاد فيهم الكلام ، ثم أناخ راحلته و دعى بفرس رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) المرتجز فركبه ، فعند ذلك تقدّم عمر بن سعد وقال : يا دريد أدن رايتك ثم أخذ سهماً و وضعه في كبد القوس و قال : اشهدوا لي عند الأمير فأنا أول من رمى الحسين ، فاقبلت السهام من القوم كأنها شآبيب المطر ، فقال الحسين لأصحابه : قوموا رحمكم الله فإن هذه السهام رسل القوم إليكم .
فاقتتلوا ساعة من النهار حملةً و حملةً ، فلما انجلت الغبرة و إذا بخمسين من أصحاب الحسين صرعى ، فعند ذلك ضرب الحسين بيده على لحيته الكريمة و قال : " اشتدّ غضبُ الله على اليهود إذ جعلوا له ولدا ، و اشتدّ غضبه على النصارى إذ جعلوه ثالث ثلاثة ، و اشتدّ غضبه على المجوس إذ عبدوا الشمس و القمر ، و اشتدّ غضبه على قوم اتّفقت كلمتهم على قتل ابن بنت نبيهم ، أما والله لا أجيبهم إلى شيء ممّا يريدون حتى ألقى الله وأنا مخضّب بدمي " .
ثم جعل أصحاب الحسين يبرزون واحداً بعد واحد ، وكل من أراد منهم الخروج ودّع الحسين و قال السلام عليك يا أبا عبد الله ، فيجيبه الحسين : و عليك السلام و نحن خلفك ، ثم يتلو : ﴿ ... فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ 1 .
و لم يزالوا كذلك حتى دخل وقت الظهر ، فجاء أبو تمامة الصيداوي و قال : يا أبا عبد الله أنفسنا لنفسك الفداء ، هؤلاء اقتربوا منك ، لا والله لا تقتل حتى أقتل دونك ... و أحبّ أن ألقى الله عزّ وجلّ و قد صلّيت هذه الصلاة معك .
فرفع الحسين رأسه إلى السماء و قال : ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين ، نعم هذا أول وقتها .
ثم قال ( عليه السَّلام ) سلوا هؤلاء القوم أن يكفّوا عنّا حتى نصلّي ، فأذّن الحسين بنفسه ، و قيل : أمر مؤذّنه ليؤذّن ، ثم قال الحسين : ويلك يابن سعد أنسيت شرائع الإسلام ؟ اقصر عن الحرب حتى نصلّي و تصلّي بأصحابك ونعود إلى ما نحن عليه من الحرب ، فاستحى ابن سعد أن يجيبه ، فناداه الحصين ابن نمير ـ عليه اللعنة ـ قائلاً : صلّ يا حسين ما بدا لك فإن الله لا يقبل صلاتك .
فأجابه حبيب بن مظاهر : ثكلتك أمك ، ابن رسول الله صلاته لا تقبل و صلاتك تقبل يا خمّار ؟!
فقال الحسين لزهير بن القين و سعيد بن عبد الله : تقدّما أمامي حتى أصلّي الظهر . فتقدّما أمامه في نحو نصفٍ من أصحابه حتى صلّى بهم صلاة الخوف ، و سعيد تقدّم أمام الحسين فاستهدف لهم فجعلوا يرمونه بالنبال كلّما أخذ الحسين يميناً و شمالاً قام بين يديه فما زال يرمى إليه حتى سقط على الأرض و هو يقول : اللهم العنهم لعن عادٍ وثمود ، اللهم أبلغ نبيّك عني السلام ، و أبلغه ما لقيت من ألم الجراح فإنني أردت بذلك نصرة ذرّية نبيّك ثم مات رحمه الله .
و بعد ما قتل أصحاب الحسين رضوان الله عليهم فعند ذلك وصلت النوبة إلى بني هاشم ، و أول من قتل منهم علي بن الحسين الأكبر ، و كان من أصبح الناس وجهاً و أحسنهم خلقاً و خُلقاً ، فاستأذن أباه في القتال فنظر إليه الحسين نظر آيس منه ، و أرخى عينيه و بكى ، و رفع سبابتيه أو شيبته الشريفة نحو السماء و قال : " اللهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقاً و خُلقاً و منطقاً برسولك ، و كنّا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إلى وجه هذا الغلام ، اللهم امنعهم بركات الأرض و فرّقهم تفريقاً و مزّقهم تمزيقاً ، و اجعلهم طرائق قدداً و لا تغفر لهم أبداً ، و لا ترضي الولاة عنهم أحداً ، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلوننا " .
ثم برز بنو هاشم واحداً بعد واحد و قاتلوا الأعداء حتى استشهدوا جميعاً .
ثم نادى الحسين : هل من ذائب يذبّ عن حرم رسول الله ؟ هل من موحّدٍ يخاف الله فينا ؟ هل من مغيث يرجو الله في إغاثتنا ؟
فارتفعت أصوات النساء بالبكاء و العويل ، فتقدّم إلى باب الخيمة و قال لزينب : ناوليني ولدي الرضيع لأودّعه .
فناولته ولده الرضيع فحمله نحو القوم و هو ينادي يا قوم قتلتم أنصاري و أولادي ، و ما بقي غير هذا الطفل ، إن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل ، لقد جفّ اللبن في صدر أمّه .
فرماه حرملة بسهم فوقع في نحره فذبحه من الوريد إلى الوريد . فوضع الحسين كفّيه تحت نحر الطفل فلمّا امتلأتا دماً رمى به إلى السماء ، و قال : هوّن عليّ ما نزل بي أنه بعين الله ، اللهم لا يكونن طفلي هذا أهون عليك من فصيل ـ أي فصيل ناقة صالح ـ .
و لما قتل أصحابه و أهل بيته و لم يبق أحد عزم على لقاء الله ، فدعى ببردة رسول الله فالتحف بها فأفرغ عليها درعه ، و تقلّد سيفه و استوى على متن جواده .
ثم توجّه نحو القوم و قال : ويلكم على مَ تقاتلونني ؟ على حقٍّ تركته ؟ أم على شريعة بدّلتها ؟ أم على سنّة غيّرتها ؟ فقالوا : نقاتلك بغضاً منّا لأبيك و ما فعل بأشياخنا يوم بدر وحنين . فلما سمع كلامهم بكى ، و جعل يحمل عليهم و جعلوا ينهزمون من بين يديه كأنهم الجراد المنتشر ، ثم رجع إلى مركزه و هو يقول : لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
فصاح عمر بن سعد : الويل لكم ! أتدرون لمن تقاتلون ؟ هذا ابن الأنزع البطين هذا ابن قتال العرب ، احملوا عليه من كل جانب .فحملوا عليه فحمل عليهم كالليث المغضب ، فجعل لا يلحق منهم أحداً إلا بعجهُ بالسيف فقتله ، حتى قتل منهم مقتلة عظيمة ، فحالوا بينه و بين رحله ، فصاح : ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين و كنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم ، و ارجعوا إلى أحسابكم إن
1
2025/08/25 02:18:44
Back to Top
HTML Embed Code: