tgoop.com/GedoLibrary/52480
Last Update:
حنينُك مفضُوحٌ وجُرحُك واضحُ
وصوتك مجروحٌ وصمتك جارِحُ
تُشتِّتُكَ الدُنيا بألفِ متاهةٍ
كأنك فيها يا أخا الحُزنِ سائِحُ
كأنَّك يا حُزنَ الكمَاناتِ
لم تنَم قريراً
فهذا لونُ دمعِك كالِحُ
نهاراً تُصلِّيك الجراحُ جنازةً
وتسهرُ طولَ الليلِ فيك نوائِحُ
لقد مِتَّ قبلَ اليومِ تسعين مرَّةً
وها أنت في بحرٍ من الموتِ سابِحُ
تُسائلُ : أين الصَّالحون ألم يعُد
على هذهِ الأرضُ البغِيَّةِ صالِحُ ؟
ويمتصُّك الأصحابُ والأهلُ سُكَّراً
وإن صِحتَ قالوا : إنَّ طعمَك مالِحُ
وإن غِبتَ لا شوقٌ إليك
ولا جوىً عليك
وحيداً في الغِيابِ تُكافِحُ
تصيحُ بمن مرَّوا أمامَك : حاذِرُوا
فليس لحُزني يا رفاقُ مكابِحُ
وإن عُدتَ تهجُوك الطَّريقُ كأنَّما
تعودُ بوجهٍ لم تخنهُ ملامِحُ
تقُولُ : إيابي يا طريقُ غنيمةٌ
فتهمِسَ في أذنيك " فُقدُك فادِحُ "
فتركُضُ نحوَ البَيتِ
بابُك مغلقٌ
كدفترِ شِعرٍ لم يلامِسهُ فاتِحُ
وتنهَرُك الجُدرانُ
" قد عُدتَ خاسِراً "
وتسألُها : هل عاد قبلي رابِحُ ؟
وأين الَّتي قد أقسَمت لي بِنبضِها
ستبقى على عهدِ الهَوى لا تُبارِحُ ؟
لها الحقُّ أن تنأى ، هَواها مُذلَّلٌ
ولكنني صعبٌ هوايَ وجامِحُ
أنا لعنَةُ المعنَى بجَنبَيَّ شاعرٌ
خليعٌ وعُذرِيٌّ وهاجٍ ومادِحُ
تُمازِحُني الأقدارُ
هل تدرك الَّذي
يُكابِدهُ الإنسانُ حين تُمازِحُ ؟!
أُصافحُ حظِّي كُلَّ يومٍ وإنَّني
لأعرفهُ.. مُستكبِراً لا يُصافِحُ
لكَ اللهُ يا بن الإنكساراتِ لم تزَل
على رغمِ هَذا الإنكِسارِ تُسامِحُ..
_ وليد الشواقبة🪶
