tgoop.com/Alemaad/542
Last Update:
إلى الذين تلفت أرواحهم في ذات الله؛ تاركين غايات النفوس، إلى مراضي القدوس.
إلى الذين أحيوا أمتهم؛ بأثر بقايا أجسادهم التي سكنت بطون السباع وحواصل الطير.
إلى الذين حبسوا حياتهم؛ لقصد الآخرة، فوقفوا رقابهم لربهم، وسبّلوا أجسادَهم لأمتهم، فبالغوا في هجر حاجاتهم لحاجاتها، وتركوا رغباتهم لتعيش أمتهم؛ فعاشت بموتهم، كما عاشت بحياتهم.
إلى أهل الآخرة؛ الذين أقبلوا على الآخرة إقبال أهل الدنيا على الدنيا، فتعرضوا للموت وأحبوا الشهادة، كما أحب بعض "المجاهدين السابقين" ما حصلوه من الدنيا، فظن هؤلاء أن بقاءهم أحياء خير لهم من موتهم شهداء؛ فهم إلى شقاء الحياة، أقرب منهم إلى هناء الموت.
إلى القلب الذي أمضّه الفقد، وأوجعته قروح البين، فهو يتقلب بين حرارة الذكرى ومرارة الغياب، حتى جرى الدمع سحاحا، فملأ المحاجر والمفارق.
قد ألف أخبار الموت، واعتاد استذكار الأوجاع: إلى والدة الشهيد.
إلى الأشباح؛ المكبلين في زنازين الظلم، الذين هم أصل قضيتنا، ومبتدأ جهادنا، وذريعة حصولنا على مرضاة ربنا.
إلى أنموذج العز، وعنوان الكرامة؛ في غزة، المتتابعين على طريق الفوز، المتسابقين إلى الجنة، الذين أعادوا إلينا مجدا مسلوبا، وشرفا غائبا، وكرامة نهشتها الكلاب العوادي.
إلى هؤلاء؛ وإلى كل من اكتسب شرف العلاقة معهم بأي سبب كان.
تقبل الله منا ومنكم.
BY العماد
Share with your friend now:
tgoop.com/Alemaad/542