tgoop.com/Alghamddiprof2/5605
Last Update:
ائِكَةُ، فَرَفَعَ أَبُو لَهَبٍ يَدَهُ، فَضَـرَبَ وَجْهِي وَثَاوَرْتُهُ، فَاحْتَمَلَنِي فَضَرَبَ بِي الْأَرْضَ حَتَّى بَرَكَ عَلَى صَدْرِي، فَقَامَتْ أُمُّ الْفَضْلِ فَاحْتَجَزَتْ، وَرَفَعَتْ عَمُودًا مِنْ عُمَدِ الْحُجْرَةِ فَضَـرَبَتْهُ بِهِ، فَعَلَّقَتْ فِي رَأْسِهِ شَجَّةً مُنْكَرَةً، وَقَالَتْ: يَا عَدُوَّ الله، اسْتَضْعَفْتَهُ، أنْ رَأَيْتَ سَيِّدَهُ غَائِبًا عَنْهُ، فَقَامَ عَنِّي مُوَلِّيًا ذَلِيلًا). مستدرك الحاكم (٥٤٠٣) ومسند البزار (٣٨٦٦).
- اللهُ يَنْتَقِمُ لأَوليَائِه:
قال اللهُ -عز وجل- في الحديث القدسي: (مَنْ عادَى لي وليًّا فقدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ). رواه البخاري (٦٥٠٢).
فهيا بنا نستمع لأبي رافع وهو يحدثنا كيف انتقم له اللهُ -عز وجل- من أبي لهب: (قَالَ أَبُو رَافِعٍ -رضي الله عنه-: فَرَفَعْتُ طُنُبَ الْحُجْرَةِ وَقُلْتُ: تِلْكَ وَالله الْمَلَائِكَةُ، فَرَفَعَ أَبُو لَهَبٍ يَدَهُ فَضَـرَبَ بِهَا وَجْهِي ضَرْبَةً شَدِيدَةً، وَثَاوَرَتْهُ فَاحْتَمَلَنِي فَضَـرَبَ بِي الْأَرْضَ، ثُمَّ بَرَكَ عَلَيَّ يَضْرِبُنِي وَكُنْتُ رَجُلًا ضَعِيفًا، فَقَامَتْ أُمُّ الْفَضْلِ فَاحْتَجَزَتْ، وَرَفَعَتْ عَمُودًا مِنْ عُمَدِ الْحُجْرَةِ فَضَـرَبَتْهُ بِهِ، فَعَلَّقَتْ فِي رَأْسِهِ شَجَّةً مُنْكَرَةً، وَقَالَتْ: يَا عَدُوَّ الله، اسْتَضْعَفْتَهُ إِنْ رَأَيْتَ سَيِّدَهُ غَائِبًا عَنْهُ، فَقَامَ مُوَلِّيًا ذَلِيلًا، فوَالله مَا عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا سَبْعَ لَيَالٍ حَتَّى رَمَاهُ اللهُ بِالْعَدَسةِ -العدسة: داء يظهر في الإنسان كالقرحة، انظر الطب النبوي لأبي نعيم (٤٩٢)-. فَقَتَلَهُ، فَلَقَدْ تَرَكَهُ بَنَوْهُ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً مَا يَدْفِنُوهُ حَتَّى أَنْتَنَ فِي بَيْتِهِ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَتَّقِي الْعَدَسَةَ كَمَا يَتَّقِي النَّاسُ الطَّاعُونَ حَتَّى قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لِابْنَيْهِ: أَلَا تَسْتَحِيَانِ، إِنَّ أَبَاكُمَا قَدْ أَنْتَنَ فِي بَيْتِهِ؟ فَقَالَا: إِنَّا نَخْشَى هَذِهِ الْقُرْحَةَ، فَقَالَ: انْطَلِقَا فَأَنَا مَعَكُمَا، قَالَ أبو رافع: فَوَالله مَا غَسَّلُوهُ إِلَّا قَذْفًا بِالْمَاءِ عَلَيْهِ مِنْ بَعِيدٍ، ثُمَّ احْتَمَلُوهُ فَقَذَفُوهُ فِي أَعْلَى مَكَّةَ إِلَى جِدَارٍ، وَقَذَفُوا عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ). مستدرك الحاكم (٤٥٠٣) ومسند البزار (٣٨٦٦).
- هِجْرَتُهُ لله وَرَسُولِه:
وبعد غزوة بدر الكبرى وَهَبَ العباسُ أبا رافعٍ لرسول الله ﷺ، فهاجر مسْرعًا إلى المدينة، وأقام بها مع النبيِّ ﷺ، فأعتقه النبيُّ ﷺ، وزَوَّجَهُ مِن مَولاته سَلمَى، فولدت له عُبيد الله الذي أصبح كاتبًا لعلي بن أبي طالب في خلافته -رضي الله عنهم-. أسد الغابة (٣١٥/١) والإصابة (١١٣/٧).
ما الذي أبكى أبا رافع؟
وها هو ذا أبو رافع -رضي الله عنه- يُعْتِقُه النبيُّ ﷺ من الرّقِّ، ويَمْنَحُهُ الحرية التي يَحُلُم بها كلُّ العبيد في تلك العصور، ولكنَّ العجيب أنَّ أبا رافع لمَّا جاءه خبر عتقه أجهش بالبكاء، فيا تُرى ما الذي أبكاه؟!
يخبرنا أبو هريرة -رضي الله عنه-، فيقول: (إنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: «إِذَا أَطَاعَ الْعَبْدُ رَبَّهُ وَسَيِّدَهُ فَلَهُ أَجْرَانِ»، فَلَمَّا أُعْتِقَ أَبُو رَافِعٍ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ - يَا أبَا رَافع -؟ قَالَ: كَانَ لِي أَجْرَانِ فَذَهَبَ أَحَدُهُمَا). رواه أحمد (٨٥٣٧) وأبو يعلى (٦٤٢٧) وصححه الأرناؤوط.
وهكذا كان حال هذا الجيل الرائع ومَن سلَكَ نهجهم يحزن الواحد منهم لدرجة البكاء على الحسنة تفوته، والأمثلة في ذلك لا تُعدُّ ولا تحصى.
وهكذا أصبح من آل بَيت النبيّ ﷺ:
وبعدما أعتق النبيُّ ﷺ أبا رافع أصبح يُقال له "أبو رافع مولى رسول الله ﷺ" -المولى لفظ له عدَّة معان، منها: العبد إذا أعتق-.
وبعد بكائه على ذهاب أحد الأجرين عنه يَلقى النبيَّ ﷺ فيبشـره ببشارة هي خير له من الدنيا وما فيها.
فعن أبي رافع -رضي الله عنه-، قال: أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ بَعَثَ رَجُلًا مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ عَلَى الصَّدَقَة، فَقَالَ لأبي رافع: اصْحَبْنِي كَيْمَا تُصِيب مِنْهَا، فقال له: لَا، حَتَّى آتِيَ رَسُولَ الله ﷺ فَأَسْأَلَهُ، قال أبو رافع: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ ﷺ: «يَا أَبَا رَافِعٍ، إِنَّ الصَّدَقَةَ حَرَامٌ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وإِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ». أحمد (٢٣٨٦٣) والترمذي (٦٥٧) والسلسلة الصحيحة (١٦١٣).
أي: إنَّك يا أبا رافع أصبحتَ من آل محمد ﷺ، وإنَّ الصدقة لا تحلُّ لمحمد وآله، عليهم صلوات الله وسلامه.
فكأنَّ هذه الكلمات هي اليد الحانية التي مسحت دموع أبي رافع، فهنيئًا له.
- خَيْرُ الناسِ أبو رَافِع:
جلس أصحاب الرسول ﷺ معه يومًا فسألوه عن خير الناس فقالوا: يَا رَسُولَ الله، مَنْ خَيْرُ النَّاسِ؟ قَالَ ﷺ: «ذُو الْقَلْبِ الْمَخْمُومِ، وَاللِّسَانِ الصَّادِ
BY قناة حركة التاريخ
Share with your friend now:
tgoop.com/Alghamddiprof2/5605