tgoop.com/Alghamddiprof2/5604
Last Update:
#أبُو_رَافِعٍ_مَولَى_رسولِ_الله_ﷺ
#مَنْ_هو_أبو_رَافِعٍ؟؟؟
هو رجل من قِبْطِ مصر، قيل اسمه إبراهيم، وقيل اسمه أسْلَم، وقع في الرِّقّ فكان مملوكًا للعبَّاس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- عمِّ النبيّ ﷺ، ثم وَهَبَه العباس للنبيِّ ﷺ بعد إسلامه، فأعتقه رسولُ الله ﷺ. المستدرك (٦٥٣٦) والسير (١٦/٢).
- قِصَةُ إسْلامِهِ:
لقد سمعْنا في القصص والروايات عن الحُبِّ من أوِّل نظرة، فكنتُ أتعجب من ذلك حتى دخلتُ بوجداني بستان الصحابة، فرأيتُ في بعض صوره الخلَّابة أنَّ الكثير منهم قد وقع حُبُّ رسول الله ﷺ في قلوبهم من أوَّل نظرة، فهذا على سبيل المثال عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- الذي كان حبرًا يهوديًّا يقول: (لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ الله ﷺ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ -أي ذهبوا إليه مسرعين- النَّاسُ إِلَيْهِ، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ الله ﷺ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ). الترمذي (٢٤٨٥) وابن ماجة (١٣٣٤) والسلسلة الصحيحة (٥٦٩).
وهذا حسان بن ثابت -رضي الله عنه- تقع عينه على النبيِّ ﷺ فيقول له:
وأجملُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني
وأكرمُ منكَ لم تَلِدِ النِّساءُ
خُلقتَ مُبَرَّءًا من كلِّ عيبٍ
كأنَّك قد خُلقتَ كما تشاءُ.
ديوان حسان بن ثابت ص (١٠).
وأمَّا بطل قصَّتنا أبو رافع -رضي الله عنه- فقد ساقه القَدَرُ نحو السعادة حين أرسلته قريش برسالة إلى النبيِّ ﷺ قبل غزوة بدر، فما أنْ دخل المدينة ووقعت عينُه على رسول الله ﷺ حتى ألقى الله محبته في قلبه، ولْنترك لأبي رافع المجال ليحدِّثنا بنفسه عن هذا اللِّقاء فيقول -رضي الله عنه-: (بَعَثَتْنِي قُرَيْشٌ بِكِتَابٍ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ، فَلَمَّا رَأَيْتُ رَسُولَ الله ﷺ أُلْقِيَ فِي قَلْبِي الْإِسْلَامُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إنِّي وَالله لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ أَبَدًا، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «إِنِّي لَا أَخِيسُ بِالْعَهْدِ -أي لا أنقض العهد- وَلَا أَحْبِسُ الْبُرُدَ -جمع بريد وهو الرسول- وَلَكِن ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَإِنْ كَانَ فِي نَفْسِكَ الَّذِي فِي نَفْسِكَ الْآنَ فَارْجِعْ»، قَالَ أبو رافع: فَذَهَبْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَأَسْلَمْتُ). أحمد (٢٣٩٠٨) وأبو داود (٢٧٥٨) والسلسلة الصحيحة (٢٤٦٣).
وهكذا وجد أبو رافع -رضي الله عنه- في قلبه عند أوَّل لقاء له برسول الله ﷺ ما وجد ابنُ سلَّام وحسَّانُ وغيرهما، ثم تأثَّر بخُلُق رسول الله ﷺ الرفيع، فشرح الله صدره للإسلام، وأشرق قلبه بنور الإيمان.
ثم رجع أبو رافع إلى بيت سيِّده العباس في مكة، وكان العباس قد أسلم قبل بدر مستخفيًا وكذلك زوجته أمُّ الفضل، فبقي معهم في مكة يخفي إسلامه -رضي الله عنهم-.
- فَرْحَةُ النصْرِ تَكشفُ سِرَّ أبي رَافِعٍ:
وجاءت غزوة بدر الكبرى، فنصر الله فيها المسلمين، وهزم المشـركين شرَّ هزيمة، وقُتل صناديدهم، وأُسِرَ سبعون من أشرافهم، فنزل الخبر في مكة كالصاعقة المدوِّية على قلوب المشـركين، وفرحًا وسرورًا في نفوس المسلمين المستضعَفين، ولكنَّ شدة الفرح فضحت إسلامَ أبي رافعٍ الخفي، وهيا بنا نستمع إليه وهو يُحدِّثنا عن هذا فيقول -رضي الله عنه-: (كُنْتُ غُلَامًا لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكُنْتُ قَدْ أَسْلَمْتُ، وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الْفَضْل، وَأَسْلَمَ الْعَبَّاسُ، وَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلَامَهُ مَخَافَةً قَوْمِهِ، وَكَانَ أَبُو لَهَبٍ قَدْ تَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ، وَبَعَثَ مَكَانَهُ الْعَاصَ بْنَ هِشَامٍ، وَكَانَ لَهُ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَقَالَ لَهُ: اكْفِنِي هَذَا الْغَزْوَ، وَأَتْرُكُ لَكَ مَا عَلَيْكَ، فَفَعَلَ، فَلَمَّا جَاءَ الْخَبَرُ، وَكَبَتَ اللهُ أَبَا لَهَبٍ، وَكُنْتُ رَجُلًا ضَعِيفًا أَنْحِتُ الْأَقْدَاحَ فِي حُجْرَةِ زَمْزَمَ، فَوَالله إِنِّي لَجَالِسٌ فِيهَا أَنْحِتُ أَقْدَاحِي وَعِنْدِي أُمُّ الْفَضْلِ جَالِسَةً وَقَدْ سَرَّنا مَا جَاءَنَا إِذْ أَقْبَلَ أَبُو لَهَبٍ يَجُرُّ رِجْلَيْهِ حَتَّى جَلَسَ إِلَى طُنُبِ الْحُجْرَةِ وَأَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى ظَهْرِي، فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: هَلُمَّ إِلَيَّ يَا ابْنَ أَخِي، فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ حَتَّى جَلَسَ عِنْدَهُ، فَجَاءَ النَّاسُ، فَقَامُوا عَلَيْهِمَا، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، كَيْفَ كَانَ أَمَرُ النَّاسِ؟ فَقَالَ: لَا شَيْءَ، فَوَالله إِنْ لَقِينَاهُمْ فَمَنَحْنَاهُمْ أَكْتَافَنَا يَقْتُلُونَنَا كَيْفَ شَاءُوا، وَيَأْسِرُونَنَا كَيْفَ شَاءُوا، وَايْمُ الله مَا لُمْتُ النَّاسَ، قَالَ: وَلِمَ؟، قَالَ: رَأَيْتُ رِجَالًا بِيضًا عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ لَا وَالله مَا تَلِيقُ شَيْئًا، وَلَا يَقُومُ لَهَا شَيْءٌ، قَالَ أبو رَافع: فَرَفَعْتُ طُنُبَ الْحُجْرَةِ، فَقُلْتُ: وَالله تِلْكَ الْمَلَ
BY قناة حركة التاريخ
Share with your friend now:
tgoop.com/Alghamddiprof2/5604