ولا نَعْلَمُ بمذهبٍ وهّابيٍّ، وإنَّ ذلك نَبْزٌ ونَبْذٌ مِنَ المُتَنَطِّعِين، بل المُتَوَغِّلِينَ في البدع والخرافات» [«الشِّهاب» م9، ج5، غرة ذي الحجة1351هـ، أبريل1933م، (ص:197-198)]
ـ وقال (رحمه الله) «ولهذا قُلتُ وما زلتُ ولن أَزَال أقولُ: إنّ المالكيَّ الّذي يَطعَنُ في الوهّابيّةِ يَطْعَنُ في مالكٍ ومذهبِهِ مِن حيثُ يَشْعُرُ أو لا يَشْعُر، أو لأنَّهُ جاهلٌ أو يَتجاهل»[«الصّراط»، العدد:7، (ص:7)]
✍🏻 الشّيخ الأديب محمّد السّعيد الزَّاهريّ (رحمه الله) (ت:1956م)
ـ قالَ (رحمه الله) في الرّدّ على مَن قال: «إنَّ مُؤسِّس المذهب الوهَّابي! هو شيخُ الإسلام ابن تيميّة، واشتهر بِهِ ابنُ عبد الوهّاب»! «والواقعُ أنّ مُؤَسِّسَ هذا المذهب ليسَ هُوَ ابنُ تيميَّة ولا ابنُ عبد الوهّاب ولا الإِمام أحمد ولا غيرهم مِن الأئمّة والعُلماء، وإنّما مُؤسِّسُهُ هو خاتم النَّبيِّين سيّدنا محمّد بن عبد الله (صلّى الله عليهِ وسلّم)، على أنّه في الحقيقةِ ليس مَذْهَبًا، بل هو دَعْوَةٌ إلى الرُّجوع إلى السُّنّةِ النّبويَّة الشّريفة وإلى التّمسّك بالقرآن الكريم، وليس هُنَا شيءٌ آخر غير هذا»[«الصّراط» العدد(5) (ص:4-6)]
ـ وقالَ (رحمه الله) «والوهّابيّون أو حنابلةُ «نَجْدٍ» لا يَقُولون بكُفْرِ مَن يَتَوَسَّلُ التّوسُّلَ الشّرعيّ، بل يقولون بكُفْرِ مَن يَدعو مع اللهِ إلهًا آخر، ومِن معاني«التّوسّل» عند الجامِدين(من أهل السّنّة) أنّهم يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ ما لا ينفعُهم ولا يضرُّهم! وأَحْسَبُ أنّ مَن يُطالِعُ كتابَ «التّوسّل والوسيلة»لشيخِ الإسلام بن تيميّة يَرَى صِدْقَ ما نقولُ. وهذهِ العقيدةُ ليست عقيدةَ حنابلةِ «نَجْدٍ» وحدهم، بَلْ هيَ عقيدةُ السَّلَفِ الصّالحِ وعقيدةُ أهلِ السُّنّةِ جميعًا(ما عَدَا الجامِدِين منهم والمُتَسَاهِلِين)» [«الصّراط» العدد(5) (ص:4-6)]
ـ وقالَ (رحمه الله) في رَدِّ انتقاداتِ كاتِبٍ مغربيٍّ «...أنا لا أُوافِقُهُ على أنَّ إخواننا المُؤمنين السَّلَفِيِّين في «نَجْدٍ» والحجاز قد غَلَوْا في الإصلاح الإسلاميّ، ولا أَصِفُهُم بالغُلُوّ؛ لأنَّ الغُلُوّ في الشّيء هو الخُرُوجُ عنهُ أو عن حُدوده المشروعة، وإِخْوَتُنا في «نَجْدٍ» والحجاز إنّما يَدْعُونَ إلى ما دَعَا اللهُ إليه لا يَغْلُون في ذلك ولا يَخرجُون في إصلاحهم عن الحُدود المشروعة»
[مجلّة «الفتح»، العدد (168)، 7 جمادى الأولى 1348هـ/ 10 أكتوبر 1929م، (ص: 6-7)]
✍🏻 الشّيخ الفقيه أحمد حمّاني (رحمه الله) (ت: 1419هـ=1998م)
ـ قال (رحمه الله) «أوّلُ صوتٍ ارتفعَ بالإصلاح والإنكار على البدعة والمُبتدِعين ووجوب الرّجوع إلى كتاب الله والتّمسّك بسُنّة رسول الله (صلّى الله عليهِ وسلّم) ونَبْذِ كلِّ ابتداعٍ ومقاومةِ أصحابه، جاء مِن الجزيرة العربيّة، وأَعْلَنَهُ في النّاس الإمامُ محمّد بن عبد الوهّاب أثناء القرن الثّامن عشر ....
ولمّا كانت نشأةُ هذه الدّعوة في صميم البلاد العربيّة ونجحت على خصومها الأوّلين في جزءٍ منها، وكانت مبنيّةً على الدّين وتوحيد الله - سبحانه - في أُلوهيّته وربوبيته .
ـ وقال (رحمه الله) «ولهذا قُلتُ وما زلتُ ولن أَزَال أقولُ: إنّ المالكيَّ الّذي يَطعَنُ في الوهّابيّةِ يَطْعَنُ في مالكٍ ومذهبِهِ مِن حيثُ يَشْعُرُ أو لا يَشْعُر، أو لأنَّهُ جاهلٌ أو يَتجاهل»[«الصّراط»، العدد:7، (ص:7)]
✍🏻 الشّيخ الأديب محمّد السّعيد الزَّاهريّ (رحمه الله) (ت:1956م)
ـ قالَ (رحمه الله) في الرّدّ على مَن قال: «إنَّ مُؤسِّس المذهب الوهَّابي! هو شيخُ الإسلام ابن تيميّة، واشتهر بِهِ ابنُ عبد الوهّاب»! «والواقعُ أنّ مُؤَسِّسَ هذا المذهب ليسَ هُوَ ابنُ تيميَّة ولا ابنُ عبد الوهّاب ولا الإِمام أحمد ولا غيرهم مِن الأئمّة والعُلماء، وإنّما مُؤسِّسُهُ هو خاتم النَّبيِّين سيّدنا محمّد بن عبد الله (صلّى الله عليهِ وسلّم)، على أنّه في الحقيقةِ ليس مَذْهَبًا، بل هو دَعْوَةٌ إلى الرُّجوع إلى السُّنّةِ النّبويَّة الشّريفة وإلى التّمسّك بالقرآن الكريم، وليس هُنَا شيءٌ آخر غير هذا»[«الصّراط» العدد(5) (ص:4-6)]
ـ وقالَ (رحمه الله) «والوهّابيّون أو حنابلةُ «نَجْدٍ» لا يَقُولون بكُفْرِ مَن يَتَوَسَّلُ التّوسُّلَ الشّرعيّ، بل يقولون بكُفْرِ مَن يَدعو مع اللهِ إلهًا آخر، ومِن معاني«التّوسّل» عند الجامِدين(من أهل السّنّة) أنّهم يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ ما لا ينفعُهم ولا يضرُّهم! وأَحْسَبُ أنّ مَن يُطالِعُ كتابَ «التّوسّل والوسيلة»لشيخِ الإسلام بن تيميّة يَرَى صِدْقَ ما نقولُ. وهذهِ العقيدةُ ليست عقيدةَ حنابلةِ «نَجْدٍ» وحدهم، بَلْ هيَ عقيدةُ السَّلَفِ الصّالحِ وعقيدةُ أهلِ السُّنّةِ جميعًا(ما عَدَا الجامِدِين منهم والمُتَسَاهِلِين)» [«الصّراط» العدد(5) (ص:4-6)]
ـ وقالَ (رحمه الله) في رَدِّ انتقاداتِ كاتِبٍ مغربيٍّ «...أنا لا أُوافِقُهُ على أنَّ إخواننا المُؤمنين السَّلَفِيِّين في «نَجْدٍ» والحجاز قد غَلَوْا في الإصلاح الإسلاميّ، ولا أَصِفُهُم بالغُلُوّ؛ لأنَّ الغُلُوّ في الشّيء هو الخُرُوجُ عنهُ أو عن حُدوده المشروعة، وإِخْوَتُنا في «نَجْدٍ» والحجاز إنّما يَدْعُونَ إلى ما دَعَا اللهُ إليه لا يَغْلُون في ذلك ولا يَخرجُون في إصلاحهم عن الحُدود المشروعة»
[مجلّة «الفتح»، العدد (168)، 7 جمادى الأولى 1348هـ/ 10 أكتوبر 1929م، (ص: 6-7)]
✍🏻 الشّيخ الفقيه أحمد حمّاني (رحمه الله) (ت: 1419هـ=1998م)
ـ قال (رحمه الله) «أوّلُ صوتٍ ارتفعَ بالإصلاح والإنكار على البدعة والمُبتدِعين ووجوب الرّجوع إلى كتاب الله والتّمسّك بسُنّة رسول الله (صلّى الله عليهِ وسلّم) ونَبْذِ كلِّ ابتداعٍ ومقاومةِ أصحابه، جاء مِن الجزيرة العربيّة، وأَعْلَنَهُ في النّاس الإمامُ محمّد بن عبد الوهّاب أثناء القرن الثّامن عشر ....
ولمّا كانت نشأةُ هذه الدّعوة في صميم البلاد العربيّة ونجحت على خصومها الأوّلين في جزءٍ منها، وكانت مبنيّةً على الدّين وتوحيد الله - سبحانه - في أُلوهيّته وربوبيته .
وثيقة لو كانت لصالح اليهود لترجمت إلى جميع لغات العالم، ولسمع بها كلّ الناس،
وأراهن بأن (٩٩٪) من المسلمين عامَّة، والعرب خاصَّة لم يسمعوا بها.. وما لا يعرفه اكثر العرب والمسلمين، أن هناك قرار محكمة دولية قبل 93 عاماً وأثناء الانتداب البريطاني لفلسطين، عندما تقاضى المسلمون واليهود حول قضية القدس والمسجد الأقصى: هل هو حقٌ للمسلمين، أم هو الهيكل المزعوم لسليمان – عليه السلام – وهو حق تاريخي لليهود؟! فماذا قال المحكمون الأوربيون والقضاة المحايدون والمحامون وعلماء التاريخ والآثار الدوليون ولم يكن بينهم عربي ولا مسلم واحد عن المسجد الأقصى وعن الحائط الغربي العتيق للمسجد الأقصى، هل هو حائط المبكى، وهل هو حق لليهود أم هو حائط البراق وهو حق وملك للمسلمين؟! وماذا كان قرار تلك اللجنة الدولية؟!
اثناء الانتداب البريطاني على فلسطين.. (اندلعت ثورة البراق عام 1929 ضد المستعمر البريطاني) احتجاجاً على تسهيلات قدمها الانجليز لليهود للوصول والصلاة عند الحائط الغربي للمسجد الأقصى ولم تهدأ الثورة أبداً، إلا بعد أن قبل الانجليز إحالة النزاع إلى محكمة دولية للبت في الموضوع: هل الحائط هو حائط البراق الإسلامي، أم هو حائط المبكى اليهودي؟!
عين وزير المستعمرات البريطاني في 13 سبتمبر 1929م لجنة عرفت باسم لجنة شو للتحقيق في الأسباب المباشرة للانتفاضة ووضع التدابير لمنع تكرارها، وكان من توصياتها لتحديد الحقوق والادعاءات تجنباً لحدوث انتفاضات أخرى، اقترحت الحكومة البريطانية على مجلس عصبة الأممتشكيل لجنة لهذا الغرض، حيث وافق مجلس العصبة في 15 مايو 1930م على تشكيلها برئاسة وزير الشؤون الخارجية السابق في حكومة السويد رئيساً، وعضوية نائب رئيس محكمة العدل في جنيف، ورئيس محكمة التحكيم النمساوية الرومانية المختلطة وحاكم الساحل الشرقي لجزيرة سومطرة السابق وعضو ببرلمان هولندا، وهي لجنة دولية محايدة وعلى أعلى مستوى قضائي وتحكيمي.. وصلت اللجنة إلى القدس في 19 يونيو 1930 حيث أقامت (شهراً كاملاً) في فلسطين، وكانت في كل يوم تعقد جلسة أو جلستين.. أثناء الجلسات التي عقدتها اللجنة وعددها 23 جلسة استمعت إلى شهادة 52 شاهداً، من بينهم 21 من حاخامات اليهود و30 من علماء المسلمين، وشاهد واحد بريطاني.
وقدم الطرفان إلى اللجنة 61 وثيقة، منها خمس وثلاثون مقدمة من اليهود، وست وعشرون وثيقة مقدمة من المسلمين.
وتقاطرت الوفود من أنحاء العالم الإسلامي إلى القدس للدفاع عن القضية وإعلان تمسك المسلمين بملكية الحائط، فقد سافر من مصر أحمد زكي ومحمد علي علوبة ومحمد الغنيمي التفتازاني، ومن العراق مزاحم الباجهجي، ومن لبنان صلاح الدين بيهم ومن إيران ميرزا مهدي، ومن أفغانستان السيد عبد الغفور، ومن أندونيسيا أبو بكر الأشعري وعبدالقهار مذكر ومن الهند عبدالله بهائي والشيخ عبدالعلي، ومن بولونيا مفتيها الدكتور يعقوب شنكوفتش.. إضافة إلى عدد من الشخصيات الفلسطينية البارزة: عوني عبدالهادي، أمين التميمي، أمين عبدالهادي، جمال الحسيني، محمد عزت دروزة، راغب الدجاني والشيخ حسن أبو السعود، إضافة إلى شخصيات أخرى شاركوا من مراكش والجزائر وطرابلس والمغرب وسوريا وشرقي الأردن.
وثبت للمحكمة الدولية، أن (حجة المسلمين كانت هي الغالبة)، إذ استطاع دفاعهم أن يثبت أن جميع المنطقة التي تحيط بالجدار وقفٌ إسلاميٌ بموجب وثائق وسجلات المحكمة الشرعية، وأن نصوص القرآن وتقاليد الإسلام صريحة بقدسية المكان عندهم..
وأن زيارة اليهود للحائط ليست حقاً لهم، بل كانت منحة محددة بموجب (أوامر الدولة العثمانية)، وبموجب (أوامر الحكم المصري للشام)، ولم تكن إلا استجابة للألتماسات المتكررة بزيارة المكان (ودون السماح لهم بإقامة شعائر الصلاة في هذا المكان)، ويكتفى بالدعاء بلا صوت ولا إزعاج، ولا أدوات جلوس أو ستائر.. وكان ذلك منحة من الحكومات المسلمة كنوع من التسامح الديني (وليس حقاً تاريخياً ولا دينياً ولا عقارياً)!
جاء قرار المحكمة بعد أكثر من خمسة أشهر من بدء جلسات اللجنة الدولية في القدس، وبعد أن استمعت إلى ممثلي العرب المسلمين وممثلي اليهود، وأطلعت على كل الوثائق التي تقدم بها الطرفان، وزارت كل الأماكن المقدسة في فلسطين، وعقدت اللجنة جلستها الختامية في باريس من 28 نوفمبر إلى 1 ديسمبر 1930م، حيث انتهت اللجنة بالإجماع إلى قرارها الذي استهلته بالفقرة التالية، وهي التي تهمنا كمسلمين:
*“للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي، ولهم وحدهم الحق العيني فيه لكونه يؤلف جزءاً لا يتجزأ من مساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف، وللمسلمين أيضاً تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط لكونه موقوفاً حسب أحكام الشرع الإسلامي لجهات البر والخير".*
وأراهن بأن (٩٩٪) من المسلمين عامَّة، والعرب خاصَّة لم يسمعوا بها.. وما لا يعرفه اكثر العرب والمسلمين، أن هناك قرار محكمة دولية قبل 93 عاماً وأثناء الانتداب البريطاني لفلسطين، عندما تقاضى المسلمون واليهود حول قضية القدس والمسجد الأقصى: هل هو حقٌ للمسلمين، أم هو الهيكل المزعوم لسليمان – عليه السلام – وهو حق تاريخي لليهود؟! فماذا قال المحكمون الأوربيون والقضاة المحايدون والمحامون وعلماء التاريخ والآثار الدوليون ولم يكن بينهم عربي ولا مسلم واحد عن المسجد الأقصى وعن الحائط الغربي العتيق للمسجد الأقصى، هل هو حائط المبكى، وهل هو حق لليهود أم هو حائط البراق وهو حق وملك للمسلمين؟! وماذا كان قرار تلك اللجنة الدولية؟!
اثناء الانتداب البريطاني على فلسطين.. (اندلعت ثورة البراق عام 1929 ضد المستعمر البريطاني) احتجاجاً على تسهيلات قدمها الانجليز لليهود للوصول والصلاة عند الحائط الغربي للمسجد الأقصى ولم تهدأ الثورة أبداً، إلا بعد أن قبل الانجليز إحالة النزاع إلى محكمة دولية للبت في الموضوع: هل الحائط هو حائط البراق الإسلامي، أم هو حائط المبكى اليهودي؟!
عين وزير المستعمرات البريطاني في 13 سبتمبر 1929م لجنة عرفت باسم لجنة شو للتحقيق في الأسباب المباشرة للانتفاضة ووضع التدابير لمنع تكرارها، وكان من توصياتها لتحديد الحقوق والادعاءات تجنباً لحدوث انتفاضات أخرى، اقترحت الحكومة البريطانية على مجلس عصبة الأممتشكيل لجنة لهذا الغرض، حيث وافق مجلس العصبة في 15 مايو 1930م على تشكيلها برئاسة وزير الشؤون الخارجية السابق في حكومة السويد رئيساً، وعضوية نائب رئيس محكمة العدل في جنيف، ورئيس محكمة التحكيم النمساوية الرومانية المختلطة وحاكم الساحل الشرقي لجزيرة سومطرة السابق وعضو ببرلمان هولندا، وهي لجنة دولية محايدة وعلى أعلى مستوى قضائي وتحكيمي.. وصلت اللجنة إلى القدس في 19 يونيو 1930 حيث أقامت (شهراً كاملاً) في فلسطين، وكانت في كل يوم تعقد جلسة أو جلستين.. أثناء الجلسات التي عقدتها اللجنة وعددها 23 جلسة استمعت إلى شهادة 52 شاهداً، من بينهم 21 من حاخامات اليهود و30 من علماء المسلمين، وشاهد واحد بريطاني.
وقدم الطرفان إلى اللجنة 61 وثيقة، منها خمس وثلاثون مقدمة من اليهود، وست وعشرون وثيقة مقدمة من المسلمين.
وتقاطرت الوفود من أنحاء العالم الإسلامي إلى القدس للدفاع عن القضية وإعلان تمسك المسلمين بملكية الحائط، فقد سافر من مصر أحمد زكي ومحمد علي علوبة ومحمد الغنيمي التفتازاني، ومن العراق مزاحم الباجهجي، ومن لبنان صلاح الدين بيهم ومن إيران ميرزا مهدي، ومن أفغانستان السيد عبد الغفور، ومن أندونيسيا أبو بكر الأشعري وعبدالقهار مذكر ومن الهند عبدالله بهائي والشيخ عبدالعلي، ومن بولونيا مفتيها الدكتور يعقوب شنكوفتش.. إضافة إلى عدد من الشخصيات الفلسطينية البارزة: عوني عبدالهادي، أمين التميمي، أمين عبدالهادي، جمال الحسيني، محمد عزت دروزة، راغب الدجاني والشيخ حسن أبو السعود، إضافة إلى شخصيات أخرى شاركوا من مراكش والجزائر وطرابلس والمغرب وسوريا وشرقي الأردن.
وثبت للمحكمة الدولية، أن (حجة المسلمين كانت هي الغالبة)، إذ استطاع دفاعهم أن يثبت أن جميع المنطقة التي تحيط بالجدار وقفٌ إسلاميٌ بموجب وثائق وسجلات المحكمة الشرعية، وأن نصوص القرآن وتقاليد الإسلام صريحة بقدسية المكان عندهم..
وأن زيارة اليهود للحائط ليست حقاً لهم، بل كانت منحة محددة بموجب (أوامر الدولة العثمانية)، وبموجب (أوامر الحكم المصري للشام)، ولم تكن إلا استجابة للألتماسات المتكررة بزيارة المكان (ودون السماح لهم بإقامة شعائر الصلاة في هذا المكان)، ويكتفى بالدعاء بلا صوت ولا إزعاج، ولا أدوات جلوس أو ستائر.. وكان ذلك منحة من الحكومات المسلمة كنوع من التسامح الديني (وليس حقاً تاريخياً ولا دينياً ولا عقارياً)!
جاء قرار المحكمة بعد أكثر من خمسة أشهر من بدء جلسات اللجنة الدولية في القدس، وبعد أن استمعت إلى ممثلي العرب المسلمين وممثلي اليهود، وأطلعت على كل الوثائق التي تقدم بها الطرفان، وزارت كل الأماكن المقدسة في فلسطين، وعقدت اللجنة جلستها الختامية في باريس من 28 نوفمبر إلى 1 ديسمبر 1930م، حيث انتهت اللجنة بالإجماع إلى قرارها الذي استهلته بالفقرة التالية، وهي التي تهمنا كمسلمين:
*“للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي، ولهم وحدهم الحق العيني فيه لكونه يؤلف جزءاً لا يتجزأ من مساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف، وللمسلمين أيضاً تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط لكونه موقوفاً حسب أحكام الشرع الإسلامي لجهات البر والخير".*
ونصت أيضاً: *“إن أدوات العبادة وغيرها من الأدوات التي يجلبها اليهود ويضعونها بالقرب من الحائط لا يجوز في حال من الأحوال أن تعتبر أو أن يكون من شأنها إنشاء أي حق عيني لليهود في الحائط أو في الرصيف المجاور له”.*
وتضمن القرار عدداً من النقاط الأخرى، أهمها: *“منع جلب المقاعد والرموز والحُصُر والكراسي والستائر والحواجز والخيام، وعدم السماح لليهود بنفخ البوق قرب الحائط”*..
وقد وضعت أحكام هذا الأمر موضع التنفيذ اعتباراً من 8 يونيو 1931، وأصدرت الحكومة البريطانية كتاباً أبيض عن الموضوع اعترف بملكية المسلمين للمكان وتصرفهم فيه. وقد حمل كل من الحكم الدولي والكتاب الأبيض اليهود على التزام حدودهم، ولم يلبث أصوات اليهود أن خفت ظاهريا بالنسبة لموضوع الحائط.. كما أصدر ملك بريطانيا على أساس ذلك المرسوم الملكي المعروف باسم *”مرسوم الحائط الغربي لسنة 1931”*، الذي نُشر في حينه في الجريدة الرسمية لفلسطين.
انشروها ليعلم العالم هذه الحقيقة.. انشروها حسبة وتقرُّباً لله…
وتضمن القرار عدداً من النقاط الأخرى، أهمها: *“منع جلب المقاعد والرموز والحُصُر والكراسي والستائر والحواجز والخيام، وعدم السماح لليهود بنفخ البوق قرب الحائط”*..
وقد وضعت أحكام هذا الأمر موضع التنفيذ اعتباراً من 8 يونيو 1931، وأصدرت الحكومة البريطانية كتاباً أبيض عن الموضوع اعترف بملكية المسلمين للمكان وتصرفهم فيه. وقد حمل كل من الحكم الدولي والكتاب الأبيض اليهود على التزام حدودهم، ولم يلبث أصوات اليهود أن خفت ظاهريا بالنسبة لموضوع الحائط.. كما أصدر ملك بريطانيا على أساس ذلك المرسوم الملكي المعروف باسم *”مرسوم الحائط الغربي لسنة 1931”*، الذي نُشر في حينه في الجريدة الرسمية لفلسطين.
انشروها ليعلم العالم هذه الحقيقة.. انشروها حسبة وتقرُّباً لله…
#اليهود_بين_المسلمين_والغرب
#في_عصر_الحروب_الصليبية.
أشاعت الدعاية الصهيونية في العالم مقولة : أنه لم تتعرض أمة من الأمم خلال تاريخها من القتل والاضطهاد والتشريد مثلما تعرض له اليهود ؛ وذلك لكسب تأييد العالم لقيام دولتهم وضمان بقائها لكن هذه المقولة لا تنطبق أبدا على ماعاشه اليهود من تسامح في ديار الاسلام من الاندلس غربا الى الهند شرقا .
#اليهود_والمغول.
على الرغم من أن اليهود عاشوا طوال عصور تاريخ أمة الاسلام في أمن وسلام وحرية كاملة في التجارة والعمل فإنهم قابلوا الوفاء بالغدر والاحسان بالنكران. فحين دخل المغول حلب تأمروا معهم ضد المسلمين فهدموا المساجد وخربوها ولم يسلم من الدمار والقتل إلا معبدهم ومن لجأ إليه!!!.
#اليهود_ومغول_فارس.
استوزر ملك مغول فارس البوذي أرغون حفيد هولاكو وزيرا يهوديا لقبه سعد الدولة كان يكره الاسلام والمسلمين بشدة ، فأقنع أرغون سنة ٦٨٩ هجرية بتجهيز حملة بحرية تُبحر إلى جدة ثم تتجه الى مكة لهدم الكعبة وإقامة معبد بوذي على أنقاضها. ولكن الله أهلكهما تباعا سنة ٦٩٠هجرية.
#اليهود_والعبيديون
وصل اليهود زمن العبيديين إلى منصب الوزارة وتحكموا بالبلاد واضطهدوا المسلمين وقدصوًر الشاعر الحسن بن خاقان تلك الحال فقال :
يهود هذا الزمان قد بلغوا
غاية آمالهم وقد ملكوا
العز فيهم والمال عندهمو
ومنهم المستشار والملك
يا أهل مصر إني نصحت لكم
تهوًدوا قد تهود الفلك.
ومن اليهود الذين تولوا الوزارة للخليفة العبيدي المعز يعقوب بن كلس وكان لايفعل شيئا الابمشورته أما الخليفة الآمر فقد استوزر النصراني عيسى بن نسطورس الذي ولىً على الشام اليهودي منشا بن ابراهيم فاضطهد المسلمين اما المستنصر فولى الوزارة لليهودي صدقة الفلاحي فاشرك معه التستري اليهودي!!!
#اليهود_ونكران_الجميل.
أرسل الوزير العباسي علي بن عيسى فريقا طبيا برئاسة ثابت بن قرة لمعالجة الفلاحين في ريف العراق فوجد الفريق يهودا في بعض القرى فأرسل يسأل الوزير هل يقتصر على علاج المسلمين؟ فرد الوزير بوجوب معالجة الجميع واليوم يقتلون المسلمين ويمنعون الاسعاف من الوصول للجرحى!!!
#صلاح_الدين_واليهود
تسامح صلاح الدين مع اليهود رغم أن يهوديا كتب رسائل بين فلول العبيديين وبين الصليبيبن في إحدى المؤمرات لاسقاطه عن حكم مصر. ولم يكن في القدس اثناء الاحتلال الصليبي سوى أربعة من اليهود ولما فتحها سنة ٥٨٣ هجرية هلل اليهود فرحاً وهاجر إليها عدد كبير منهم أمةالغدر!!!
القدس لم تعرف إبان العصر الاسلامي غير العدل مع اليهود وهذا مثال في سنة ٨٨٠ هجرية هدم بعض العامة كنيساً يهودياً في القدس فأمر السلطان قايتباي بإحضار قاضي القدس ووجهائها مقيدين بالحديدفحاكمهم في مجلس القضاء وصدر الحكم ببناء الكنيس وإعادته لليهود.
قارنوا بما فعله اليهود بمساجد فلسطين.
#اليهود_والصليبيون.
شهدت المانيا خلال مسير الحملة الصليبية الاولى سنة ٤٨٩ هجرية موجة من المذابح ارتكبها الصليبيون ضد اليهود في حوض نهر الراين – عقابا لهم على جشعهم – فقتلوا في عدة مذابح أكثر من عشرة آلاف يهودي بدون شفقة أو رحمة. قارنوا هذا بالتسامح الذي كانوا يحظون به عالم الاسلام .
#اليهود_ولويس_التاسع_ملك_فرنسا.
الذي أصدر امرا بالغاء ديون اليهود على الكنيسة والحكومة وثلث ما كان لهم على رعاياه. ولما علم أن التلمود ينص على أنه :( يحق لليهودي أن يغش غير اليهود ويبتز أموالهم بالربا الفاحش ) أمر بجمع كل نسخ التلمود في بلاده وأحرقها في باريس. وأمر بطرد اليهود من فرنسا .
وقد سمح لويس التاسع لليهود بالعودة الى فرنسا بعد عشرين سنة من طردهم لكن الملك فيليب الرابع طردهم مرة اخرى.ثم عادوا بعد موته وفي سنة ٧٢١ هجرية ثار الشعب الفرنسي ضدهم وقتل كثيرين منهم وفر الباقون ينتقمون لأنفسهم بتسميم مياه الأبار مما أدى الى زيادة شعور النقمة عليهم.
#اليهود_والانجليز.
في انجلترا ثار الانجليز مرتين ضد جشع اليهود وأطماعهم وقتلوهم شر قتلة.
الاولى : - أثناء غياب ريتشارد قلب الأسد في الحملة الصليبية الثالثة ٥٨٥ - ٥٨٨ هجرية.
والثانية : - ثار الانجليز عن بكرة أبيهم ضد اليهود سنة ٦٨٩ هجرية ولم يبقوا منهم إلا من استطاع النجاة بجلده دون أمواله.
#اليهود_والأسبان.
حظي اليهود طوال العصر الاسلامي بالأندلس بتسامح فريد وسمح لهم المسلمون بالجلوس في مساجدهم لتلقي العلم وحين احتل الأسبان غرناطة بقيادة فرديناد وإيزابيلا سنة ٨٩٧ هجرية اصدرا أمرا بطرد اليهود من أسبانيا مع مصادرة أموالهم فلجأ اليهود إلى بلاد المسلمين بالمغرب وغيرها.
كتبه. أ . د / علي بن محمد عودة الغامدي.
#في_عصر_الحروب_الصليبية.
أشاعت الدعاية الصهيونية في العالم مقولة : أنه لم تتعرض أمة من الأمم خلال تاريخها من القتل والاضطهاد والتشريد مثلما تعرض له اليهود ؛ وذلك لكسب تأييد العالم لقيام دولتهم وضمان بقائها لكن هذه المقولة لا تنطبق أبدا على ماعاشه اليهود من تسامح في ديار الاسلام من الاندلس غربا الى الهند شرقا .
#اليهود_والمغول.
على الرغم من أن اليهود عاشوا طوال عصور تاريخ أمة الاسلام في أمن وسلام وحرية كاملة في التجارة والعمل فإنهم قابلوا الوفاء بالغدر والاحسان بالنكران. فحين دخل المغول حلب تأمروا معهم ضد المسلمين فهدموا المساجد وخربوها ولم يسلم من الدمار والقتل إلا معبدهم ومن لجأ إليه!!!.
#اليهود_ومغول_فارس.
استوزر ملك مغول فارس البوذي أرغون حفيد هولاكو وزيرا يهوديا لقبه سعد الدولة كان يكره الاسلام والمسلمين بشدة ، فأقنع أرغون سنة ٦٨٩ هجرية بتجهيز حملة بحرية تُبحر إلى جدة ثم تتجه الى مكة لهدم الكعبة وإقامة معبد بوذي على أنقاضها. ولكن الله أهلكهما تباعا سنة ٦٩٠هجرية.
#اليهود_والعبيديون
وصل اليهود زمن العبيديين إلى منصب الوزارة وتحكموا بالبلاد واضطهدوا المسلمين وقدصوًر الشاعر الحسن بن خاقان تلك الحال فقال :
يهود هذا الزمان قد بلغوا
غاية آمالهم وقد ملكوا
العز فيهم والمال عندهمو
ومنهم المستشار والملك
يا أهل مصر إني نصحت لكم
تهوًدوا قد تهود الفلك.
ومن اليهود الذين تولوا الوزارة للخليفة العبيدي المعز يعقوب بن كلس وكان لايفعل شيئا الابمشورته أما الخليفة الآمر فقد استوزر النصراني عيسى بن نسطورس الذي ولىً على الشام اليهودي منشا بن ابراهيم فاضطهد المسلمين اما المستنصر فولى الوزارة لليهودي صدقة الفلاحي فاشرك معه التستري اليهودي!!!
#اليهود_ونكران_الجميل.
أرسل الوزير العباسي علي بن عيسى فريقا طبيا برئاسة ثابت بن قرة لمعالجة الفلاحين في ريف العراق فوجد الفريق يهودا في بعض القرى فأرسل يسأل الوزير هل يقتصر على علاج المسلمين؟ فرد الوزير بوجوب معالجة الجميع واليوم يقتلون المسلمين ويمنعون الاسعاف من الوصول للجرحى!!!
#صلاح_الدين_واليهود
تسامح صلاح الدين مع اليهود رغم أن يهوديا كتب رسائل بين فلول العبيديين وبين الصليبيبن في إحدى المؤمرات لاسقاطه عن حكم مصر. ولم يكن في القدس اثناء الاحتلال الصليبي سوى أربعة من اليهود ولما فتحها سنة ٥٨٣ هجرية هلل اليهود فرحاً وهاجر إليها عدد كبير منهم أمةالغدر!!!
القدس لم تعرف إبان العصر الاسلامي غير العدل مع اليهود وهذا مثال في سنة ٨٨٠ هجرية هدم بعض العامة كنيساً يهودياً في القدس فأمر السلطان قايتباي بإحضار قاضي القدس ووجهائها مقيدين بالحديدفحاكمهم في مجلس القضاء وصدر الحكم ببناء الكنيس وإعادته لليهود.
قارنوا بما فعله اليهود بمساجد فلسطين.
#اليهود_والصليبيون.
شهدت المانيا خلال مسير الحملة الصليبية الاولى سنة ٤٨٩ هجرية موجة من المذابح ارتكبها الصليبيون ضد اليهود في حوض نهر الراين – عقابا لهم على جشعهم – فقتلوا في عدة مذابح أكثر من عشرة آلاف يهودي بدون شفقة أو رحمة. قارنوا هذا بالتسامح الذي كانوا يحظون به عالم الاسلام .
#اليهود_ولويس_التاسع_ملك_فرنسا.
الذي أصدر امرا بالغاء ديون اليهود على الكنيسة والحكومة وثلث ما كان لهم على رعاياه. ولما علم أن التلمود ينص على أنه :( يحق لليهودي أن يغش غير اليهود ويبتز أموالهم بالربا الفاحش ) أمر بجمع كل نسخ التلمود في بلاده وأحرقها في باريس. وأمر بطرد اليهود من فرنسا .
وقد سمح لويس التاسع لليهود بالعودة الى فرنسا بعد عشرين سنة من طردهم لكن الملك فيليب الرابع طردهم مرة اخرى.ثم عادوا بعد موته وفي سنة ٧٢١ هجرية ثار الشعب الفرنسي ضدهم وقتل كثيرين منهم وفر الباقون ينتقمون لأنفسهم بتسميم مياه الأبار مما أدى الى زيادة شعور النقمة عليهم.
#اليهود_والانجليز.
في انجلترا ثار الانجليز مرتين ضد جشع اليهود وأطماعهم وقتلوهم شر قتلة.
الاولى : - أثناء غياب ريتشارد قلب الأسد في الحملة الصليبية الثالثة ٥٨٥ - ٥٨٨ هجرية.
والثانية : - ثار الانجليز عن بكرة أبيهم ضد اليهود سنة ٦٨٩ هجرية ولم يبقوا منهم إلا من استطاع النجاة بجلده دون أمواله.
#اليهود_والأسبان.
حظي اليهود طوال العصر الاسلامي بالأندلس بتسامح فريد وسمح لهم المسلمون بالجلوس في مساجدهم لتلقي العلم وحين احتل الأسبان غرناطة بقيادة فرديناد وإيزابيلا سنة ٨٩٧ هجرية اصدرا أمرا بطرد اليهود من أسبانيا مع مصادرة أموالهم فلجأ اليهود إلى بلاد المسلمين بالمغرب وغيرها.
كتبه. أ . د / علي بن محمد عودة الغامدي.
حجة السلطان الظاهر بيبرس.
فرض الله عزّ وجلّ الحج على المسلمين كأحد أركان دين الإسلام بشرط الاستطاعة ، ومعلوم أن الحج في الأزمنة السابقة لم يكن سهلاً مثل سهولته في عصرنا الحالي ، بل كان مشقة وعناء ؛ بسبب بدائية وسائل المواصلات ومشكلات الطرق وبخاصة من الناحية الأمنية ناهيك عن ارتفاع الكلفة. وحينما نتحدث عن المدى الزمني لرحلات الحج في العصور الإسلامية الماضية يتبادر إلى الذهن المدد الطويلة التي تبدأ من شهور وربما تصل إلى سنوات إذا رغب الحاج في جوار الحرم الشريف. هذا بالنسبة للحاج من عامة المسلمين. أما أن يحج الخليفة أو السلطان أو الملك فهذا لم يكن بالأمر الهين بسبب ضخامة الاستعداد بما يليق بشخص ولي الأمر : من زاد ودواب للحمل وأموال للنفقة ، وكثرة المرافقين من الحرس الخاص ورجال الحاشية والخدم وكبار رجال الدولة ، وفوق ذلك التدابير الأمنية اللازمة لضمان استقرار الدولة في غياب ولي الأمر لمدة طويلة خوفاً من قفز أحد المغامرين على العرش أو انتهاز العدو الفرصة للقيام بعمل معاد.
وبسبب صعوبة هذا الأمر وقلة من حج من الحكام المسلمين حال ولايته للسلطة فقد ألف شيخ مؤرخي الإسلام في العصر المملوكي تقي الدين المقريزي كتاباً ممتعاً مفيداً في هذا الباب سماه « الذهب المسبوك في ذكر من حج من الخلفاء والملوك ». وقد حج الكثير من الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين حتى عصر هارون الرشيد. وبعد عصر الرشيد ، أصبح حج الخلفاء والحكام قليلاً أو نادراً.
وممن غامر بالحج خلال ولايته للسلطة وجاء ذكره في هذا السفر المهم السلطان المملوكي الظاهر بيبرس البندقداري ، الذي أدى فريضة الحج في ظروف بالغة الخطورة في ظل تربص الصليبيين في الساحل الشامي والمغول في العراق وآسيا الصغرى بسلطنة المماليك ، بسبب سلسلة الانتصارات التي حققها بيبرس على الطرفين. وكان غياب السلطان ولو لمدة يسيرة عن أراضي السلطنة أعز أمانيهم. ورغم هذه التحديات وخطورة الأمر ، قرر السلطان قضاء الفرض وشكر الله على التوفيق الذي حالَفه في انتصاراته المتوالية على عدويه اللدودين ، المغول والصليبيين ، وحلفائهما من الأرمن والباطنية ، وكان السلطان بيبرس قد ازال من الوجود إمارة أنطاكية الصليبية في رمضان سنة ٦٦٦ هجرية ، ولم يغب عن ذهنه احتمال مجيء حملة صليبية جديدة رداً على هذا النصر الباهر. ونظراً لتقدير السلطان لخطورة المغامرة بالحج في ظل هذه الظروف فقد حرص على إنجاز حجته في سرية تامة وفي أقصر وقت ممكن ، مع توفير كل مستلزمات حجته. ومن ثم سطَّر لنا الظاهر بيبرس أسرع رحلة حج في ذلك العصر ، إذ استغرقت أقل من شهرين منذ مغادرته للكرك في السادس من ذي القعدة وحتى العودة إليها في نهاية شهر ذي الحجة من العام 667 هـ من دون أن يعلم أحد بذلك سوى قلة من خواص السلطان ، وقد تظاهر بأنه خارج من الكرك في رحلة صيد ، كما نص على ذلك مؤرخ سيرته القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر.
وقدتحدثت المصادر عن بعض تفاصيل حجته ، وأنه اصطحب جماعة من الأمراء ، ومنهم الأمير بدر الدين الخازندار ، وهو المتولي أمور الخزائن السلطانية من نقد وقماش وغير ذلك ، واصطحب معه قاضي القضاة صدر الدين سليمان بن عبدالحق الحنفي ، وكان يستفتيه طوال طريقه في أمور دينه وحجته. كما اصطحب معه ٣٠٠ من كبار المماليك وبعض الأجناد السلطانية.
وقد وصل إلى المدينة في الخامس والعشرين من ذي القعدة ، ومكث فيها يومين ، زار فيها الروضة الشريفة وسلّم على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما وزار بقية الاماكن ، ورحل من المدينة في السابع والعشرين من الشهر ، وأحرم من الميقات ، وسار أشعث أغبر ، فوصل مكة في خامس ذي الحجة ، وطاف بالبيت العتيق ، وصافح بيده المجاهدة اركان البيت. وفرَّق أموالاً وكساوي على أهل الحرمين ، وبقي كواحد من الناس لا يحجبه أحد ، ولا يحفظه إلا الله تعالى ، وهو منفرد ، مصلياً وطائفاً وساعياً ، ثم عمد إلى الكعبة وغسلها بيده ، وحمل الماء في القرب على كتفه ، وبقي وسط جموع الحجيج ، وكل من رمى إليه إحرامه غسله له بالماء الذي ينساب من داخل الكعبة ويرميه إلى صاحبه ، وجلس على باب الكعبة المشرفة ، فأخذ بأيدي الناس ليطلعهم إلى الكعبة ، وتعلق أحد العوام به ، ولما لم يقدر على مسك يده تعلق بإحرامه فقطعه وكاد يرميه إلى الأرض، والسلطان مستبشر بهذا الأمر ، وعلّق كسوة الكعبة المصنوعة بالديار المصرية ورفعها على اركان البيت العتيق بيده ومعه خواصه ، وسبّل البيت الشريف لسائر الناس للدخول فيه وزار العلماء والصالحين.
وكتب الظاهر بيبرس إلى حاكم اليمن يُنكر عليه أموراً ، وكتب فيه : " سطرتها من مكة وقد أخذت طريقها في سبعة عشر خطوة " - يعني بالخطوة المنزلة - وكتب إليه بأن " الملك هو الذي يجاهد في الله حق جهاده ، ويبذل نفسه في الذب عن حوزة الدين ، فإن كنت ملكاً فاخرج والتق التتار ".
وكانت الوقفة بعرفة يوم الجمعة ، وقد قضى السلطان بيبرس نسكه وحلق ونحر. واحسن إلى أميري مكة ، ابي نمي ، و
فرض الله عزّ وجلّ الحج على المسلمين كأحد أركان دين الإسلام بشرط الاستطاعة ، ومعلوم أن الحج في الأزمنة السابقة لم يكن سهلاً مثل سهولته في عصرنا الحالي ، بل كان مشقة وعناء ؛ بسبب بدائية وسائل المواصلات ومشكلات الطرق وبخاصة من الناحية الأمنية ناهيك عن ارتفاع الكلفة. وحينما نتحدث عن المدى الزمني لرحلات الحج في العصور الإسلامية الماضية يتبادر إلى الذهن المدد الطويلة التي تبدأ من شهور وربما تصل إلى سنوات إذا رغب الحاج في جوار الحرم الشريف. هذا بالنسبة للحاج من عامة المسلمين. أما أن يحج الخليفة أو السلطان أو الملك فهذا لم يكن بالأمر الهين بسبب ضخامة الاستعداد بما يليق بشخص ولي الأمر : من زاد ودواب للحمل وأموال للنفقة ، وكثرة المرافقين من الحرس الخاص ورجال الحاشية والخدم وكبار رجال الدولة ، وفوق ذلك التدابير الأمنية اللازمة لضمان استقرار الدولة في غياب ولي الأمر لمدة طويلة خوفاً من قفز أحد المغامرين على العرش أو انتهاز العدو الفرصة للقيام بعمل معاد.
وبسبب صعوبة هذا الأمر وقلة من حج من الحكام المسلمين حال ولايته للسلطة فقد ألف شيخ مؤرخي الإسلام في العصر المملوكي تقي الدين المقريزي كتاباً ممتعاً مفيداً في هذا الباب سماه « الذهب المسبوك في ذكر من حج من الخلفاء والملوك ». وقد حج الكثير من الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين حتى عصر هارون الرشيد. وبعد عصر الرشيد ، أصبح حج الخلفاء والحكام قليلاً أو نادراً.
وممن غامر بالحج خلال ولايته للسلطة وجاء ذكره في هذا السفر المهم السلطان المملوكي الظاهر بيبرس البندقداري ، الذي أدى فريضة الحج في ظروف بالغة الخطورة في ظل تربص الصليبيين في الساحل الشامي والمغول في العراق وآسيا الصغرى بسلطنة المماليك ، بسبب سلسلة الانتصارات التي حققها بيبرس على الطرفين. وكان غياب السلطان ولو لمدة يسيرة عن أراضي السلطنة أعز أمانيهم. ورغم هذه التحديات وخطورة الأمر ، قرر السلطان قضاء الفرض وشكر الله على التوفيق الذي حالَفه في انتصاراته المتوالية على عدويه اللدودين ، المغول والصليبيين ، وحلفائهما من الأرمن والباطنية ، وكان السلطان بيبرس قد ازال من الوجود إمارة أنطاكية الصليبية في رمضان سنة ٦٦٦ هجرية ، ولم يغب عن ذهنه احتمال مجيء حملة صليبية جديدة رداً على هذا النصر الباهر. ونظراً لتقدير السلطان لخطورة المغامرة بالحج في ظل هذه الظروف فقد حرص على إنجاز حجته في سرية تامة وفي أقصر وقت ممكن ، مع توفير كل مستلزمات حجته. ومن ثم سطَّر لنا الظاهر بيبرس أسرع رحلة حج في ذلك العصر ، إذ استغرقت أقل من شهرين منذ مغادرته للكرك في السادس من ذي القعدة وحتى العودة إليها في نهاية شهر ذي الحجة من العام 667 هـ من دون أن يعلم أحد بذلك سوى قلة من خواص السلطان ، وقد تظاهر بأنه خارج من الكرك في رحلة صيد ، كما نص على ذلك مؤرخ سيرته القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر.
وقدتحدثت المصادر عن بعض تفاصيل حجته ، وأنه اصطحب جماعة من الأمراء ، ومنهم الأمير بدر الدين الخازندار ، وهو المتولي أمور الخزائن السلطانية من نقد وقماش وغير ذلك ، واصطحب معه قاضي القضاة صدر الدين سليمان بن عبدالحق الحنفي ، وكان يستفتيه طوال طريقه في أمور دينه وحجته. كما اصطحب معه ٣٠٠ من كبار المماليك وبعض الأجناد السلطانية.
وقد وصل إلى المدينة في الخامس والعشرين من ذي القعدة ، ومكث فيها يومين ، زار فيها الروضة الشريفة وسلّم على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما وزار بقية الاماكن ، ورحل من المدينة في السابع والعشرين من الشهر ، وأحرم من الميقات ، وسار أشعث أغبر ، فوصل مكة في خامس ذي الحجة ، وطاف بالبيت العتيق ، وصافح بيده المجاهدة اركان البيت. وفرَّق أموالاً وكساوي على أهل الحرمين ، وبقي كواحد من الناس لا يحجبه أحد ، ولا يحفظه إلا الله تعالى ، وهو منفرد ، مصلياً وطائفاً وساعياً ، ثم عمد إلى الكعبة وغسلها بيده ، وحمل الماء في القرب على كتفه ، وبقي وسط جموع الحجيج ، وكل من رمى إليه إحرامه غسله له بالماء الذي ينساب من داخل الكعبة ويرميه إلى صاحبه ، وجلس على باب الكعبة المشرفة ، فأخذ بأيدي الناس ليطلعهم إلى الكعبة ، وتعلق أحد العوام به ، ولما لم يقدر على مسك يده تعلق بإحرامه فقطعه وكاد يرميه إلى الأرض، والسلطان مستبشر بهذا الأمر ، وعلّق كسوة الكعبة المصنوعة بالديار المصرية ورفعها على اركان البيت العتيق بيده ومعه خواصه ، وسبّل البيت الشريف لسائر الناس للدخول فيه وزار العلماء والصالحين.
وكتب الظاهر بيبرس إلى حاكم اليمن يُنكر عليه أموراً ، وكتب فيه : " سطرتها من مكة وقد أخذت طريقها في سبعة عشر خطوة " - يعني بالخطوة المنزلة - وكتب إليه بأن " الملك هو الذي يجاهد في الله حق جهاده ، ويبذل نفسه في الذب عن حوزة الدين ، فإن كنت ملكاً فاخرج والتق التتار ".
وكانت الوقفة بعرفة يوم الجمعة ، وقد قضى السلطان بيبرس نسكه وحلق ونحر. واحسن إلى أميري مكة ، ابي نمي ، و
عمه أدريس بن قتاده وغيرهما من أمراء الحجاز.
وأمرهما بإلغاء جباية المكوس التي كانا يفرضانها على الحجاج والقادمين إلى مكة من التجار وغيرهم ، وكان- قبل ذلك - يُوقَف كل ركب عند قبر ابي لهب ، وما يتعدى منه جمل حتى يدفع المكس المُقرُر. وخصص لأميري مكة مالاً وغلالاً كل سنة مقابل إبطال تلك المكوس الظالمة.
وغادر السلطان بيبرس مكة في ثالث عشر ذي الحجة ومرّ بالمدينة ، ثم جد في السير ووصل إلى الكرك مع انسلاخ آخر يوم من ذي الحجة.
أهم المصادر :
- محيي الدين بن عبدالظاهر ؛ الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر.
- ابن فهد ؛ إتحاف الورى بأخبار أم القرى.
- المقريزي ؛ السلوك لمعرفة دول الملوك.
- المقريزي ؛ الذهب المسبوك في ذكر من حج من الخلفاء والملوك.
- ابن تغري بردي ؛ النجوم الزاهرة.
-العيني ؛ عقد الجمان.
-الفاسي ؛ شفاء الغرام.
وأمرهما بإلغاء جباية المكوس التي كانا يفرضانها على الحجاج والقادمين إلى مكة من التجار وغيرهم ، وكان- قبل ذلك - يُوقَف كل ركب عند قبر ابي لهب ، وما يتعدى منه جمل حتى يدفع المكس المُقرُر. وخصص لأميري مكة مالاً وغلالاً كل سنة مقابل إبطال تلك المكوس الظالمة.
وغادر السلطان بيبرس مكة في ثالث عشر ذي الحجة ومرّ بالمدينة ، ثم جد في السير ووصل إلى الكرك مع انسلاخ آخر يوم من ذي الحجة.
أهم المصادر :
- محيي الدين بن عبدالظاهر ؛ الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر.
- ابن فهد ؛ إتحاف الورى بأخبار أم القرى.
- المقريزي ؛ السلوك لمعرفة دول الملوك.
- المقريزي ؛ الذهب المسبوك في ذكر من حج من الخلفاء والملوك.
- ابن تغري بردي ؛ النجوم الزاهرة.
-العيني ؛ عقد الجمان.
-الفاسي ؛ شفاء الغرام.
لا إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم في هذه الساعة المباركة في هذاالشهر الحرام اغفر لنا واعف عنّا وعن والدينا ووالديهم واحابنا وحجاج بيتك الحرام واكتبنا من الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا اللهم طهّر قلوبنا من كل ضيق ويسّر لنا أمورنا في كل طريق رب اغفر لنا وتُب عليَّنا إنك أنت التواب الرحيم ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقِنا عذاب النار اللهم أتم علينا نعمتك وأنزل في قلوبنا سكينتك وانشر علينا فضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين اللهم اجعلنا من الذين تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم اللهم اجعلنا من الشاكرين الذاكرين ﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ اللهم احفظنا بالإسلام قائمين واحفظنا بالإسلام قاعدين واحفظنا بالإسلام راقدين ولا تُشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين اللهم ارزقنا مجاورة حبيبك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى من الجنة اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك اللهم اشرح صدورنا ويسر أمورنا واكتب لنا الخير حيث كان اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم أعنّا فنحن ضعفاء إليك وخُذ بأيدينا إذا تعثرنا وسامحنا يا مولانا على ما كان منّا اللهم افتح لنا أبواب الفرح ويسر لنا أسباب الرزق وارزقنا الفرج والتيسير اللهم افتح لنا فتحا مبيناً واهدنا صراطاً مستقيماً وانصرنا نصراً عزيزاً اللهم اكتبنا عندك من الشاكرين اللهم إنا نسألك أن تنظر إلينا نظرة رضا نتوب بها إليك وقد أحببناك واستغنينا بك عمّن سواك يا كريم اللهم أنت ربنا لا إله إلا أنت خلقتنا ونحن عبادك وعلى عهدك ووعدك ما استطعنا نعوذ بك من شر ما صنعنا نبوء لك بنعمتك علينا ونبوء بذنوبنا فاغفر لنا فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت اللهم انفعنا بما علَّمتنا وعلِّمنا ما ينفعنا وزدنا علماً اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر اللهم إنا نسألك الجنة ونستجير بك من النار اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم إنا نسألك برحمتك التي وسعت كل شيءٍ أن تغفر لنا اللهم إنا نسألك حبَّكَ وحبَّ مَن يُحبك اللهم إنا نسألك علما نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلا اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لنا وترحمنا وإذا أردت فتنة بقوم فتوفنا غير مفتونين اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم إنا نعوذ بك من البخل والجبن وسوء العمر وفتنة الصدر وعذاب القبر اللهم إنا نعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم ونعوذ بك من فتنة المحيا والممات ونعوذ بك من عذاب القبر اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها اللهم إنا نعوذ بك من الفقر والقلة والذلة اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وغلبة الدَّين وقهر الرجال اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحوُّل عافيتك وفجاءةِ نقمتك وجميع سخطك اللهم إنا نعوذ بك من شر ما عملنا ومن شر ما لم نعمل اللهم إنا نعوذ بك من علمٍ لا ينفع ومن قلبٍ لا يخشع ومن نفسٍ لا تشبع ومن دعاءٍ لا يسمع اللهم إنا نعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والادواء يا سميع الدعاء اللهم إنا نعوذ بك من وسوسة الصدر وشتات الأمر اللهم إنا ظلمنا انفسنا ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لنا مغفرةً من عندك وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم اللهم إنا عبيدك بنو عبادك بنو إمائك نواصينا بيدك ماضٍ فِينا حكمك عدل فِينا قضاؤك نسألك اللهم بكل إسم هو لك سمَّيت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو إستأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء حزننا وذهاب همِّنا وغمنا اللهم تجلَّى علينا بعفوك ورحماتك واجعلنا ممن تعرضوا لوافر عطائك وعظيم نفحاتك اللهم جدد الإيمان في قلوبنا اللهم رحمتك نرجو يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك وأصلح لنا شأننا كله لا إله إلا أنت اللهم اجعلنا ممن طاب عيشهم وأخلصت سريرتهم وأحسنت سيرتهم وجمعت شملهم ونفست كربهم وشرحت صدرهم وقضيت دينهم وفرجت همهم وأجبت سؤلهم ورفعت قدرهم وأعليت منزلتهم ورفعت درجتهم وألنت قلوبهم ويمنت كتبهم وطهرت نفوسهم ياحي ياقيوم يا ذا الجلال والإكرام اللهم ردنا إليك ردًا جميلًا اللهم إغفر لوالدينا واحبابنا ومن كانوا معنا فيما مضى وارحمهم واسكنهم فسيح جناتك
واجعل قبورهم روضة من رياض الجنة اللهم اشفِ مرضانا وعافِ مبتلانا وارحم موتانا وبلغنا فيما يرضيك أمنياتنا وأكرمنا ولا تُهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا اللهم إنا دعوناك كما أمرتنا فأستجب لنا كما وعدتنا وصَلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.
#أبُو_رَافِعٍ_مَولَى_رسولِ_الله_ﷺ
#مَنْ_هو_أبو_رَافِعٍ؟؟؟
هو رجل من قِبْطِ مصر، قيل اسمه إبراهيم، وقيل اسمه أسْلَم، وقع في الرِّقّ فكان مملوكًا للعبَّاس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- عمِّ النبيّ ﷺ، ثم وَهَبَه العباس للنبيِّ ﷺ بعد إسلامه، فأعتقه رسولُ الله ﷺ. المستدرك (٦٥٣٦) والسير (١٦/٢).
- قِصَةُ إسْلامِهِ:
لقد سمعْنا في القصص والروايات عن الحُبِّ من أوِّل نظرة، فكنتُ أتعجب من ذلك حتى دخلتُ بوجداني بستان الصحابة، فرأيتُ في بعض صوره الخلَّابة أنَّ الكثير منهم قد وقع حُبُّ رسول الله ﷺ في قلوبهم من أوَّل نظرة، فهذا على سبيل المثال عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- الذي كان حبرًا يهوديًّا يقول: (لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ الله ﷺ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ -أي ذهبوا إليه مسرعين- النَّاسُ إِلَيْهِ، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ الله ﷺ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ). الترمذي (٢٤٨٥) وابن ماجة (١٣٣٤) والسلسلة الصحيحة (٥٦٩).
وهذا حسان بن ثابت -رضي الله عنه- تقع عينه على النبيِّ ﷺ فيقول له:
وأجملُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني
وأكرمُ منكَ لم تَلِدِ النِّساءُ
خُلقتَ مُبَرَّءًا من كلِّ عيبٍ
كأنَّك قد خُلقتَ كما تشاءُ.
ديوان حسان بن ثابت ص (١٠).
وأمَّا بطل قصَّتنا أبو رافع -رضي الله عنه- فقد ساقه القَدَرُ نحو السعادة حين أرسلته قريش برسالة إلى النبيِّ ﷺ قبل غزوة بدر، فما أنْ دخل المدينة ووقعت عينُه على رسول الله ﷺ حتى ألقى الله محبته في قلبه، ولْنترك لأبي رافع المجال ليحدِّثنا بنفسه عن هذا اللِّقاء فيقول -رضي الله عنه-: (بَعَثَتْنِي قُرَيْشٌ بِكِتَابٍ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ، فَلَمَّا رَأَيْتُ رَسُولَ الله ﷺ أُلْقِيَ فِي قَلْبِي الْإِسْلَامُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إنِّي وَالله لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ أَبَدًا، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «إِنِّي لَا أَخِيسُ بِالْعَهْدِ -أي لا أنقض العهد- وَلَا أَحْبِسُ الْبُرُدَ -جمع بريد وهو الرسول- وَلَكِن ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَإِنْ كَانَ فِي نَفْسِكَ الَّذِي فِي نَفْسِكَ الْآنَ فَارْجِعْ»، قَالَ أبو رافع: فَذَهَبْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَأَسْلَمْتُ). أحمد (٢٣٩٠٨) وأبو داود (٢٧٥٨) والسلسلة الصحيحة (٢٤٦٣).
وهكذا وجد أبو رافع -رضي الله عنه- في قلبه عند أوَّل لقاء له برسول الله ﷺ ما وجد ابنُ سلَّام وحسَّانُ وغيرهما، ثم تأثَّر بخُلُق رسول الله ﷺ الرفيع، فشرح الله صدره للإسلام، وأشرق قلبه بنور الإيمان.
ثم رجع أبو رافع إلى بيت سيِّده العباس في مكة، وكان العباس قد أسلم قبل بدر مستخفيًا وكذلك زوجته أمُّ الفضل، فبقي معهم في مكة يخفي إسلامه -رضي الله عنهم-.
- فَرْحَةُ النصْرِ تَكشفُ سِرَّ أبي رَافِعٍ:
وجاءت غزوة بدر الكبرى، فنصر الله فيها المسلمين، وهزم المشـركين شرَّ هزيمة، وقُتل صناديدهم، وأُسِرَ سبعون من أشرافهم، فنزل الخبر في مكة كالصاعقة المدوِّية على قلوب المشـركين، وفرحًا وسرورًا في نفوس المسلمين المستضعَفين، ولكنَّ شدة الفرح فضحت إسلامَ أبي رافعٍ الخفي، وهيا بنا نستمع إليه وهو يُحدِّثنا عن هذا فيقول -رضي الله عنه-: (كُنْتُ غُلَامًا لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكُنْتُ قَدْ أَسْلَمْتُ، وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الْفَضْل، وَأَسْلَمَ الْعَبَّاسُ، وَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلَامَهُ مَخَافَةً قَوْمِهِ، وَكَانَ أَبُو لَهَبٍ قَدْ تَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ، وَبَعَثَ مَكَانَهُ الْعَاصَ بْنَ هِشَامٍ، وَكَانَ لَهُ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَقَالَ لَهُ: اكْفِنِي هَذَا الْغَزْوَ، وَأَتْرُكُ لَكَ مَا عَلَيْكَ، فَفَعَلَ، فَلَمَّا جَاءَ الْخَبَرُ، وَكَبَتَ اللهُ أَبَا لَهَبٍ، وَكُنْتُ رَجُلًا ضَعِيفًا أَنْحِتُ الْأَقْدَاحَ فِي حُجْرَةِ زَمْزَمَ، فَوَالله إِنِّي لَجَالِسٌ فِيهَا أَنْحِتُ أَقْدَاحِي وَعِنْدِي أُمُّ الْفَضْلِ جَالِسَةً وَقَدْ سَرَّنا مَا جَاءَنَا إِذْ أَقْبَلَ أَبُو لَهَبٍ يَجُرُّ رِجْلَيْهِ حَتَّى جَلَسَ إِلَى طُنُبِ الْحُجْرَةِ وَأَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى ظَهْرِي، فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: هَلُمَّ إِلَيَّ يَا ابْنَ أَخِي، فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ حَتَّى جَلَسَ عِنْدَهُ، فَجَاءَ النَّاسُ، فَقَامُوا عَلَيْهِمَا، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، كَيْفَ كَانَ أَمَرُ النَّاسِ؟ فَقَالَ: لَا شَيْءَ، فَوَالله إِنْ لَقِينَاهُمْ فَمَنَحْنَاهُمْ أَكْتَافَنَا يَقْتُلُونَنَا كَيْفَ شَاءُوا، وَيَأْسِرُونَنَا كَيْفَ شَاءُوا، وَايْمُ الله مَا لُمْتُ النَّاسَ، قَالَ: وَلِمَ؟، قَالَ: رَأَيْتُ رِجَالًا بِيضًا عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ لَا وَالله مَا تَلِيقُ شَيْئًا، وَلَا يَقُومُ لَهَا شَيْءٌ، قَالَ أبو رَافع: فَرَفَعْتُ طُنُبَ الْحُجْرَةِ، فَقُلْتُ: وَالله تِلْكَ الْمَلَ
#مَنْ_هو_أبو_رَافِعٍ؟؟؟
هو رجل من قِبْطِ مصر، قيل اسمه إبراهيم، وقيل اسمه أسْلَم، وقع في الرِّقّ فكان مملوكًا للعبَّاس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- عمِّ النبيّ ﷺ، ثم وَهَبَه العباس للنبيِّ ﷺ بعد إسلامه، فأعتقه رسولُ الله ﷺ. المستدرك (٦٥٣٦) والسير (١٦/٢).
- قِصَةُ إسْلامِهِ:
لقد سمعْنا في القصص والروايات عن الحُبِّ من أوِّل نظرة، فكنتُ أتعجب من ذلك حتى دخلتُ بوجداني بستان الصحابة، فرأيتُ في بعض صوره الخلَّابة أنَّ الكثير منهم قد وقع حُبُّ رسول الله ﷺ في قلوبهم من أوَّل نظرة، فهذا على سبيل المثال عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- الذي كان حبرًا يهوديًّا يقول: (لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ الله ﷺ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ -أي ذهبوا إليه مسرعين- النَّاسُ إِلَيْهِ، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ الله ﷺ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ). الترمذي (٢٤٨٥) وابن ماجة (١٣٣٤) والسلسلة الصحيحة (٥٦٩).
وهذا حسان بن ثابت -رضي الله عنه- تقع عينه على النبيِّ ﷺ فيقول له:
وأجملُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني
وأكرمُ منكَ لم تَلِدِ النِّساءُ
خُلقتَ مُبَرَّءًا من كلِّ عيبٍ
كأنَّك قد خُلقتَ كما تشاءُ.
ديوان حسان بن ثابت ص (١٠).
وأمَّا بطل قصَّتنا أبو رافع -رضي الله عنه- فقد ساقه القَدَرُ نحو السعادة حين أرسلته قريش برسالة إلى النبيِّ ﷺ قبل غزوة بدر، فما أنْ دخل المدينة ووقعت عينُه على رسول الله ﷺ حتى ألقى الله محبته في قلبه، ولْنترك لأبي رافع المجال ليحدِّثنا بنفسه عن هذا اللِّقاء فيقول -رضي الله عنه-: (بَعَثَتْنِي قُرَيْشٌ بِكِتَابٍ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ، فَلَمَّا رَأَيْتُ رَسُولَ الله ﷺ أُلْقِيَ فِي قَلْبِي الْإِسْلَامُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إنِّي وَالله لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ أَبَدًا، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «إِنِّي لَا أَخِيسُ بِالْعَهْدِ -أي لا أنقض العهد- وَلَا أَحْبِسُ الْبُرُدَ -جمع بريد وهو الرسول- وَلَكِن ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَإِنْ كَانَ فِي نَفْسِكَ الَّذِي فِي نَفْسِكَ الْآنَ فَارْجِعْ»، قَالَ أبو رافع: فَذَهَبْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَأَسْلَمْتُ). أحمد (٢٣٩٠٨) وأبو داود (٢٧٥٨) والسلسلة الصحيحة (٢٤٦٣).
وهكذا وجد أبو رافع -رضي الله عنه- في قلبه عند أوَّل لقاء له برسول الله ﷺ ما وجد ابنُ سلَّام وحسَّانُ وغيرهما، ثم تأثَّر بخُلُق رسول الله ﷺ الرفيع، فشرح الله صدره للإسلام، وأشرق قلبه بنور الإيمان.
ثم رجع أبو رافع إلى بيت سيِّده العباس في مكة، وكان العباس قد أسلم قبل بدر مستخفيًا وكذلك زوجته أمُّ الفضل، فبقي معهم في مكة يخفي إسلامه -رضي الله عنهم-.
- فَرْحَةُ النصْرِ تَكشفُ سِرَّ أبي رَافِعٍ:
وجاءت غزوة بدر الكبرى، فنصر الله فيها المسلمين، وهزم المشـركين شرَّ هزيمة، وقُتل صناديدهم، وأُسِرَ سبعون من أشرافهم، فنزل الخبر في مكة كالصاعقة المدوِّية على قلوب المشـركين، وفرحًا وسرورًا في نفوس المسلمين المستضعَفين، ولكنَّ شدة الفرح فضحت إسلامَ أبي رافعٍ الخفي، وهيا بنا نستمع إليه وهو يُحدِّثنا عن هذا فيقول -رضي الله عنه-: (كُنْتُ غُلَامًا لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكُنْتُ قَدْ أَسْلَمْتُ، وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الْفَضْل، وَأَسْلَمَ الْعَبَّاسُ، وَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلَامَهُ مَخَافَةً قَوْمِهِ، وَكَانَ أَبُو لَهَبٍ قَدْ تَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ، وَبَعَثَ مَكَانَهُ الْعَاصَ بْنَ هِشَامٍ، وَكَانَ لَهُ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَقَالَ لَهُ: اكْفِنِي هَذَا الْغَزْوَ، وَأَتْرُكُ لَكَ مَا عَلَيْكَ، فَفَعَلَ، فَلَمَّا جَاءَ الْخَبَرُ، وَكَبَتَ اللهُ أَبَا لَهَبٍ، وَكُنْتُ رَجُلًا ضَعِيفًا أَنْحِتُ الْأَقْدَاحَ فِي حُجْرَةِ زَمْزَمَ، فَوَالله إِنِّي لَجَالِسٌ فِيهَا أَنْحِتُ أَقْدَاحِي وَعِنْدِي أُمُّ الْفَضْلِ جَالِسَةً وَقَدْ سَرَّنا مَا جَاءَنَا إِذْ أَقْبَلَ أَبُو لَهَبٍ يَجُرُّ رِجْلَيْهِ حَتَّى جَلَسَ إِلَى طُنُبِ الْحُجْرَةِ وَأَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى ظَهْرِي، فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: هَلُمَّ إِلَيَّ يَا ابْنَ أَخِي، فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ حَتَّى جَلَسَ عِنْدَهُ، فَجَاءَ النَّاسُ، فَقَامُوا عَلَيْهِمَا، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، كَيْفَ كَانَ أَمَرُ النَّاسِ؟ فَقَالَ: لَا شَيْءَ، فَوَالله إِنْ لَقِينَاهُمْ فَمَنَحْنَاهُمْ أَكْتَافَنَا يَقْتُلُونَنَا كَيْفَ شَاءُوا، وَيَأْسِرُونَنَا كَيْفَ شَاءُوا، وَايْمُ الله مَا لُمْتُ النَّاسَ، قَالَ: وَلِمَ؟، قَالَ: رَأَيْتُ رِجَالًا بِيضًا عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ لَا وَالله مَا تَلِيقُ شَيْئًا، وَلَا يَقُومُ لَهَا شَيْءٌ، قَالَ أبو رَافع: فَرَفَعْتُ طُنُبَ الْحُجْرَةِ، فَقُلْتُ: وَالله تِلْكَ الْمَلَ
ائِكَةُ، فَرَفَعَ أَبُو لَهَبٍ يَدَهُ، فَضَـرَبَ وَجْهِي وَثَاوَرْتُهُ، فَاحْتَمَلَنِي فَضَرَبَ بِي الْأَرْضَ حَتَّى بَرَكَ عَلَى صَدْرِي، فَقَامَتْ أُمُّ الْفَضْلِ فَاحْتَجَزَتْ، وَرَفَعَتْ عَمُودًا مِنْ عُمَدِ الْحُجْرَةِ فَضَـرَبَتْهُ بِهِ، فَعَلَّقَتْ فِي رَأْسِهِ شَجَّةً مُنْكَرَةً، وَقَالَتْ: يَا عَدُوَّ الله، اسْتَضْعَفْتَهُ، أنْ رَأَيْتَ سَيِّدَهُ غَائِبًا عَنْهُ، فَقَامَ عَنِّي مُوَلِّيًا ذَلِيلًا). مستدرك الحاكم (٥٤٠٣) ومسند البزار (٣٨٦٦).
- اللهُ يَنْتَقِمُ لأَوليَائِه:
قال اللهُ -عز وجل- في الحديث القدسي: (مَنْ عادَى لي وليًّا فقدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ). رواه البخاري (٦٥٠٢).
فهيا بنا نستمع لأبي رافع وهو يحدثنا كيف انتقم له اللهُ -عز وجل- من أبي لهب: (قَالَ أَبُو رَافِعٍ -رضي الله عنه-: فَرَفَعْتُ طُنُبَ الْحُجْرَةِ وَقُلْتُ: تِلْكَ وَالله الْمَلَائِكَةُ، فَرَفَعَ أَبُو لَهَبٍ يَدَهُ فَضَـرَبَ بِهَا وَجْهِي ضَرْبَةً شَدِيدَةً، وَثَاوَرَتْهُ فَاحْتَمَلَنِي فَضَـرَبَ بِي الْأَرْضَ، ثُمَّ بَرَكَ عَلَيَّ يَضْرِبُنِي وَكُنْتُ رَجُلًا ضَعِيفًا، فَقَامَتْ أُمُّ الْفَضْلِ فَاحْتَجَزَتْ، وَرَفَعَتْ عَمُودًا مِنْ عُمَدِ الْحُجْرَةِ فَضَـرَبَتْهُ بِهِ، فَعَلَّقَتْ فِي رَأْسِهِ شَجَّةً مُنْكَرَةً، وَقَالَتْ: يَا عَدُوَّ الله، اسْتَضْعَفْتَهُ إِنْ رَأَيْتَ سَيِّدَهُ غَائِبًا عَنْهُ، فَقَامَ مُوَلِّيًا ذَلِيلًا، فوَالله مَا عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا سَبْعَ لَيَالٍ حَتَّى رَمَاهُ اللهُ بِالْعَدَسةِ -العدسة: داء يظهر في الإنسان كالقرحة، انظر الطب النبوي لأبي نعيم (٤٩٢)-. فَقَتَلَهُ، فَلَقَدْ تَرَكَهُ بَنَوْهُ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً مَا يَدْفِنُوهُ حَتَّى أَنْتَنَ فِي بَيْتِهِ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَتَّقِي الْعَدَسَةَ كَمَا يَتَّقِي النَّاسُ الطَّاعُونَ حَتَّى قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لِابْنَيْهِ: أَلَا تَسْتَحِيَانِ، إِنَّ أَبَاكُمَا قَدْ أَنْتَنَ فِي بَيْتِهِ؟ فَقَالَا: إِنَّا نَخْشَى هَذِهِ الْقُرْحَةَ، فَقَالَ: انْطَلِقَا فَأَنَا مَعَكُمَا، قَالَ أبو رافع: فَوَالله مَا غَسَّلُوهُ إِلَّا قَذْفًا بِالْمَاءِ عَلَيْهِ مِنْ بَعِيدٍ، ثُمَّ احْتَمَلُوهُ فَقَذَفُوهُ فِي أَعْلَى مَكَّةَ إِلَى جِدَارٍ، وَقَذَفُوا عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ). مستدرك الحاكم (٤٥٠٣) ومسند البزار (٣٨٦٦).
- هِجْرَتُهُ لله وَرَسُولِه:
وبعد غزوة بدر الكبرى وَهَبَ العباسُ أبا رافعٍ لرسول الله ﷺ، فهاجر مسْرعًا إلى المدينة، وأقام بها مع النبيِّ ﷺ، فأعتقه النبيُّ ﷺ، وزَوَّجَهُ مِن مَولاته سَلمَى، فولدت له عُبيد الله الذي أصبح كاتبًا لعلي بن أبي طالب في خلافته -رضي الله عنهم-. أسد الغابة (٣١٥/١) والإصابة (١١٣/٧).
ما الذي أبكى أبا رافع؟
وها هو ذا أبو رافع -رضي الله عنه- يُعْتِقُه النبيُّ ﷺ من الرّقِّ، ويَمْنَحُهُ الحرية التي يَحُلُم بها كلُّ العبيد في تلك العصور، ولكنَّ العجيب أنَّ أبا رافع لمَّا جاءه خبر عتقه أجهش بالبكاء، فيا تُرى ما الذي أبكاه؟!
يخبرنا أبو هريرة -رضي الله عنه-، فيقول: (إنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: «إِذَا أَطَاعَ الْعَبْدُ رَبَّهُ وَسَيِّدَهُ فَلَهُ أَجْرَانِ»، فَلَمَّا أُعْتِقَ أَبُو رَافِعٍ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ - يَا أبَا رَافع -؟ قَالَ: كَانَ لِي أَجْرَانِ فَذَهَبَ أَحَدُهُمَا). رواه أحمد (٨٥٣٧) وأبو يعلى (٦٤٢٧) وصححه الأرناؤوط.
وهكذا كان حال هذا الجيل الرائع ومَن سلَكَ نهجهم يحزن الواحد منهم لدرجة البكاء على الحسنة تفوته، والأمثلة في ذلك لا تُعدُّ ولا تحصى.
وهكذا أصبح من آل بَيت النبيّ ﷺ:
وبعدما أعتق النبيُّ ﷺ أبا رافع أصبح يُقال له "أبو رافع مولى رسول الله ﷺ" -المولى لفظ له عدَّة معان، منها: العبد إذا أعتق-.
وبعد بكائه على ذهاب أحد الأجرين عنه يَلقى النبيَّ ﷺ فيبشـره ببشارة هي خير له من الدنيا وما فيها.
فعن أبي رافع -رضي الله عنه-، قال: أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ بَعَثَ رَجُلًا مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ عَلَى الصَّدَقَة، فَقَالَ لأبي رافع: اصْحَبْنِي كَيْمَا تُصِيب مِنْهَا، فقال له: لَا، حَتَّى آتِيَ رَسُولَ الله ﷺ فَأَسْأَلَهُ، قال أبو رافع: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ ﷺ: «يَا أَبَا رَافِعٍ، إِنَّ الصَّدَقَةَ حَرَامٌ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وإِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ». أحمد (٢٣٨٦٣) والترمذي (٦٥٧) والسلسلة الصحيحة (١٦١٣).
أي: إنَّك يا أبا رافع أصبحتَ من آل محمد ﷺ، وإنَّ الصدقة لا تحلُّ لمحمد وآله، عليهم صلوات الله وسلامه.
فكأنَّ هذه الكلمات هي اليد الحانية التي مسحت دموع أبي رافع، فهنيئًا له.
- خَيْرُ الناسِ أبو رَافِع:
جلس أصحاب الرسول ﷺ معه يومًا فسألوه عن خير الناس فقالوا: يَا رَسُولَ الله، مَنْ خَيْرُ النَّاسِ؟ قَالَ ﷺ: «ذُو الْقَلْبِ الْمَخْمُومِ، وَاللِّسَانِ الصَّادِ
- اللهُ يَنْتَقِمُ لأَوليَائِه:
قال اللهُ -عز وجل- في الحديث القدسي: (مَنْ عادَى لي وليًّا فقدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ). رواه البخاري (٦٥٠٢).
فهيا بنا نستمع لأبي رافع وهو يحدثنا كيف انتقم له اللهُ -عز وجل- من أبي لهب: (قَالَ أَبُو رَافِعٍ -رضي الله عنه-: فَرَفَعْتُ طُنُبَ الْحُجْرَةِ وَقُلْتُ: تِلْكَ وَالله الْمَلَائِكَةُ، فَرَفَعَ أَبُو لَهَبٍ يَدَهُ فَضَـرَبَ بِهَا وَجْهِي ضَرْبَةً شَدِيدَةً، وَثَاوَرَتْهُ فَاحْتَمَلَنِي فَضَـرَبَ بِي الْأَرْضَ، ثُمَّ بَرَكَ عَلَيَّ يَضْرِبُنِي وَكُنْتُ رَجُلًا ضَعِيفًا، فَقَامَتْ أُمُّ الْفَضْلِ فَاحْتَجَزَتْ، وَرَفَعَتْ عَمُودًا مِنْ عُمَدِ الْحُجْرَةِ فَضَـرَبَتْهُ بِهِ، فَعَلَّقَتْ فِي رَأْسِهِ شَجَّةً مُنْكَرَةً، وَقَالَتْ: يَا عَدُوَّ الله، اسْتَضْعَفْتَهُ إِنْ رَأَيْتَ سَيِّدَهُ غَائِبًا عَنْهُ، فَقَامَ مُوَلِّيًا ذَلِيلًا، فوَالله مَا عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا سَبْعَ لَيَالٍ حَتَّى رَمَاهُ اللهُ بِالْعَدَسةِ -العدسة: داء يظهر في الإنسان كالقرحة، انظر الطب النبوي لأبي نعيم (٤٩٢)-. فَقَتَلَهُ، فَلَقَدْ تَرَكَهُ بَنَوْهُ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً مَا يَدْفِنُوهُ حَتَّى أَنْتَنَ فِي بَيْتِهِ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَتَّقِي الْعَدَسَةَ كَمَا يَتَّقِي النَّاسُ الطَّاعُونَ حَتَّى قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لِابْنَيْهِ: أَلَا تَسْتَحِيَانِ، إِنَّ أَبَاكُمَا قَدْ أَنْتَنَ فِي بَيْتِهِ؟ فَقَالَا: إِنَّا نَخْشَى هَذِهِ الْقُرْحَةَ، فَقَالَ: انْطَلِقَا فَأَنَا مَعَكُمَا، قَالَ أبو رافع: فَوَالله مَا غَسَّلُوهُ إِلَّا قَذْفًا بِالْمَاءِ عَلَيْهِ مِنْ بَعِيدٍ، ثُمَّ احْتَمَلُوهُ فَقَذَفُوهُ فِي أَعْلَى مَكَّةَ إِلَى جِدَارٍ، وَقَذَفُوا عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ). مستدرك الحاكم (٤٥٠٣) ومسند البزار (٣٨٦٦).
- هِجْرَتُهُ لله وَرَسُولِه:
وبعد غزوة بدر الكبرى وَهَبَ العباسُ أبا رافعٍ لرسول الله ﷺ، فهاجر مسْرعًا إلى المدينة، وأقام بها مع النبيِّ ﷺ، فأعتقه النبيُّ ﷺ، وزَوَّجَهُ مِن مَولاته سَلمَى، فولدت له عُبيد الله الذي أصبح كاتبًا لعلي بن أبي طالب في خلافته -رضي الله عنهم-. أسد الغابة (٣١٥/١) والإصابة (١١٣/٧).
ما الذي أبكى أبا رافع؟
وها هو ذا أبو رافع -رضي الله عنه- يُعْتِقُه النبيُّ ﷺ من الرّقِّ، ويَمْنَحُهُ الحرية التي يَحُلُم بها كلُّ العبيد في تلك العصور، ولكنَّ العجيب أنَّ أبا رافع لمَّا جاءه خبر عتقه أجهش بالبكاء، فيا تُرى ما الذي أبكاه؟!
يخبرنا أبو هريرة -رضي الله عنه-، فيقول: (إنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: «إِذَا أَطَاعَ الْعَبْدُ رَبَّهُ وَسَيِّدَهُ فَلَهُ أَجْرَانِ»، فَلَمَّا أُعْتِقَ أَبُو رَافِعٍ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ - يَا أبَا رَافع -؟ قَالَ: كَانَ لِي أَجْرَانِ فَذَهَبَ أَحَدُهُمَا). رواه أحمد (٨٥٣٧) وأبو يعلى (٦٤٢٧) وصححه الأرناؤوط.
وهكذا كان حال هذا الجيل الرائع ومَن سلَكَ نهجهم يحزن الواحد منهم لدرجة البكاء على الحسنة تفوته، والأمثلة في ذلك لا تُعدُّ ولا تحصى.
وهكذا أصبح من آل بَيت النبيّ ﷺ:
وبعدما أعتق النبيُّ ﷺ أبا رافع أصبح يُقال له "أبو رافع مولى رسول الله ﷺ" -المولى لفظ له عدَّة معان، منها: العبد إذا أعتق-.
وبعد بكائه على ذهاب أحد الأجرين عنه يَلقى النبيَّ ﷺ فيبشـره ببشارة هي خير له من الدنيا وما فيها.
فعن أبي رافع -رضي الله عنه-، قال: أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ بَعَثَ رَجُلًا مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ عَلَى الصَّدَقَة، فَقَالَ لأبي رافع: اصْحَبْنِي كَيْمَا تُصِيب مِنْهَا، فقال له: لَا، حَتَّى آتِيَ رَسُولَ الله ﷺ فَأَسْأَلَهُ، قال أبو رافع: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ ﷺ: «يَا أَبَا رَافِعٍ، إِنَّ الصَّدَقَةَ حَرَامٌ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وإِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ». أحمد (٢٣٨٦٣) والترمذي (٦٥٧) والسلسلة الصحيحة (١٦١٣).
أي: إنَّك يا أبا رافع أصبحتَ من آل محمد ﷺ، وإنَّ الصدقة لا تحلُّ لمحمد وآله، عليهم صلوات الله وسلامه.
فكأنَّ هذه الكلمات هي اليد الحانية التي مسحت دموع أبي رافع، فهنيئًا له.
- خَيْرُ الناسِ أبو رَافِع:
جلس أصحاب الرسول ﷺ معه يومًا فسألوه عن خير الناس فقالوا: يَا رَسُولَ الله، مَنْ خَيْرُ النَّاسِ؟ قَالَ ﷺ: «ذُو الْقَلْبِ الْمَخْمُومِ، وَاللِّسَانِ الصَّادِ
قِ»، فقالوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟، قَالَ ﷺ: «هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، الذي لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ، فقَالُوا: فَمَنْ يَلِيهِ يَا رَسُولَ الله؟، قَالَ ﷺ: «الَّذِينَ يَشْنَأُ -أي: يبغض- الدُّنْيَا وَيُحِبُّ الْآخِرَةَ»، فقَالُوا: مَا نَعْرِفُ هَذَا فِينَا إِلَّا أَبَا رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ الله ﷺ. ابن ماجه (٤٢١٦) والسلسلة الصحيحة (٩٤٨).
فهذه الشهادة من أصحاب رسول الله ﷺ وفي حضوره وسَامُ شَرَفٍ على صدر أبي رافع -رضي الله عنه- من أُناس قال لهم النبيُّ ﷺ: «مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْــهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّـــارُ، أَنْتُمْ شُهَـدَاءُ الله فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ الله فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ الله فِي الْأَرْضِ». رواه البخاري (٣٦٥١) ومسلم (٢٥٣٥).
- مِنْ مَواقفه الطريفة مع النبيِّ ﷺ:
يَروي أبو رافع -رضي الله عنه- أنَّ شاةً أُهدِيَتْ له أيام حصار المشـركين للمسلمين في معركة الخندق، فجعلها في القِدْرِ، فدخل عليه النبيُّ ﷺ فقال له: «ما هذا يا أبا رافع؟، فقال: شَاةٌ أُهْدِيَتْ لَنَا يَا رَسُولَ الله، فَطَبَخْتُهَا فِي الْقِدْرِ، فقال ﷺ: «نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ يَا أَبَا رَافِعٍ» -وكان ﷺ يعجبه الذراع-، قال أبو رافعٍ: فناولته، ثم قال: «نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ يَا أَبَا رَافِعٍ»، قال: فناولته، ثم قال: «نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ يَا أَبَا رَافِعٍ»، قال: فقلت يا رسول الله: وكم للشاة من ذراع؟! إنَّما للشاة ذراعان، فقال ﷺ: «والذي نفسي بيده لو سَكَتَّ لأعطيتني أَذْرُعًا مَا دَعَوْتُ بِهِ». ابن حبان (٦٤٨٤) والدارمي (٤٥) والمعجم الكبير (٨٤٢).
جهاده في سبيل الله:
كانت أُحُد هي أولى غزواته مع رسول الله ﷺ، ثم شهد معه المشاهد كلها، وكان ممن شهد الحديبية وبايع تحت الشجرة؛ ليفوز بقول الله -تعالى-: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [سورة الفتح: ١٨]، ثم شهد فتح خيبر مع النبيِّ ﷺ، وها هو يُحدِّثنا عن شيء من بطولات الصحابة في ذلك الفتح فيقول -رضي الله عنه-: (خَرَجْنَا مَعَ عَلِيِّ بن أبي طالب حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ الله ﷺ بِرَايَتِهِ -يعني: إلى حصون خيبر-، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْحِصْنِ خَرَجَ إِلَيْهِ أَهْلُهُ فَقَاتَلَهُمْ، فَضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ، فَطَرَحَ تُرْسَهُ مِنْ يَدِهِ، فَتَنَاوَلَ عَلِيٌّ بَابًا كَانَ عِنْدَ الْحِصْنِ، فَتَرَّسَ بِهِ نَفْسَهُ، فَلَمْ يَزَلْ فِي يَدِهِ وَهُوَ يُقَاتِلُ، حَتَّى فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَلْقَاهُ مِنْ يَدِهِ حِينَ فَرَغَ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي نَفَرٍ مَعِي سَبْعَةٌ أَنَا ثَامِنُهُمْ نَجْهَدُ عَلَى أَنْ نَقْلِبَ ذَلِكَ الْبَابَ، فَمَا نَقْلِبُهُ). أخرجه أحمد في المسند (٢٣٨٥٨).
وبعد وفاة الرسول ﷺ استكمل أبو رافع رحلة الجهاد في سبيل الله، فقد خرج في خلافة أبي بكر الصديق مع جيوش المسلمين لفتح الشام، ثم خرج في خلافة عمر بن الخطاب في جيش عمرو بن العاص لفتح القدس، ثم يأتيه الخبر أن عمرو بن العاص يراود أمير المؤمنين عن فتح مصـر، فتتوق نفسه لموطنه الأصلي، حيث ملاعب الصبا والذكريات الجميلة، ويَحْلُم بنفسه يَحمل مصباح الهدى لأهله وقومه، وبالفعل خرج -رضي الله عنه- في جيش الفتح الإسلامي لمصر، فجزاهم الله عنا خيرًا. معرفة الصحابة لأبي نعيم (٢٠٧/١).
- وحان وقت الرحيل:
وبعد حياة طويلة عاشها أبو رافع في سبيل الله -تعالى-، يقف به قطار العمر على أعتاب منازل الآخرة، فينام على فراش الموت بالكوفة في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وتخرج روحه إلى بارئها سنة ست وثلاثين من الهجرة، وقيل سنة أربعين، وكان -رضي الله عنه- قد أوصى أميرَ المؤمنين عليًّا -رضي الله عنه- ببنيه من بعده، فكان عَليٌّ -رضي الله عنه- يتعهدهم ويرعاهم، ويُزَكِّي أَمْوَالَهم وَهُمْ أَيْتَامٌ. الوافي بالوفيات (٣٣/٩) وأسد الغابة (١٥٦/١) وسير أعلام النبلاء (١٦/٢).
فهذه الشهادة من أصحاب رسول الله ﷺ وفي حضوره وسَامُ شَرَفٍ على صدر أبي رافع -رضي الله عنه- من أُناس قال لهم النبيُّ ﷺ: «مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْــهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّـــارُ، أَنْتُمْ شُهَـدَاءُ الله فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ الله فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ الله فِي الْأَرْضِ». رواه البخاري (٣٦٥١) ومسلم (٢٥٣٥).
- مِنْ مَواقفه الطريفة مع النبيِّ ﷺ:
يَروي أبو رافع -رضي الله عنه- أنَّ شاةً أُهدِيَتْ له أيام حصار المشـركين للمسلمين في معركة الخندق، فجعلها في القِدْرِ، فدخل عليه النبيُّ ﷺ فقال له: «ما هذا يا أبا رافع؟، فقال: شَاةٌ أُهْدِيَتْ لَنَا يَا رَسُولَ الله، فَطَبَخْتُهَا فِي الْقِدْرِ، فقال ﷺ: «نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ يَا أَبَا رَافِعٍ» -وكان ﷺ يعجبه الذراع-، قال أبو رافعٍ: فناولته، ثم قال: «نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ يَا أَبَا رَافِعٍ»، قال: فناولته، ثم قال: «نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ يَا أَبَا رَافِعٍ»، قال: فقلت يا رسول الله: وكم للشاة من ذراع؟! إنَّما للشاة ذراعان، فقال ﷺ: «والذي نفسي بيده لو سَكَتَّ لأعطيتني أَذْرُعًا مَا دَعَوْتُ بِهِ». ابن حبان (٦٤٨٤) والدارمي (٤٥) والمعجم الكبير (٨٤٢).
جهاده في سبيل الله:
كانت أُحُد هي أولى غزواته مع رسول الله ﷺ، ثم شهد معه المشاهد كلها، وكان ممن شهد الحديبية وبايع تحت الشجرة؛ ليفوز بقول الله -تعالى-: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [سورة الفتح: ١٨]، ثم شهد فتح خيبر مع النبيِّ ﷺ، وها هو يُحدِّثنا عن شيء من بطولات الصحابة في ذلك الفتح فيقول -رضي الله عنه-: (خَرَجْنَا مَعَ عَلِيِّ بن أبي طالب حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ الله ﷺ بِرَايَتِهِ -يعني: إلى حصون خيبر-، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْحِصْنِ خَرَجَ إِلَيْهِ أَهْلُهُ فَقَاتَلَهُمْ، فَضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ، فَطَرَحَ تُرْسَهُ مِنْ يَدِهِ، فَتَنَاوَلَ عَلِيٌّ بَابًا كَانَ عِنْدَ الْحِصْنِ، فَتَرَّسَ بِهِ نَفْسَهُ، فَلَمْ يَزَلْ فِي يَدِهِ وَهُوَ يُقَاتِلُ، حَتَّى فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَلْقَاهُ مِنْ يَدِهِ حِينَ فَرَغَ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي نَفَرٍ مَعِي سَبْعَةٌ أَنَا ثَامِنُهُمْ نَجْهَدُ عَلَى أَنْ نَقْلِبَ ذَلِكَ الْبَابَ، فَمَا نَقْلِبُهُ). أخرجه أحمد في المسند (٢٣٨٥٨).
وبعد وفاة الرسول ﷺ استكمل أبو رافع رحلة الجهاد في سبيل الله، فقد خرج في خلافة أبي بكر الصديق مع جيوش المسلمين لفتح الشام، ثم خرج في خلافة عمر بن الخطاب في جيش عمرو بن العاص لفتح القدس، ثم يأتيه الخبر أن عمرو بن العاص يراود أمير المؤمنين عن فتح مصـر، فتتوق نفسه لموطنه الأصلي، حيث ملاعب الصبا والذكريات الجميلة، ويَحْلُم بنفسه يَحمل مصباح الهدى لأهله وقومه، وبالفعل خرج -رضي الله عنه- في جيش الفتح الإسلامي لمصر، فجزاهم الله عنا خيرًا. معرفة الصحابة لأبي نعيم (٢٠٧/١).
- وحان وقت الرحيل:
وبعد حياة طويلة عاشها أبو رافع في سبيل الله -تعالى-، يقف به قطار العمر على أعتاب منازل الآخرة، فينام على فراش الموت بالكوفة في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وتخرج روحه إلى بارئها سنة ست وثلاثين من الهجرة، وقيل سنة أربعين، وكان -رضي الله عنه- قد أوصى أميرَ المؤمنين عليًّا -رضي الله عنه- ببنيه من بعده، فكان عَليٌّ -رضي الله عنه- يتعهدهم ويرعاهم، ويُزَكِّي أَمْوَالَهم وَهُمْ أَيْتَامٌ. الوافي بالوفيات (٣٣/٩) وأسد الغابة (١٥٦/١) وسير أعلام النبلاء (١٦/٢).
#أشهر_الانتصارات_التي_أحرزها
#المسلمون_على_الصليبيين
منذ الحملة الصليبية الاولى سنة 490 هجرية وحتى استرداد عكا سنة 690 هجرية.
اولا- حملة الشعوب التي سبقت الحملة الاولى وصلت الى عند نيقية فقابلها المسلمون السلاجقة وابادوها عن اخرها ولم يبق منها الاكومة من العظام لِتُشْهِد من تلاها من الصليبيين على مصير حملة الشعوب.
وترتب على نجاح الحملة الاولى ان جردت اوربا حملة جديدة من 300 ألف سنة 493 فتصدى لها كمشتكين بن دانشمند وقضى عليها ولم ينج منها الابضع مئات .
وفي سنة497 أراد الصليبيون الاستيلاء على حران وتهديد الموصل وبغداد فتصدى لهم اميري الموصل و ماردين وأنزلوا بهم هزيمة ساحقة واسروا قائدين منهم .
وفي سنة513 طوق اميرماردين ايلغازي جيش روجر امير انطاكية وقتله مع كل جيشه حتى ان الصليبيين اطلقوا على المعركة معركة ساحة الدم بسبب ماخسروه.
وفي سنة 522 توغل نائب زنكي على حلب في البلاد التي بأيدي الصليبيين وقتل الاف منهم واسر 6000 وعاد الى حلب بغنائم بلغت 100ألف رأس من الماشية.
واسترد عماد الدين زنكي الرها سنة539 هـ وأسقط أول امارة صليبية اقاموها وقتل كل من وجده داخل الرها ولم يبق منهم احدا ولم يقتل النصارى الشرقيين , وكانت ردة الفعل الاوربية قوية فتشكلت حملة صليبية كبيرة لاسترداد الرها والقضاء على عماد الدين وعلى راسها ملك المانيا كونراد الثالث في 90 ألف.
ولكن السلطان مسعود سلطان السلاجقة في الاناضول نصب بجيشه كمينا محكما للامبراطور كونراد الثالث في نفس المكان الذي هزم فيه الصليبيون والده قبل خمسين سنة زمن الحملة الاولى.وتمكن مسعود بخطتة المحكمة من إبادة تسعة أعشار الجيش الالماني المكون من تسعين الف وهرب الامبراطور الالماني كونراد الثالث بعد أن أُصيب بجروح بالغة الى القسطنطينية ولم يستطع ملك فرنسا لويس السابع الذي وصل الى الشام تحقيق أي نصر للصليبيين.
وفي سنة 543 هجرية أباد نور الدين جيش انطاكية الصليبي وقتل أميرها ريموند بواتييه في معركة غربي حلب مع حليفه الباطني علي بن وفا الذي قتله نور الدين في المعركة.وارسل نور الدين راس ريموند بواتييه وذراع الباطني علي بن وفا الى الخليفة العباسي في بغداد في صندوق من الفضة بشارة بالنصر.
وفي منتصف رمضان سنة 559هجرية ألتقى نور الدين بالصليبيين وحلفائهم من الروم والارمن وهزمهم هزيمة نكراء وقتل منهم اكثر من 10ألاف وأسر جميع قادتهم.
وفي معركة حطين 583 هجرية طوق صلاح الدين الجيش الصليبي بأكمله وكانوا 50 ألفا ولم ينج منه أحد فوقعوا بين قتيل واسير وكان عدد القتلى اكثر من ثلثي الجيش , ونهضت اوربا باكملها في حملات كبرى ضد صلاح الدين حتى ان الوثائق والمصادر الاوربية تؤكد ان عدد من اتخذ شعار الصليب ضد صلاح الدين نحو مليون محارب.
وشق صلاح الدين الجبهه النصرانية وتحالف مع ملك الروم اسحاق انجيلوس ضد الغرب الصليبي وأرسل له هدايا قيمة واتفق مع على صد ملك المانيا بربروسا , ولما اخذ الجيش الجيش الألماني يمر على جسر فوق نهر الساف اجرى احصاء له فكان عددة يفوق 50 الف فارس و100 ألف راجل لو وصل لحسم الأمر لصالح الغرب .
وهنا يأتي العمل الإستخباراتي البديع فقد بنى صلاح الدين الأيوبي جهاز استخبارات لامثيل له في التاريخ الى اليوم ولو كتبت عنه لغطى مجلد كاملا , فقد كان ضمن الهدايا التي ارسلها صلاح الدين لملك الروم جرة مصنوعة من الفضة مليئة بخمر مسموم وكميات كبيرة من الدقيق والحبوب السامة , انها المخابرات…
فقد استطاع رجال مخابرات صلاح الدين دس تلك السموم في الطعام والخمر الذي باعه الروم للجيش الالماني. واخذت تفتك بهم طوال الطريق فمات معظمهم ولم يصل من ذلك الجيش الجبار الى عكا سوى ثلاثة الاف فقط بعد ان كان يقول المسلمون لو وصل ملك الالمان لاصبحنا نقول كانت بلاد الشام ومصر لنا .
خبر هذه الهدايا واثرها على الالمان لم ترد في مصادرنا وانما في المصادر الرومية والالمانية وهكذا حققت استخبارات صلاح الدين هذا النجاح الرائع.
ووصل ملك انجلترا ريتشارد قلب الاسد وملك فرنسا فيليب اغسطس وبقية الحملات الاوربية وبلغ عدد الصليبيين اكثر من 600 ألف حسب المصادر الانجليزية .
ودارت ملاحم طاحنة حول عكا وفي فلسطين بين جيش صلاح الدين والصليبيين واستمرت المعارك اكثر من ثلاث سنوات تكبد الصليبيون عشرات الالوف من القتلى .
ويشبه المؤرخ المعاصر هارولد لامب المعارك حول عكا بمعارك واترلو في العصر الحديث ، مما يؤكد ان صلاح الدين جاهد وكافح وصبر فوق طاقته .
ولم يفرط في القدس او يتنازل عنها وتم عقد هدنة مع ريتشارد قلب الاسد لمدة ثلاث سنوات وثلاثة اشهر فقط ليسترد انفاسه لانه اصبح تحت خط الفقر .
#المسلمون_على_الصليبيين
منذ الحملة الصليبية الاولى سنة 490 هجرية وحتى استرداد عكا سنة 690 هجرية.
اولا- حملة الشعوب التي سبقت الحملة الاولى وصلت الى عند نيقية فقابلها المسلمون السلاجقة وابادوها عن اخرها ولم يبق منها الاكومة من العظام لِتُشْهِد من تلاها من الصليبيين على مصير حملة الشعوب.
وترتب على نجاح الحملة الاولى ان جردت اوربا حملة جديدة من 300 ألف سنة 493 فتصدى لها كمشتكين بن دانشمند وقضى عليها ولم ينج منها الابضع مئات .
وفي سنة497 أراد الصليبيون الاستيلاء على حران وتهديد الموصل وبغداد فتصدى لهم اميري الموصل و ماردين وأنزلوا بهم هزيمة ساحقة واسروا قائدين منهم .
وفي سنة513 طوق اميرماردين ايلغازي جيش روجر امير انطاكية وقتله مع كل جيشه حتى ان الصليبيين اطلقوا على المعركة معركة ساحة الدم بسبب ماخسروه.
وفي سنة 522 توغل نائب زنكي على حلب في البلاد التي بأيدي الصليبيين وقتل الاف منهم واسر 6000 وعاد الى حلب بغنائم بلغت 100ألف رأس من الماشية.
واسترد عماد الدين زنكي الرها سنة539 هـ وأسقط أول امارة صليبية اقاموها وقتل كل من وجده داخل الرها ولم يبق منهم احدا ولم يقتل النصارى الشرقيين , وكانت ردة الفعل الاوربية قوية فتشكلت حملة صليبية كبيرة لاسترداد الرها والقضاء على عماد الدين وعلى راسها ملك المانيا كونراد الثالث في 90 ألف.
ولكن السلطان مسعود سلطان السلاجقة في الاناضول نصب بجيشه كمينا محكما للامبراطور كونراد الثالث في نفس المكان الذي هزم فيه الصليبيون والده قبل خمسين سنة زمن الحملة الاولى.وتمكن مسعود بخطتة المحكمة من إبادة تسعة أعشار الجيش الالماني المكون من تسعين الف وهرب الامبراطور الالماني كونراد الثالث بعد أن أُصيب بجروح بالغة الى القسطنطينية ولم يستطع ملك فرنسا لويس السابع الذي وصل الى الشام تحقيق أي نصر للصليبيين.
وفي سنة 543 هجرية أباد نور الدين جيش انطاكية الصليبي وقتل أميرها ريموند بواتييه في معركة غربي حلب مع حليفه الباطني علي بن وفا الذي قتله نور الدين في المعركة.وارسل نور الدين راس ريموند بواتييه وذراع الباطني علي بن وفا الى الخليفة العباسي في بغداد في صندوق من الفضة بشارة بالنصر.
وفي منتصف رمضان سنة 559هجرية ألتقى نور الدين بالصليبيين وحلفائهم من الروم والارمن وهزمهم هزيمة نكراء وقتل منهم اكثر من 10ألاف وأسر جميع قادتهم.
وفي معركة حطين 583 هجرية طوق صلاح الدين الجيش الصليبي بأكمله وكانوا 50 ألفا ولم ينج منه أحد فوقعوا بين قتيل واسير وكان عدد القتلى اكثر من ثلثي الجيش , ونهضت اوربا باكملها في حملات كبرى ضد صلاح الدين حتى ان الوثائق والمصادر الاوربية تؤكد ان عدد من اتخذ شعار الصليب ضد صلاح الدين نحو مليون محارب.
وشق صلاح الدين الجبهه النصرانية وتحالف مع ملك الروم اسحاق انجيلوس ضد الغرب الصليبي وأرسل له هدايا قيمة واتفق مع على صد ملك المانيا بربروسا , ولما اخذ الجيش الجيش الألماني يمر على جسر فوق نهر الساف اجرى احصاء له فكان عددة يفوق 50 الف فارس و100 ألف راجل لو وصل لحسم الأمر لصالح الغرب .
وهنا يأتي العمل الإستخباراتي البديع فقد بنى صلاح الدين الأيوبي جهاز استخبارات لامثيل له في التاريخ الى اليوم ولو كتبت عنه لغطى مجلد كاملا , فقد كان ضمن الهدايا التي ارسلها صلاح الدين لملك الروم جرة مصنوعة من الفضة مليئة بخمر مسموم وكميات كبيرة من الدقيق والحبوب السامة , انها المخابرات…
فقد استطاع رجال مخابرات صلاح الدين دس تلك السموم في الطعام والخمر الذي باعه الروم للجيش الالماني. واخذت تفتك بهم طوال الطريق فمات معظمهم ولم يصل من ذلك الجيش الجبار الى عكا سوى ثلاثة الاف فقط بعد ان كان يقول المسلمون لو وصل ملك الالمان لاصبحنا نقول كانت بلاد الشام ومصر لنا .
خبر هذه الهدايا واثرها على الالمان لم ترد في مصادرنا وانما في المصادر الرومية والالمانية وهكذا حققت استخبارات صلاح الدين هذا النجاح الرائع.
ووصل ملك انجلترا ريتشارد قلب الاسد وملك فرنسا فيليب اغسطس وبقية الحملات الاوربية وبلغ عدد الصليبيين اكثر من 600 ألف حسب المصادر الانجليزية .
ودارت ملاحم طاحنة حول عكا وفي فلسطين بين جيش صلاح الدين والصليبيين واستمرت المعارك اكثر من ثلاث سنوات تكبد الصليبيون عشرات الالوف من القتلى .
ويشبه المؤرخ المعاصر هارولد لامب المعارك حول عكا بمعارك واترلو في العصر الحديث ، مما يؤكد ان صلاح الدين جاهد وكافح وصبر فوق طاقته .
ولم يفرط في القدس او يتنازل عنها وتم عقد هدنة مع ريتشارد قلب الاسد لمدة ثلاث سنوات وثلاثة اشهر فقط ليسترد انفاسه لانه اصبح تحت خط الفقر .
ولم يعد يملك درهما واحدا ولم يستطع ان يحج سنة 588 ومات في اخر صفر سنة 589 وفتحوا خزانته الخاصة فلم يجدوا فيها شيئا واقترضوا قيمة الكفن له.
وعندما حانت ساعة دفن جثمان صلاح الدين أشار وزيره القاضي الفاضل بأن يدفن معه سيفه لعله يتوكأ عليه الى الجنة والمتوكئون فيها قليل .
وفي سنة 614 جاءت الحملة الخامسة وارسل زعماؤها الى ملك الحبشة النصراني يطلبون ان يساعدهم بارسال جيشه الى الحجاز لهدم الكعبة وهم يحتلون مصر .
وبعد معارك طويلة مع تلك الحملة تمكن المسلمون من هزيمتها بعد اربع سنوات من مجيئها و ذلك سنة 618 هجرية وعادت الحملة تجر اذيال الخيبة والندامة .
وفي سنة 642 هجرية انزل المسلمون هزيمة ساحقة بالصليبيين في معركة غزة وقتلوا منهم قرابة 30 الفا حتى ان بعض المؤرخين سماها حطين الثانية .
وفي سنة 647 جاء ملك فرنسا لويس التاسع بحملته واستطاع المسلمون تدمير جيشه بالكامل وقتلوا اكثرمن 30 ألف واسروا الباقين ومنهم لويس واخوته .
وفي رمضان سنة 666 هجرية حاصر المسلمون بقيادة الظاهر بيبرس انطاكية أكبر واغنى الدول الصليبية واقتحموها عنوة وقتلوا كل من فيها من الصليبيين .
وغنم المسلمون من انطاكية غنائم ضخمة حتى ان النقود قسمت على الجنود بالطاسات وليس بالعدد واصبح نساء واطفال الصليبيين القتلى عبيدا للمسلمين .
وانخفضت اسعار الرقيق حتى اصبح سعر الجارية 6دنانير والغلام دينارين فقط بينما سعر الجاموسة او البقرة لايتعدى درهمين لكثرة الغنائم في انطاكية.
وفي سنة 688 هجرية اقتحم المسلمون امارة طرابلس الصليبية بقيادة السلطان قلاوون وحدث للصليبيين فيها مثل مثلما حدث لاقرانهم في انطاكية .
وفي سنة 690 استرد المسلمون عكا بقيادة السلطان خليل بن قلاوون وأزالوا اخر المعاقل الصليبية من بلاد الشام ولكن ذلك لايعني نهاية الحروب الصليبية فقد استمرت الحروب الصليبية ضد المسلمين في الاندلس وفي حوض المتوسط طوال القرون التالية وهي مستمرة الى الان والى ان يظهر الاسلام على الدين كله.
كتبه. أ. د / علي بن محمد عودة الغامدي.
وعندما حانت ساعة دفن جثمان صلاح الدين أشار وزيره القاضي الفاضل بأن يدفن معه سيفه لعله يتوكأ عليه الى الجنة والمتوكئون فيها قليل .
وفي سنة 614 جاءت الحملة الخامسة وارسل زعماؤها الى ملك الحبشة النصراني يطلبون ان يساعدهم بارسال جيشه الى الحجاز لهدم الكعبة وهم يحتلون مصر .
وبعد معارك طويلة مع تلك الحملة تمكن المسلمون من هزيمتها بعد اربع سنوات من مجيئها و ذلك سنة 618 هجرية وعادت الحملة تجر اذيال الخيبة والندامة .
وفي سنة 642 هجرية انزل المسلمون هزيمة ساحقة بالصليبيين في معركة غزة وقتلوا منهم قرابة 30 الفا حتى ان بعض المؤرخين سماها حطين الثانية .
وفي سنة 647 جاء ملك فرنسا لويس التاسع بحملته واستطاع المسلمون تدمير جيشه بالكامل وقتلوا اكثرمن 30 ألف واسروا الباقين ومنهم لويس واخوته .
وفي رمضان سنة 666 هجرية حاصر المسلمون بقيادة الظاهر بيبرس انطاكية أكبر واغنى الدول الصليبية واقتحموها عنوة وقتلوا كل من فيها من الصليبيين .
وغنم المسلمون من انطاكية غنائم ضخمة حتى ان النقود قسمت على الجنود بالطاسات وليس بالعدد واصبح نساء واطفال الصليبيين القتلى عبيدا للمسلمين .
وانخفضت اسعار الرقيق حتى اصبح سعر الجارية 6دنانير والغلام دينارين فقط بينما سعر الجاموسة او البقرة لايتعدى درهمين لكثرة الغنائم في انطاكية.
وفي سنة 688 هجرية اقتحم المسلمون امارة طرابلس الصليبية بقيادة السلطان قلاوون وحدث للصليبيين فيها مثل مثلما حدث لاقرانهم في انطاكية .
وفي سنة 690 استرد المسلمون عكا بقيادة السلطان خليل بن قلاوون وأزالوا اخر المعاقل الصليبية من بلاد الشام ولكن ذلك لايعني نهاية الحروب الصليبية فقد استمرت الحروب الصليبية ضد المسلمين في الاندلس وفي حوض المتوسط طوال القرون التالية وهي مستمرة الى الان والى ان يظهر الاسلام على الدين كله.
كتبه. أ. د / علي بن محمد عودة الغامدي.
هاااااااااااام
القولُ الصحيحُ في مقتل الحسين رضي الله عنه، والموقف الشرعي منه.
يكتبها: عارف بن أحمد الصبري.
عضو هيئة علماء اليمن.
تنويهٌ لا بدَّ منه:
_إن بيان الحق في مقتل الحسين رضي الله عنه، والموقف الشرعي منه هو من الواجبات التي لا يجوز تأخيرها؛ بسبب ما تَلبَّس بمقتله من عقائد ضالة، وانحرافاتٍ وخرافاتٍ، وشركياتٍ، وتشويهٍ للإسلام، وفتنٍ واقتتالٍ واستحلالٍ للدماء والأعراض والأموال.
وقياماً بالواجب الشرعي كتبتُ هذا المقالَ معتمداً على نقلِ الثقات العدول من أهل العلم والورع، وقد سألتُ ربي أن يهديني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ، وأن يكتبَ لهذا العمل القبول، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين.
_راجياً من الجميع التعاون في نشر هذه الرسالة بقدر الإمكان، براءةً للذمة، وقياماً بالواجب الشرعي، وبياناً للحق، وصيانةً لدين المسلمين وعقيدتهم.
وأسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا جميعاً.
مسألة:
_الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والسبط: أي ابن البنت
_أبوهما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين الأربعة رضوان الله عليهم.
_أمهما فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
_هما سيدا شباب أهل الجنة.
_صحابيان جليلان من خيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مسألة:
ولد الحسن بن علي في المدينة المنورة في 15 رمضان سنة 3 للهجرة.
ومات في المدينة المنورة سنة إحدى وخمسين للهجرة، ودفن في البقيع.
_ولد الحسين في المدينة المنورة، في 3 شعبان سنة 4 للهجرة.
وقُتِل يوم الجمعة في العاشر من محرم سنة إحدى وستين للهجرة، في كربلاء بالعراق، ودفن جسده فيها واختلف في الموضع الذي دفن فيه رأسه.
مسألة:
قُتِل أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب يوم الجمعة، وهو خارجٌ لصلاة الفجر، قتله الخارجي الخبيث عبد الرحمن بن ملجم، سنة أربعين للهجرة.
مسألة:
تولى الحسن بن علي بن أبي طالب الخلافة بعد مقتل أبيه، لمدة ستة أشهر.
مسألة:
حصل الصلحُ بين المسلمين عام الجماعة، وعقد هذا الصلح أميرُ المؤمنين الحسن بن علي، وتنازل عن الإمامة طواعيةٍ لأمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان.
واعتبر الصحابة هذا الصلح من فضائل أمير المؤمنين الحسنِ رضي الله عنه، وقد بشّر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: (إن ابني هذا سيّد ولعلَ الله أن يُصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)، وفرح المسلمون بذلك وسموا ذلك العام (بعام الجماعة) واجتمعت كلمة المسلمين على معاوية، وحُقِنت الدماءُ وزالت الفتنة.
مسألة:
كان الحسين بن علي من شهود هذا الصلح، ورضي به؛ فبايع بالإمامة لمعاوية كما بايعه المسلمون، واجتمع المسلمون جميعاً على بيعة معاوية بن أبي سفيان.
مسألة:
بعد الصلح خرج الحسن والحسين من الكوفة ورجعا مع أهلهما إلى المدينة المنورة واستقرا فيها.
مسألة:
مكث معاوية بن أبي سفيان عشرين سنةً خليفةً للمسلمين حتى عام ستين للهجرة.
مسألة:
كان معاوية من أمناء الوحي وكُتَّابِه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أصحابه الذين غزوا معه، وشهدوا غزواته، ومن الذين دعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من الحلماء الكرماء الذين يُضرب بهم المثل، ومن الذين نفع الله بهم هذه الأمة.
مسألة:
قد كان بعض الناس زينوا لمعاوية مبايعة ابنه يزيد، ولكن يزيداً لم يكن على مستوى معاوية ولا قريباً من ذلك، ولم يكن من أهل الحلم والورع والسيادة في المسلمين.
مسألة:
لما بويع ليزيد بعد وفاة أبيه استنكر عددٌ من الصحابة بيعته، ولم يرضوا بها منهم: الحسين بن علي، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن الزبير، والمسور بن مخرمة، وخلائق من الصحابة.
مسألة:
_امتنع الحسين عن بيعة يزيد، وخرج من المدينة وذهب إلى مكة، ومكث فيها أشهراً.
مسألة:
بعد مبايعة يزيد سارع زعماء الكوفة من أنصار الحسين بالكتابة إليه يدعونه للقدوم عليهم ليبايعوه، فجاءت العدد من الكتب من العراق إلى الحسين أنهم يبايعونه، ويناشدونه أن يأتي إليهم، فلما كَثُرَ عليه ذلك أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب إلى الكوفة، فاجتمع أهل الكوفة فبايع لمسلم ثمانية عشر ألفاً ببيعة الحسين، ثم أرسل مسلم إلى الحسين يطلب منه القدوم إلى الكوفة.
مسألة:
كان أمير الكوفة الصحابي الجليل النعمان بن بشير بن سعيد الأنصاري رضي الله عنه، فعلم ببيعة أهل الكوفة للحسين، فقال النعمان إني لا أرفع سيفاً على مسلمٍ حتى يبدأني بالقتال.
مسألة:
علم أنصارُ يزيد بموقف النعمان والي يزيد على الكوفة فوشوا به إلى يزيد، فعزله يزيد وولَّى عليها عبيد الله بن زياد، وكان واليه على البصرة، وطلب منه أن يمنع الحسين من ولاية العراق، فجاء ابن زياد إلى الكوفة فوجد الناس قد بايعوا لمسلم بن عقيل ببيعة الحسين.
مسألة:
كتب مسلم بن عقيل إلى الحسين يستقدمه إلى الكوفة.
القولُ الصحيحُ في مقتل الحسين رضي الله عنه، والموقف الشرعي منه.
يكتبها: عارف بن أحمد الصبري.
عضو هيئة علماء اليمن.
تنويهٌ لا بدَّ منه:
_إن بيان الحق في مقتل الحسين رضي الله عنه، والموقف الشرعي منه هو من الواجبات التي لا يجوز تأخيرها؛ بسبب ما تَلبَّس بمقتله من عقائد ضالة، وانحرافاتٍ وخرافاتٍ، وشركياتٍ، وتشويهٍ للإسلام، وفتنٍ واقتتالٍ واستحلالٍ للدماء والأعراض والأموال.
وقياماً بالواجب الشرعي كتبتُ هذا المقالَ معتمداً على نقلِ الثقات العدول من أهل العلم والورع، وقد سألتُ ربي أن يهديني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ، وأن يكتبَ لهذا العمل القبول، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين.
_راجياً من الجميع التعاون في نشر هذه الرسالة بقدر الإمكان، براءةً للذمة، وقياماً بالواجب الشرعي، وبياناً للحق، وصيانةً لدين المسلمين وعقيدتهم.
وأسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا جميعاً.
مسألة:
_الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والسبط: أي ابن البنت
_أبوهما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين الأربعة رضوان الله عليهم.
_أمهما فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
_هما سيدا شباب أهل الجنة.
_صحابيان جليلان من خيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مسألة:
ولد الحسن بن علي في المدينة المنورة في 15 رمضان سنة 3 للهجرة.
ومات في المدينة المنورة سنة إحدى وخمسين للهجرة، ودفن في البقيع.
_ولد الحسين في المدينة المنورة، في 3 شعبان سنة 4 للهجرة.
وقُتِل يوم الجمعة في العاشر من محرم سنة إحدى وستين للهجرة، في كربلاء بالعراق، ودفن جسده فيها واختلف في الموضع الذي دفن فيه رأسه.
مسألة:
قُتِل أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب يوم الجمعة، وهو خارجٌ لصلاة الفجر، قتله الخارجي الخبيث عبد الرحمن بن ملجم، سنة أربعين للهجرة.
مسألة:
تولى الحسن بن علي بن أبي طالب الخلافة بعد مقتل أبيه، لمدة ستة أشهر.
مسألة:
حصل الصلحُ بين المسلمين عام الجماعة، وعقد هذا الصلح أميرُ المؤمنين الحسن بن علي، وتنازل عن الإمامة طواعيةٍ لأمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان.
واعتبر الصحابة هذا الصلح من فضائل أمير المؤمنين الحسنِ رضي الله عنه، وقد بشّر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: (إن ابني هذا سيّد ولعلَ الله أن يُصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)، وفرح المسلمون بذلك وسموا ذلك العام (بعام الجماعة) واجتمعت كلمة المسلمين على معاوية، وحُقِنت الدماءُ وزالت الفتنة.
مسألة:
كان الحسين بن علي من شهود هذا الصلح، ورضي به؛ فبايع بالإمامة لمعاوية كما بايعه المسلمون، واجتمع المسلمون جميعاً على بيعة معاوية بن أبي سفيان.
مسألة:
بعد الصلح خرج الحسن والحسين من الكوفة ورجعا مع أهلهما إلى المدينة المنورة واستقرا فيها.
مسألة:
مكث معاوية بن أبي سفيان عشرين سنةً خليفةً للمسلمين حتى عام ستين للهجرة.
مسألة:
كان معاوية من أمناء الوحي وكُتَّابِه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أصحابه الذين غزوا معه، وشهدوا غزواته، ومن الذين دعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من الحلماء الكرماء الذين يُضرب بهم المثل، ومن الذين نفع الله بهم هذه الأمة.
مسألة:
قد كان بعض الناس زينوا لمعاوية مبايعة ابنه يزيد، ولكن يزيداً لم يكن على مستوى معاوية ولا قريباً من ذلك، ولم يكن من أهل الحلم والورع والسيادة في المسلمين.
مسألة:
لما بويع ليزيد بعد وفاة أبيه استنكر عددٌ من الصحابة بيعته، ولم يرضوا بها منهم: الحسين بن علي، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن الزبير، والمسور بن مخرمة، وخلائق من الصحابة.
مسألة:
_امتنع الحسين عن بيعة يزيد، وخرج من المدينة وذهب إلى مكة، ومكث فيها أشهراً.
مسألة:
بعد مبايعة يزيد سارع زعماء الكوفة من أنصار الحسين بالكتابة إليه يدعونه للقدوم عليهم ليبايعوه، فجاءت العدد من الكتب من العراق إلى الحسين أنهم يبايعونه، ويناشدونه أن يأتي إليهم، فلما كَثُرَ عليه ذلك أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب إلى الكوفة، فاجتمع أهل الكوفة فبايع لمسلم ثمانية عشر ألفاً ببيعة الحسين، ثم أرسل مسلم إلى الحسين يطلب منه القدوم إلى الكوفة.
مسألة:
كان أمير الكوفة الصحابي الجليل النعمان بن بشير بن سعيد الأنصاري رضي الله عنه، فعلم ببيعة أهل الكوفة للحسين، فقال النعمان إني لا أرفع سيفاً على مسلمٍ حتى يبدأني بالقتال.
مسألة:
علم أنصارُ يزيد بموقف النعمان والي يزيد على الكوفة فوشوا به إلى يزيد، فعزله يزيد وولَّى عليها عبيد الله بن زياد، وكان واليه على البصرة، وطلب منه أن يمنع الحسين من ولاية العراق، فجاء ابن زياد إلى الكوفة فوجد الناس قد بايعوا لمسلم بن عقيل ببيعة الحسين.
مسألة:
كتب مسلم بن عقيل إلى الحسين يستقدمه إلى الكوفة.
مسألة:
لما أراد الحسين الذهاب إلى الكوفة اعترضه عبد الله بن عباس، فناشده ألا يذهب، فلم يسمع له الحسين.
فدعا عبد الرحمن بن أبي بكر فوافق ابن عباس في الرأي.
ثم دعا عبد الله بن عمر فوافقهما في الرأي، فقال للحسين: (أنشدك الله لا تذهب إليهم فقد خانوا أباك وأخاك، وأنهم أهل غدرٍ، ولا يَصدقون فيما يقولون.
ثم جاء محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب وهو أخو الحسين، فناشده ألا يذهب إلى أهل العراق، فلما رأى منه الجدّ وأنه ذاهب لا محالة سأله أن يترك أهل بيته ونساءه عنده في مكة فإنه يخاف عليهم غدرهم.
ثم جاء عبد الله بن الزبير فقال للحسين: (أين تذهب إلى قومٍ قتلوا أباك وطعنوا أخاك... استودعتك الله من قتيل، فواللهِ إني أرى أهل العراق سيغدرون بك).
فلم يسمع الحسين منهم، فكان ذلك قدراً قدّره الله سبحانه، وكان قدرُ الله مفعولاً.
مسألة:
ذهب عبيد الله بن زياد إلى الكوفة بعد أن وَلَّاهُ يزيد عليها، وكلفه بمنع ولاية الحسين على العراق، وسأل أهل الكوفة أن يأتوه بمسلم بن عقيل حيّاً أو ميتاً، ورصد لمن أتاه به مالاً جزيلاً، وهدد وتوعد الذين بايعوا للحسين.
فنكث أهل الكوفة وتفرق الناس عن مسلم بن عقيل فبقي وحده، واختفى في بيت امرأة، حتى حوصر فيه حتى قُتل.
مسألة:
خرج الحسين رضي الله عنه إلى العراق فلما كان في الطريق وصل إليه خبر مقتل مسلم بن عقيل، ففكر بالرجوع، لكن كثيراً ممن كانوا معه تحمسوا للأخد بثأر مسلم بن عقيل.
وقد لقي الفرزدقُ الشاعر المعروف الحسينَ فقال له: (إن أهل الكوفة لا يؤتمنون، وإن قلوبهم معك وسيوفهم مع بني أمية).
تريث الحسين في مكان فسأل عنه فقالوا: كربلاء، فلم يعجبه هذا الاسم فقال: كربٌ وبلاء.
وهناك في كربلاء وصل جيش الكوفة ومنهم الذين بايعوا للحسين بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص، فحاصروا الحسين، وأرادوا أخذ الحسين أسيراً ومن معه والذهاب به إلى عبيد الله بن زياد والي الكوفة، فرفض الحسين ذلك.
ثم قال الحسين لعمر بن سعد أمير الجيش خذ مني ثلاث خصال:
إما تتركني أرجع إلى مكة، وإما أن تتركني أذهب إلى يزيد بن معاوية فيرى أمره فيّ، أو تتركني أذهب إلى الثغور أجاهد حتى يأتيني الموت.
لم يقبل أمير الجيش عمر بن سعد من الحسين، وأصرَّ على أخذه أسيراً إلى عبيد الله بن زياد، فحاصروه، وقاتلوه، وقتلوه، وقتلوا عدداً من أهل بيته الذي كانوا معه.
_وقد كان الحسين يقاتل أهل الكوفة ويقول: (هؤلاء زعموا أنهم شيعتنا ولكنهم قد خانونا).
مسألة:
قال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله: (قد صحّ إسلام يزيد بن معاوية، وما صحّ قَتْله الحسينَ ولا أمر به ولا رَضيه، ولا كان حاضراً حين قُتل، ولا يصحُ ذلك منه، ولا يجوز ذلك به، فإن إساءة الظن بالمسلم حرام).
_وقال ابن الصلاح: (لم يصح عندنا أن يزيد أمر بقتل الحسين رضي الله عنه، والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله إنما هو عبيد الله بن زياد والي العراق إذ ذاك).
_ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل، ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك وظهر البكاء في داره... ولم يَسْبِ لهم حريماً، بل أكرم أهل بيته وأجارهم حتى ردهم إلى بلادهم).
مسألة:
قال ابن تيمية: (يزيد عند علماء المسلمين ملكٌ من الملوك لا يحبونه محبة الصالحين وأولياء الله ولا يسبونه).
_ويقول ابن كثير: (وقد أورد ابن عساكر أحاديث في ذم يزيد بن معاوية كلها موضوعة لا يصح منها شيء).
مسألة:
_طَعنُ الرافضة في يزيد غيرُ مستغربٍ؛ فقد سبّوا من أجمعت الأمة على فضلهم كأبي بكر وعمر وعثمان وعائشة رضوان الله عليهم.
مسألة:
كانت هذه الكارثة لها أثرٌ بالغ على نفوس المسلمين
_فأهل السنة وعلى رأسهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كرهوا هذه الواقعة، ولم يكونوا يرضون أن يذهب الحسين إلى العراق، وأسفوا عليه وحزنوا حزناً شديداً.
كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بعد مقتل الحسين يقول: (غَلَبَنا الحسينُ بن علي بالخروج، ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرةً، ورأى من الفتنة وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له ألا يتحرك ما عاش وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس، فإن الجماعة خير).
_وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: (غَلبني الحسينُ على الخروج، وقد قلت له إتقِ الله في نفسك والزم بيتك ولا تخرج على إمامك).
_وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: (كلمتُ حسيناً فقلت له: إتق الله ولا تضرب الناس بعضهم ببعض، فواللهِ ما حمدتم ما صنعتم، فعصاني).
_وكتب عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الحسين رضي الله عنه قائلاً له: (أما بعد فإني أسألك بالله لما انصرفت حين تنظر في كتابي، فإني مشفق عليك).
لما أراد الحسين الذهاب إلى الكوفة اعترضه عبد الله بن عباس، فناشده ألا يذهب، فلم يسمع له الحسين.
فدعا عبد الرحمن بن أبي بكر فوافق ابن عباس في الرأي.
ثم دعا عبد الله بن عمر فوافقهما في الرأي، فقال للحسين: (أنشدك الله لا تذهب إليهم فقد خانوا أباك وأخاك، وأنهم أهل غدرٍ، ولا يَصدقون فيما يقولون.
ثم جاء محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب وهو أخو الحسين، فناشده ألا يذهب إلى أهل العراق، فلما رأى منه الجدّ وأنه ذاهب لا محالة سأله أن يترك أهل بيته ونساءه عنده في مكة فإنه يخاف عليهم غدرهم.
ثم جاء عبد الله بن الزبير فقال للحسين: (أين تذهب إلى قومٍ قتلوا أباك وطعنوا أخاك... استودعتك الله من قتيل، فواللهِ إني أرى أهل العراق سيغدرون بك).
فلم يسمع الحسين منهم، فكان ذلك قدراً قدّره الله سبحانه، وكان قدرُ الله مفعولاً.
مسألة:
ذهب عبيد الله بن زياد إلى الكوفة بعد أن وَلَّاهُ يزيد عليها، وكلفه بمنع ولاية الحسين على العراق، وسأل أهل الكوفة أن يأتوه بمسلم بن عقيل حيّاً أو ميتاً، ورصد لمن أتاه به مالاً جزيلاً، وهدد وتوعد الذين بايعوا للحسين.
فنكث أهل الكوفة وتفرق الناس عن مسلم بن عقيل فبقي وحده، واختفى في بيت امرأة، حتى حوصر فيه حتى قُتل.
مسألة:
خرج الحسين رضي الله عنه إلى العراق فلما كان في الطريق وصل إليه خبر مقتل مسلم بن عقيل، ففكر بالرجوع، لكن كثيراً ممن كانوا معه تحمسوا للأخد بثأر مسلم بن عقيل.
وقد لقي الفرزدقُ الشاعر المعروف الحسينَ فقال له: (إن أهل الكوفة لا يؤتمنون، وإن قلوبهم معك وسيوفهم مع بني أمية).
تريث الحسين في مكان فسأل عنه فقالوا: كربلاء، فلم يعجبه هذا الاسم فقال: كربٌ وبلاء.
وهناك في كربلاء وصل جيش الكوفة ومنهم الذين بايعوا للحسين بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص، فحاصروا الحسين، وأرادوا أخذ الحسين أسيراً ومن معه والذهاب به إلى عبيد الله بن زياد والي الكوفة، فرفض الحسين ذلك.
ثم قال الحسين لعمر بن سعد أمير الجيش خذ مني ثلاث خصال:
إما تتركني أرجع إلى مكة، وإما أن تتركني أذهب إلى يزيد بن معاوية فيرى أمره فيّ، أو تتركني أذهب إلى الثغور أجاهد حتى يأتيني الموت.
لم يقبل أمير الجيش عمر بن سعد من الحسين، وأصرَّ على أخذه أسيراً إلى عبيد الله بن زياد، فحاصروه، وقاتلوه، وقتلوه، وقتلوا عدداً من أهل بيته الذي كانوا معه.
_وقد كان الحسين يقاتل أهل الكوفة ويقول: (هؤلاء زعموا أنهم شيعتنا ولكنهم قد خانونا).
مسألة:
قال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله: (قد صحّ إسلام يزيد بن معاوية، وما صحّ قَتْله الحسينَ ولا أمر به ولا رَضيه، ولا كان حاضراً حين قُتل، ولا يصحُ ذلك منه، ولا يجوز ذلك به، فإن إساءة الظن بالمسلم حرام).
_وقال ابن الصلاح: (لم يصح عندنا أن يزيد أمر بقتل الحسين رضي الله عنه، والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله إنما هو عبيد الله بن زياد والي العراق إذ ذاك).
_ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل، ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك وظهر البكاء في داره... ولم يَسْبِ لهم حريماً، بل أكرم أهل بيته وأجارهم حتى ردهم إلى بلادهم).
مسألة:
قال ابن تيمية: (يزيد عند علماء المسلمين ملكٌ من الملوك لا يحبونه محبة الصالحين وأولياء الله ولا يسبونه).
_ويقول ابن كثير: (وقد أورد ابن عساكر أحاديث في ذم يزيد بن معاوية كلها موضوعة لا يصح منها شيء).
مسألة:
_طَعنُ الرافضة في يزيد غيرُ مستغربٍ؛ فقد سبّوا من أجمعت الأمة على فضلهم كأبي بكر وعمر وعثمان وعائشة رضوان الله عليهم.
مسألة:
كانت هذه الكارثة لها أثرٌ بالغ على نفوس المسلمين
_فأهل السنة وعلى رأسهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كرهوا هذه الواقعة، ولم يكونوا يرضون أن يذهب الحسين إلى العراق، وأسفوا عليه وحزنوا حزناً شديداً.
كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بعد مقتل الحسين يقول: (غَلَبَنا الحسينُ بن علي بالخروج، ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرةً، ورأى من الفتنة وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له ألا يتحرك ما عاش وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس، فإن الجماعة خير).
_وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: (غَلبني الحسينُ على الخروج، وقد قلت له إتقِ الله في نفسك والزم بيتك ولا تخرج على إمامك).
_وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: (كلمتُ حسيناً فقلت له: إتق الله ولا تضرب الناس بعضهم ببعض، فواللهِ ما حمدتم ما صنعتم، فعصاني).
_وكتب عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الحسين رضي الله عنه قائلاً له: (أما بعد فإني أسألك بالله لما انصرفت حين تنظر في كتابي، فإني مشفق عليك).
_نقل الذهبي عن سعيد بن المسيب أنه قال: (لو أن الحسين لم يخرج لكان خيراً له).
_المسور بن مخرمة رضي الله عنه كتب إلى الحسين بأن لا يغتر بكتب أهل العراق، وَنَصَحه بأن لا يبرح الحرم).
_أما مسلم بن عقيل مبعوث الحسين إلى أهل الكوفة لمّا تفرق عنه أهل الكوفة وخذلوه بعث برسالة إلى الحسين فيها: (ارجع بأهلك، ولا يغرنك أهل الكوفة، فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي).
مسألة:
ما ترتب على موقف الحسين رضي الله عنه من مآسٍ يدل على صواب موقف الصحابة الذين عارضوا ذهاب الحسين إلى العراق.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن خروج الحسين: (ولم يكن في الخروج لا مصلحة دين، ولا مصلحة دنيا، بل تمكَّن أولئك الظلمة الطغاة من سِبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قتلوه مظلوماً شهيداً، وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن حَصَلَ لو قعد في بلده، فإن ما قصده من تحصيل الخير ودفع الشر لم يحصل منه شيء، بل زاد الشر بخروجه وَقَتْلِه، ونقص الخير بذلك، وصار ذلك سبباً لشر عظيم، وكان قتل الحسين مما أوجب الفتن، كما كان قتل عثمان مما أوجب الفتن).
مسألة:
الحسين قتل مظلوماً شهيداً؛ يقول ابن تيمية: (لما بلغ الحسين مقتل مسلم بن عقيل، فأراد الرجوع، فوافته سرية عمر بن سعد وطلبوا منه أن يستأسر لهم فأبى، وطلب أن يردوه إلى يزيد ابن عمه حتى يضع يده في يده، أو يرجع من حيث جاء، أو يلحق ببعض الثغور، فامتنعوا من إجابته إلى ذلك بغياً وظلماً وعدواناً).
ويقول ابن تيمية في موضع آخر: (الحسين لم يُقْتَل حتى أقام الحجةَ على من قتله، وطلب أن يذهب إلى الثغر وهذا لو طلبه آحاد الناس لوجب إجابته، فكيف لا يجب إجابة الحسين إلى ذلك وهو يطلب الكفَّ والإمساك..... وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي يأمر فيها بقتال المفارق للجماعة لم تتناول الحسين، فإنه رضي الله عنه لم يفرق الجماعة ولم يُقتل إلا وهو طالبٌ للرجوع إلى بلده، أو إلى الثغر، أو إلى يزيد داخلاً في الجماعة معرضاً عن تفريق الأمة، ولو كان طالباً ذلك أقلُّ الناس لوجب إجابته إلى ذلك، فكيف لا تجب إجابة الحسين إلى ذلك؟ ولو كان الطالب لهذه الأمور من هو دون الحسين، لم يجز حبسه ولا إمساكه فضلاً عن أسره وقتله).
مسألة:
قَتْلُ الحسين من كبائر الذنوب:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (قتل الحسين من أعظم الذنوب، وأن فاعل ذلك والراضي به والمعين عليه مستحقٌ لعقاب الله الذي يستحقه أمثاله، لكن قَتْلَهُ ليس بأعظم من قَتْلِ من هو أفضل منه من النبيين والسابقين الأولين، ومن قُتِل في حرب مسيلمة، وكشهداء أحد، والذين قتلوا ببئر معونة، وكقتل عثمان وقتل علي).
مسألة:
بعد كل الذي حصل جاء أهل الكوفة الذين شاركوا في قتل الحسين فقاتلوه وقتلوه يزعمون _زوراً وكذباً_ أن أهل السنة هم الذين قتلوه، وجعلوها مظلمةً مستمرةً إلى الأبد، وجعلوها مناسبةً سنويةً لسبِّ الصحابة، والطعن في المسلمين، والتحريض على قتل أهل السنة بحجة الإنتقام لدم الحسين.
مسألة:
ما يحصل اليوم من الحروب الطائفية والقتل والتنكيل بأهل السنة مما يشيب له الولدان ناتج عمّا يروج له الرافضة الطائفيون الذين خان أسلافهم الحسين وقتلوه، ثم ادّعوا كذباً أنهم أنصار الحسين وشيعته، وما قالوه إنما هو افتراء.
إن دم الحسين إنما هو في أعناق آباء الرافضة وأجدادهم الذين خانوه وقتلوه قاتلهم الله.
قتل الله من قاتل الحسين، ولعن من لعنه، ورضي الله عن الحسين وأرضاه وعن الذين قُتلوا معه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من قتل الحسين أو أعان على قتله أو رضي بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً).
مسألة:
يمارس الرافضة في ذكرى مقتل الحسين مجموعةً من الطقوس المخالفة للإسلام، بل والمناقضة لدين الله، وهي لا تخرج عن كونها خرافات، وأكاذيب، كالنياحة ولطم الخدود وشق الجيوب وضرب أنفسهم بالسياط والسلاسل، والسكاكين، وتداول الروايات المختلقة المكذوبة وسبِّ الصحابة والتحريض على أهل الإسلام بالقتل بدعوى الانتقام لدم الحسين، وكذلك تأليه الحسين والاستغاثة به ودعائه من دون الله، ونحو ذلك من المنكرات التي لم تعد تخفى على أحد.
وهذه الأفعال التي يفعلها الشيعة في عاشوراء متفقةٌ مع عقيدتهم التي تُكَفِّرُ الصحابة وجميع المسلمين، وتحرض على فتح باب الفتنة واستحلال دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم، بزعم أنهم قتلة الحسين.
مسألة:
الحسن والحسين كغيرهما من الصحابة بشرٌ غير معصومين، يصيبون ويخطئون، وحسبهم من الفضل صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فالصحابة كلهم عدول مرضيٌ عنهم، وعدهم الله جميعاً الجنة، ولا يخلف الله وعدَه.
_المسور بن مخرمة رضي الله عنه كتب إلى الحسين بأن لا يغتر بكتب أهل العراق، وَنَصَحه بأن لا يبرح الحرم).
_أما مسلم بن عقيل مبعوث الحسين إلى أهل الكوفة لمّا تفرق عنه أهل الكوفة وخذلوه بعث برسالة إلى الحسين فيها: (ارجع بأهلك، ولا يغرنك أهل الكوفة، فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي).
مسألة:
ما ترتب على موقف الحسين رضي الله عنه من مآسٍ يدل على صواب موقف الصحابة الذين عارضوا ذهاب الحسين إلى العراق.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن خروج الحسين: (ولم يكن في الخروج لا مصلحة دين، ولا مصلحة دنيا، بل تمكَّن أولئك الظلمة الطغاة من سِبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قتلوه مظلوماً شهيداً، وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن حَصَلَ لو قعد في بلده، فإن ما قصده من تحصيل الخير ودفع الشر لم يحصل منه شيء، بل زاد الشر بخروجه وَقَتْلِه، ونقص الخير بذلك، وصار ذلك سبباً لشر عظيم، وكان قتل الحسين مما أوجب الفتن، كما كان قتل عثمان مما أوجب الفتن).
مسألة:
الحسين قتل مظلوماً شهيداً؛ يقول ابن تيمية: (لما بلغ الحسين مقتل مسلم بن عقيل، فأراد الرجوع، فوافته سرية عمر بن سعد وطلبوا منه أن يستأسر لهم فأبى، وطلب أن يردوه إلى يزيد ابن عمه حتى يضع يده في يده، أو يرجع من حيث جاء، أو يلحق ببعض الثغور، فامتنعوا من إجابته إلى ذلك بغياً وظلماً وعدواناً).
ويقول ابن تيمية في موضع آخر: (الحسين لم يُقْتَل حتى أقام الحجةَ على من قتله، وطلب أن يذهب إلى الثغر وهذا لو طلبه آحاد الناس لوجب إجابته، فكيف لا يجب إجابة الحسين إلى ذلك وهو يطلب الكفَّ والإمساك..... وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي يأمر فيها بقتال المفارق للجماعة لم تتناول الحسين، فإنه رضي الله عنه لم يفرق الجماعة ولم يُقتل إلا وهو طالبٌ للرجوع إلى بلده، أو إلى الثغر، أو إلى يزيد داخلاً في الجماعة معرضاً عن تفريق الأمة، ولو كان طالباً ذلك أقلُّ الناس لوجب إجابته إلى ذلك، فكيف لا تجب إجابة الحسين إلى ذلك؟ ولو كان الطالب لهذه الأمور من هو دون الحسين، لم يجز حبسه ولا إمساكه فضلاً عن أسره وقتله).
مسألة:
قَتْلُ الحسين من كبائر الذنوب:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (قتل الحسين من أعظم الذنوب، وأن فاعل ذلك والراضي به والمعين عليه مستحقٌ لعقاب الله الذي يستحقه أمثاله، لكن قَتْلَهُ ليس بأعظم من قَتْلِ من هو أفضل منه من النبيين والسابقين الأولين، ومن قُتِل في حرب مسيلمة، وكشهداء أحد، والذين قتلوا ببئر معونة، وكقتل عثمان وقتل علي).
مسألة:
بعد كل الذي حصل جاء أهل الكوفة الذين شاركوا في قتل الحسين فقاتلوه وقتلوه يزعمون _زوراً وكذباً_ أن أهل السنة هم الذين قتلوه، وجعلوها مظلمةً مستمرةً إلى الأبد، وجعلوها مناسبةً سنويةً لسبِّ الصحابة، والطعن في المسلمين، والتحريض على قتل أهل السنة بحجة الإنتقام لدم الحسين.
مسألة:
ما يحصل اليوم من الحروب الطائفية والقتل والتنكيل بأهل السنة مما يشيب له الولدان ناتج عمّا يروج له الرافضة الطائفيون الذين خان أسلافهم الحسين وقتلوه، ثم ادّعوا كذباً أنهم أنصار الحسين وشيعته، وما قالوه إنما هو افتراء.
إن دم الحسين إنما هو في أعناق آباء الرافضة وأجدادهم الذين خانوه وقتلوه قاتلهم الله.
قتل الله من قاتل الحسين، ولعن من لعنه، ورضي الله عن الحسين وأرضاه وعن الذين قُتلوا معه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من قتل الحسين أو أعان على قتله أو رضي بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً).
مسألة:
يمارس الرافضة في ذكرى مقتل الحسين مجموعةً من الطقوس المخالفة للإسلام، بل والمناقضة لدين الله، وهي لا تخرج عن كونها خرافات، وأكاذيب، كالنياحة ولطم الخدود وشق الجيوب وضرب أنفسهم بالسياط والسلاسل، والسكاكين، وتداول الروايات المختلقة المكذوبة وسبِّ الصحابة والتحريض على أهل الإسلام بالقتل بدعوى الانتقام لدم الحسين، وكذلك تأليه الحسين والاستغاثة به ودعائه من دون الله، ونحو ذلك من المنكرات التي لم تعد تخفى على أحد.
وهذه الأفعال التي يفعلها الشيعة في عاشوراء متفقةٌ مع عقيدتهم التي تُكَفِّرُ الصحابة وجميع المسلمين، وتحرض على فتح باب الفتنة واستحلال دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم، بزعم أنهم قتلة الحسين.
مسألة:
الحسن والحسين كغيرهما من الصحابة بشرٌ غير معصومين، يصيبون ويخطئون، وحسبهم من الفضل صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فالصحابة كلهم عدول مرضيٌ عنهم، وعدهم الله جميعاً الجنة، ولا يخلف الله وعدَه.
مسألة:
انعقد إجماع أهل السنة على وجوب السكوت عمّا شجر بين الصحابة رضي الله عنهم؛ لأن الآثار المروية فيما وقع بين الصحابة على ثلاثة أقسام:
١_منها ما هو كذب.
٢_ومنها ما قد زِيْدَ فيه ونُقص، وتم تغييره عن وجهته.
٣_والصحيح منها هم فيه معذورون: إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون، وهم في ذلك يدورون بين الأجر والأجرين.
ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم.
قيل لعمر بن عبد العزيز: ما تقول في أهل صفين؟
فقال: (تلك دماء طهّر الله يدي منها فلا أحب أن أخضب لساني بها).
وقيل للإمام أحمد بن حنبل: (ما تقول فيما كان بين علي ومعاوية؟
قال: ما أقول فيها إلا الحسنى.... وقال: إقرأ قوله تعالى: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عمّا كانوا يعملون).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لا تسبوا أصحاب محمدٍ؛ فإن الله أَمرَ بالاستغفار لهم وهو يعلم أنهم سيقتتلون).
مسألة:
_اعلموا أن الله تعالى مدح الصحابة وأثنى عليهم ورضي عنهم، ووعدهم جميعاً بأن يدخلهم الجنة، والذي يسبهم يردُ على الله سبحانه، فإننا لا نتصور مسلماً يسب ويبغض قوماً يحبهم الله.
_يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحدٍ ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه).
_حق الصحابة على المسلمين الاستغفار لهم والترحم عليهم، امتثالاً لقوله تعالى: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم).
مسألة:
_من يسب الصحابة مفترٍ كذاب، قادح في الشريعة؛ لأن الصحابة هم العدول الثقاتُ حَمَلَةُ الشريعة إلينا، بل سب الصحابة أذيةٌ لله تعالى وقدحٌ في حكمته لأنه سبحانه اصطفاهم واختارهم لصحبة نبيه.
وسبّ الصحابة أذيةٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وللمؤمنين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سبّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين).
انعقد إجماع أهل السنة على وجوب السكوت عمّا شجر بين الصحابة رضي الله عنهم؛ لأن الآثار المروية فيما وقع بين الصحابة على ثلاثة أقسام:
١_منها ما هو كذب.
٢_ومنها ما قد زِيْدَ فيه ونُقص، وتم تغييره عن وجهته.
٣_والصحيح منها هم فيه معذورون: إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون، وهم في ذلك يدورون بين الأجر والأجرين.
ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم.
قيل لعمر بن عبد العزيز: ما تقول في أهل صفين؟
فقال: (تلك دماء طهّر الله يدي منها فلا أحب أن أخضب لساني بها).
وقيل للإمام أحمد بن حنبل: (ما تقول فيما كان بين علي ومعاوية؟
قال: ما أقول فيها إلا الحسنى.... وقال: إقرأ قوله تعالى: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عمّا كانوا يعملون).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لا تسبوا أصحاب محمدٍ؛ فإن الله أَمرَ بالاستغفار لهم وهو يعلم أنهم سيقتتلون).
مسألة:
_اعلموا أن الله تعالى مدح الصحابة وأثنى عليهم ورضي عنهم، ووعدهم جميعاً بأن يدخلهم الجنة، والذي يسبهم يردُ على الله سبحانه، فإننا لا نتصور مسلماً يسب ويبغض قوماً يحبهم الله.
_يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحدٍ ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه).
_حق الصحابة على المسلمين الاستغفار لهم والترحم عليهم، امتثالاً لقوله تعالى: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم).
مسألة:
_من يسب الصحابة مفترٍ كذاب، قادح في الشريعة؛ لأن الصحابة هم العدول الثقاتُ حَمَلَةُ الشريعة إلينا، بل سب الصحابة أذيةٌ لله تعالى وقدحٌ في حكمته لأنه سبحانه اصطفاهم واختارهم لصحبة نبيه.
وسبّ الصحابة أذيةٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وللمؤمنين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سبّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين).